عادت لترسم الامل من جديد في حياتي ولتعلن عن رغبتي في الحياة فأسكنت جوارحي ولملمت حزني وانتشت ما تبقي مني, لن يعرف الالم طريقة الي ان يستكان الجرح فان وجد من يضمده استراح وانزاح كل هم كان بالصدر عالق....
لم تمضي سنوات علي فراقك يا امي وايقنت بانني من دونك جريحة لا اسوي شيئا وسويعات الايام التي كنت اقضيها بعيدا عنك, شتتني وجعلتني اعيش بعالم اخر عالم ان اغمضت عيني اراحني وان فتحت عيني اصابني فلم يبق لي سواك, فما بالك بالبيت العتيق الذي نعيش فيه بدونك,تركتي تقاسيم المي تجتاح كل الزوايا ولم اجد مفرق اخر ليضم المي وليضني حضني فكلما نظرت الي الصورة شعرت بحنانك الذي افتقدته كثيرا وحنيت الية طويلا فلا شي يوسعني سوي بكائي اول النهار واخر الليل, فكنت كل يوم اخذ صورتك من غرفة ابي كانت هناك مختبئة باردة شاحبة تحتاج الي نور,كنت اسرقها كل يوم متسللة الي غرفة والدي لأنه لا يريد ان يتوسدة الحزن من جديد حين يراني ممسكة بصورتك كان يخشي علي كان يخفي معالم حزنة امامي كان يفرغ علي ضحكاته وحنانة كان مثل الجليس ان رأيته يا امي كالطفل الرضيع وهو امامي,وكنت كل يوم وقبل ان اسرق صورتك من غرفته اتسلل بخفة واسترق السمع فاري بكاءة يتمزق امامي صوته يتلاشى حينا وبعض الحين اراه يهمس لك نعم يهمس يحاكيك ويحاكي صورتك يذكر الايام التي جمعتكم سواء فكانت كل لحظة وثانية وانا استمع اليها اشعر بالتعب, وبضيق بصدري فتبدأ اشلائي امامي تتمزق فترق عيني وتبدا دموعي بالانهيار نعم الانهيار مع انك لم تعلميني معني الانهيار او الانهزام كنتي دائما تشجعيني علي ان اتجاوز المحن وكل مصيبة كنتي كالبلسم الشافي والقلب والصدر الحنون الذي دائما ما كان يقتادني, نظرتك ابتسامتك, ثقتك رحابة صدرك, طيبتك ,حب الناس لك اعادني وافاقني من لحظة انكساري مسحت ادمعي ووقفت بكل قوة وشجاعة وكنتي معي اسمع همسك بنيتي ماذا حل بكي انا لم اغيب عنكم ابدا معك دائما اراكم وانتم لا تروني هذا ما انتابني ساعتها لا صرخ امي امي, فاذا بابي يوقظني بنيتي ماذا بك ابي امي كانت هنا معي لقد شعرت بوجودها بدفء صوتها, ولتبدا من جديد قصتنا انا وابي,ولترتسم علي شفتينا وملامحنا تلك الابتسامة ذات الوميض الذي نرتشف منة وجودك يا امي غادرتي المكان ولم تغادري قلوبنا فلا زلتي تتربعين وتتوسدين ذلك القلب ذلك النبض فما زالت الزوايا تحكي عنك وانت تحكين عنها تحن اليك وانتي تحنين اليها لم تغادرينا فلا زلتي ها هنا متربعة متوسدة قلوبنا, فأذكر حين وصلت الي عتبات دارك وجدت ابي عالق بجوارحه لم يغمض له جفن وهو يناجي صورتك اناء الليل واناء النهار فانزويت قليلا الي ان غافلة النوم ودخلت غرفته واخذت صورتك وانا في اشد اشتياق مسرعة الي غرفتي والي كتابي الصغير الذي اسجل فيه يومياتي الصغيرة والكبيرة والحزينة والسعيدة كلها جمعتها في هذا الدفتر الذي احتوي علي سلسلة من حكاياتي كنتي انتي من يرشدني ويساندني فكنت كل ليل امضي الي سرد قصصي اليك واطلب النصح منك فكنتي خير جليس وونيس لي, هذا ما امدني بالقوة والشجاعة لانتصر علي خوفي واتغلب علي حزني ,
لان الانكسار صعب علي اثنين تركا لوحدهما ولكن انتي من اعدتي لهم الحياة, فما بالك لو ظلت الحياة مظلمة وعشنا حياة اصحاب الكهف كنا كذلك لولا ايماننا بالله عزوجل وبالموت وان حياة الانسان قصيرة وان اجلة لات مهما طال الزمان او قصر.
امي لم انكسر اكملت مسيرة حياتي وكبرت لأجد الحياة كما هي وان الانسان هو من تغيره الحياة فما بالك بأناس مقربين قد غيرهم الحال فاصبحوا بعيدين عني لا اراهم ولا يروني ولا يسالون عني مع انهم قد وعدوك بالاهتمام بي ورعايتي والسؤال عني ,تحديت كل الصعاب وواجهت الكثير من المشاكل لان التحدي الاكبر والمهم بالنسبة ان اصقل نفسي واهتم بدراستي وان اصل الي المستوي التي كنتي تتمنيه يا امي نعم اكملت الجامعة ودخلت الي كلية الهندسة اصبحت مهندسة معمارية كما اردتي واردتي لم يثنيني عن رغبتي ورغبتك شي واصلت المسير واصبحت مهندسة معمارية يضرب بها المثل في العمل والالتزام, رغم انني كنت بحاجة اليك في وقت من الاوقات الا وهو يومي تخرجي وحصولي علي درجة الامتياز ومرتبة الشرف الاولي بكيت وبكيت رغما عني فلم التزم بما وعدتك به حين قلتي لي يوما ما : بنيتي دموعك اغلي شيء لدي لا اريد ان اراك تبكين مهما كان فانت قوية وصلبة وارق من كل نسمة فلا تدعي دموعك تتغلب عليك ففي هذا اليوم اعذريني امي فقد تغلبت علي وهزمتني فلم يتوقف بكائي الي حين وصولي المنزل, فلم اري سوي ساعة موتك امامي تلك اللحظة هي لحظة وقوفي هنا لاستلم شهادة تخرجي هي لحظة استلام والدي شهادة وفاتك فسيان هما ان احتضن شهادتي ام ساعة احتضاني لك فور وفاتك امي فالقلب يخشع والقلب يئن من الوجع والحرقة ووقوفي هنا علي المنبر والكل يراني وسعيد بي ووالدي الذي يجلس هناك وهو فرح ويصفق من شدة الفرح ودموعة التي لم تفارق عينة تغلبوا علي حالتي فوقفت استرجع لفيف الماضي الجميل الذي عشته بين جنباتك واتذكر لحظاتنا معا,وانتي تمشطين لي شعري وتغنين لي تلك الاغاني القديمة وساعات ضحكي, وشقاوتي ,كل تلك اعيدت لي في شريط من الذكريات كان اهداء من والدي لحظة تخرجي وتفوقي نعم احتوي ذلك الشريط علي ذكرياتي معك صور لم تسجل ولكنها كانت تنبض بالحياة واتخيل انني عدت الي الواقع من جديد ولبرهة واحدة شعرت اننا للان معا : ويقتادني الحنين حينا اليك واشعر ان الحياة يا امي مازالت تبتسم لي رغم الفراق ولكني اجد اقرب للبعد مني, كان والدي خلال تلك السنين لم يطلعني علي هذا الشريط المسجل كنا فيه نحن الثلاثة انا ابي انتي فذرفت المدمع اكثر من حاجتي وجلست اسرح للبعيد واتطلع اليك بشغف مدوي يا امي ,فكانت اكبر مفاجئة واجمل هدية تهدي لي في عرس تخرجي كما لقبة والدي قال لي بنيتي انت اليوم عروس فرحي فلا تكاد تسعني الفرحة فقد عانقت فرحتي السحاب واجتاحت العالم كلة, فأضاءت كل الطرق امامي لأنكم من اضئتم طريقي بالنور والعلم زرعتوا فيني الحب الذي ما زال يسطر قلبي, زرعتم فجنيتهم وجنيت لكم العلم والمكانة فضل قلبي يا امي تواقا اليك وظللت انت من ترسمين لي الطريق وتضيئي لي طريقي بكل فخر وحب , فكانت معلقتي برثائك يا حب ظل عالقا فقلبي لا يتغير ولن يسوده شيء ابدا ,بدأت معك ارسم اول الطريق فظللت ترعيني وانت في اعالي السماء يا روح قلب طفلة تركتيها وانت تحتضرين كانت وابكتك ليل نهار, يا اعظم ام كانت ,فالسماء تناديك ,فالجنة تحت اقدام الامهات ,فتظلين امي وامي وان ابكتني الايام والليال الي ان التقي بك بجنة الخلد يا امي,رحمك الله وغفر الله لك فلديك بنت لن ولن تنساك وتدعي لك ليل نهار .
18-10-2012, 08:47 PM
قصة ( امي ما اعظمك )
العرض الشجري