روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,552ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,817ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,391
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,520عدد الضغطات : 52,299عدد الضغطات : 52,404

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-12-2010, 01:41 AM
الدكتور طاهر سماق الدكتور طاهر سماق غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: syria
المشاركات: 45
إرسال رسالة عبر MSN إلى الدكتور طاهر سماق إرسال رسالة عبر Yahoo إلى الدكتور طاهر سماق
افتراضي مِشكاةُ نور

قليلاً ما تستأثِرُ بكَ طلعَةُ أحدٍ ما..!

ويومَها ..
كانتْ طلعتُها تُشِعُّ بالنورِ.
عندما دخلتْ بصُحبَةِ والِدِها، وعلاماتُ الإرهاقِ تعلو وجهَها المُضيءِ كمشكاة
الأبيضِ كاللجينِ
الرقيقِ كبتلةِ ياسمين.

تلَقَّيتُها بغِبطةٍ ملأتْ عليَّ قلبي، قبلَ أن تتجاوزَ مدخلَ الغرفة.

بادرتُ بالنُّهوضِ عن مقعدي مرحِّباً ..

صافحتُ والِدَها، وربَّتُّ على كتفِها، وابتسمت ..
لكنَّها ..
كأنما لم تعبأ بشيءٍ مما يجري حولَها ..

كانت ساهِمةَ النَّظراتِ مُجفِلَةً كأنَّما أرنبٌ برِّيٌّ انبرى لهُ صيَّاد.

كانتْ تتوهَّجُ كأنهُ الجمرُ من تحتِ الرماد.

كلُّ ذلك .. حتى قبلَ أن أسمع شكايتَها ..

أجلستُها، وسألتْ:
خير؟!
ردَّ والدُها:
لا ندري .. !! هي محومةٌ منذُ أيامٍ، ولم تستجِبْ لأي علاج!

لم يكنِ الأمر يحتملُ المزيدَ من الاستفسارات! فالطفلةُ ذاتُ الأعوامِ العشرةِ كانتْ مُرهَقةً حدَّ الإجهاد.

وعلى سرير الفحص .. كانت حرارتُها شديدة .. تزيدُ عن الإثنتين والأربعين درجةً مئوية.
حُمَّى لمْ يسبِقْ أن واجهتُ مثيلاً لها رُغمَ قِصَرِ حياتيَ المهنيَّةِ بعد.

أصغيتُ قلبها ..
فكانَ كقلبِ عصفورٍ من شدَّةِ تَسَرُّعِه ..

فحصتُ البلعوم، فلم أشاهدْ سوى احتقانٍ بسيطٍ لا يُفَسِّرُ كلَّ ذاك الكمِّ من الدعثِ والتعبِ الباديَين.

كانَ لا بُدَّ من حِقنَةٍ عضليَّةٍ لخفض الحرارة ..
ثم ..

استدرتُ لأكتبُ وصفتيِ التي قدَّرتُ أن أُرَكِّزَ فيها على الصَّاداتِ الحيويةِ ونحنُ في تلك البقعةِ الريفيةِ النائية.

" نَهَشَها كلبٌ منذ حوالي شهرٍ يا دكتور "

ألقيتُ قلمي وكأنما القدَرُ تغيَّر.

كأنما كنتُ أتحسسُ درباً في الضَّبابِ الكثيفِ فإذا به ينقَشِع.

ينقَشِعُ فجأةً فأرى الوضوحَ ..
وأيَّ وضوح!!؟

وضوحٌ فيهِ من الألمِ أكثرَ مما فيه من اليقين.
وقعتُ على حقيقةٍ تمنَّيتُ لو أنني ما قاربتُها ..

قلتُ له:
والكلب؟؟

قال: هرب .. ولم نعثُرْ لهُ على أثرٍ بعدها..

فقمتُ إليها بجرعةِ ماء .. تلقَّفتها بلهفةٍ.

لِمَ لا؟؟ ..
فلقد كانَ الظَّمأ استولى عليها ..
ولكنْ ..

ما إن وصلتْ أوَّلُ قطرةِ ماءٍ إلى بلعومِها حتى تشردَقتْ، وبدتْ وكأن الموتَ باغَتَها.

تورَّدَ وجهُها البريءُ، وجحظتْ عيناها المترعتانِ طفولةً، وانتابتها حالةٌ من الذُّعرِ كأنما تواجهُ تنِّين ..

أبْعَدَتِ الكأسَ عن فمِها بِهَلَعٍ، فقدَّمتهُ ثانيةً .. فبدا منها الرُّهاب، وبدَتْ منِّيَ الصَّدمة.
خَنَقتني العَبْرَة .. واستدرتُ إلى طاولة مكتبي، ومزَّقتُ وصفتي .. وتمالكتُ نفسي، وهمستُ لوالِدِها:

سيدي .. إنَّ ابنتَكَ مصابةٌ بالسُّعار.
وإنَّ الأوانَ يا سيِّدي قد فات.
ولم يعدْ هناك من تدبيرٍ سوى تدبيرِ الله.
ثلاثةُ أيَّامٍ أو أربعة .. و ..

ينقضي الأمر.

ثمَّ استَدَرتُ إليها ومسحتُ على وجنتَيْها مواسياً وابتسمت:
صغيرتي .. لا تجزعي .. ولا يهمُّكِ .. ها!؟

بصمتٍ .. باختناق ..
تحاشيتُ أن تنسكب دمعتيَ يومَها ..
لكنَّني ..

أهرَقتُها الآن
__________________
قلتُ يوماً:
شِعْري .. نافِذَةُ النَّاسِ إلى ضَعْفي
وَيحي ..ما أقبحَهُ شِعري
ما أذيعَهُ سِرِّي
وقلتُ آخر:
شعري أتفَهُ مكنونٍ يصدُرُ عن نفسي
إني أتبرأ من شعري
إني أتبرأ من نفسي
وقُلتُ بعد ذلك:
سوف أشدو ألحُناً .. للحبِّ دوماً، للفرح
وأفــلُ القـيدَ .. قد أدمى فـؤاداً فانقــرح
سوف أشـدو أغنياتي دون لأيٍ أو ترح
لغصــونٍ وأريــجٍ وابتســــــــامٍ ومرح
وأقولُ اليوم:
يُغرِقُني هَمُّكَ يا وطني .. فتفيض الأوجاعُ سطورا
وإليكَ سأكتُبُ محترقاً .. وإليكَ أُغَرِّدُ شـــــحرورا
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية