سامية الغريبية تقيم معرضها الشخصي الأول "روح البراقع " بالجمعية العمانية للفنون التشك

[سالم الوشاحي]

ركزت على أنشطة وحراك إنساني وتنموي يعبر عن روح المرأة
سامية الغريبية تقيم معرضها الشخصي الأول "روح البراقع " بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية في البريمي

البريمي ـ من جميلة الجهورية :

ثلاثة وأربعون عملا فنيا تحدثت عن المرأة وحياتها وعلاقاتها الاجتماعية والتفاعلية وشخصيتها نقلتها الفنانة التشكيلية سامية الغريبية من خلال البرقع الذي يعكس مختلف نشاطاتها الاجتماعية والإنسانية في معرضها التشكيلي الاول بمقر الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بولاية البريمي حيث حمل عنوان المعرض " البراقع " وافتتح مساء امس الاول تحت رعاية سعادة السيد ابراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ محافظة البريمي ، حيث أشاد راعي الحفل خلال اطلاعه على اعمال الفنانة وتجواله بالمعرض وقال : المعرض اعطانا حماس لسببين ، السبب الاول انه معرض نسائي بحت وهو دليل بأن المرأة دخلت عالم الفن وابدعت ، اما السبب الآخر انه مستوى المعرض من تقيمي الفني مستواه عالٍ جدا .
وأضاف سعادته : الفنانة تحدثت عن الاسباب التي انطلقت منها الفكرة وهي " البراقع " وارتباطاتها التاريخية والثقافية والمكانية للمحافظة ، لكن كانت هناك ملاحظات وقد تحدثت فيها مع الفنانة وهي ان الخامات من المهم ان تشتغل عليها أكثر ن ليس في موضوعها الفني وانما فيما يخص جودة الخامه بحيث ان اللوحة الفنية تعيش فترة زمنية طويلة ، وهذه يحتاج الى اعادة النظر فيها .
وقال راعي الحفل :الرؤية المطروحة هي اقرب الى الجانب التجريدي والحداثي منه الى الواقعي المباشر ، إلا انه مع الشرح القريب المرتبطة بقضايا المرأة هي تقريبا واضحة للمتأمل للوحة ، و إجمالا وجدت المعرض حقيقة جميلا وراقيا، اتمنى ان يحظى على إقبال الجمهور والنهوض بالعمل الفني.
وعن مشاركات المرأة وتفاعلاتها مع الانشطة الفنية افاد سعادته : بالنسبة كجمهور اشعر ان هناك ضعفا في الحضور ، اما بالنسبة كمشاركات اجد ان المرأة اكثر مبادرة من الرجل فيما يخص الحقل الفني، وهذا ما ينعكس لنا من خلال حضورنا للمعارض ونراه ، وبالتالي هذا دليل على مشاركة المرأة وتفاعلها،ولكن نجد ان المرأة مشاركة ولديها رغبة كبيرة في الدخول في كثير من الأنشطة والمجالات .
من جانبها اكدت سامية الغريبية فكرة المعرض والرسالة التي حاولت الخروج بها من خلال موضوعاتها التي حاولت تجسيدها ان المعرض شمل 43 عملا ويتنناول مختلف جوانب حياة المرأة.واشارت لاختيارها للبرقع للتعبير عنها في لوحاتها ، الى انه يعود الى ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده وقالت : البرقع هو مفرد اساسي في زي المرأة في البريمي وعدد من محافظات السلطنه على اختلاف انواعه وأشكاله ، والتي حاولت القاء الضوء على هذا المفرد من خلال مشاركتي في المعرض السنوي للفنون التشكلية للشباب السادس عشر خلال عام 2012 م وحصولي على جائزة لجنة التحكيم بداية انطلاق لي مع هذا المفرد الأصيل حيث استخدمت البرقع الذي ترتدية امي وعبرت به عن حياة الباديه ومشاركة المرأة ومدى تعاونها وتواصلها بحياة البادية وحصائصها..
واوضحت الغريبية ان الموضوعات التي تناولتها من خلال عناوين لوحاتها ركزت على انشطة وحراك انساني وتنموي وتواصلها مع المجتمع لتستعرض اهم تلك العناوين ورمزياتها قائلة : حيث ان لوحة (مسيرة) تتحدث عن مسيرة المرأه في الحياة ومشاركتها في التنمية وحضورها البارز في جميع محافل السلطنه في لونها الأصيل والشعبي المتوارث من جيل لجيل من خلال التركيز في اللوحة على الزي باستخدام قماش يرف باسم (بو تيله) وقماش يعرف باسم(حرارة) وارتباطه بالبرقع الذي ترتديه المرأه لتستر أو لزينه ، كما اشتمل المعرض عمل باسم (شموخ وعطاء) و استخدمت فيه سعف التخيل الذي تقوم المرأة بسفه وتشكيله ويعبر ايضا عن النخلة وشموخها وعطائها وعلاقة هذي الصفات بالمرأة وارتباطها بها.كما كانت هناك ايضا اعمال تتحدث عن المرأة وشخصيتها مع اخواتها النساء وطبيعتها فكان هناك حضور لأعمال بعنوان (غيره) و (نميمه) و(هواجس) و (حنين ) و ( السدو ) الذي عبر عن عمل المرأة في الخياطة والحياكة ، وارتباطه بالغزل وعلاقته بالمرأة البدوية والغزل والنقوشات الجميلة التي كانت تبدع فيه .
واكدت سامية الغريبية ان المعرض جاء ليعبر عن روح المرأة وإبداعاتها ومشاعرها التي خلقها الله فيها وعليها ، لتبدع وتتميز من تلك الروح التي اطلقتها على عنوان المعرض " روح البراقع " .واشارت الغريبية إلى ان هناك الكثير ممن نصحها بإقامة معرضها في محافظة مسقط الا انها وجدت ان العمل لا بد ان ينطق بذات الروح من البيئة المحلية ذاتها ومن عاداتها وتقاليدها التي تمتاز وتشتهر بها وقالت : لذلك وبما ان "البرقع" يعبر عن الزي التقليدي للبريمي وددت انطلاق معرضي الشخصي بداية ان يكون من محافظتي ، وتفعيلا للمؤسسة "جمعية الفنون التشكيلية" بالمحافظة التي تتيح لنا فرص التواصل والمشاركة في المجتمع ، والذي وجب علينا ان ننتج ونعمل ونظهر ما لدينا من قدرات وامكانيات ومواهب فيها حتى يتحقق الهدف من انشائها .
ونوهت الغريبية ان المعرض اخذ منها تقريبا 8 اشهر للعمل في تجريب الخامات المختلفة من القماش بأنواعه المختلفة والسعف وقماش البراقع .
وعن الألوان اوضحت على انها حاولت دمج الألوان القريبه من البرقع وطبيعة البدو اوالألوان المستخدمه في السابق كاللون النيلي والأحمر والأخضر الداكن والآزق والبنفسجي والأسود بحيث اظهر بتكوين لوني قريب من البرقع والأوان المتميزة في السابق .
الجدير بالذكر أن المعرض لمدة خمسة ايام لفترتين بمقر الجمعية بمحافظة البريمي ومنها سيتم نقله الى محافظة مسقط والذي سيتم عرض الاعمال في قاعة مجان بالنادي الثقافي خلال الفترة من 30 يونيو ولغاية4 يوليو .

جريدة الوطن