مقال ( نبض.. البيت المهجور) للكــاتب جمعـة بن سعيد الرقيشي

[الديمه]

نبض.. البيت المهجور

جمعة بن سعيد الرقيشي:--
يقع على واجهة المنازل المكتظة بالسكان، قرب صخب وضوضاء حركة السيارات التي تجوب شوارع المنطقة التي يتواجد بها، منزل من طابقين يغلب عليه طابع اللون الأبيض، يراه العديد من الناس ويتكلمون عنه الكثير خاصة حينما يقفون ناحيته، يتحاشاه الكثير منهم حتى ملامسة جدرانه أو أبوابه الخارجية، انواره تتلألأ ليلا وعندما يقترب منه احد سواء مرتجلا او بسيارة تخفت اضواؤه او تنطفئ دون ان يلمسها. انها حكاية أو قصة تمتد منذ اكثر من 15 عاما مضت.
انه بيت مهجور هجره أصحابه ومن أراد ان يسكنه او يدخله او حتى الذي اراد ان يستأجره فإنه لا يمكث الا لفترات قليلة او محدودة حيث لا يطيق المكوث فيه لفترات طويلة. فالناس التي أرادت شراءه او استئجاره تتحاشاه فور سماعها تلك الحكايات والقصص والروايات والتي يتحدث عنها معظم الناس الذين لم يعرفوا او يتأكدوا حتى الآن احقيقة تلك الحكايات ام سرد من الخيال غير الواقعي، هل فعلا البيت مسكون من قبل جان أو اشباح أم هو ناتج عن فرضيات كاذبة نتيجة توهم واباطيل تتناقلها الالسن؟.
لم استطع تصديق ذلك ومعي الكثير الذين استمعت منهم، لكن روايات الكثير منهم تقول حقيقة تلك القصة التي فيها جانب من الحقيقة وهذا ما يجعلني ان اشكك بين حقيقة الأمر وخيال الواقع، بين صدق المتكلم واكاذيب المتحدث.
ان هناك طلبة من الجامعات والكليات وكذلك موظفون من القطاعين العام والخاص يروون بعض القصص الحقيقية عن ذلك المنزل الذي سكنوه لبرهة قليلة من الزمن ولم يستطيعوا العيش فيه براحة تامة خاصة خلال فترات الليل لكونهم يسمعون فيه اصوات او تداهمهم اشباح لا يرونها حينما يأتون او يخرجون منه، والبعض الآخر يقولون: اننا نقوم باضاءة الحجر والمخارج فنجدها تنطفئ بعد فترة قليلة او تكون مظلمة دون ان يلمسها احدا منا.
انني في حيرة تامة فاسأل نفسي قبل ان اسأل الآخرين.. ما سر هذا البيت؟ وما اسباب ذلك الغموض الذي يحوم ويحيط به؟ وما هي ملابسات الأحداث التي تدور حوله يا ترى؟ فجميع جوار المنزل يستشهدون ببعض الفرضيات التي يرونها بأعينهم ويقولون عنها بانها حقيقية عنه، لا توجد حلول لفك طلاسم ذلك اللغز الذي اصبح غامضا بعض الشيء لدى الكثير منا؟ الا تستطيع جهات الاختصاص الاستفسار أو معرفة المعاناة التي يعاني منها الناس الذي هم فعلا عاشوا وتعايشوا مع مثل هذه الشواهد التي هي فعلا يتوجب الوقوف عليها لتجد شيئا من الحلول المناسبة لتلك القصص والحكايات والروايات التي تأتي من هنا وهناك عن ذلك المنزل المهجور الذي يتوسط مدينة تعج بالسكان وبضوضاء واصوات السيارات المارة حوله ليل نهار وبالاضواء الكاشفة التي تعج بها المنطقة في كل مكان وبنهار تسطع فيه الشمس بضوئها اللامع..

من:
جريدة عمان