(رسالة إلى أمير المؤمنين)
أطْلَتُ الغـَيبَةَ يا أمير المؤمنين
وجِئْتُكَ من سبأ ٍبنبأ ِاليقين
وجُرْحٍ أليمٍ
وخَلْفي
قَبائِلُ الهَمّ
وأمواجُ اليَمّ
وممالِكُ الذّمّ
وسيفُ أبي لَهَبٍ وَحَمالَة الحَطَب
وداحِسُ والغَبْراء
.
.
إنْفَرَطَ العِقْدُ ياسيّدي
تَكَسَّرَتِ الأوتاد
تَزاحَمَ الأنْذالُ في المحَافِلِ والمنابر
تَنافَرتِ الأصوات
انْتُهِكَتِ المحَارِم
تَهَادى عويلُ الأراملِ وصراخُ الأُمْهاتِ
بين أنْقاضِ دُعاةِ
الحُرّيةِ
وأبواقِ التَحْريضِ والتَفْريق
.
.
تَكَالَبتْ أصابِعُ الغَدْرِ على الأثافي
تَعَثَّرَتِ الدوابُ
في كُلِّ الطُّرُقات
تَغَلْغَلَتْ مَخَالِبُ الفَسادِ ومَظالِمُ الوُلاة
.
.
عادتِ الوصايةُ
وسِياطُ الإسْتِعْمار
أختَلفت أخلاقُ الثوار
وفُضّتْ بَكَارَةُ أنْقََرةَ والرّياضَ
وإسْتُ الجزيرةِ والحِصار
.
.
أقْمِ العِمادَ يا سيّدي
وولِّ وَجْهَكَ بإتجاهِ الإنْتِصَار
لا تَضيرُكَ
سَجْدَةُ السّهْوِ الأخيرةِ وحُداةُ الصحراء
والخَنَاجِرُ
وجَعْجَعةُ الأثير
و
هُتَافاتُُ الصفوفِ
والعَمائِمُ
وارْتِعَاشَاتُ الكُفوفِ
ومَنْ تَيَمّمَ بالخبائِث أو توضأ من مُحيطاتِ النِّفَاق
.
.
فالرِّفاقُ همُ الرِّفاق
وللإيمانِ آياتٌ
وثَلاثٌ للنَّفاق
والملوكُ هُمُ الملوكُ مِنْ عَهْدِ بلِقيس
"إذا دخلوا قَريةً أفسدوها"
وبَذَروا الشّقَاق
.
.
فأغْرِسْ
لِمِرآةِ الكونِ نَخْلَتين
واسْجُدْ
في جوفِ اللّيلِ واقْتَرِبْ
لا تُبالي
بالنوافلِ والرِّعاع ِ
وخازِنِ السُخْطِ
والنِفْطِ
والرَّهْطِ
والعِجْلِ
والبِغال
.
.
فالصّيفُ صيفُكَ
والرّبيعُ ربيعُكَ
والأرْضُ والفَضَاء
والزّلازلُ والرِّياح
واخْضِرارُ الصَّحَارى
وغُصْنُ الزيتونِ
ورايةُ النِضال
.
.
أرحْ السَّديمَ مِنْ تابوتِ العَمالةِ
وَسماسرةِ الخِيَانَةِ
ومساراتِ الإنْفِصال
.
.
فَرُفَاتُ الأجْدادِ
تُنْبِتُ الدَرَاهِمَ
والمهرولين إلى الوراء
وأحْذيةَ الأُمراء
وعَبَاءَاتِ الرِّياء
.
.
أعِدِ الكَرامةَ يا أمير المؤمنين
للمُتَسوِّلين على أرْصِفةِ
الفُراتِ
والنِّيلِين
وأبوابِ البيتِ الأبيض
وأرْدوغان
وخليجِ العُربان
.
.
لَمْلِمْ أشْلاءَ الأمْواتِ
بالأمْوات
فالبَعْثُ ميلادٌ للحياة
وميزانٌ للحَقَّ
ومَلاذٌ للأمان.