ظبيــــــــة العجـــــــــم

[سيف الرواحي]

ظـبيـــــة العجــــــم

صبيحـة ُ مأتــم ٍ في بيــت ِ شــارقْ *** وطــــرق ٌ فـــوقَ صـدر ٍ بالمطــارقْ
مسحت ُ الدمعَ من خـد ٍ وصحــــت ُ *** بأعلـى الصـوت ِ أني اليــومَ ســارقْ
لقلـب ِ صبيـة ٍ مـن شــط ِ بحــــــر ٍ *** وثغـــر ٍمـن بنــي عَجــــــَم ٍ يُبـــارقْ
جمــالٌ مـن جمـــال ِ الحــور ِفيهـــا *** وطيـــبٌ مثــلُ زهــــرات ِ العشــارقْ
وطـــرف ٌ يرجُــــمُ الألبــابَ خَذْفــــاً *** وخـــدٌ مثــــل ُ صفحــــات ِ المهـارقْ
رمتنــي بالشهــاب ِ فشُـــــلَّ قلبـــي *** كرجـــــم ٍ فــــوقَ جنــّــــي ٍ بطــارقْ
رمتنــي باللحـاظ ِ فصـرتُ صبــــــاً *** وفــي لـُــجّ ٍمــن الأهـــوال ِ غــــارقْ
فعشـــتُ مقيــداً فـي سجــن ِ حبــي *** قيــــودي رُصِّـعــتْ فيهــــا السـوارقْ
ألا يا ظبيــــــةََ العُجْمــــان ِ إنـــــي *** أمـــوتُ فـــــداءَ ضيــق ٍ بالشمـــارقْ

فيـــا مــن قلتـــــــــمُ إنــي صبــــأتُ *** ومستَّنــــي شياطيـــــنٌ طــــــــوارقْ
أنا الرجــــلُ الـــذي قـــد قـــالَ فيـــهِ *** إمـــامُ الحـــي ِ أني لســـــتُ مــارقْ
ثقيــــلُ الحِمــــل ِإنْ خَفَّــــتْ أُنـــاسٌ *** شديــد ُ البــأس ِ إن دُقــَّـــتْ مفـارقْ
فلا أهـــوى مــن الأبطـــال ِ مـدحـــاً *** يشــدُ العـــزم َ مـن أجـل ِ النمـــارقْ
ولا أخشـــى مــن الأنـــــذال ِ ذمــــاً *** فـوجهي من صفـاءِ القلــب ِ شــارقْ

رواحـــيٌ وذو أصـــــل ٍ وفصــــــل ٍ *** يشــــقُّ الأرضَ شقـــــاً بالبـــــوارقْ
من الفيحــــا أتـــى نسبــي ومنهـــا *** تفــرَّعنــــا إلـى أرض ِ المشــــــارقْ
تركنــــا ملـّـــةَ الأوثـــان ِ عمــــــداً *** وجـافينـــا الكَهـَـانـــــةَ والبطــــــارقْ
دَخلنــــا مِلــــةَ الإســـلام ِ طوعــــاً *** ووالينــــــا تنعـّـــــــمَ بالنمــــــــــارقْ
فمنـّــا عـالــــمٌ والصحـــبُ منـــــــا *** عبــادٌ خيــــــرُ من منـــعَ الفـــــوارقْ
لبيــــدٌ صهـــرُنـا والأصــــلُ فينــــا *** حـُــذيفٌ عالـــمٌ ســـــر المــــــــوارقْ
وجـِــدُ الجَـــــد ِ في جـَـــد ٍ لجـــدي *** وجــدي فـى الوغـى حمـــلَ البيــارقْ
أبو مسلــم شهـــابُ الـــدين جـــدي *** بعلــــم ٍ قــــد مــــــلا أمُّ المهــــــارقْ
ومن عبــس ٍ بنا الأنســابُ جــاءتْ *** وللفرســــان ِ قـــــد جئنــــا نُطـــارقْ

فيـــا مـن قـلتــــمُ: إنـــــا سَبَيْنــــــا *** بجيــش ِ الـدُهـــم ِ غـُلاس ٍ يســـارقْ
لـرد ِ السبـي ِ أرسلنــــا شـُجـــاعـــاً *** علـى ريــح ٍ وفــوقَ الـريح ِ طــارقْ
فــدَمـدَمَ جَمعُـكـُــم صُبـحــــاً عَيــانـاً *** وأمطـَـرَكـــم برعــــد ٍ بعــــدَ بـــارقْ
ولمــا جـــاءت ِ الفرســـانُ زمجـــرْ *** فأوردهــــــا لظـــــى أمُ المحــــــارقْ
وأضحــى فـارسُ الفرسان ِ يشـــدو *** وتشــــدو خلفـَــه طيـــبُ العشـــارق

ويـــــا مـــن قلتـُـــــمُ: إنــا ابتـُـلينــــا *** بـمـــس ٍ جـــاء بالأقـــوال ِ فـــارقْ
أنا الرجــــــلُ الذي جــاءت إليـــــه ِ *** شيـــوخُ الجـِـنّ ِ يُبْـــدونَ المســارقْ
فلمـــا استأمنــوا منــي أتـــوا لــــي *** طبـــــولاً بعضَهـــا بعضـــاً تُطـــارقْ
بطبْطـــبْ ثُــمَّ طبْطـــبْ ثُـمَّ طبْطـــبْ *** وطبطــــب ثـُــــمَّ هَـــــزٌّ كالبــــوارقْ
ولمــــا بِنْتُهُــــــمْ قَـــــدَّتْ قميصــي *** مــن الأدبـــــار ِ لَمْلَمْـــــتُ الشبــارقْ
فأرجُمُهُـــــــــمْ بـــآي ٍ بعــــــــد آي ٍ *** فَيَغْــدوا فَــوقَ هــام ِ الجــنّ ِ حـارقْ

ألا يـا دُرّةَ العُجمـــــــان ِ عــــــــودي *** لِخِــــلٍّ كـــــاره ٍ للنـــــــــــوم ِ آرِقْ
أنا الرجـــلُ الــذي ما بعــتُ عُـرسي *** بـوطءٍ فيــه مــن ريـــح ِ المعـــارقْ
وكيــف أبيــــع ُ عرســاً قلــتُ فيــــه *** بأنـي بُلبُـل ٌ فــــي غُصـــــن ِ وارقْ
ومن يهـــوى الربيـعَ فليــــس يرجو *** لعيــــش ٍ فــــي سفـــوح ٍللأبــــارقْ
ومـن عـــفَّ اللســانَ فليــس يبــقى *** كمـــن فـي عـادة ِ الأبـوابِ طــــارقْ

أنا الرجــــلُ الـذي صبــــأتْ إليــــــهِ *** بنــات ُ الإِنـس ِ كالحــور ِ الرقــارقْ
فيمشيـــــنَ الهُوينــــــا فــــــي دلال ٍ *** وهيـفُ الخُصْـــر ِ للألبــاب ِ خــارقْ
يُهَـــدِدْنَ الفــــــؤادَ بِوَمْـــض ِ غَمْز ٍ *** فيأبـــى القلــــــبُ إلا أن يُفــــــــارقْ
لأجـــل ِ صبيـّـــة ٍ مــن شـط ِ بحـــر ٍ *** وثغـــر ٍمــن بنـي عَجَـــم ٍ يُبــــارقْ