الموضوع: سروال من حلفاء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-04-2014, 02:48 AM
أحمد بلكاسم أحمد بلكاسم غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 23
افتراضي سروال من حلفاء


لا يغير الله ما بكاتب حتى يغير ما بنفسه؛هذا ما حدث به نفسه وهوينشج نشيجا باردا كخيبة الأمل أمام بياض الصفحة، سمعت نفسه الأبية نشيجه فنقلت شكواه إلى توأميها؛ النفس اللوامة الأمارة والنفس المطمئنة.أشفقت هاتان الأخيرتان لحال صاحبهما الذي يتوق بأن يصبح أكثر شهرة منهما، فمنذ أن منّ الله عليه بحفظ بيت شهير من الشعر لصاحبته تماضر بنت عمرو، إبان مسيرته التعليمية المظفرة في أحد فصول المرحلة الثانوية والذي قضى فيه ثلاث سنوات حسوما، ذلك البيت الذي ترثي فيه أخاها صخرا: وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ ** كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ.هذا البيت أيقظ صاحبنا من سباته العميق و جعله يلتفت على حين غرة إلى ذاته ليعيد خلط أوراقه الإبداعية ويعطيها حقها - وإن لنفسك عليك حقا- من فرط غيرته من شقيق الخنساء، يريد لو أن كل أبواق المحافل الدولية تلهج باسمه حتى يسمع به من كان به صمم، ومن شدة أوار هذه النار تفحم وجهه، واكفهر دم قلبه، وولاه شيطان إبداعه إسته المشوي، وانكفأ على نفسيه يناشدهما الخلاص من الورطة التي ورطهما فيها،فانبرت له اللوامة بحزم معاتبة:
- ويحك يا مغرور، من سول لك امتطاء صهوة الرواية؟
-............!؟
- ألم تر أنها أطول منك قامة؟
-........... !؟
- ألا تعلم أن ركوبها طريق زلق؟
-........... !؟
- ألم تسمع بالمثل الذي ما انفكت المرحومة والدتك تردده على مسمعك: البس قدّك يواتيك!؟
- أي والله سمعتها رحمها الله تردده كثيرا.
- فلم لم تتعظ يا رجل؟
- ظننتها كانت تقصد بذلك أحذيتي التي طالما شكوت لها من إيلامها لقدمي.
قطب حاجبيه، وأرسل زفرة قاتمة سودت وجهه أكثر فأكثر، حتى لكأن يد الموت لامسته، وما كاد يردّ عليها حتى انبرت له الأمارة بالسوء موبخة وعابسة:
- من أرغمك على إقحام نفسك في التأليف المسرحي، وأنت لا تقوى القفز ولو شبرا إلى الأعلى! فأنّى لك الصعود على الركح؟
بحلق مليا في وجه محاورتيه، وزفر زفرة أشد قتامة من سابقتها وقال:
- ملا حظاتكما وجيهة جدا جدا جدا، أدركت ما ترومان إليه.
تهلل وجهه وأرسل زفرة حامية أطفأت نار الغيرة المتأججة في صدره وسارع إلى تكسير كل أقلامه التي يفوق طولها طول سبابته، كما بادر إلى إحراق كل دفاتره التي يفوق طولها راحة يده، ومن ثم صار كاتبا بارعا لا يشق له غبار في صناعة القصص القصيرة جدا جدا جدا، بالطبع بتواطؤ مع نفسه الأمارة بالسوء جدا جدا جدا...وأول قصة قصيرة جدا زعم أنه كتبها كانت هذه:
- قالت له أمه: خذ مني هذه.
- ماذا يا أماه؟
- انتبه إلى سروالك!
- إنه على مقاسي، ويواتيني طولا وعرضا.
- ياعبيط ،انتبه إلى سروالك !
- أووووه ماما..ما من عيب فيه.
- إذا كان من حلفاء، فلا تلعب بالنار.
:d
رد مع اقتباس