الموضوع: مغامرات نصيب
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-03-2016, 10:53 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مغامرات نصيب





مغامرات نصيب


(المزعج ذاته)







رحلة البحث عن زوجة


اللطمة المباركة


الحّ عليه والداه أن يتزوّج، لعلّه وعساه يسلى

ويهنأ باله قليلا، وينسى المغامرات والمواقف المحرجة فقبل

وحين عرضت عليه والدته أسماء بنات العمّ والخال والجيران

لم يقنع بواحدة منهّن، فلقد وضع شروطا ومواصفاتا يستحيل إتصاف

أنثى بها مجتمعة، وكان شرطه الأعظم أن تكون زوجة المستقبل قليلة

الكلام كثيرة الإستماع، تلزم المنزل ولا تبرحه إلاّ في حالات نادرة حدّدها

ووصلت أسرار تعنّت نصيب إلى مسمع ابنة عمته المسمّاة عافيه

وهي ليست كذلك على الحقيقة، فضيق خلقها معهود، وصبرها مفقود

وشرّها أشهر من نارٍ على علم، وكيدها يفلق الصخر الأصم

وعزمت على تلقينه درسا قاسيا يضعه في مكانته الطبيعية

كسائر الأزواج الذين أسلموا زمام القياده لزوجاتهم بكل بساطة

فزارت منزل خالها وقد ضمنت وجود نصيب وسماعه ما تقول

ولجرأتها وقحتها استفتحت الإجتماع بالحديث عن الزواج والأزواج

وكان مما هذت به إنها تعلم أين تعيش فتاة أحلام نصيب، فهب هذا

من على فراشه، وأقبل متهلل الوجه، باسم الشفتين، وقعد مقعدا

يقابل فيه عافيه وجها لوجه، فتصنّعت الخجل، ولبست ثوبا

لا يليق بها، وهو ثوب الحياء، وأظهرت العجلة، تحفيزا للأحمق

والذي ابتلع الطعم مغمض العينين، وأظهر إهتماما أثار حفيظتها

لأنّه لا يعي أنّها تكيد كيدا، ولم يطل صمتها وتحفّظها

بل القت كل ما أرتدت من أقنعة زائفة، ووجّهت حديثها

إلى ابن الخال المتهوّر فقالت: صدقت يا نصيب يا بن خالي

بنات البلد كلّهن شخله*، وما يناسبين واحد متطوّر كمايك*

فهضم نصيب الطعم الذي بلعه منذ وهلة، وأغمض عينيه

الجاحظتين سرورا بابنة العمّة المتعاطفة والفاهمة

وقال وقد غلبه العته: أيش ساوي* يا بنت عمّتي؟

فقالت له وبريق الخبث يلمع في عينيها:

آني با كلّم لك الصغيره*، ولا هي بغت* با تقع سهالة

وفرح الخال أيّما فرح، وزغردت أم نصيب إغتباطا

وأشرقت الأنوار في حياة نصيب عندما شاهد صورة

العروس الموعودة، وهي في الحقيقة موهومة، أقصد العروس

وصورة الممثلة العالميّة، فإن الفتاة تنحدر من قبيلة مهاجرة محافظة

على تقاليدها خاصة في الزواج، حتى بعد أن أستوطنت بلد نصيب

وتتجلّى قيمة ومكانة وهيبة الزوج عندهم بمدى إيلام وإرهاب وتحقير

العروس ليلة الدخلة، وعلى مرأى ومسمع من أهلها، وذلك بصفعها

صفعة نكراء على حر وجهها. وحكتمهم من ذلك تطبيع المرأة وتعويدها

من أول ليلة لها على طاعة الرجل، وطبعا نصيب يجهل هذه المعلومة تماما

بينما تعمّدت عافيه أن تصف له العروس وأهلها بكل نعوت الرقّة واللطافة

وتم الزواج بتيسير من الله، وليلة الدخلة وقبل رحيل الحضور حاول

والد العروس وإخوتها تنبيه نصيب إلى تكريم عروسته باللطمة المباركة

لكنّه كان في عالمٍ آخر، فأضطرّت أم العروس إلى مخاطبة عافية بهذا

الخصوص، فوجدتها الخائنة فرصة مناسبة لتلقين نصيب أول درس

فقالت له سرا: لازم تكرّم زوجتك قدّام الناس قبل ما تدخل عليها

ففهم نصيب أن التكريم يتم بمنحها هديّة مناسبة، فأخرج العقد الماسي

الذي أراد ان يهبها قبل أن يتماسا، والبسها إياه، فنهضت العروس مسرعة

ولجأت إلى حضن أمّها وهي تكاد تتلف من البكاء والنشيج، وقد فهمت

أن عريسها أهانها. وثارت ثائرة القوم الذين ظنّوا أنّ نصيب يشكّ

في سلوك ابنتهم فأهانها بذلك التصرّف، ولم يسلم موضع في بدنه

من العضّ والركل واللطم، بينما أغمي على عافية من شدّة الضحك.

وعندما تعافى نصيب قليلا جلس يفكّر، ثم قال متحسّرا:

أي هىء. بليس لا ما معو عشا يشعق نارين


يتبع إن شاء الله



المفردات


* شخله: سيئة

* كمايك: مثلك

* أيش ساوي: ماذا أفعل

* الصغيره: البنت

* بغت: رغِبت

* يقع: يتمّ

* سهالة: يُسر



رد مع اقتباس