روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ما سأبثهُ للبحرِ حينَ أصافحه
ليتني أقوى أن أكونَ زجاجة عطر ...يشفُّ صدقي عن جمال روحي ...تتعبني الأقنعة ... بل وتخيفني عندما تصبحُ روتيناً وأمراً بديهياً لا مناصَ منه ...أعيدُ شحذَ همتي ...وأقررُ أن أكونَ تلكَ الجوانية ... فوجهُ شخص المرايا يرعبني ... أبدو فيه أخرى لا أشبهُني ...ربما أشبهُ ما يريدُ الآخرون...إلهي أي حياة نحياها وعقولنا تدور في فلكِ مفصول عن تلك السماء التي تحلقُ فيها قلوبنا وتتمزق ... بين فكرةِ تُحبها وأخرى تنبغي وثالثة مجبرة عليها؟! أفكرُ في الخسائر التي جنيتها يوم أن تمردتُ على مذهب أمي ولم أغربل ما يعجُ به فؤادي بغربال العقل وخطوط المجتمع الحمراء - المغلوطة حتى الثمالة في الغالب - ...تحت بنودها المزيفة من عيب ... حرام ولا يصح ...ما أبغضَ تلك القائمة السوداء في نفسي التي ينساق إليها السواد الأعظم من العالمين ويتمرد منها البعض بصمت بينما نزرُ قليل يقاتلُ في سبيل إعادة صياغتها... كشهداء اليقين الذين يتساقطون في الميدان وابتسامة رضا تتأرجح على شفاههم الطاهرة ... (فالفكرة التي لديك استعداد للموت في سبيلها هي فقط من سيكون لديك استعداد للعيش من أجلها )... هكذا أطلق بارودها تشي جيفارا يوماً ... كم من الأصدقاء يا أمي قطفوا رؤوسنا وأخرجوا أسمائنا من قضبان قلوبهم التي - زعموا بأنها كانت مأوىً لنا -؟! فعلوا كل ذلك وطغوا على سذاجتنا وسماحة قلوبنا فقط لأننا كشفنا عن أعماقنا وتنفسنا الحقيقة بعد أن كلّت أرواحنا وهي تكتظ بالأرواحِ المتناقضة ...وبالأسرار الساذجة ... ستقولين لي يا أمي : أخبرتُكِ مسبقاً بأن نهاية دربكِ ستكونُ كهف يخلو إلا منكِ والوحدة لا ثالث لكما إلا الحزن والألم ... وسيتساقطُ الأصدقاء تباعاً ... أصبع الصدق ستطيح على التوالي بكل قطع الدمينو ... كم هو قبيحُ يا أمي - لو تعلمين - ... أن نرتدي وجوهاً لا تروق لنا ونجرُ أفكاراً لا نستسيغها ونردد شعارات باردة تجهض كل معتقداتنا ...فقط لنرضى الآخر ...ولنحمي أسمائنا من مغبة الحذف من قوائم الأصدقاء الصداة ...الصداة بالكذب وحزبهُ من نفاق وخداع ...يا روحْ ... خسرتهم لأكسبكِ ...لأحافظ على عفتكِ من دنس فكرتهم الأفعى ...يعذبني هاملت - لو كان يعلم - تُجلدني فكرته ( أكون أو لا أكون ) ها هي روحي تقرر أن تكون يا هاملت ... ها أنت يا شكسبير تضرم النار في كوخِ تناقضاتي ... لأستحيل إلى زجاجة عطر شفافة ...أشاروا عليّ بعدها بأصبع الاتهام ... أصبحت مجرمة ... وأيّ أداة لإجرامي كانت... الصدق أم الشفافية ؟! عند شاطئك يا بحر أقف ... تسكنني الدعة ويداعب قلبي السكون ...سقفي وأرضي زرقة ، يا ذا سعدي بك يا أزرق ! ... زرقتك يا جزر الأيام ومدّ الذكرى ...تجعلني أشيحُ بوجهي عن محراب القبيلة ولا أبالي في استرسال حبي لك ... لو تعلم يا صديقي يا أزرق ... أرضي التي هناك في البعيد تنام وتسكنُ أحشائي لا ينقصها إلا زرقة تشبهك ... تزاوجُ بها زرقة سمائها ... فتجهضُ لنا قبائل من الأطفال يتدافعون من الكهوف الموحشة ليرتلوا صلواتهم لرب ... بأن يحفظنا ويهبُنا من السكينة ما يبقينا على ناظريّ الأمل ...أخبرتك سلفاً يا بحر ...بأن فاجعتي هذه لا عصا بها لأتحايل وأمسكُ بها من المنتصف...العقول يا صديقي صلصالُ حرقتهُ الأيام مراراً وتكراراً بلهيبِ أحزانها ...وبكل ما أوتيت من سعة ...حتى أصبحت سجيّل ...فكيف السبيل الآن إلى إعادة تشكيل طينتها ؟...وهي لسوء الطالع أو ربما حسنه ... بوصلة طريقنا إلى ذلك البعيد ... الذي نتراكض خلفهُ على عمى أو بصيرة ... جنة كان أم نار...على ناظريك يا أزرق الجمال ...يا جمال الزرقة ...أعيدُ تمجيدَ عهدي . لأكُنْ غريبةَ بينهم ... لكنني سأبقى ما استطعت سبيلاً التي أريدها ... التي أشبهها ...فلتخبرهم بأنني سأبقى ما حييت كنخيل موطني سامقة ... مطلقة العنان لروحي لتطيرَ في رحاب الأفق السماويّ في جدالاتهم العقيمة ... وفي لحضه الصفر قد انحني لرياح مجنونة فلا طاقة لي على مصارعة جنونهم ولكنني حتما لن أسمح لأيَّ رياح كانت أن تقتلعني من جذور شخصي لتحيلني إلى كائن برمائي ... أو أرجوزة راقصة على مسرحِ متصدع الجوانب ...هذه زجاجة أمنياتي أتركها بعهدة أمواجك ... أما رحلتي فستبقى على شواطئك وحسب ... فسفني بحماقاتهم أشعلوا نيرانها ...فليتجهوا حيثُ شاءوا فلهم أقنعتهم ولي صدقي ...وإن تكسرت زجاجة عطري بين نزاعاتهم وأفكارهم البلاستيكية - سهلة الكسر - فحسبي بأن شذى روحي سيلتصقُ بشظايا الزجاج وسيفوحُ بأريجه فيُعبِق الذكرى بذاكي شذاه .
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة مريم ; 31-05-2011 الساعة 06:03 PM |
#2
|
||||
|
||||
الأخت الفاضله مريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رائعه هي كلماتك عذبه أحاسيسك نص جميل وصياغه مذهله أمنياتي لكِ بالتوفيق دائمآ |
#3
|
||||
|
||||
مرحبا بك اختي مريم ...
كلمات راقية رائعة كرقيك ... لك كل الود ايتها الراقية ....
__________________
لَستُ بِهَذَا الغُرورَ الذِي لَايُطَاقْ ~ ولَستُ الَأُنثَى المُتَكَبِرَه التِيْ لَايُعجِبهَا شَيءْ ..! كُلْ مَافِيْ الَأمِرْ /
أنْ طُهرِيْ ونَقَائِيْ يخَتَلِفْ عَنْ بَقِيَةٌ النِسَاءْ لِذَلِكَ لَاأحَدَ يستَطِيعْ فِهِمِيْ سِوى القَلِيلْ مِنْ البَشَر ولَرُبمَا العدَمْ ! |
#4
|
||||
|
||||
العزيزة مريم دائماً للحديث أمام البحر طعم آخر.. فبه تصنع المفردات العذبة حروفاً جميلة لتتشكل جملاً متجانسة ..
وهذا ما نلاحظه من خلال إبداعك الرائع على هذه الصفحة .. دمتي بهذا العطاء . |
|
|