عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-03-2013, 12:54 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...دلتني التجربة المتواضعة-أخي الحبيب الواعد خميس-أن ( الثقة بالنفس ) تتأتـَّى أصلاً من عامليْن اثنيْن،لا فِكَاكَ بينهما أو فِصال :

الأول / هو استمدادُ طاقة الثقة من أمْدَادِ معونته سبحانه وتعالى...

الثاني / هو إحساسنا المستمر بأننا-في تصرفاتنا وأفعالنا وقراراتنا-على الحق والهدى والصواب بصرف النظر عن مآل ما اجتهدنا فيه،لأن المجتهدَ-كما نعلم ونعتقد-مأجورٌ في الحالتيْن،سواءٌ أصابَ أو أخطأ...

في تقديري-أخي الكريم-أن الذي يمنحُ النفسَ ثباتا ورسوخاً وقوة هو هذان العاملان،وما رُئِيَ إنسانٌ واثقٌ في ما يُقرر ويَفعلُ إلا وكانَ وراءَ ثقته بنفسه باعثٌ عظيمٌ من فيوضاتِ الإعانة الإلهية بالدعاء والرجاء المستمر،وباعثٌ موازٍ من القناعة الراسخة أنه بالحق ومع الحق يقرر ويقول ويفعل...

وعلى النقيض..عندما نلمَحُ إنساناً مُذبذباً،مترددا،تائها،في أغوار نفسه،متقلِّباً في مَزاجه وقراراته،رجراجاً في أقواله وأفعاله،يقول ولا يَدري لماذا يقول،ويفعل ولا يدري لماذا يفعل،فلندركْ أن إنساناً كهذا،يا إما أنه قطعَ الصلة بينه وبين ربه وما صلته به إلا وهي أوْهَى من رقة الشعرة أو أنه في قراراته وأقواله وأفعاله التي يسلكُ سبيلـَها مُحاصَرٌ بإحساس مُقبَضٍ أن ما يقرر ويقول ويفعل مُجانبٌ للحق والمبدأ الذي يَدينُ به وله...

فقط-أخي الحبيب-أتوقفُ قليلاً عند قولكَ الكريم بأن الرجل أكثر ثقة من المرأة على أساس عقلانية الرجل وعاطفية المرأة،وأرى-واثقاً-أن مسألة العقل والعاطفة لا علاقة لها بأمر الثقة بالنفس،لأن الثقة بالنفس أمرٌ يعود في الأساس إلى وازع ( المبدأ ) الذي يَدينُ له الإنسان الذكر أو الأنثى،سواءٌ أكان الجانب العقلاني هو الذي يتغشى كِيَانـَه أو الجانب العاطفي...

وواللهِ،أعرف نساءً فضلياتٍ،لهن من ثقتهن الراسخة الصائبة بأنفسهن في ما يُقررن ويقلنَ ويَفعلنَ ما يَعْدِلُ عشرات ومئات الرجال-الذكور-المهزوزين،الخائرين،الفاشلين،الذين يهتزون لأدنى بموقفٍ بسبب فقدانهم لبواعث الثقة بأنفسهم..!!

وأنتَ تعرف ولاشكَ قصة ثقة المرأة العظيمة بنفسها عندما قاطعت الفاروقَ عمر-وهو على المنبر يَخطب أميراً للمؤمنين-لتعترض بجراءة وصرامة وحسم وبالحجة البالغة على اجتهاده في تحديد سَقفِ صَداق المرأة،فما كان من عمرَ رضي الله عنه-وقد كان وقافاً عند حدود الله-إلا أن يَقولَ كلمته المشهورة : (( أصابتِ امرأة وأخطأ عُمَرُ..!! ))...

وفي تراثنا الإسلامي والأدبي ثراءٌ عريضٌ لثقة المرأة المسلمة بنفسها...

المسألة عندي-أخي الحبيب-هنا ليست مسألة ذكورة أو أنوثة..المسألة تكمنُ في قدرة النفس الإنسانية مُطلقاً على امتلاكها لنواصي تلك الثقة،ثم لأثرها الذي تتركه هذه الثقة على حياة صاحبها ومحيطه الاجتماعي الذي يَحتك به...

جوزيتَ ألف خير-أخي الحبيب-على هذه الكشاكيل المتتالية من مقالاتكَ التي أرها ترتقي في مادتها وزخمها يوماً بعد يوم..ودمتَ قلماً كما تأملُ وتحلم...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 11-03-2013 الساعة 05:53 PM
رد مع اقتباس