[حاتم خليفه]

تركت منديلها ونضارتها
تركت زجاجة عطرها وقلادتها

هذه المرة وجدت قلمها ومفتاحها
ورسالة سقطت من حقيبتها

وجدتُ آه متمرده
وأفكار مشرده
تسللت سرا من عمق حياتها

تركت سؤالى
ومرارة أحوالى
تضيع بين اجابتها

تركت أنفاسها
وبريق ماسها
وعطر كان يسكن عبائتها

وحين أذهب للسرايا
أبحث عنها بكل الزوايا
خلف الأسوار وبأخر حديقتها

حين أذهب عندها
سأسمع حكايات أنية الزهور
بنافذة غرفتها

سأتحسس جدرانها
وخزائن سجونها
وصورتى خلف مراياتها

أقرأ شعورها
وبعض أشعارها
بهوامش صفحتها

ابتسمت لاسطوانتها
وعشت سهرتها
وغنيتُ معها أغنيتها

ووجدت بعض الشعيرات السوداء
تمتزج بعطرها والنقاء
على وسادتها

وجدت خطوط بفنجانها
قرأتُ فيها بعض أحزانها
وتعرفت على أصل الهال بقهوتها

وجدت تعويذه الحفظ من الجان
واحترتُ من رائحة الدخان
وتسائلتُ عن نوع سيجارتها

وجدت ورقه ميلادها
وأول نبضة لفؤادها
واسمى بجوار اسمها بشهادتها

وعدت وحيدا وحيدا
ينبض داخلى قلبا عنيدا
لم يفارقها فى وحدتها