الربداء

[محمد الراسبي]

الـــــربـــــداء
قامت تباري الريح من شدة الحيل ...... وما خاب فيه الضـــــن للي نصاها
ما تهمها الشدات أو ســـرية الليل ...... زاده غلا ومداح يســـــري معــاها
اتيامن الرحلات والدرب الطــــويل ...... تعزي نوايبــــــــها وتلـــــبي نداها
أنا أشهد أنها خيل لو قالو الخــــيل ...... تعطي ولا ترد الذي ما عطــــــاها
موهوبة الراحات يا نفـــــحة الهيل ...... تشـــــرح فؤادك في لقاها وبهاها
روّس يابو كعبٍ تهــــادى على ميل ...... رابي دلع كـــــن الدلع إهتــــواها
يا عونها لا جيتها وحيت صــــــهيل ...... أدري تغلـــــيها يبرهن غــــــلاها
هي مضرب العربان والنبع الأصيل ...... من دهرها ما خاب منهو شراها
مجدولة الخدين بو عينٍ كحـــــــــيل ...... تسحر قلبوب النـــاس ذا مبتغاها
لوّن بغيت تشوم دور لك خلـــــــــيل ...... يتحمل الزلات يســبح فضـــــاها
يا مداعب النسمات بالرمش الضليل ...... وجهٍ غدا للســــعد يمشي جداها
بشموخها الربدا تكابر شرا الســيل ...... شفت العبية حسن ماشي شراها
ومخضب الحنى ومنسوف الجـــديل ...... تبهر عيــــــونك حين حزة لقاها
هيبة بوقفتها ترى نفسه كفــــــــــيل ...... في أن يكون إعجابنا في سناها
تنشد عن كحيلان له قلبٍ سلـــــــيل ...... يوم المــسافه بالوفا هو قضاها
سار بهداوه لين ما يلاقي سهــــــيل ...... يمشي على مهله بخطوه تباهى
ودهيم ياللي مثلها شيٍ قلـــــــــــــيل ...... من بعدها اليــازي تحدت مداها
كحّلت عيني بشوفها ســــــــلة إكليل ...... لا تلومني مفتون أنا في هواها
مهرة عسل مغرم بها حيلٍ وحــــــيل ...... تلقا الغــــــــلا مترددٍ في صداها
متمخطرة تغفي على القلب العلــــيل ...... فلـوة حـــلا نالت غلا وما كفاها
في عزمها قوة ترى مابه مثـــــــيل ...... ذي دوسة الحافر تهزهز رجاها
واللي جناها لا يضن حضه ضــــئيل ...... يعيش هيبتها إذا هو عـــــــزاها
امن الزمن لاول تعشق المســـتحيل ...... متلازمه عنده تشـــلّه وخـــذاها
تشوف دمعتها إذا عزّم رحـــــــــــيل ...... وتشوف فرحتــــها إذا هوّ جاها
قامت تباري الريح من شدة الحـــيل ...... وما خاب فيها الضن لما نصاها