[Shima AL-Alawi]

]فجر آخر ..

أتى الصبح بعد هرولة ليل طويل ..

استفقت من غفوتي رغم الحمى التي أصابتني..

دنوت من مكتبي لأتلذذ بمرارة قهوتي..

اتجهت نحو شرفتي والعرق يتصبب من جسدي..

تكاد تقتلني ..

أنها الحمى تداهمني ..

لا تسلو أن تفارقني ..

ربما وجدت طعما في جسدي ..

تتراجع خطواتي بعيدا عن الشرفة..

لبرودة قد خلفتها عاصفة باتت تلتهم البقعة..

اقتربت مرة أخرى إلى مكتبي لأكتب لي فقرة..

أمسكت بقلمي وهممت أفتح الصفحة ..

وخطرت في بالي فكرة..

فأغمضت عيني لبرهة..

أسترجع أنفاسي بلهفة ..

فسقطت بعدها بقوة ..




فلم أدرك نفسي إلا وأنا على سريري..

وينتابني أحساس كاد يمزق شراييني..

يا ربي ما هذه الآلام التي باتت تحتويني..

هل هو الموت القادم الذي ينتظرني..

أم أنه السقم فقط يزدريني..


ومضى الصبح وأتى ليل آخر....


نهضت مرة أخرى استجمع بقايا قوتي..

بثقل سير قدماي أيقظت عمتي..

فأقبلت مسرعة وأمسكت بيدي ..

وأعادتني إلى مكتبي وقالت هيا اكتبي ..

لا تستسلمي ..

فأنا هنا انتظرك لي تقرئي..

فإني اعشق ما تترجمي..

نظرت إليها وكلي ندم ..

فأنا لا أقوى على حمل القلم ..

وأصابعي قد أصابها الألم ..

وجسدي كذلك أعياه السقم..

عدت إلى سريري وحلمي المنتظر..

والبرد في غرفتي لم يغادر منذ شهر..

والقمر أراه أتعبه السهر..

فيأبى الرحيل ليظل مع النهر..

والنجوم كذلك قد أصابها القهر ..

حين أدركوا قسوة هذا الدهر ..

فلربما لن أظل معهم حتى السحر..

ولن أشهد ميلاد ذاك الفجر]..