[حمود الحجري]

مناخات مختلفة ، وأجواء مغايرة تلك التي تقابلك ، وتستفز وعيك ، عندما تدخل عوالم الشاعر طاهر العميري الشعرية ، حيث ترشقك اللغة بنداوة الحقول والبيادر ، وطراوة الدراق الشهي ، لـ " يزهر الليلك " و" ينثني الصفصاف " . " جداول من فراشات وظليل " تنحدر من أقاصي الروح . لتقبض على نفسك مأخوذا بسحر لغة لا يقاوم ، يغريك أكثر فأكثر كي تعبّ من معينه .
إذا قلنا بأنها لغة عطرية ، فهي عطرية بإمتياز ، حيث البرتقال والياسمين والزهر والعشب والليلك والدراق والشذا والبيلسان .
ولنا أن نقول بأنها لغة مفعمة بالنغم والتغريد ، تستدعي كثيرا من الكلمات التي تسكب في دواخلنا وفرة لحنية : حمام ، عصافير( تتكرر كثيرا في نصوصه) ، يمام ، أغاني ، جدول ، ضحكة ، همس ، طيورك ، المطر( تتكرر كثيرا ) ، الأغاني ، حناجر ، سرب ، صهيل ، هديل ، فيروزتي ، ذئاب ، خرير ، بلبلي ، سنونو ، ...
لغة طاهر لغة مدينية ( من المدينة ) من الدرجة الأولى ، تنتشل القصيدة الشعبية من بداوتها ، وتأخذها إلى عالم المدينة الصاخب ، المختلف بمفرداته الحياتية ، ورتمه اليومي ، وإيقاعه المتسارع ، من هنا نجد كلمات من قبيل : منضدة ، ستاير ، شمع ، صالة ، طاولة ، أرايك ، كراسي ، فستان ، قوارير ، عطر ، صحف ، جريدة ، سرير ، حوانيت ، ...

تحية كبيرة لهذا الحضور
حضور الوعي
حضور الثراء
حضور القصيدة