نفس المكان الذي شهد أول حلم نسجناه بيدينا على خد التراب ها هي الريح في هذا الزمان تمحي ما خطته يدانا وتلاشى كالنهار خلف عتمة الليل حتى تهاوى هيثم الواقع فصار صريعاً على مقصلة الذكرى يعاني إحتضار أخير .. نفس المكان وهي الدروب نفسها والديار كما هي .
ياااااه يا ذكرى الديار أمر عليها فلا أجد غير الجدران وحيدة تبكي عزلتها ومن حولها فضاءات مهجورة المدى يسكنها الخواء .. يسكنها الصمت وليس إلا بقايا من كلمات كانت لقصيدة كتبت بالفحم على بعض الجدران .. ليس إلا بقايا أشياء تركت لغير حاجة أهلها أقام عليها الدهر مأتمه ونسى فيها نفسه .
أخبريني أيتها الديار الباكية من أطفأ تلك المصابيح المعلقة .. من كسر الأواني على روزنامة الغرفة العتيقة ، من قطع جسر العلاقة بينك وبين أصحابك ، من أسقط الريح التي كانت تشرع بصفيرها الأبواب ، ومن أسكن هذا الخراب في جسدك ؟! .. أسئلة كبيرة بحجم البكاء تقف مشدوهة مثلي بل مثل هذا الصمت بل مثل هذه الجدران الباكية أو مثل هذا الخراب الذي يسكن جوف تلك الجدران .
ياااه يا أيتها المدينة المتعبة إن جرحك يشبه جرحي ، فأنا وجه من الحزن .. وجه من الخواء / سمائي لا تمطر إلا سواداً وأرضي حبلى بالزلازل وجسدي يسترعي بؤسي في كل حين ويقتات الأسى منه لأبقى مجرد ذكرى زمان مر من هنا كفنت ذكراه في قلبي وحيداً فأمسى كأبوابك أيتها الديار .
جزء من النص مفقود .......