روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,552ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,816ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,386
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,518عدد الضغطات : 52,299عدد الضغطات : 52,403

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-09-2011, 10:08 PM
يعقوب الخنبشي يعقوب الخنبشي غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2
افتراضي اغتيال رصاصة

اغتيال رصاصة

ها أنا ذا أحس بساعة الفرج القريبة بعد أن كبت البارود على أنفاسي طوال تلك الأيام .. ولسنوات لا أعرف حسبتها ولا أعلم عدتها ولو من قبيل الصدفة منذ غادرت ذلك المصنع العجيب في بلاد الثلوج والأدغال ،وأنا أعصر ذاكرتي علنّي أتذكر يوم مولدي ونشأتي متى كانت ..كل ما أتذكره جيدا أني لم أحتفل بعيد ميلادي ولم أشارك زميلاتي فرحاً في يوم من الأيام.. ربما كان السبب ! ذلك القيد البلاستيكي الذي دفنا فيه أنا ورفيقاتي والذي كان على شكل حفرٍ مثقوبة ..حُبسنا فيها في ذلك الصندوق الحديدي الكبير التي تغشاه الظلمة منذ أن وضعنا بداخله،وكأننا جنود صفوا في خندق ليلي، وضعوا على أهبة الاستعداد لخوض معركة حاسمة.
إني أتذكر ذلك المشهد الآن تماماً وأراه أمام عيني ،كأنه شريط سينمائي ..أتذكر تلك الممرات والدهاليز في بطن تلك الآلة العجيبة الضيقة ضيق الموت..
آااه.. كم كنا نقاوم أنا وزميلاتي كبت أنفاسنا بشدة ونحن نمر بها من حارة إلى حارة ومن سكة إلى أخرى نُنقل فيها رغما عنا ولا نسمع فيها سوى صراخ وعويل بعضنا البعض ..كان صدانا لا يتجاوز ذلك الحيز الضيق الذي نشغله.
يا إلهي ..كم كنا نستنجد ونطلب العون والرحمة من الوجوه البشرية القاسية التي كانت تراقبنا وهي تفتعل البسمة شفتيها من السن إلى السن متفاخرة بصناعتها لنا وكأنها تمكنت من ولادة مخلوقات جديدة ..
كان أنيننا ودموعنا لا تجدي ولا تحرك ساكنا ولم تثمر عن لحظة شفقة أو أمل بسيط لدى تلك الكائنات البشرية المتوحشة .
فمرة نغمر في أحواض تغلي في مواقد تقطر صهدا من الجمر الملتهب لا يمكن لمخلوق عادي تحملها، ثم نصب في قوالب حديدية لنخرج منها ورؤوسنا آخرها مدبب كطرف الإبرة الحادة ..ومرة نسحق تحت مطارق حديدية ضخمة تنزل على رؤوسنا وتدعكنا دعكا لتتداخل أحشاؤنا بعضها البعض بلا رحمة أو شفقة.
ساعات أرجو الله أن لا تعود علينا مرة أخرى في يوم من الأيام ولو كان ذلك ثمنا لحياتنا .. لقد تنقلت من شحنة إلى شحنة ومن مرفأ لآخر.. حملتنا الكتوف والعربات ونمنا على الأرصفة والطرقات إلى أن ساقني القدر إلى هذا المكان .
نعم ..نعم إني أحس بالراحة والطمأنينة الآن ، وأنا أراقب يدا تخرجني من القالب البلاستكي وتحررني من السجن الصندوقي الكبير وقد فك أسري إلى الأبد ..لقد انزاح ذلك الثقل عن روحي .
لا أخفيكم عن مدى ما أشعر به من سعادة بالغة وهي ترفعني الآن إلى الأعلى جهة السماء ..أني أحس كعصفور صغير قد نبت له ريش يحاول الطيران للمرة الأولى ..
ياااه كم الحياة جميلة معكم أيها البشر!!.
أني أستنشق الآن هواء طازجا وعليلا لا أتذكر أني استمتعت به طوال عمري ..بل منذ ولادتي في ذلك المصنع العجيب ..
ياإلهي ..كم هي الحياة جميلة ورقيقة معكم على هذا الكون الفسيح الممتد على هذه الأرض الشاسعة، الذي لا أرى له نهاية في جميع الاتجاهات ..
أنا الآن في حيرة من أمري بصدق! هل أبدي لكم إعجابي مرة أخرى بالسماء الصافية ذي الزرقة العجيبة التي أشاهدها في هذه اللحظات ، وكأنها لحاف طفل رضيع ! أم تلك الأرض اليانعة الفسيحة في كل مكان وكأنها بساط سحري .
حسنا .. حسنا .. سوف أصف لكم الشجرة التي نجلس تحتها أنا وصاحبي الآن.. كم هي جميلة فعلا! وكم ظلها دافىء وبارد في وقت واحد .. ليتني أستطيع تذوق ثمارها الجميلة..
لحظة.. لحظة إني أرى تلك الحشائش المزهوة بنفسها يحركها النسيم في كل الاتجاهات ...
ما هذا ؟ انتظروا.. انتظروا لا تقاطعوني في الكلام .أني أرى صاحبي يطير بي الآن وقد احتضنتني راحة يده وكأنها خائفة علي من الهرب ، أشعر بدغدغة أصابعه تهرش على جسمي الصغير ..لا أخفيكم سرا أكاد أموت من الضحك ..
انتظروا إنه ينقلني بين أصابع يده ويرفعني للأعلى ..لكن لماذا يضع أبهامه على مؤخرتي ويبرز بقية جسمي للأعلى؟
..ترى ما تلك الآلة الطويلة التي بيده الأخرى؟ أتكون تلك التي سمعت مرة يحكون عنها في نفس المصنع الذي ولدت فيه!؟.
أن حدسي يقول لي بأنها هي .. يا إلهي.. انه يوكزني لبطن الماسورة في الحديدية الطويلة ..أوووف أشعر بمزلاج يدفع مؤخرتي للداخل..
أتمنى اللطف منك يا الله لأني أغوص في مكان مظلم ..كم هو الظلام قاتل هنا..
ماذا أفعل! أني أختنق .. الرحمة يا إلهي .. اللهم خلصني من هذه المحنة العجيبة .. اللهم حررني ويسر أمري من ذلك المسمار الموجه نحوي لأنه سيبقر بطني.. اللهم خلص كل الضعفاء من أمثالي من أيدي المتغطرسين والمتكبرين في هذا الكون الفسيح في كل مكان ..برحمتك يا أرحم الراحمين .
إني أرتجف خوفا وفزعا من هذا المكان .. أحس بيد صاحبي وكأنه يصوبني نحو هدف معين.. أسمع تمتماته وهمساته ولكني لأفهم ماذا يقول .. أسمع صرير ذلك المسمار وقد استشاط غضبا من دعائي ..
يا الله أن ذلك المسمار ينفلت بسرعة البرق الخاطف متجها نحوي .. لقد وكز مؤخرتي بشدة .
أوووف أشعر بالبارود الذي أحمله في بطني يغلي ويلتهب ،هاهي براكيني تشتعل..أحس أحشائي تنفجر وتتبعثر شظايا هيكلي .... لقد أنفصل رأسي عن جسمي وتطايرت باقي أعضائي .. إني اندفع بسرعة عجيبة عبر تلك القصبة الحديدية ولا أعرف نهاية مصير رأسي أين سيقف ... لقد خرجت الآن .. أرى هدفي يقف ليس قريبا من صاحبي ..إني أطير نحو شيء ما بسرعة جنونية خاطفة .. ربما أسرع من البرق الخاطف .. إني أحلّق في الهواء وأطير إلى أفق مجهول .. ولكن كيف أطير وليس لي جناحين ! .
انتظروا ما الذي يحدث .. لقد بدأت أعضائي تضعف كما أن حرارة جسمي تنخفض تدريجيا ..أن مساري قد توانى بشدة فائقة ..وذلك الشيء يقترب نحوي وسيصطدم بي..
أنا خائفة ولا أريد أن ينتهي بي المطاف في هذا المكان..أحس الآن بتراخ أكثر فأكثر من ذي قبل .. إني أتنفس بصعوبة بالغة.. بل أضعف كما تضعف طاقتي .إني ألفظ أنفاسي ..إني .أم .و.و.ت .
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية