روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,551ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,815ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,383
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,517عدد الضغطات : 52,296عدد الضغطات : 52,402

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2010, 01:37 AM
الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
أبو شامة المغربي أبو شامة المغربي غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 26
افتراضي ذَاتُ مَقَامٍ

ذَاتُ مَقَامٍ
... فما كان الناس الذين وجدهم فيها مقيمين بأولئك الذين عرفهم، ولا الديار التي عاينها بعد غياب طويل بتلك التي عهدها من قبل، ثم إنه تابع السير شارداً، وقد اتقدت في قلبه شجون لاهبة، وفاضت من عينيه على خديه عبرات دافئة، سرعان ما جمدها برد ذلك الصباح اللاَّسع...
زادت في ذلك المكان غربته، وتضاعفت فيه وحشته، وما إن سار في طرقاته، واستكشف أرجاءه، وتفحص وجوه القاطنين فيه، حتى ارتد إلى نفسه كسير الخاطر منقبض الصدر، فشلت المشاهد التي التقطتها عيناه الدامعتان تفكيره، وصمت الأصوات المنكرة الجامحة سمعه، فبدا له وكأنه في أرض لم يعرفها في ما مضى من الأيام، وهو الذي يحل بها اليوم كهلاً، بعد أن قضى فيها بالأمس صباه وفتوته، وأنفق فيها زهرة عمره...
خيل إليه كل ما يتحرك حوله وكأنه يتربص به، وأن ثمة ما هوعلى وشك الانقضاض عليه والبطش به، ورأى نفسه فريسة بين فكي وحش كاسر، وطريدة في ساحة جرداء تتخطفها الطيور الجوارح...
لم يصدق ناظريه عندما رآها منتصبة شامخة على الجانب الأيمن من أحد المسالك، فخفق فؤاده لحسنها الآسر، وأقبل عليها مشتاقاً يحث خطواته كما كان حاله معها في أيام نائية، وهي ترفل حيثُ ألفَ رؤيتها في حلتها الخضراء، إذ لم يأنس قلبُه إزاءها في ما خلا من الزمن إلا بذات النبض، وبصره لم يكن ليرتوي إلا من قوامها الرشيق، وأغصانها المورقة، وظلالها الوارفة، مثلما ظل يروي ظمأ سمعه من همس حفيفها، ويجني الحكمة من وقارها...
طاف حولها مبتسماً منشرحاً مرة ومرتين وثلاث، ثم وقف يملأ صدره بعبقها وبالنسيم المنساب بين أوراقها، فأطلق العنان للطفل الذي يسكن أعماقه، وانبجست ذكرياته معها نبع ماء رقراق، ثم انبعث جمال اللقاء بها شلالاً دافقاً، وما كان منه إلاَّ أن ارتمى في حضنها وأجهش بالبكاء...

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:10 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية