[ناجى جوهر]

أتِ يا عيد على أي حالٍ شئت



أظنُّهم أسموك عيدا نسبة إلى العودة
فنحن المسلمون نتوق إلى عودتك
ونستعد جيدا لإطلالتك المباركة
لكنك كثير ما تخذلنا، وقليلا ما نسعد بك
ذلك لأن المحن تسبقك أحيانا، فتقتل الفرحة قبل ولادتها
ويصعب عندئذ السرور بك
غير أن هدي إمامنا النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلّم
يرشدنا إلى الإحتفاء بك، والأنس بحلولك، والفرح بوصولك
قال صلى الله عليه وسلّم:
"للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه".
أخرج الإمام مسلم والإمام أحمد

لهذا فلا مناص من الإبتهاج بك يا عيد على أي حال جئت
فإنّ ما سبقك أو لحقك من ألم لن يطمس معالم البهجة
ولن يزلزل عرش الفرحة
ولن يطفئ وهج البشارة
ولن يغرق زورق الأمل
فأتِ يا عيد على أي حالٍ شئت
فإنّا مؤمنون بالله
راضون بقضائه وقدره
راغبون في مثوبته
توّاقون إلى جنّته
مطيعون أوامره
متّبعون رسوله



فلن تروعنا مصائب الدنيا
ولن تضعضع إيماننا صروف القدر
سنفرح بالعيد
وسنبتهج حمدا لله الذي وفّقنا لطاعته
وسنزور الأهل والجيران والأصدقاء
وسنصل الأرحام، وسنفرح الصغار
وسنسعد كبار السن والضعفاء والمرضى والمبتلين
وسنتصدّق ولو بالكلمة الطيّبة

فإن قبلت هذا منّا فهو ما يجب عليك فعله
وإن كرهت فرحتنا فإنّا فرحون كما أمرنا أن نفرح
ولن تعيقنا مصائب الدنيا ولا مكائد الشيطان عن طاعة الله

وأعلم يا عيد أننا مأمورون بالفرح مع قدومك
فسنفرح بك إن شئت أوأبيت
لأننّا واثقون في حكمة ربّنا الودود الرحيم.
كل سنة وأنتم فرحون بالصيام والقيام
وطاعة ذي الجلال والإكرام
وصلى الله وسلّم على خير الأنام.