بداية الحلم كانت قطرات الندى التي تساقطت على ذلك الطفل الذي توسّد تحت شجرة أمام منزل ابيه.
بات يدرك انه لا يملك أما تحتضنه من برد الشتاء القارص.. كانت قطرات الندى تهمس له انهض..انهض.
فجميع من في البيت قد غادروا.. اخوته لأبيه قد ذهبوا للمدرسة.. وزوجة أبيه تركض مهرولة فقد تأخرت عن موعد عملها.. نهض الطفل واتجه الى زاوية بالمنزل ليتأكد من خلوّه.. بطريقته المعتاده دخل من فتحة التكييف.. فقد تعود على ذلك حين كان والده يسافر طوال الوقت..دخل المنزل وفتح الثلاجة واخرج علبة (الجبن) واتجه نحو الطاولة حيث يوجد الخبز.. كان يأكل ويشرب معها دموعه التي لا تكف عن البكاء حين يتذكر امه.. وقسوة زوجة ابيه واخوته..
ذهب ليرتاح في غرفته التي ملئت بشقاوة اخوته وهمجيتهم في كل ركن من اركانها.. اخذ ألعابه القديمة واحتضنها وتمنى لو ان والده يعود من سفره.. فعلى الاقل تخف حدة الزوجة وابنائها معه..
جلس متكئا يحاور همومه ودمعاته.. وغط في نومه حزين .. نام ذلك الطفل.... وللحلم بقية