روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,989
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,214عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2013, 01:13 AM
أحمد بلكاسم أحمد بلكاسم غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 23
افتراضي بقعة ملعونة

من فرط شوقك لارتداء ملابس جديدة، فإنك تنتظر على أحر من الجمر تلك الفرصة السانحة، والتي لا تتكرر إلا مرتان في السنة كرحلتي قريش. وقبل أن تلف جسدك النحيل داخل الثياب الجديدة؛ بعد دلكه بالحجر الرملي، ودهنه بالصابون البلدي، فإنك تستعجل التجرد من الأسمال البالية، ناظرا إليها بعين السخط والاحتقار، مستعجلا لها ذلك المصير المشؤوم؛ بأن تمزق قطعا صغيرة ليصنع منها" سافس*" أو تستعمل لحمل الطجين الساخن، حين إخراجه من التنور.

في البداية أسررت لها أنك ستخضعها للامتحان، إن كانت تناسبك طولا وعرضا، وبعد ذلك تتركها وشأنها، أول محك لها تعرضها على الوالدين الكريمين، فإن نالت إعجابهما، حظيت أكثر فأكثر بعطفك وحبك لها.

الأم منهمكة في دق وريقات الحناء في المهراس، تطربك دقات الدقاق المتتالية، لاسيما الدقة التي تخطىء هدفها وتصيب حافة المهراس. الأب يردد أذكار العيد قبل الأوان؛ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، الله اكبر، الله أكبر ولله الحمد.

- أمي، أبي، انظرا، إنها جميلة جدا، أليس كذلك؟

- بالصحة والعافية، اعتن بها حتى الصباح.

- أجل، أجل، سأعتني بها جيدا.

بعد أن انفردت بها، أسررت لها ثانية، أنك تحبها، فشرعت في تقبيلها.

- أممممممممممح أيتها العزيزة الغالية، أحبك كثييييييرا؛ غدا سأقدمك إلى أصدقائي، أكيد سيعجبون بك أيما إعجاب، سيغارون مني، بل ومنهم من سيحسدني ويعض أنامله الفتية من الغيرة، ويود المسكين، لوكنت من نصيبه أيتها المحبوبة المبجلة لا من نصيبي أنا.

- ......................!

- أتمنى أن تتكرر زيارتك لي في السنة أكثر من المرة والمرتين، ببساطة أنا أحبك، وأناقتك أيتها الأنيقة، تعجبني كثيرا.

ثم شرعت في فتح أزرارها، والتصقت بها والتصقت بك، فيالها من متعة ناعمة، وياله من شعور عميق ،ومديد بالفرح، يسري في الكيان مسرى الدم.

كرم الضيافة، يأبى إلا أن ترحب بها أيما ترحيب، كما لو كانت ضيفا كريما، فتغدق عليها بالتقبيل والحنان والعطف الزائد. بل إنك تقسم بأغلظ الأيمان، كما يفعل والدك لحث الضيف على المكوث بين جنبيكم يوما آخر على أيام الضيافة المعهودة. تقسم أن تبيت معك وتكون في ضيافتك. من أول نظرة، وأول لقاء حميمي، تعرض عليها أن تقاسمك فراشك، الليلة قبل الغد فلكل زمان، طقوسه ونكهتة ومتعته، فهذه اللحظات السعيدة، ليست كسابقاتها البئيسة، وربما كانت لحظات الغد المنتظرة، أسعد من هذه، التي هي طوع يديك.

فما كان منها إلا أن رضخت لرغبتك الجامحة، مستجيبة للقسم الغليظ،،كيف لها أن ترفض طلبك، وأنت تكن لها من الحب ما لم يبح به عنترة لعبلاه، وما لم يتغن به قيس لليلاه. لتأوي بها في الأخير إلى فراشك منتشيا بالفرح، وتناما قريري العيون.

الحذاء وحده الذي استثناه القسم، وآثرت أن تتوسده تارة، ثم تحتضنه تارة أخرى بيد مكفنة وقابضة بإصرار على عجينة الحناء، مثلما تقبض روحك في هذه الليلة المباركة، بعروة السعادة الوثقى، سعادة العمر السنوية، وببسالة قل نظيرها بين بؤساء العالم. ثم تغمض جفنيك مستسلما للذيذ الأحلام، مطمئنا للقطعة النقدية النحاسية من فئة خمسين سنتيما، التي تدفئ الجيب وتزيد الأحلام لذة فوق لذة.

مع أول صيحة لأول ديك، تقتلعك الفرحة من فراشك، فتضطر لقطع حبل الأحلام الوردية الجميلة، تدخل كلتا يديك في جيبك متنسما أولى نسمات الصبح العليلة، نسمات العيد، ومتحسسا القطعة النحاسية، لكن سرعان ما تخرجها، وقد صفعتك يد الخيبة المريرة صفعة شديدة، تكاد ينهد لها كيانك، وترغمك على كبح جماح فرحتك الموسمية حينا من الدهر، ريثما تشرق الشمس وتجود عليك بخيوطها الدافئة، عساها تبتلع البقعة الداكنة، التي استحوذت على منطقة مهمة من سروال العيد الجديد، على مستويي الحوض والورك ، ولسان حالك يقول: تبا للبرتقال ولفيتاميناته، تبا لي إذ لم أكترث لتحذيرات أمي: باركاك من اللتشين** راه غدا العيد سر تنعس باش تفيق بكري؟

فأين أنت من شمس أغسطس الحارقة، ومن شمس السمائم، كل يوم فيها صفيحة جمر تستعر، تعبر عليها إلى اليوم التالي...لا بأس وقد وقعت الواقعة، لعل شمس يناير الكسولة تفي بالغرض... خجولة أطلت شمس يناير المرتقبة منذ بزوغ فجر اليوم السعيد، تماما كما تمنيت. وجادت عليك، أو بالأحرى على سروالك بشعاع دافئ، لكن ما إن لامس البقعة الملعونة فيه، حتى أرخت سحابة ثقيلة الظل سدولها على الشعاع البهي، وشدت بخناقه كي يمج ما ابتلعه من البقعة العطنة الملعونة على عجل، فاسحة المجال لهذه الأخيرة، كي تتربع على عرشها الجديد صحبة قطرات مطرية أبت إلا أن تحييك، تحية العيد..ما أحلاك يا عييد..يا عيييييد ما أحلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااآآآآآآآآآآآآآآآآآآك.
----------------------------------
* سافس: قطعة قماش تسد فم الجرة
** اللتشين: البرتقال
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-12-2013, 12:46 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي


إنها ذكريات الطفولة اليست كذلك؟ أستاذ احمد بلكاسم
الوصف الدقيق لما يخالج نفس الطفل البري ليلة العيد
والتعبير الملهم عن فرحته وإحتفاله المبكّر بالثوب الجديد
فقط الكاتب المجيد يحسنها,وقد فعلت بكل إقتدار أستاذ بلكاسم
نعم هكذا يمنّي كل طفل نفسه باستعراض جديده امام الرفاق:
ـ غدا سأقدمك إلى أصدقائي، أكيد سيعجبون بك أيما إعجاب، سيغارون مني ـ
كنا نتابع تطور الحبكة وكأننا المعنيون بالأحداث و جزء منها
فلربما نكون قد تعرضنا لمواقف مشابهة في طفولتنا
كما أن المفردات العربية الفصحى قد حظت بالنصيب الأوفر من
مساحة النص الجميل,وتوظيف الكلمات المناسبة في
المواقف المناسبة لها ميزة اخرى تتجلّى في القصة
ولا يخلو النص من البلاغة:
كرحلتي قريش ــ تطربك دقات الدقاق المتتالية ــ أتمنى أن تتكرر زيارتك
ــ فيالها من متعة ناعمة
ـ تقتلعك الفرحة من فراشك ــ كل يوم فيها صفيحة جمر تستعر

حتى أرخت سحابة ثقيلة الظل سدولها على الشعاع البهي، وشدت بخناقه
و أجد روحا الفكاهة مختفية بين حنايا الأحداث
نهاية غير متوقعة,تشير إلى قدرة الكاتب على تحكّمه

تقبّل تحياتـي



التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 14-12-2013 الساعة 12:51 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-12-2013, 09:50 AM
الصورة الرمزية عبدالله الراسبي
عبدالله الراسبي عبدالله الراسبي غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قسم الموروث الشعبي والتراث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 9,051

اوسمتي
وسام الإدارة وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي


اخي العزيز والقدير احمد بالكاسم قصه جميله جدا ورائعه
تسلم على هذا النص الجميل
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15-12-2013, 01:27 AM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

افتراضي

تسلسل القصة ممتع جدا وجمال المبنى والمعنى والمغزى منها يتجسد بعضه في بعض ليكون نتاجه قصة رائعة تتجلى في سياق الزاوية الجميلة برآئدها...

سرني المرور اخي احمد بالكاسم
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21-12-2013, 09:43 PM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

أهلا وسهلا أخي أحمد بلكاسم لقد رسمت فرحت العيد هنا بريشة فنان وكأنك مررت على طفولتنا فأيقضت سباتها وغصت في أحداث الطفولة وفرحة الثوب الجديد!!! هذه القصة من منظورها العام أما كقراءة لكاتب يقتنص الحدث فماأراها إلا كناية عن أفراح العرب التي لا تكتمل لهم فرحة وإن زارتهم أعياد !!!!!
تقبل مروري ايها المبدع
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13-04-2014, 02:40 AM
أحمد بلكاسم أحمد بلكاسم غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 23
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر مشاهدة المشاركة

إنها ذكريات الطفولة اليست كذلك؟ أستاذ احمد بلكاسم
الوصف الدقيق لما يخالج نفس الطفل البري ليلة العيد
والتعبير الملهم عن فرحته وإحتفاله المبكّر بالثوب الجديد
فقط الكاتب المجيد يحسنها,وقد فعلت بكل إقتدار أستاذ بلكاسم
نعم هكذا يمنّي كل طفل نفسه باستعراض جديده امام الرفاق:
ـ غدا سأقدمك إلى أصدقائي، أكيد سيعجبون بك أيما إعجاب، سيغارون مني ـ
كنا نتابع تطور الحبكة وكأننا المعنيون بالأحداث و جزء منها
فلربما نكون قد تعرضنا لمواقف مشابهة في طفولتنا
كما أن المفردات العربية الفصحى قد حظت بالنصيب الأوفر من
مساحة النص الجميل,وتوظيف الكلمات المناسبة في
المواقف المناسبة لها ميزة اخرى تتجلّى في القصة
ولا يخلو النص من البلاغة:
كرحلتي قريش ــ تطربك دقات الدقاق المتتالية ــ أتمنى أن تتكرر زيارتك
ــ فيالها من متعة ناعمة
ـ تقتلعك الفرحة من فراشك ــ كل يوم فيها صفيحة جمر تستعر

حتى أرخت سحابة ثقيلة الظل سدولها على الشعاع البهي، وشدت بخناقه
و أجد روحا الفكاهة مختفية بين حنايا الأحداث
نهاية غير متوقعة,تشير إلى قدرة الكاتب على تحكّمه

تقبّل تحياتـي


مسرور بمرورك الجميل وبتعليقك العميق
لك مني جميل التحايا يا أخي ناجي جوهر
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13-04-2014, 02:44 AM
أحمد بلكاسم أحمد بلكاسم غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 23
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد الحمداني مشاهدة المشاركة
تسلسل القصة ممتع جدا وجمال المبنى والمعنى والمغزى منها يتجسد بعضه في بعض ليكون نتاجه قصة رائعة تتجلى في سياق الزاوية الجميلة برآئدها...

سرني المرور اخي احمد بالكاسم
سرني مرورك العطر أيها البهي زياد الحمداني.
مودتي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13-04-2014, 02:45 AM
أحمد بلكاسم أحمد بلكاسم غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 23
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الكلمات مشاهدة المشاركة
أهلا وسهلا أخي أحمد بلكاسم لقد رسمت فرحت العيد هنا بريشة فنان وكأنك مررت على طفولتنا فأيقضت سباتها وغصت في أحداث الطفولة وفرحة الثوب الجديد!!! هذه القصة من منظورها العام أما كقراءة لكاتب يقتنص الحدث فماأراها إلا كناية عن أفراح العرب التي لا تكتمل لهم فرحة وإن زارتهم أعياد !!!!!
تقبل مروري ايها المبدع
أختي رحيق الكلمات أثمن مرورك الجميل
النص قابل للتأويل كما لاحظت مودتي
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:13 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية