عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-11-2015, 10:18 PM
غدير طه غدير طه غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: At Home
المشاركات: 605

اوسمتي

Post :: الأفكار لا تتغير بالكرباج ::




أحيانا يلجأ المربي لأسلوب العتاب المباشر
وتكرار السؤال ليش.. لماذا ولماذا
غافلا عن أثر الأسلوب على المتلقي
وكلما تكرر الخطأ تكرر معه ذات العتب

...


أيمن ذي الاثنى عشر ربيعا كلما انهالت تلك الأسئلة وذلك العتب على أذنيه كلما ازداد عنادا وإصرارا على موقفه
هذا كان في الماضي
لكنها لم تثر في نفسه المقبلة على الحياة إلا التهكم والسخرية
وينهمك في الضحك على نمط خاص به
وحديث نفسه هل تظن بكلامك هذا يا أبي سأفعل كل ما تريد صاغرا؟
هل تحسبني ذلك الأحمق الذي يرجف ويتنازل عن كل شيء كي لا يرى تلك النظرة الثاقبة من عينيك
أبت لم أعد ذلك البائس الذي يطيع ويرضخ لأي شيء وكل شيء
الذي ينام مستيقظ العين والقلب يلقي الجسد فوق الفراش
ويغلق مسامعه عن التهكمات وتأنيب أبي
إلى متى ستعلن دقات الطبول هزيمتي
إلى متى أتوسد شكاياتي
اختفاء اللمسة الحانية والنظرة الرحيمة
رتابة الأيام وكلمات أحرفها تتنهد
جلس أيمن في المطبخ أمامه كأس من الليمون
لفه الصمت أحس أنه لا يستطيع شيئا هذا اليوم
وسيم صافي العينين يفكر أكثر مما يحس
تتسرب حرارة تسري في عروقه يلتقط أنفاسه
واستبدت به الحيرة ..
لطالما أحببتك مثلما لم يحب أحدا ولا سيحب أحد
لو تجرب مرة أن تفهمني أو تتعرف إلى رغباتي واحتياجاتي
أو تنظر لواقعي من خلال عيني لا عينك
إلى ما أحلم إلى ما أريد
_ يا الهي ها قد عاد
أية أوامر سيصدرها هذه المرة؟
رويدا على هونك لا تنفعل: يُحَدِّث شخصا بداخله يريده قويا
يراقب بقعة الضوء المتراقصة من المصباح على السقف
أحس بالبرودة
يعزي خوفه ..ترتسم على شفتيه نصف ابتسامة فقط
تتدافع الذكريات بمخيلته
عاد للوراء سنوات
ألوان العقاب التي ذاقها تتقافز أمامه
كفيلم سينمائي من تلك الأفلام التي تجعلك تنتظر بخوف وحذر ما سيكون فجأة من مفاجآت,

ومشهد الحبل المتين الذي أوثقه من كتفيه إلى قدميه
تماما كما كان يفعل جده لعقاب أبيه إذا ما فقد صوابه
وتلك العصا التي انهالت عليه ضربا لا يعلم كم من الوقت
وكم استمر هذا العذاب
...
صوت التوبيخ يتعالى كالمعتاد
لم يختلف شيء أبدا
يا بليد يا متخلف يا ..
وقتها توقف الزمن مكانه واجما
صوت في دماغ أيمن كيف تترك والدك وحيدا
لا سأذهب لن استسلم هذه المرة
لم يعد ممكنا ..لا أعلم أين سأذهب
أظن أي مكان في العالم خير من هذا
تأبط حقيبته التي أعدها مسبقا
صعد مسرعا على السلم لينتقل عبر نافذة الأمل
لينطلق إلى حياة أخرى أكثر وداعة
...
في اليوم التالي
بلغته وفاة والده وتعالى مجددا صوت العتاب
كيف تركت والدك وهو يستجدي مساعدتك لم تأخذ بيده؟
لم تنقله للمشفى وهو يعاني مرضا فظيعا
أي ابن عاق قاس انت !

التعديل الأخير تم بواسطة غدير طه ; 22-11-2015 الساعة 02:54 AM
رد مع اقتباس