[الشاعر إبراهيم السوطي]

عندلة حنين


أشدووو..
وما أدرك الماضون أغنيتي
ما زلت أجثو على آثارهم أسفا
يااا أيها الناحتون الحرف تحت دمي
جفت دمائي..وظل النحت مرتجفا
تُمشّط الريح شوق الضائعين هنا
فلا زرائب، لا شبّاك، لا سعفا
أين (المزارعُ)؟ أين الروض؟ أين ندى؟
على حرير أزاهير الربى ذرفا؟
أين السواقي فيغريها الهديل على
غصنٍ يداعبه الغربي ما عصفا؟
وأين تمّوز؟ وحي الشعر ينزل بي
وكل نخل بلادي ها هنا عكفا
ووادِ ضيقة نايٌ في تموّجِهِ
كأنه البحر في عليائه اتصفا
كل الجهات هنا شعر، ولا قلمٌ
ولّى النزيف.. فظل الحرفُ وانحرفا
كل المقاهي رباباتٌ معتقة
مثل الكراسي عليها لم نزل تُحفا
أنا اعاني فلا حلم أعانقه
قد مر بين جفوني الليل وانتصفا
لا ضوءَ في شارع الكرنيش ملتهب
فكيف تكسو خيوطُ الضوء ما رصفا؟
أمشي فحيث حفرت الأرض أزرعني
ولادة مثلها التاريخ ما ألفا
أمضي ونصفي وجود لا أحس به
لا الظل ظلي ولا الإسفلت قد عرفا
على الهوامش ملقى دااائما فمتى
طلبت حقا..حكيم الحق ما نصفا
إني امتداد الرؤى، والأفق أمنيتي
حتى أمُدّ لي الأفلاك ملتحفا
أطُلّ من شرفة الماضي ولا قمرٌ
وأعصر الليل سماراً وما ذرفا
كنا على البحر نصطاد النجوم لنا
شعراً ، نحيلُ به رملَ الدجى خزفا
ويشتكي البحر ..يا من مر من جسدي
فأوجع الموج والشطآن والصدفا
لقد جرحت احاسيس الرمالِ..
وما شعرت بالدفء في أحشائك انجرفا
يا بحر مطرح نمق صورتي فعسى
يحنو عليّ غريب يجمع التحفا


إبراهيم السوطي

