الموضوع: حلم في غير محلم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-08-2009, 05:39 PM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

Talking حلم في غير محلم

حِــلْـــمٌ في غَــيـْـرِ مَــحْــلَـــمٍ
كان الشاعر فيصل مفتاح الحداد حليماً إلى أبعد حد ، حتى إن بعض رؤساء الأقسام أساء إليه ، ونظر في أحد المناهج التي وضعها لغاية في نفسه ، فانتقصه دون علم لهذه الغاية ، فحز ذلك في نفسه ، ولكنه ـ لخلقه الكريم ـ لم يشأ أن يهجوه ، وفضَّل أن يصف لسانه مهدداً به ، لعل هذا الوصف يكف عنه ألسنة الطامعين في حلمه ، فقال :

الـحِـلْـمُ فَـضْـلٌ خَـيْـرُهُ مُـتَـوَاتـِـــــرُ وَالـجَـهْـلُ نَـقْـصٌ شَـرُّهُ مُـتَـكَـاثِـرُ
حِـلْـمِـي أَصَــمُّ فَـلا يُـقَـاسُ بـِغَـيْـرِهِ يَـغْـذُوهُ عَـقْـلٌ صَـائِـبٌ وَمَـآثـِــــرُ
عِـلْـمٌ وَخُـلْـقٌ وَافِــرَانِ كِــلاهُـمـَــــا قَـلْـبٌ وَسـَمْـعٌ وَاعِـيَـانِ وَنَـاظـِـــرُ
لمـَّا رَأَيْـتُ الـحِـلْـمَ لَـيْـسَ بـِنَـافِـعِـي وَاسْـتَـبْـصَرَتْ ذَاكَ الـعَـدَاءَ بَصَائِـرُ
وَتَـوَاثـَبَـتْ مِـثـْلَ الـلِّـيُـوْثِ ضَـغَـائِنُ وَنَـزَا بـِهَـا بَـعْـدَ السَّـكِـيْـنَـةِ آمِــرُ
وَتَـأَجَّـجَـتْ نَـارُ الـعَـــدَاوَةِ بـَيْـنَـنَـا شَـرَرَاً تـَنَـاهَـى وَالـرِّيَـاحُ هَـوَاجِـــرُ
وَعَـلِـمْـتُ أَنَّ الـعَـائـِدَاتِ تَـفَـاقَـمَتْ وَتَـقَـاطَـرَتْ مِـثـْلَ السِّـيُـولِ قَـوَاطِـرُ
سَـارَعْـتُ للحَـزْمِ الذي هُـوَ نَاصـِرِي مِـنْ مـِقْـوِلٍ فِـيـهِ الظُّـنُـونُ حـَوَائِــرُ
مُـتَـمَـدِّدَاً بـَيْـنَ الـلِّـثـَاتِ كَـــأَنـَّـــهُ صِــلٌ تَــوَارَثـــهُ الـزَّمَـانُ الـغَـابـِـرُ
قَـدْ نَـامَ دَهْـرَاً لا يُـسِـيْـغُ طَـرِيـــدَةً أَضْـنَـى بـِهِ الـجَـدُّ الـبَـئِيسُ العَاثِرُ
قَـدْ زُعْـتُـهُ مِـنْ جـَانِـبَـيْـهِ فَـقَـامَ لِي مِـثـْلَ المـُؤَذِّنِ وَهْــوَ نَـضٌّ فـاغِــرُ
أَطْـلَـقْـتُـهُ مِـنْ مِـحْـبَسَيْـه مُـحَـرَّرَاً يـَغْدُو كَـمَـا يَغْدُو الكَـمِيُّ الظَّـافِـرُ
وإذَا انْـتَـفَـضْـتُ مـِنَ الجَلِيسِ حَمِيَّةً مِـمَّـا يَـقُولُ ، وَلـِلْـمَـقَـالِ مَـعَـايـرُ
وَسـَلَـلْـتُ مِـنْ فَـرْطِ الإَهَانَـةِ مِذْوَدِي عــوذاً بــه وَهْـــوَ الـطَّـوِيـلُ الـوَافِرُ
فَـزِعَـتْ إلى ذَاكَ الـنِّـدَاءِ مَـرَائِـــرِي وَأَجَـابَـنِي مَـحْضُ الـضَّـرِيـبَةِ بَاتِرُ
عَـضْـبٌ يَـحَـارُ الـطـَّرْفُ مِـنْ لمعَانِهِ وَكَـأَنَّـهُ نـَابُ المـَـنُونِ الكَـاسِــــــرُ
وَلَـقَـدْ بَـرَى الأعْـدَاءَ مـِنِّـيَ صَـــارِمٌ صَـلْـبٌ عَـلَـى جَـلْـــبِ العَلِيَّةِ قَادِرُ
وإذَا ابْـتُـلِـيـتُ مِـنَ الـعِـبَادِ بخَامِلٍ وَأَهَـانـَنِـي بَـيْـنَ المـجَــامِـعِ قـَاصِـرُ
دَارَتْ رَحَـى الـشَّـرِّ الـتِـي عَـطَّـلْتُهَا أبـداً تـدور ، وَلـِلْــشُّــرُورِ دَوَائِــــرُ
خَـلْـفِـي كُـمَـاةٌ كَـالجَـرَادِ عَـدِيدُهُمْ وَكَـأَنَّـهُـمْ في الـنَّـائـِـبَـاتِ خـَــوَادر
لَـوْ صِحْتُ في تِلْكَ الجَحَافِلِ صَيْحَةً لَـتَـدَفَّـقَـتْ مِـثـلَ الـســِّيُـولِ كَوَاسِـرُ
أَوْ لَـوْ أَشَـرْتُ بـِإصْـبَـعِـي فَـكَـأَنَّمَـا هَـبَّـتْ بـِهِ الـرِّيـحُ العَـقِـيـمُ العَاقِـــرُ
مَا كُـنْـتُ أَرْغَبُ أَنْ أُصِيبَ مُقَـارِعَاً حِـلْـمَـاً وَعَـفْـوَاً وَالـرِّجَـالُ صَـــوَابـِـرُ
َربِّـي قَـرِيـبٌ لا يُـؤَخِّـرُ مَـطْـلَــبـِي لِـي عِـنْـدَهُ يـَوْمَ الـبـَلِـيـَّـةِ خَـــاطِـــرُ
وَإذَا رَفَـعْـتُ إلى السَّـمَـاءِ بحَاجَــةٍ أَوْفَـــى بـهـا رَبٌّ عـــلـــيٌّ قــَـــادِرُ
فَضْلاً مِنَ الْـلَّـهِ الـكَـرِيـمِ وَمِـنَّــــةً مَـــا دَامَ حـَــــيٌّ أَوْ لِـسَـانٌُ ذَاكِـــــرُ
__________________
فيصل الحداد
رد مع اقتباس