روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,552ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,816ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,385
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,518عدد الضغطات : 52,298عدد الضغطات : 52,403

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-11-2013, 07:13 PM
الصورة الرمزية عمر حامد
عمر حامد عمر حامد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 92

اوسمتي

افتراضي وصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال

"" ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

(لم تتورط هذه الساحة يوما في في اكرام ضيوفها بمواقف المركبات, ولكن الوضع في نهار هذا اليوم كان مختلفا عن باقي الاوضاع في العام, فالمركباتُ كانت تُزاحمُ بعضها كما لم تتزاحم من ذي قبل, فلا بصيصَ أملٍ لقادمٍ جديد ولو على بعد اميالٍ ممتدةٍ امتدادا بعيدا.)


،،،، السطور السابقه كانت مُقدمةً صاغها الصحفيُ النشيط لتغطية خبر هذا التجمهر
وفي الحقيقة لقد كان الوضعُ تماما كما وصفهُ بقلمه, ولكن هذا الوضع لم يكن صعبا على صحفيًّ متمرسٍ كسيف
فقد تعود هذه الاجواء في احتفالٍ ما، او مؤتمرٍ او معرض او ما شابه, ولكن الرجل لم يتعود يوما ان يُغطي خبرَ مُظاهرةٍ بأسم الشعب،
وربما حماستهُ للتغطية الجديدةِ هذه،
هي من جعلتهُ يصُفُّ مركبتهُ خلف مركبةٍ أُخرى مُضيقا عليها الخناق للخروج بعد هذا التجمهُرِ المشحونِ طاقةً ومطالباتٍ وربما احتجاجات.




قرقعَ الصحفي سيف اصابعهُ بحماسةٍ مُعلنا رصاصة الانطلاق، فسيف لم ينم ليلتهُ جيدا مُتأثرا بالأفكارِ الصادرةِ والواردةِ
الى ذُهنه بشأن رحلته, ناهيك عن وساويسه وتساؤلاتهُ عن هذا النهار :
هل سيصل عدد المتظاهرين الى الألف؟
وهل ستتصدى قوات الامن للمتظاهرين
بحيث تُغتال حماستي هذه قبل أوانها؟ إلا أن قرقعت اصابعهُ كانت دليلا على رضائه ،
فلم يُخيب المتجمهرين ظنونه، ولم يغتال الامن حماسته, فالتفت عندها
الى زميله المصور وقال : "الحمدلله حُريةُ التعبير في بلادنا لا تزالُ بخيرٍ يا صاحبي", وأردف سيفٌ بعد ذلك الى
صاحبه خُطة تغطيتهُ لهذا اليوم, فأشار الى المصوربأن يسلك طريقا ويسلك هو طريقا أخرى على غير العاده!, وسيتسلحُ
هو بالاضافةِ الى دفتره وقلمه بهاتفهِ النقال ليعينهُ إذا ما احتاج الى تصويرِ شاردةٍ او واردَةٍ هُنا أو هُناك... الشمسُ زاغت عن
كبد السماءِ بقليل.. سيفٌ يزاحمَ الاجساد كما لم يُزاحمها يوما, فكانت رائحةُ العرق تُلهبُ حماسته, ولمعةُ جبين المتظاهرين تُنيرُ
طريقهُ وقلمه, وكان الصحفيُ النشيطُ يبتسم كل ما رأى العساكر والمتظاهرين جنبا الى جنبٍ بلا خِلافٍ رُغم فرق الغايةِ بين هاتين
الفئتين, عكّر صفو هذه الملاحظات سؤالٌ أطلقهُ احد الشُّبّانِ هُناك مباغةً الصحفي : "هل انت صحفي؟" فأجابهُ سيف بالإيجاب,
فباغتهُ الشابُ بسؤالٍ لم يكن في ذهنه: "اليس لديك مُطالباتٍ كباقي الشعب هُنا لتشاركنا؟"!! فاكتفى سيفٌ بابتسامةٍ لا يصعُبُ
للمتلقي تفسيرها : (ابتسامةٌ بلهاء عاجزه), عِندها تبختر الشابُ ماضيا في طريقهِ! وسط ابتسامات الرضى والنصر التي امتدت
عرضيا على وجوه المتظاهرين المتواجدين, وكيف لا يمضي الشابُّ متبخترا وهو من عجز صحفيٌّ بالاجابة عن سؤاله؟،شعر
سيفٌ بتقلبٍ في معدته فهذا السؤال وتلك المُباركه من بقية المتظاهرين الذين شهدوا السؤال المستحيل سَرّبت الى خُلد سيف
شعور الاستهداف من بقية المتظاهرين!! وكأنماهُ أحدُ الجُدارن التي تقف ضد حُريّة التعبير!! تمنى سيف لو أن يُسقطُ الشاب أرضا
ويركلهُ ركلا, ويضربهُ ضربا مُبرحا يختمهُ بلكمةٍ في وجهه تبقى كدمةٍ في وجهه طول عُمره! إلا ان صحفيا كسيف يؤمن بالرأي والرأي
الاخر أعاد سؤال الشاب اليه مرارا وتكرارا وهو يحاول الهدوء التام للإجابةِ عليه, سؤالٌ كانت اجابتهُ سهلةً بداخله:
(ااااه زيادةُ الرواتب), الحقيقةُ التي لا يستطيع سيف ان يُنكرها هي انهُ جُزءٌ لا يتجزأ عن الشعب, لا يوجدُ بينهُ وبين هذه
الجموع فرقٌ في الحاجةِ الى حُرية اطلاقِ صوت المطالبات! فخامرهُ ذُهولٌ بشعورٍ عجيب اكتشفهُ مؤخرا في نفسه : (الانانيه)
وذلك عندما اعترف في قرارة نفسهِ بأنهُ يتمنى ان تكون كُل المطالبات تتركز في نُقطه واحده : (زيادة الرواتب)!..
فحار سيفٌ في امره: (هل يتمنى الموت والهلاك للشاب؟ أم يشكرهُ ويدعو لهُ بالخير
والسعاده بعد ان ساعدهُ في كشف حقيقةٍ ما كانت خامرةً في عقلهِ الباطن؟؟!!).

(1)

انفرد سيف بعد السؤال المستحيل الى رُكنٍ بعيدٍ خارج نطاق المظاهرة الكبيرة, ليتسنّى له اخذ استراحة المُحارب
وتدوين بعض الجمل التي لم يستطع تدوينها وسط الحشود, فاتكأ على احدى المركبات هُناك وأشعل سيجارةً أخذ منها نفسا
طويلا نفثهُ عدة أمتار, وما ان شرع بفتح غطاء قلمه, حتى أتاهُ صوتٌ رقيقٌ ناعمٌ جميلٌ يُستحالُ ان يوجد في هكذا مكان!! :
(عمي لا تُدخن هُنا, أنت تَضُرُّني!) فالتفت الى منبع الصوت, فكان قادما من نفس المركبة المتكىء علهيا, ولم ينتبه سيف
الى ان المركبةَ كانت مُدارة المُحرك, فإذا بها طفلةٌ صغيرةٌ أطلّت برأسها من نافذةِ المركبةِ المتواضعه! طفلةٌ لا تتعدى العاشره
من العمر, وجهها مُستديرٌ كالقمرِ المُنير, عيناها البُنُدُقيتانِ كانتا ناعستان بفعل الشعر الناعم المنسدلِ عليهما, تضادُ
المشهدين بين الاصواتِ الخشنه والجوهِ الصارمةِ المطالبةِ وسط الحشود وبين هذا الصوت والوجه الملائكي داخل هذه
المركبة, جعل الامر يختلط على سيف الذي تحرك الى الطفلةِ مُبتسما بلا شعورٍ وهو يرمي بالسيجارةِ ويطأُها بقدمه,
انحنى الصحفيُ الى الطفلةِ وقال وهو يتهيأ لبدايةِ حوارٍ شيّق بهدف التسليةِ والتغيير:
سيف: "اسف يا حلوتي" ..

(وأضاف السؤال المعتاد لبداية الحوار مع اي طفل) : "من اسمك؟"
فردت عليه الطفله : "اسمي وصال"
فرد سيف عليها : "وصال.. يا الله .. اسمٌ جميلٌ في مكانٍ ليس مُناسب" !
وصال : "ولماذا هو غيرُ مناسبٍ هُنا"؟
سيف : "أممم أتعرفين ما معنى اسمك يا وصال؟"
وصال: "يقولُ بابا بأن اسمي يدل على التواصل, وعندما ولدتني امي كانا ابي وأمي بعيدين ومُتخاصمين!
لهذا تفائلوا بي وأطلقوا علي اسم وصال!!" ..

بُهت سيفٌ من ذكاء الطفلةِ وكيف انها اجابتهُ بما كان هو يريد ان يفسر لها سبب عدم مناسبة اسمها لهذا المكان..
رمش سيفٌ بعينيه وتفحص الطفلة جيدا وقال وهو يعدل من نظارته
: "كم عمرك يا وصال"؟
وصال وهي ترفعُ كفّيها : "عشره!" ط
سيف: "ومع من اتيتِ الى هُنا؟"
ترد عليه وصال: "اتيتُ مع بابا بعد ان الححتُ عليه"!
سيف متعجبا : "وهل هذا مكانٌ تُلّحين عليه يا وصال"؟
فأجابته وصال: "سمعتُ ابي يتحدث مع عمي دائما عن هذا اليوم, وكانا يستعدان له طويلا فأصررتُ على المجيء",
(ثم ابتسمت وقالت) : بابا لا يرد لي طلبا !"
هُنا استغل سيف الفُرصه : "وصال .. الناسُ هُنا يُطالبون بمطالب.. فبماذا يُطالب والدك؟؟"
وصال : "سمعتُ بابا يتحدث كثيرا عن المستشفيات"..
(ومن ثم ابتسمت وهي تحني رأسها بدلال وقد ربطت ساعديها ) :
"ولكن هذا لا يهمني.. ما يهمني هو التلفاز!" ..

قهقه سيفٌ قليلا وهو متعجب وقال :
"التلفاز!!! , الا يوجد تلفازٌ في بيتكم؟"
فأجابت وصال ببراءه: عمي عمي انا لا أُطالبُ بوجود تلفاز في منزلنا، ولكن أُطالب بأن تكون هُناك برامج جميله على التلفاز!!!

أيقن سيفٌ بأن هذه الطفلةَ ليست كباقي الاطفال، انها بلا شك تسبقُ عُمرها بأعوام, فأراد ان يعرف كيف لها بهذا الذكاء وهذه الحكمه ,

فباغتها: "اين يعمل بابا يا وصال؟"
وصال : "بابا يعملُ مُدرسا, انت من اسمك وماذا تعمل؟",
سيف: "انا اسمي سيف.. أعملُ في مجال الاعلام" ..
فقالت وصال قاطبةً جبينها مُستفهمه: إعلام؟؟

عندها شعر سيفٌ ببعض الراحه حيث تأكد بأن هذه الطفله في النهايه لا تتعدى كونها طفلةً تجهلُ بعض الامور.. فقال لها مُفسّرا :
"نعم الاعلام يا وصال, والاعلامُ يشمل التلفاز والجرائد والاذاعه, اما انا فأعمل صحفيا في الجريده".

عندها ابتسمت وصال وضربت بكفيها وقالت :
"صحفي!! قُل لي ذلك من البدايه! اممم هل تعرف ان تكتب قصّه؟"
فتلعثم سيف قائلا: "قصه! انا لستُ قاصا يا وصال, ذلك مجالٌ اخر.."

عندها لاحظ سيف الخيبةَ قد القت بأذيالها على وجه الطفله الصغيره.. مما جعلهُ يسألها :
"لماذا تسألين عن القصه يا وصال" ؟

وصال : حتى اقرأها قبل النوم!! اندهش سيفٌ وقال:
"أتقرأين دائما يا وصال؟" ..
فأجابته الطفله وصال : "نعم .. دائما اقرأ قصص الاطفال" ..
فاستكمل سيفٌ سؤالهُ بأن قال: الاطفالُ في سنك يا وصال تقرأ لهم ماما قبل النوم .. لماذا لا تقرأ لكِ ماما؟
وصال : ماما ذهبت مع الله يا عمي..!


هُنا انساب دبيبٌ ما على وجه سيف مقاوما نزول دمعةٍ ساخنه, أحسَّ بأنهُ قابل لُطف الفتاة بجهلٍ منهُ اصابها بحُزنٍ ما..
إلا ان الفتاة الذكيةِ انتبهت لذلك ففتحت حوارا اخر عن المطر, وكيف انها تشتاقُ اليه! الأمرُ الذي جعل من سيف يحترم
هذه الطفلةَ اكثر ويحبها اكثر وأكثر, فقد فطن انها تودُ ان تُخرجهُ من طور الحديث عن والدتها المتوفاه!.. وبينما هم كذلك
إذ لاحَ سؤالٌ في رأس سيف يسألهُ لوصال.. سؤالٌ كان من المفترض ان يسألها قبل الان!:

سيف : "في أي صفٍّ انتي يا وصال"؟
إلا أن سيف لم يُرزق اجابة هذا السؤال, وذلك عندما لاحظ شخوص عيني وصال الى خلفه!
وصاحت به مبتسمه : بابا قادم ! .. انتبه عندها سيف واستوى مُعتدلا بعد انحنائته الطويله, وهبَّ مُحيياً والد وصال
الذي بدت على وجهه علاماتُ القلق من هذا الغريب بجانب السياره, فصافح سيف على عجل وانحنى الى ابنته للأطمئنان
عليها, بعدها تبادل سيف وابو وصال اطراف الحديث, وأبدى سيف اعجابهُ الشديد بسرعة بداهة وصال وتعلقه بها,
وبينما هم كذلك اذ بوصال تقول :
(بابا خذ من سيف رقم هاتفه النقال لانه وعدني بكتابة قصه لي اقرأها قبل النوم!!)
فابتسم سيفٌ متورطا بطلب وصال ولكنهُ شعر بالسرور لأن هذا الطلب غرس أملا جديدا في نفسه لملاقاة وصال في يومٍ آخر،
فتبادل مع والدها الارقام, وما ان ركب والد وصال السياره مودعا الصحفي سيف، حتى اطلت وصال من خلف النافذه وهي تقول :
(عمي سيف هل لي بطلبٍ أخير..؟)
فأجابها بالايجابِ مُبتسما,
فردت عليه: (عِدني بأن تتوقف عن التدخين!)!,
فرسم الصحفيُّ ابتسامته العاجزه مُجددا وقال : (أعدك يا وصال, أعدك),


فمضت عندها المركبةُ ووصال تُرفرفُ بكفها الصغير مودعةً عمها الكبير, الذي صاح هاتفهُ النقال معنونا اسمه زميله المصور,
الذي طلب منهُ بمحادثةٍ سريعةٍ ان يتوجه الى السياره (حالا)!.


ما ان وصل سيف الى سيارته حتى وجد معركةً كلاميةً قد نشبت بين زميله المصور وثلاثةٌ من الشُّبان,
تبين لهُ بأنهم أصحاب المركبةِ التي ضيق عليها سيف الخناق بمركبته, وبحركةٍ من القدر كان احدهم هو الشاب
صاحب السؤال المستحيل الذي احرج سيفا.. وما ان وضحت الوجوهُ لكل الاطراف صاح الشاب مُستهزأً بالصحفي سيف :
(أذهبت للبحث عن إجابةٍ ما؟ أم انك لا زلت تُكابر؟),

ففضل سيفٌ تجاهل هذا الشباب المشحون, وركب مركبته مُشيرا لزميله باللحاق به, وما ان تحركت المركبه,
حتى بدأ زميلهُ المصور بنقل الاحداث التي شاهدها في معمة المظاهره واصفا الوجوه والمطالبات والنداءات,
واستمر المصور في الثرثرةِ بينما سيفٌ سارحٌ بعيدا في الطفلةِ صاحبة العيون البندقية!.

يتبع ,,
__________________
لا لَــيــلَ يـكـفـيـنــا لـنـحـلُـمَ مـرّتـيـن
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:32 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية