[يزيد فاضلي]

...ما أرَقَّهَا نفحة إنابةٍ،يطوي بها المؤمنُ شيئًا من تيهه..من حيرته..من قلقه وضجره..من إحساسهِ بالتنائي والاغتراب...يطوي بها مسافةَ البُعْدِ-على قربِها-بينه وبين أعتاب الرحماتِ الإلهية بـ ( ترانيم الاستغفار ) وتراتيله الرقيقة الشفيفة في الآصال..وفي الأسحار...

...إن الإحساسَ بالانكسار في محراب العبودية لله عز وجل لا يوَرِّثُ في القلب التعوبِ إلا ما يُورثهُ بلسَمُ الدواءِ الباردِ حينما يُرْهَمُ به جُرْحٌ غائرٌ...

...كيف لا نستغفر ربنا..وقد كان القدوة الأمثل صلى الله عليه وسلم يُطرزُ بها شفتيْهِ الشريفتيْن الطاهرتيْن سبعين مرة في اليوم..وفي رواية صحيحة مائة مرة..؟؟!!

..إن الاستغفارَ-زيادةً على كونه بلسم القلب المنيب-فهو شكلٌ من أشكال الطرق الحاني على بابه سبحانه وتعالى،وإقرارٌ صريحٌ وضمنيٌّ من العبدِ أنْ لا ملجأ من الله إلا إليه..

..وما ردَّ ربي طارقٌ لبابه خائباً أبداً..أبداً...

...ندعو لكِ-أختنا البديعة الوضيئة المُضاءة الوَضَّاءة ضي-أن يُجازيكِ الباري سبحانه بما أنتِ أهله على هذه الصحيفة النورانية النافعة الهادفة التي أكرمتِ بها ذوائقَنا وأثريتِ بمضمونها-عن فضيلة الاستغفار-رصيدنا،وذكرتنا منها ما نسيْنا...

...ندعو لكِ...وجميعُنا يدعو ربه بقول القائل :

يا ربِّ،إن عظمتْ ذنوبي كثرةً ** فلقد علمتُ بأن عفوَكَ أعظمُ..!!