ورحل الحلم
إِحْدَىَ مَحَاوَلاتِيْ القَصَصِيَّةِ شّارّكّوّنّيّ إِبْدَاعكُمْ
وَرَحْلَ الْحُلُمَ....-1-
طَعِمْ الْمَسَاءِ يُلَوِّنُ كَأْسٍ الْوَقْـتَ وَالْوَقْتُ يَبْدُوَ كَئِيْبٌـــا ,وَهَالَةُ مْـــنَ الِـــــــــــحُزْنٍ تَلِفَ الْمَكَانِ,أَحْسَسْتُ بِبَعْضٍ الْأَلَم حِيْنَ اتَّجَهَتْ يَدَيْ لِأَعْلَىَ مِثْلَ كَفِيْفَ يَتَحَسَّسُ طَرْيْقَهْ فِيْ الْعَتَمَةِ وَحِيْنَ عَادَتْ لَمْ تَعُدْ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ !عَادَتْ وَقَدْ خَضَّبَهَا لَوْنُ أَحْمَــرَ وَاسْتَلْقَى بِيَــنَ جَنَبَاتِهَا ضِرْسُ فَارَقَ مُّكْـانَّهُ بِقُوَّةٍ .وَهُنَاكَ أَصْوَاتِ تَمَّـلَأَ الْفَجْوَةِ بَيْنَ الْوَاقِعِ وَالْحِلْمُ ,لَمْ أَصحّ إِلَا عَلَىَ كَلَامٍ زَوْجِيٌّ ( تَعَوَّذِي مِنَ الْشَّيْطَانِ يَبْدُوَ كَابُوْسٌ ) كَانَ الْصَّوْتُ قَدْ أَعَادَ لِيَ بَعْضَا مِنْ يَــنَابِيعُ الّــهُدَوَءٍ فَقُلْتُ : نَعَمْ وَتَــعَوَّذْتُ مِنْ الْشَّيْطَــانّ وَنَفَثْتُ إِلَىَ جَــانْبِيَ وَحِيْنَمَا قَدَمَ لِيَ كَأْسَ الْمَاءْ كُنْتُ أَتَخَيَّلُ أَطْيَافِ الْحُلْمِ عَلَىَ حَافَةِ الزُّجَاجَةُ فَبَقِيَّتُ صَامِتَةٍ وَالْكَأْسُ تَسْــأَلَنّيْ الْخَلَاصِ مِنْ قَبْضَتَيْ الْمُرْتَجِفَةَ , قَالَ بَلْــهُجّةَ مَنْ يَــحَاوَلَ الْتَـــخَفِيَفٌ مِنْ وَطْأَةِ الْأَمْرَ لَيْسَ دَائِمَّا لِلْحُلْمِ دَلَالَةٌ . قُلْتُ وَلَكِنَّهُ تُكَرِّرُ . لَمْ يَـحَاوَرْنِي كَثِيْرَا بَلْ دَلَفَ الَىَّ خَارِجَ الْغُرْفَةَ كَمَنْ يُخْفِيَ شَيْئا , لَمْ اسْتَطِعْ الْنَّوْمِ تِلْكَ الْلَّيْلَةِ كُــنِتٍ مُتَأَكِّدَةٍ انَّهُ حَــتَّىَ الْوِسَادَةُ مُتَأفّفةً مِمَّا يُحَدِّثُ لَهَا بَيْنَ يَدَيْ, ابْتَهَجَتْ أَسَارِيْرِيّ حِيْنَ تَــعَالَتْ تِلْكَ الْأَصْوَاتَ الْمَلَائِكِيَّةِ بِكَلِمَةٍ لَا الَهَ إِلَا الْلَّهُ وَكَأَنَّ نَفْسِيْ كَانَـــتَ تَتَعَجَّلْ مِنْ يَنْقَــذَهَا مِنْ بَيْنِ عَــجَلَاتِ أَنْفَاسُـــيُ اللَاهِثَةُ وَرُوْحٌــيُ الّبِـــاحِثَةً عَنْ إِجّـــابَةِ , اسْتَقَرَّتْ قَدِمَــايً فًـوَقَ الْسَـــجَادَّةٌ وَكَــأَنِّيْ أَرَاهَا لِأَوَّلِ مَرَّةٍ كُنْتُ كُلَّمَا انَّهَيْتُ رَكْعَتَيْنِ أَعُوْدُ فَأَبْدَأُ مِنْ جَدِيْدٍ لَمْ أَشْعُرْ بِـهَذَا الْشُّعُوْرُ مِنْ قَبْلُ, إِحَسَّاسْ رُوْحَانِيٌّ امْتَزَجَ بِمَشَاعِرَ عَانَقَتْ نُوْرَ الْفِـجَرَّ فَتَشَبَّثْتُ بِـهَا أَنْفَاسُ يُنَازِعُهَا الْغُمُوْضْ , افْتَرَشَتْ السَّجَّادَةُ عَلَىَ الْأَرْضِ وَاضِعَةً كُفِّيْ تَحْتَ رَأْسِيٌّ كَمَنْ يَسْتَجْدِيْ إِغْفَاءَةِ بَسِيْطَةِ, وَفِيْمَا يَبْدُوَ إِنَّنِيْ حُصِّلَتْ عَلَىَ مَا أُرِيْدُ فِعْلَا, فَحِيْنَ فُتِحَتْ عَيْنِيْ طَالَعَتْنِي لَوَحَةْ فَنِّيَّةٌ لِخِيُوطِ ذَهَبِيَّةٌ مُنَسَّلَةٌ مِنْ بَيْنِ الْنُّقُوشِ الْصَّغِيْرَةِ لسَتائِرِ الْغُرْفَةَ , مُنَظِّرَ يُوْحِيْ بِالْدِّفْءِ مِمَّا جَعَلَنِيَ أَحْمَدُ الْلَّهَ عَلَىَ انَّهُ يَوْمِ خَمِيْسٍ وَلَسْتُ مُضْطَرَّةٌ لِمُغَادَرَةِ سَرِيْرِيَ وُمُسَابَقَةْ عَقَارِبُ الْسَّاعَةِ لِلْوُصُولِ قَبْلَ بِدَايَةِ الْطَّابُورِ ,تَأَمَّلْتُ مَا حَوْلِيَّ فَقَادْتَنِيّ عَيْنَايَ الَىَّ حَيْثُ يَرْقُدُ الْصَّغِيْرَانِ فِيْ زَاوِيَةِ الْغُرْفَةِ- مَعَ أَنَّهُمَا تَعَوَّدَا عَلَىَ الْنَّوْمِ فِيْ أَحْضَانِ جَدَّتُهُمَا – إِلَا انَّهُ يَحْلُوْ لَهُمَا فِيْ بَعْضِ الْأَحْيَانِ انّ يَنْسِلا هَارِبِيْنَ وَيَحْتَلا مَكَانا قَدْ أَعِدَّا لِهَذِهِ الْغَايَةِ فِيْ تِلْكَ الْزَّاوِيَةِ وَكَثِيْرا مَا كُنْتُ أَجِدُ
__________________
|