بين الشاطئ والرصيف

[إبراهيم الرواحي]

من أوراقي القديمة
هذه القصيدة كتبت نهايات عام 2000 م

(((بين الشاطئ والرصيف.. بؤس وشقاء )))


البحر ينضح بالمياه
وأنا وحيد في الطريق
ليس لي أدنى حياة

الناس تصحو كل يوم في فتور
بعدما ملّوا الحياة

يعبدون
يأكلون
يضحكون
يحلمون
للجحيم يسافرون
كل يوم


في رصيف الشارع المزحوم تركلني القدم
ترمي بأحلامي الصغيرة للعدم

يحتلني الحزن الكبير بلهفة
والناس تمشي في الرصيف

" أتذكرين؟؟
ماذا تقول ؟؟
إني حزين
بالأمس كنا مثله فوق الرصيف ... "

تمتمات العابرين

ووقع أقدام السنين على الرصيف

والبحر يرمي بالمياه على الصخور

وأنا وحيد
لم أجد كسرة خبز
والنوم يصرخ بي تعال
فقصائدي أضحت كلاما تافها
وقصائدي صارت خيالا في خيال

وتمر فاتنة على جسدي ولا تلقي السلام
ترتاح لو أني أموت على الرصيف
لتطوف أرجاء المكان
ولا تشم روائحي

وأنا وحيد .. تائه ..
تجتاحني الأفكار

في جسمي العاري بقايا من حطام
قد مزقته قساوة الأقدار
وأنا وحيد
غارق
منهار


تغتالني الأحلام
تغفو على قلبي الحزين

تلفني وتعيش بين جوانحي
بحرارتي وشتائي

وتروح بين سعادتي وشقائي

وأنا هنا فوق الرصيف
والبحر ينضح بالمياه على الصخور

أبقى وحيدا تحت أقدام المشاة

وأتت إلي جميلة بلهاء
مدت يديها بالرغيف وتمتمت :
البحر يطلب نصفه
قم ..واعطه نصف الرغيف


فأخذت أول خبزة قد كنت أنوي أكلها
ورميتها ..


ورجعت مكتئبا ومعتذرا إلى
ذاك الرصيف !!


إبراهيم الرواحي