الموضوع: أنا وأحمد
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2010, 10:39 PM
العيون البنفسجية العيون البنفسجية غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 51
افتراضي أنا وأحمد

في السابعة من عمري.... كنت أنا واحمد نلهو ونلعب .........لا نأبه لأي شي...... لا لصراخ أمي ولا لعصا جارنا راشد............
لم تعد بقعة في الحارة إلا ولنا ذكرى فيها....
وأذكر من حوادثي مع أحمد ..... أني كنت عائدة من المدرسة وأحمد كان في انتظاري...قال لي وبشغف: سمعت أن راشدا مريض فلن يستطيع اللحاق بنا ... هيا...
فرحت لسماع مقولته ولم أهتم لمرض جارنا......
رميت بحقيبتي المدرسية أمام الباب........ وذهبنا نسابق الريح..... وإذ بنا وسط مزرعة راشد .....وكالمنتقم أتسلق شجرة المانجو الكبرى في الحارة,,,,,, أقطف منها وأرميه لأحمد.... وفجأة إذ بأحمد يهرب ويهرول .. وأنا فوق شجرتي لا أعلم بما يجري .... حتى أحس بلسعة عصا طالما اشتهت لسعي ولم تطل....
وأخرُ ساقطة عند جذع الشجرة,,, وراشد يحرقني بنظراته النارية ... بعينيين كالجمر
ويهدد ويقول: سأخبر أبيك عنك ... وإن عدتِ مرة أخرى سوف أقتلكِ ....... وأنا أمامه كالعصفورة مفتوتة الجناحين ... كنت أخافه جدا ولكني أحب دائما أن أثبت أني أقوى من عصاه
وفي طريقي إلى البيت وجدت أحمد تعلو ضحكاته ... تتحدى غضبي المكبوت .... نظرت إليه وبودي ركله ... لكنه أقوى مني...إذاً ما الحل؟!
لا أجد نفسي إلا وحجر حاد مصوب على رأسه..... ليسيل دماً ينوح ويبكي.... فتعلو صرخات أحمد.. تعلو وتعلو....
ومالي مفر غير أمي.... هربت ولم أراه حينها إلا بعد طول فراق.....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وما أجد نفسي إلا منزعجة من رنين الساعة........ يا إلهي..... العاشرة صباحا... اليوم الخميس ......إذا أحمد موجود... بإمكاني زيارته.....
وأخيرا بعد مضي سنين سأراه ,,,,, فمشاغل الحياة فرقتنا ... وهموم الدنيا غيرتنا..... سأراه لأرى طفولتي في عينيه,,,, أطمئن إذ انه موجود...
ذهبت إلى بيتهم... وجدته واقفا على باب البيت...... يحمل دفتراً .....ربما يحل مسائل الرياضيات التي طالما كرهها؟......
وقفت اتامله أرى أحمد البريء الذي لا يخشى شيئاً... مثالي الأكبر....
أقتربت أكثر... أحس بوجودي..... وكأنه ابتسم ابتسامة صفراء....
قلت: أما زلت تكره الرياضيات؟!! .......صمت وصمت.....صرت أكلمه ولا يرد...... اُعلي صوتي لعله لا يسمعني ..... اقتربت أكثر ......انتزعت دفتره عنه........ وإذ به يكتب تحت المسالة " أحل نفسي قبل أن أحلك"
نظرت إليه وبدهشة.... قلت: احمد ماذا يجري؟..... أخبرني بالله عليك...
لكنه يصد عني.... وكأنه يخفي شيئاَ ما........ ولكني قررت أن يواجهني وجها لوحه....
يخبيء فيه بيديه.... استغربت أكثر ...... وزادت حيرتي...... انتزعت يداه ويالا دهشتي..... وليتني لم افعل ...... العنكبوت خيم على فم أحمد... منعه من الكلام
__________________
كن لي سكن,,, اكن لك وطن
رد مع اقتباس