عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-06-2015, 11:11 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي سلامة وذيل العجوز الجزء الأخير





سلّامة وذيل العجوز



(11)



الجزء الأخيـــر



فأشفق الناس على الفتى، وشعروا بالحزن والأسى على المسكين
ونادى المنادى آمرا ذيل العجوز بالتقدّم، وقبل أن ينهض قال له الشيخ:
أمّا الصندوق الذي فيه نار فلن يقترب منه الذباب، وأمّا الأفاعي
فقد ماتت جوعا، وستجد رائحة كريهة من صندوقها، أمّا الألغاز فلم
أسمعها لكي أفك طلاسمها، فأستعن بالله وتذكّر حبيبتك
فإنّ ذكر الحبيب يزيل الهمّ
فشكره الفتى ومضى حتّى وقف بين يدي الملكة، فقالت له:
أسألك عن ألف ناقة لها عقال واحد؟
ففكّر للحظة ثمّ قال: إنّها المكنسة يا مولاتي
فأغتاظت الملكة لكنها قالت: أصبت
فهتف الجمهور إستحسانا وتشجيعا للفتى
فقالت الملكة: علزق بلزق في كل شيء يلزق، ما هو؟
فأحتار الفتى، وأغمض عينيه وتخيّل الأميرة سلاّمة قاعدة
أمامه فقال لها: علزق بلزق في كل شىء يلزق ما هو؟
فقالت: الإسم، فصرخ الفتى الإسم الإسم
فقالت الملكة: صدقت، فقل لي: ناس بوادي وماهم بوادي
وهم خلق الله، وماهم خلق الله. كيف هذا يستقيم؟
ففكر طويلا ثم قال:
- ناس بوادي: ناس يعيشون في البادية
وماهم بوادي: ماؤهم يجري في وادي
- هم خلق الله: الناس من مخلوقات الله
- ماهم خلق الله: وكذلك ماؤهم من خلق الله.
فوثبت الملكة واقفة، فوقف الجميع مهابة لها وإجلالا
وخوفا من سطوتها، وأنصتوا لما ستقول
فقالت: لقد نجوت من هذه أيها الفتى
فأذهب إلى المنصّة وأختر صندوقا من الثلاثة
فتوجّه إلى الصناديق ثم القى نظرة فاحصة، فلاحظ
أن الصندوق الذي به نار لا يدنو منه الذباب،
فأنحنى على الصندوقين الآخرين وجعل يشمّهما
فوجد رائحة منتنة من أحدهما، فحمل الصندوق
الثالث دون تردد، وخرج به
فلمّا رآه الناس قد خرج سليما معافى هتفوا بحياته
فغضبت الملكة غضبا شديدا، واحمر وجهها غيظا
وأطلقت شررا من عينيها الساخطتين.
فقال لها ذيل العجوز: لقد وفّيت بشروطي فهل توفّيني بشروطك؟
فهدأت سورة غضبها، وجلست على عرشها، ثمّ أمرت بتجهيز قافلة
من العير المحمّلة بصناديق الذهب والفضة والجواهر الكريمة والملابس والعطور
وقالت للفتى: العير بما فيها ومن معها لك
فانحنى الفتى شكرا وتقديرا للملكة، وطلب من الشيخ أن يرافقه فأبى
ثم إنطلق عائدا إلى مدينته
وعندما إقترب من ضواحيها قابله بعض الرعيان فلم يعرفوه
فمضى حتى وصل إلى كوخ العجوز
فأناخ العير وأمر الخدم بنصب الخيام.
وفي اليوم التالي وصل خبره إلى الملك دحّام
فأعجب بسرعة عودته، وأرسل إلى الأميرة يخبرها خبره، فسرّت وفرحت
وداخلها الحياء لقرب زواجها، فأمتنعت عن الخروج من غرفتها
أما ذيل العجوز فقد أمر ببناء قصر يماثل قصر الأميرة، وكذلك بنى منازل لأهله الفقراء
وعندما تم بناء القصر ذهب مع أمّه وعدد من وجهاء الغجر يتبعهم خدمه وعبيده
فأستأذن على الملك وخطب منه ابنته
فقال الملك دحّام: وما حسبك وما نسبك لتخطب بنات الملوك؟
قال ذيل العجوز: سترى بعينيك حسبي ونسبي، ثم صفّق بيديه
فدخل عشرة رجال يحملون صناديقا مملؤة بالذهب
والمجوهرات والملابس الثمينة، فلمّا رآها الوزراء والأمراء أبدوا إعجابا ورضى.
فقال الملك دحّام: قد زوجتك ابنتي سلاّمة، مقابل هذه الصناديق
وعمت الفرحة البلاد والعباد.

تمت بحمد الله




رد مع اقتباس