روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,552ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,816ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,386
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,520عدد الضغطات : 52,299عدد الضغطات : 52,403

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > الحـــــــوارات والأخبـــار وجديد المــوقع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #25  
قديم 10-09-2013, 02:10 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

"يَا حُلمُ لقد جئتَ شيئًا فريَّا"
لـ : أسماء الشامسية


(العام 2008)

ينزاحُ ستارُ المسرح ،ترفعُ الموسيقَا، ويؤذنُ للغنَاء الهبوط ، الحضورُ كان كثيفًا جدّا ، إذ حضَر هذا العُرس الذي يحتفي بالحناجرالشّابة طُلابٌ وطالبات ، معلمون ومعلّمات ، وبعض مسؤولي الإدارة التربوية في المنطقة، كانت القَاعَة تكتظُ حضورًا وأوتَارًا ، والموسيقَا بانتظَار من يرشح منها المقطوعَات المغنّاة،يتقدّم أحد المُشاركين ليؤدي دَوره، يغنّي .. تتدحرجُ طبقَات صوته في أجواء التّلاطم الموسيقي ويتناوب الصّوت بعد الصّوت ،الغنَاء بعد الغنَاء
أمّا مريم ، التي وصلت المسابقة لتوّها،كان عليها أن تتفرسَ المكان والحَاضرين ، ولأوّل مرّة تجسّست من خلف السّتَار لتتفحّص الحُضور،اتّسعت حدقتاهَا إلى أقصَى دَهشَة وبدَا احمرارًا مَا يزحفُ باتّجاه وجنتيهَا المتورّدتين ، قالت مشدوهةً : رجَال طلبةُ مدَارس .. لم يخبروني بذلك!

العام (2001)
في سن الحادية عشرَ تمامًا، أنبتَت الفطرة في وجود مَريم حُب التأليف والغنَاء إذ ذاك كتبت أغنية لا تفوق قامتها البريئة كثيرا، أغنيةً عن العصافيرمَا كانت تدرك تقهقرَ لغتَها الركيكة أمَام عالم الكتابة المتراكب وشديد التّعقيد ، كان مطلعها : "عصفوري عصفوري .. قد أقبل مسرورا..مع كُل الطيورا "
ذات فِكرة دَعت أختها وبنت خالتها ليكونَا كُورَال حفلَة مصطنعَة ،نفَضت فستانَها،ثمّ شرّعت يدها اليُمنَى إلى الفراغ ويدها اليُسرى تُشد تموجات الفستَان بقبضةٍ لطيفة وهيَ تجترُّ جسدها يُمنةً ويُسرَة كما لو أنّها تُحاكي عُصفُورًا يفرشُ جناحيه ليطير،وحثّت رفيقتيها أن تفعلاَ مثلما تفعل،استنشقت هواءً نقيًّا خدَشَ اللهَاة وهو في طريقهِ ليزفَر الأغنيَة،غنّت ومعها غَنّتَا،وسيفعلنَ الأمر ذاته حتّى يُصبحَ الغنَاء عادةً يوميّة..وشيئًا آخر أكبر فيما بَعد.
في ذلك الوقت كانت مريم نجمةً تُحاول الانفجَار كما لن تفعل لاحقًا، كانت تطربُ كل من يطلبُ أن يرطّبَ مسمعهُ بالغناء، تحشدُ حولها صديقاتها لتغني لهن أوقات الفسحة المدرسية ،كنَّ يستمتعن،لا شيء ينغص هوى الطفولة في ممارسة الحدّ الأقصَى للسّجية، الطفولة هيَ الطّبيعَة كما يجب أن تكون.

العام (2002)
كبرت مريم ،بدأت تُشارك في احتفاليّات المدرسة والإذاعة المدرسية ، صَدَحت أغانٍ بصوتِ طرقِ الموسيقَا وبدونه ، بعضًا منها كانَ مخاضَ وعيها البِكر في التأليف وبعضًا منها مما حفظته من منشدين صاعدين ذلك الوَقت..
ذَات حَفلٍ مدرسيّ،وقفت مَريم تنشدُ أمَام مجموعةٍ من الرّجال المسؤولين الذين زاروا المَدرسة لغرضٍ تربوي، بَدَت متوتّرة ومُحرَجَة مَا إن استقرّ بصرها باتّجاهِ مجموعة من الرّجال كان بينهم رجُلٍ تتدلّى لحيتهُ أكثَر من اللازم ، ولسبب مَا لأوّل مرّة عبرَ مخيّلةَ مريمَ وهي تغنّي مقولةً لا تدري أين سمعتها :"صوتُ المرأة عَورة".

العام (2003)
امتّدَت مُشاركاتُ مَريم في الإنشَاد لتشمَل مسابقَات خارجية وأمسياتٍ رمضانيّة.
الذينَ عرفُوا مَريم منشدَة سيعرفونَها بعد ذلك مُغنيّة حين اقترحت عليها أستاذةُ الموسيقَا الانضمام لجماعتها الطلابيّة،وهُنَا لأوّل مَرة ستُكسَى كلمات مريم العَاريّة من أي صَخبٍ ثوبَ الإيقاع الموسيقي!
مريَم الآن تصاحبُ حُلمًا مَا يأخذُ مسيرهُ إلى الصّقَل والتكوين،وتُفكّر أن تواصَل مشوارهَا إلى ما هُو أبعد من الفضَاء المدرسي الضّيق هذا.
"ثمّة عَالم آخر في الجامعَة،عندما أتخرّج من المَدرسَة سأنضم لجماعة الموسيقَا،سأغنّي..نعم سأغنّي سأثبت للجميع صَوتي الذي يستحقّ الظهور،سأقفُ ذاتَ حُلمٍ على خشبةِ مسرحٍ شامخ ، وبرقّة صوتيَ الممشوقُ سأغنّي "
حَلُمَت مَريم.
العام (2004)

تعلنُ مديرية المنطقة (س) عن إعلان مسابقة الإنشاد بالشروط الآتية:

1- أن يكون المشترك أحد طلبةِ مدارس المنطقَة ولا يُسمحُ لغير المنتسبين لها.
2- ألا تخلّ القصيدة بالأخلاق العامّة وأن تحتوي كلمات هادفَة.
3- أن يشارك المتسابق بأنشودة واحدة فقط.
4- يُمنع مشاركة الإناث منعًا باتًّا.

قرأت مريم مُلصق الإعلان ، بدَت سحنتها خائبَة ، أطلقَت حسرةً غائرة وغَادرت .


العام (2005)

صوت الموسيقا كان يتنافرُ في المكانَ هادرًا من غرفةِ الموسيقَا ليذرعَ الممرات متسلّلاً صفوف الطّالبات ومُحدثًا ربكةً مُزعجة في ظل سير عمل الحصص الدراسية، فجأة صُفِقَ مصراع البّاب مَا أرعَشَ صلابةَ الحائط ، بدت أستاذة التربية الإسلامية متجَهّمَة وهيَ تباغتُ الدّخول وتطلقُ نظراتٍ ساخطَة في وجوهٍ تتشبّث بالذّهُول ..
"يا أستاذة حنان قللوا شوي من هذي الموسيقا ، الموسيقا ما زينة .. حرام .. حرام وصوتها واصل لحد الفصول" قالت تخاطب أستاذة الموسيقَا
ثم التفتت لمريم وقَالت كمن ينتصرُ لمبدأ : أيواا..أيواا مريم حتى إنتي معهم!

انكمشت شفتا مريم وتقلّص وجهها المشدود مثلَ طفلةٍ وبختها أمّها للتّو
عندما غادرت معلمة التربية الإسلامية قالت الأستاذة حنان وهي تتمتم بحنق : واللهِ أصل الموسيقا لا حرام ولا شي ..هو يعني إحنا حنخش النار علشان شوية غُنا وبيانو!!
كثيرا ماشهدت مريم مناوشَات مُماثلة بين معلمات التربية الإسلامية وأستاذة الموسيقا للسبب ذاته.


(2006)
- "مَريم نُريدكِ اليوم لتنشدي أي نشيدةٍ تُعجبُك سيأتي لدينا ضيوف" .. قالت أستاذةُ اللغة العربية
- لن أنشد أستاذة
-لماذَا يَا مَريم صوتكِ جَميل؟!
- أنا كبرت أصبح عمري 16عامًا حرام أنشد أمام الرّجال!

تبّدل لونُ الأستاذة،عقدَت حاجبيهَا وبُسرعة ارتفعَ حاجبها الأيَمن المنتوفُ بحرص محتجًّا ما لبِثَ أن ارتخَى.عاقرت المُعلّمَة الصّمت للحظَات وهيَ تحدجُ مَريم بنظراتٍ حادّة ومستغربة،ثمّ طلبت منها العودة للفصل ومَضَت.

(2007)
أدَارت مريمَ حَولَ عنقهِ حبلَ المشنقَة ،أوجَبَت على نفسها أن تمنعَ تقدّمه باتّجاه عَالمها، قالت تُحدّث نفسها: "إنّه ليسَ لي ، لآخرينَ غيري،ليست أنَا التي ستقترفُ خطيئةً لن أبرأ منهَا بعد ذلك،لن أموتَ والخطيئةُ تعرشُ جثتي وتقودني إلى حتفٍ مُظلم،سأضعُ لهُ حدًّا هنا وفقط.وسأمضي إلى طريقٍ لايشتبهُني ولن يحملَ ضميري على تقريعي ..لن أحلم ..مضطرّةً سأقتلُ ليسَ الحُلم ذاته فحسب بل مجرّد الرّغبةَ به"
نَذّرت مريم.

العام (2008)


أثنَاء العُرس الذي سيمتحن قُدرة الحناجر على الصّمود أمامَ الأحلام الكبيرة
تعاقبَ المشاركونَ واحدًا تلو الآخر..بناتَ وبنين..هُنالكَ كانت منصّة تعِدُ ممتطيهَا استثناءَ الوصول،الوصول إلى الحُلم،منصّةٌ بَدَت وهي تشهدُ محاولات الصعود ما يشبهُ محاولة هاوٍ يتعثّرُ على سفحِ جبلٍ وهو يشهدُ مقاومَة السّفح للدخلاء
كذلك سيقُاومُ تاريخٌ صلبٌ من المحظور أحلامًا تُحاولُ التّصدي والعُبور؛لهذا السبب وحده قرّر الزيزفونَ ذات يوم أن يُزهر ويتجنّب الإثمَار؛ فالشجرةُ المثمرَة وحدها التي تُرمَى،كذلك مَريم تحاشَت "الحُلم الشّجرة"،وقرّرت بتَرهُ قبلَ أن يتمادَى و يثمر،وقبلَ أن يُرمَى استدركَتْ حلمًا ومَحَته !

فكّرت في المحيط الذي لن يُباركها حُلمهَا فيمَا لو تجرّأت أن تحلمَ بخلافِ السّائد، المتماثل،بخلافِ المرغوب والمرسوم والمُحدد اتّباعه سلفًا،لو تجرّأت أن تبدوَ مختلفةً جدًّا،ودخيلةً جدًّا على تاريخٍ عريض من ثوابت السّمعَة والأخلاق والعَيب الخ.

دورها الآن ، مريمُ النّجمَة،القابلةُ للانفجَار،ابنةُ حلمٍ يكبرُ.....

عندمَا تُقدَّم مريم للمنصّة ،الموسيقَا تعاودُ رقصها،مريم الطفلة الحالمةُ أمسِ..تستيقظُ في بواكير الشّبَاب اليَوم،لتطردَ أوهَام الأحلام الغضّة التي لا يجبُ أن تُحقق خطوًا صوبَ القمّة..ولايجبُ أن تشَبّ أكثَر!
كانت ساخطَة عندمَا لم تُعلَم بدايةً أنّ الحفَل مختلط،ارتسمَت صورة الأستاذة حنَان في مخيالها كشيطان، التّي عرَفَت بحدسها أنّها تعمّدت إخفَاء خبَر اختلاط المسابقَة عنها لعلمها المسبق أنّها سترفضُ المُشاركة.

الجالسون في الصّف الأمامي يستفزّونَ ابتساماتٍ نائمَة تتلهّف بمجرد أن نَادَى صوتٌ مشجعٌ تناهَى منَ البعيدِ :يا مريمُ لقد حَان دوركِ !
وهي تقفُ في غرفةِ التّحضير تتأهّبُ الخروج ،لا تدري كيفَ تخايلَ إلى ذهنها ما يوبّخها وهي تسمع الصوت ذاك :
يا مريمُ لقد جئتِ شيئًا فريًّا !


بعضُ الواقفينَ الذينَ لم تسعهمُ المقاعد في أواخرِ المدرجات حاولت نظراتهم اغتصَابَ المشهد من بينِ الرؤوس المعلّقة في الأمام وهم في انتظَار الدّهشة المرتقبَة دونَ أن يعيلَ صبرَهم الوقوفُ الطويل..

دقيقَة ، دقيقتَان ، تُبطىءُ مريم الظهور، تُبطىءُ أكثَر، أكثر فأكثَر..
يمضي الزّمن .. تُبطىءُ مريمُ .. يمضي الزّمن .. تتراجعُ مريم ..
لا تأتي ...............................يُلغَى العَرض.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية