روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الفقراء لا تصلهم رسائل الغرام
الفقراء لا تصلهم رسائل الغرام
الفــتاة الحييّة: زارتني بالأمس ، كانت ترتدي فستانا أبيض حسيرا. لم تكن تنظر لي. كانت تنظر إلى أرضيّة الغرفة ، كان الخجل يبدّد كلماتها و هي تتحدّث. - بين الحين و الحين كانت ترفع رأسها، تتأمّل جدران الغرفة ذات اللّون الأزرق الباهت. كانت تنظر إلى الكتب المبعثرة و الدّهشة تعلو محيّاها. الفتاة الحييّة قالت :أ-ح-بّ-ك ، رذّدت الكلمة بتؤدة و بخفر بالغ . في تلك اللّحظة تورّد خدّاها و خصلات شعرها الذّهبيّة زادتها بهاء. الفتاة الحييّة تحدّثت كثيرا ، قالت كلاما عجيبا ، زادت جمرات القلب لهيبا. - قالت : أحبّك ثمّ غرقت في صمت مطبق حزين و أضافت بعد برهة : لا بدّ أن تفهم موقفي ، نحن نسير في طريق مسدود. رفعت يدها لتهشّ ذبابة حطّت على الخدّ الأسيل فمادت بي الأرض و أظلم المكان من حولي. كانت تضع خاتم الخطوبة في إصبعها. لون الخاتم الأصفر اللّمّاع يبعث أشعّة تدمّر أعصابي. الفتاة الحييّة : تحدّثت كثيرا ، قالت كلاما غريبا. قالت : " أحبّك لابدّ أن تعذرني، لا بدّ أن تفهم مبرّراتي". - على طاولة بنّيّة اللّون قديمة وضعت رسائلي و بعض الصّور التي جمعتنا أيّام الصّفاء. كانت الرّسائل مرتّبة . سطّرت تحت سؤال طرحته عليها في أوّل رسالة : لماذا الفقراء لا تصلهم رسائل الغرام؟ كتبت في أسفل الرّسالة بالّلون الأحمر الّذي تعشقه ، "الحب و الفقر لا يلتقيان يا حبيب القلب". الفتاة الحييّة غادرت غرفتي اليتيمة في يوم غابت شمسه و ادلهمّت سماؤه بسحب سوداء ثقيلة. - كان لصوت حذائها و هي تنزل درجات السّلّم وقع حزين مدمّر. - من نافذتي رأيتها تمسك بيده، رأيته يضمّها إليه ثمّ يفتح لها باب السيّارة الخضراء الفارهة . كان كهلا في الخمسين من عمره. الفتاة الحييّة سمعتها تضحك بصوت عال ، شممت رائحة عطرها،رأيتها تمدّ يدها إلى علبة السّجائر بعدما سرّحت شعرها الذّهبيّ الأصفر و هي تنظر في مرآتها الصّغيرة. من نافذتي رأيت طيور النّورس تحلّق عاليا في السّماء الملبّدة بالغيوم. في ذلك المساء الشّتائيّ الحزين سمعتها تعزف سمفونية الحزن والرّحيل. الفتاة الحييّة و الفقر الجاثم بكلكله خلّفا في القلب جرحا لن يندمل. |
|
|