روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,521ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,782ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,258
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,489عدد الضغطات : 52,267عدد الضغطات : 52,371

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-11-2011, 11:51 PM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي نهاية بداية قصـة ] .. ®

هذه احدى كتاباتي التي لم اشارك بها الى الان.. سوى في هذا المنتدى ولم انشرها من قبل..

هي طويلة بعض الشي ولكن .. من يود ان يرى جمالية تلك الخربشات فليجعل فكره يهوي الى عالم تلك الهلوسات مع الكلمات

_________________________________________________

[ نهاية بداية قصـة ] .. ®


" جالس وحدي ومنعزل في زاوية من الغرفة.. ظلام، أصوات، همهمة، همسات، دقات، وخطوات أقدام تصيبني بقشعريرة وتشج قلبي وتنفض ما بقي من قوتي وصبري في تلك اللحظة المخيفة.. أشعر بوجود أحد يجلس بجانبي وآخر خلفي وفجأة.. تقف كل شعرة من جسدي كالمسمار، أود أن أفتح عيناي.. صار يسري بجسمي ويغمرني دفء أزال الخوف والرعب اللذان كانا ينتاباني من تلك الوحشة التي كانت في نقطة من مجموعة الأكاليل التي علقتها على ستار أحلام وأفكار ذهني الهائمة في بحر من الظلال والسواد التي عمت على أحلامي الوردية.


اجتاحت تلك النقطة جزءا من ماضي قصصي وخواطري الجميلة " لؤلؤة " مزركشة بحكاية كانت بضع صور من سجل الذكريات، سجل يصنع الحروف والتراكيب التي تنبت فيني جذور قصصي، تلك اللؤلؤة التي ظهرت من العدم وقفزت من إحدى الأبعاد الزمنية الوهمية في عالمي الخفي الذي تسيطر عليه الأرواح الخيرة والحكايات الجميلة الذائبة في كل دمعة، في كل قطرة دم، في كل همسة، في كل فكرة، في كل المشاعر، في كل العيون البريئة، تسرق وهج القلوب، تسرق أحاسيس الكآبة منا، تمحي كل دمعة دافئة تسيل على خد طفل كفراشة تنفض الندى بجناحيها من على نسرين بري، في ذلك البيت القديم على كرسي متحرك .. حوله الورود المتبعثرة، تفوح روائحها وتنتشر مع نسائم الريح التي تهب على شرفته الحمراء تحت ضوء القمر، تعكس نوافذها الذهبية نورها على سطح بحيرة مطلة على تلك الشرفة وتنير تلك المياه كشروق شمس في أفق أحمر لامع وباهت في آن معا، كلمسة سحرية على يد فنان يجمع شروق الشمس اللامع الذهبي مع الغروب المتعدد بألوانه الباهتة.

فتحت عيناي.. كانت تربت بيدها على كتفي، جالسة على ذلك الكرسي الخشبي، هي اللؤلؤة.. هي الدفء الذي أزال عني كل الخوف والرعب الذي زرعته فيني تلك الوحدة والوحشة من غربة وحنين لدياري ولذلك البيت الذي يشعرني بمحبة وحنان تلك اللؤلؤتان ولتلك الأصداف الجميلة التي تحيط بهما.. أتذكر ماضي أيامي التي كنت أقضيها مع نسائم الريح وشاطئ البحر ورماله الناعمة الصدفية، مع الطيور، مع سلطعونات البحر.. في أيام الشتاء الباردة كنت كل يوم أساهر ليلي كي لا يغلب جفناي النعاس، أساهر وحشتي وأنتظر تهليل المؤذن لصلاة الفجر.. أتوضأ بمياه دافئة يخرج منها بخار يلسع وجهي البارد، ألبس لباسي وأنطلق للمسجد، أصلي وأدعي ربي بأن يحميني في يومي ويبعد عني همومي وأتضرع إليه بالدعاء، ألتقي بأصحابي وهم في بقايا نومهم، تترنح رؤوسهم وتتلاصق جفونهم، أحييهم وأودعهم منطلقا ومشرفا على يوم جديد، أذهب للبيت وأبدل لباسي، أحمل معي عدتي من طعام وشراب وقلم ودفتر.. بيتنا مطل على الشاطئ، جلست على ذلك التل أنتظر تلك اللحظة الرومانسية، تلك اللحظة التي تشعرني بأني فنان عظيم يجلس أمام لوحة فنية من صنع الإله الخالق البديع.. في تلك اللحظة اجتاحني شعور غريب أمام ذلك المنظر، صوت أمواج البحر وهي تعكس أشعة ضوء الشمس الوردية الفاتحة على مائها الراكد، أمواج صغيرة تتلاطم بشاطئ البحر تحيي بعضها بقدوم يوم جديد، نسائم باردة تلتطم بوجهي تطيح بأوراقي على رمال الشاطئ وتتقاذف بأفكاري في هواها وتتراقص بحبيبات الرمال بلطف وحنان وتدفعها مكونة لوحة زخرفية تتراكم على قطع المحار المنتشرة على ذلك الشريط البحري، ترسم أيقونة على رمال شاطئ البحر المليء بعالم الكائنات الإبداعية التي خلقها رب السموات والأرض.,,



▬▬◄
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...

التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل البلوشي ; 18-11-2011 الساعة 12:46 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-11-2011, 11:53 PM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي



تخرج تلك السلطعونات من حفرها التي بنت أمامها تلال صغيرة كأنها أبراج تحميها من غدر وعداوة الأعداء.. طيور الشاطئ تناديني باسمي ورمال البحر تذكرني بقصصي، حمامتان تتهامسان وتتسألان عني، من هذا الشاب الذي هناك..؟، سمعتهما رفعت يدي أحييهما فإذا بهما يطيران خوفان بعيدا عني، أدخلت يدي في جيبي مسرعا قلت في نفسي لا أريد تفويت هذا المنظر الساحر، أخرجت مذكرتي وبحثت عن قلمي، أين قلمي؟ أين اختفى؟.. رأيته جالسٌ على الأرض بجانبي يتأمل ذلك المنظر معي، حملته فقال لي: لما لاتصور هذا المنظر على دفتر ذكرياتك.. بدأت أقلب صفحات مذكرتي باحثا عن صفحة بيضاء أصور فيها ذلك المنظر بحروفٍ وكلمات من نسج قلمي.. بدأت أنسج تلك القطعة الفنية بخيوط من حبر قلمي القرمزي.. ثارت مدافن ذكرياتي وفاضت لحظات الماضي.. تذكرت ذلك اليوم قبل سنين في ذلك المكان في إحدى صباحياتي اليومية.. كنت أمشي وعيناي تلاحقان أضواء الشروق، وأذناي تطرقان إلى سيمفونية أمواج البحر، بكت حالي الطيور وذرف المحار دموعه على رمال الشاطئ وتهافتت الهمسات مع السلطعونات وعاتبت الأمواج بعضها مع نسائم الريح الهادئة لأنها لم تواسي حالي.. هم فقط الذين يعرفون بمعاناتي وأحاسيسي والجروح التي مزقت كل مشاعري.. قصتي التي يروونها لبعضهم كل يوم "شاب نحيل مصقول الخد رفيع القوام، ترتسم على ملامحه آثار العشق.. يجلس كل يوم في نفس المكان الذي اعتاد الجلوس فيه.. ينظر ناحية البحر، هناك حيث تطير الطيور على الساحل.. رأى طائرين جالسين معاً يضم كل منهما الآخر، رجعت به تلك اللحظة إلى ماضي ذكراه الجميل، ذلك اليوم الذي تعرف فيه على فتاة أحلامه ".


ذلك اليوم تحركت فيني مشاعر وأحاسيس غريبة كانت تشدني إلى الخروج مبكرا لا أدري ماذا أصابني، كأن قلبي يقول لي إنه قد حان وقت بوح المشاعر.. لم أعي ما كنت أفعله، خرجت متجها إلى ملاذي الوحيد، خرجت إلى مخبأ أسراري إلى الأم الحنون التي تضم مشاعري وأحاسيسي وكل آلامي وجروحي.. أحسست باختلاف عم أصدقائي لم أدري بما كانوا يخططونه لي.. الطيور تتهامس فيما بينها وتنظر إلي بنظرات خجولة، الأمواج تتراجع أينما خطت قدمي بقربها، الرمال تزيح المحار من تحت قدماي وتزين طريقي الذي أمشي فيه، السلطعونات تقف على خطين مستقيمين بجانبي الشاطئ.. نسائم الريح ترتسم عليها بسمات غامضة، تشير إلي كي أسرع في خطاي،،




▬▬◄
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...

التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل البلوشي ; 17-11-2011 الساعة 11:58 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-11-2011, 11:59 PM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي


اقتربت من نقطة التقاء مياه البحر مع مياه الوادي، نقطة نطلق عليها " خور صلان ", هناك حيث أحسست بهدوءٍ أزال الغموض الذي ظهر على أصدقائي, إلتفت فإذا هم مجتمعون خلفي, ارتسمت عليهم بسماتهم الغريبة مرة أخرى, وأشاروا بأعينهم إلى جانب البحر.. سمعت صوتا عذبا كبلبل يشدو بصوته الجميل, صوت أطرب مسامعي وأنعش أحاسيسي, حينها فهمت مكيدة أصدقائي.. هناك كانت تجلس, فتاة لم أرى من حسنها وجمالها أحدٌ من خلق العالمين, كحيلة العينين كعيني غزال فاتن, سواد مقلتيها كدجى ليل حالك, شفتيها كياسمينة مبللة بماء الورد, شعرها مسدول على كتفها كسنابل ذهبية تتطاير مع نسائم الريح, حمراء الوجنتين, جسمها كالريم لا مملوءة ولا هزيلة.. ناعمة, دافئة, نورانية, هائمة مع أفكارها كحمامة بيضاء تطير وتطير ولا تدري بأي أرض تحط.. رفعت رأسها وبانت ملامح وجهها الفاتن, صارت عينيها في عيناي, احمرت خجلا و إستحياءا وأطرقت برأسها.., تخشبت قدماي مما رأت عيناي, صعقت في مكاني من جمالها ومفاتنها التي سحرت قلبي, غرقت في
بحر الهيام, عيناي لم تستطيعا مفارقة جمالها الباهي, زال الخجل من قلبي وتقدمت باتجاهها, خطواتي تتسابق ما بينها, فجأة.. أحسست بأني قد صرت جالسا بجانبها, لم أدري ما أقول, تلعثمت كلماتي وطارت أحرفي مع أفكاري وكل ما كان في بالي, نقشت صورتها في ذهني وأزحت كل همومي.. " هل تود أن تقول شيئـا وتخجل من قوله..؟؟ ".. قالتها بصوت حليم أرق من النسيم, كصوت الخرير, كصوت طفل صغير, كصوت يرق به مسامع الناس كالحرير, كريشة تتقاذف بها زفرات أنفاسي, كالشهد لما يسيل.. حينها تقطعت في نفسي شرارة الشوق وزاد لهيبه, سألتها بصوت ناعم يجعل الصاحي في سبات دائم, " ما اسمك ؟ ".. جل ما كنت أريده أن أسمع صوتها من جديد, كانت تقتلني عندما تهمس بصوتها الرقيق, تراكمت في ذهني كلمات أردت بوحها ولكن لم أستطع قولها, لم أدري ما حصل لي, انقطعت مخارج أفكاري..
فقط كنت أنظر إليها وعيناي لم تفارقا عينيها..



تبسمت وتحركت مع بسمتها مشاعري وفاضت مكامن أشواقي.. ( ـ ـ ), إسمي ( ـ ـ )... آآه يا أصدقائي أين خبأتموها عني كل هذه الأيام.. قالت اسمها وذاب قلبي مع نسيم صوتها الدافئ.. في تلك اللحظة تغيرت حياتي وزاد في قلبي شريان آخر يروي ظمأ حبي, حب خبأته في مكامن روحي, لا أبوحه إلا لبئر أسراري, للبحر, للطيور, لنسائم الريح, للسلطعونات, لرمال الشاطئ, فقط هم الذين يواسون جروحي ويظهروا لي مشاعرهم وأحاسيسهم في لحظات أحزاني.. بعد حديثنا رأيتها تنظر إلى الساعة, وكأنها تقول لي بعينيها أنه قد حان وقت الفراق, أحس قلبي بأنه سيحدث لي شي ما, نهضت ومشت دون أن تنظر إلي وعيناي تراقبان خطواتها, تنتظر منها نظرة وداع, لم أدري إذا كانت ستأتي إلى نفس المكان, انفطر قلبي.. ذهبت دون وداع ولا موعد جديد نلتقي فيه مرة أخرى.. لم أدري ما أقول.. هل أناديها أم أفعل مثل ما فعلته أدير ظهري وأرجع إلى أصدقائي ,,



▬▬◄
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...

التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل البلوشي ; 18-11-2011 الساعة 12:01 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-11-2011, 12:11 AM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي


لا... لم أفكر أبدا مثل هذا التفكير, لقد ملكت قلبي وأسرت هواي, لم أستطع نسيانها.. صوتها, ابتسامتها
عينيها, كل ما فيها صار صورةً معلقة بين شرايين قلبي ملتصقةً بجذور الحب, في أفكاري في أحلامي, في خيالي, في مشاعري, وفي كل جزء من جسدي, أتخيل حبي لها كنجم يضيء نور ظلماتي, كشمعة يرتقي نور ضيائها مع لهبها الخافت البطيء الذي يجذبني بحرقةٍ وشوق..

نهضت والتفت لأرى أصدقائي وملامح الحزن تغطيهم, أرادوا أن يواسوا حالي فقالوا لي" لا تحزن سترجع إلى نفس المكان ", رسمت على وجهي ابتسامةٍ كاذبةٍ كي لا أشاركهم حزني وآلامي المكبوتة بداخلي.., نظرت إلى مكان جلوسها, تذكرتها.. ملامح خجلها, روح ابتسامتها, مشاعر صوتها, رسمات عينيها, أخفيت عنهم حقيقة مشاعري, ودعتهم راجعا لذلك التل, جلست هناك مقبلا على الشمس..

نسمات الريح تراقبني من بعيد, مرت الدقائق والساعات,وكانت تطول كالدهر العسير, كنت أنتظر يومي أن ينقضي.. أكملت يومي مع السهر, لم يذق جفني النوم, انتظرت وعيناي على ساعة الحائط, أطفأت صيحات الديك النار الملتهبة في قلبي, أطفأت نار شوقي وحبي لمحبوبتي, المحبوبة التي أغرقتني في بحر هواها, توضــأت وخرجت للمسجد صليت ورجعت دون أن أودع أصدقائي, تغيرت نظرة أصدقائي لي, صرت وحيدا لا أحب أن أختلط مع أحد, رجعت من المسجد متجها إلى ملاذي, تركت قلمي ومذكرتي ونسيت أن أبدل ملابسي, جلست على ذلك التل أنتظر لحظــة الشروق, لحظة اللقاء, لحظة المشاعر, لحظة الدفء والحنان, لحظة لن أنساها طول عمري.. انشقت السماء, وتلاشى ستار الظلام الذي كان نائما ومادا يديه على البحر, ظهرت من تحت ذراعه أشعة النجم المضيء, رمى وشاحه الأبيض الصافي على أرض قريتي وسماها, مشيت باتجاه الشاطئ, تبللت قدماي برمال الشاطئ المشبعة بماء البحر, أسرعت في خطاي وعيناي تنظران من بعيد إلى مكان لقيانا, أصدقائي ينظرون إلي وأعينهم تبوح بخفايا أحزانهم, كان المكان هادئا لا أسمع سوى صوت أنفاسي مع دقات قلبي المتسارعة, رأيت أصدقائي يهمسون وكأنهم يعلمون كل شيء قبل حدوثه ولكنهم يخافون من بوحه, لم أدري أنهم وراء كل ما حدث, وصلت إلى مكانها لم أرى سوى بقايا آثارها التي أزالتها نسمات الريح بيديها..

محت الرياح آثارها على التراب لكنها لم تمحي الأثر الذي نقش على قلبي.. انتظرتها وطال الانتظار, كنت جالسا هناك في نفس المكان أنظر إلى الساعة وأتخيل الزمن واقف لا يتحرك, أخذت بيدي حفنة تراب وضممتها إلى صدري, أغمضت عيناي وتخيلت صورتها وهي واقفـة أمام الشاطئ, كانت تناديني وأنا أتبعها وهي تدخل البحر رويدا رويداً فيه, كنت أتبعها وأصيح باسمها..
( ـ ـ ), ( ـ ـ ).. تنزل دموعي وتختفي هي تحت مياه البحر الغادرة..



▬▬◄
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18-11-2011, 12:25 AM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي


انقطعت أنفاسي وغشت عيناي سوادُ قاتمٌ, فتحت عيناي ورأيت التراب قد نثرته الرياح وتطايرت في لهواء وتلاشت بعد أن كانت متماسكـة في يدي.. انتظرت بعدهــــا وانتظرت كثيرا حتى كــلَ الأمل فيني.. هكذا كانت حالتي كل يوم .. آتي لنفس المكان أنتظر محبوبتي لتأتي إلى هناك حيث كنا قد تعارفنا.. مرت الأيام وتتابعت الشهور, شهر بعد شهر... حضر أصدقائي إلي وأقنعة الحزن تغطي ملامح وجوههم, رأوا ما أصاب حالي من الحزن والكآبـة, قتلني الأرق والدمع قد رسم مجراه على أسيل خدي, والمرض قد نشل من جسمي ما نشل, وزاد نحولي نحولا, جلسوا حولي وكأنه قد مات لي شخص عزيز.. قالت لي نسائم الريح " هل سامحتنا على ما مضى ؟ ".. قلت لهم "على ماذا أسامحكم ؟ ".. قالت أمواج البحر " أنا سأقول له", قفزت رمال الشاطئ وقالت.." بل أنا من سيحكي له قصة ( ـ ـ ) ", صاحت حينها سلطعونتين وبضع قطع المحار " ما رأيكم لو أن كل واحد منا يقص جزءا من القصة ؟؟ ", وافقـوا على هذا الاقتراح.. فبدأت نسائم الريح وقالت لي وعيناي في عينيها ووجهي يبث ملامحه الباهتة الحزينة.. " نحن من صنع ما حدث لك مع ( ـ ـ ), كانت تأتي كل يوم لتجلس بجانب البحر تجلس منتظرة ضياء الشمس الباهر, تجلس ساعة من الزمان تروي لنفسها ولأفكارها ولكل خيالاتها الكامنة عن الجروح والآلام التي مزقت فرحة أحلامها وأحاسيسها الرهيفة, تضع رأسها بين ركبتيها لوهلة, ترفع رأسها وعيناها قد غرقتا في بحر من الدموع, والحزن قد رمى بعباءتـه السـوداء على جسدهـا الحنون, بعدهــا تذهب تاركة خلفها في نفس المكان زهرة ذابلة, لم ندري ما كانت تقصده بتلك الزهرة الذابلة !! ، كنت أستمع إليهم وأنا مطرق برأسي ودموع عيناي قد جرى منها ما جرى وسالت على التراب بدفء, دفئ أحست به رمال الشاطئ.. تحزن معي وتومئ برأسها لنسائم الريح بأن تصمت, وتقول همسا للريح أني عرفت معنى تلك الزهرة الذابلة..

رفعت رأسي ونهضت تاركا الحيرة تقتل أفكارهم وأسئلتهم حول تلك الزهرة, جلست على ذلك التل وقد أحضرت مذكرتي
" دفتر الذكريات " , فتحت على آخر صفحة على آخر حرف من كلمات قصصي تركت الصفحات التي تلت تلك الصفحة حتى نهاية آخر ورقة تاركا ورائها فراغا من الأحاسيس المخفية, كتبت عبارة يستحق كل شخص قبل أن يرمي نفسه في بحر العشق أن يغرسها في قلبه ويجعل جذورها في أعماق أحاسيسه وأفكاره.. " العين ترى كثيرا والقلب يحب شخص واحد.. مهما في حياتنا رأينا الكثير يظل الحبيب واحد ".. عرفت حينها أني لن أراها من جديد بعد الزهرة الذابلة, حفرت بكلتا يداي حفرة تحت عمود مغروس على ذلك التل ودفنت " دفتر الذكريات " هناك تحت الرمال, كي لا يعرف أحد قصتي الحزينة مع وردتي الجميلة.. تاركا سري الدفين مع أصدقائي الأوفياء... " .




بقلم : اسماعيل البلوشــي


...
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18-11-2011, 10:58 AM
غموض~ غموض~ غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 968

اوسمتي

افتراضي


أولاً , يسعِدُني أن أكُون اول مَن يتَواجد في صَفَحات مُبدِع ,
أعجبتني كثِيراً خاطرَتك القصصية , بَها معَاني لا يَشُوبها اي غُموض ,

"شاب نحيل مصقول الخد رفيع القوام، ترتسم على ملامحه آثار العشق..
يجلس كل يوم في نفس المكان الذي اعتاد الجلوس فيه..
ينظر ناحية البحر، هناك حيث تطير الطيور على الساحل..
رأى طائرين جالسين معاً يضم كل منهما الآخر،
رجعت به تلك اللحظة إلى ماضي ذكراه الجميل، ذلك اليوم الذي تعرف فيه على فتاة أحلامه ".


يا مُبدِع ,
صَورتَ ذلكَ الشُعور بصورٍ جَمالية رائِعَة ,

وتِلكَ اللؤلؤهـ , سَتعُود يوماً مَا ,
دع كُل ما يُبعثُ في نفسِكَ الأمَل -دائماً- أمَام ناظِريكَ ,
انظُر هُناكَ , الى ذلكَ الأفُق , الذيِ تجد فِيه مَا يُسعِدكَ ..

ولا تَدع الأحزَان أن تُغير مَلامِح فرحَتك ,
ولَا تَدفُن دفتَر المُذكِرات ذّاكَ مرّهـ أُخرى ,
اكتُب , كلما شَعرت بضيِق فالكِتابةَ مُتَنفس لِكل جَرح ,

--

لَا أملِكُ سِوى قَول ,
أنكَ ابدَعتَ هُنا ,
سَأعُود لأقرأتهَا مرة أُخرى ,
لِجَمالِها , أنثُر عِطراً فيِ صَفحَاتكَ ,

كُل الود ,
__________________
الحمدللهِ ربِّ العالمين
الحمدلله على كل شيءٍ رحل أو أتى أو تغيّر أو تبدّل.



#لا عودةَ بعد الغياب.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20-11-2011, 01:32 PM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غموض~ مشاهدة المشاركة

أولاً , يسعِدُني أن أكُون اول مَن يتَواجد في صَفَحات مُبدِع ,
أعجبتني كثِيراً خاطرَتك القصصية , بَها معَاني لا يَشُوبها اي غُموض ,

"شاب نحيل مصقول الخد رفيع القوام، ترتسم على ملامحه آثار العشق..
يجلس كل يوم في نفس المكان الذي اعتاد الجلوس فيه..
ينظر ناحية البحر، هناك حيث تطير الطيور على الساحل..
رأى طائرين جالسين معاً يضم كل منهما الآخر،
رجعت به تلك اللحظة إلى ماضي ذكراه الجميل، ذلك اليوم الذي تعرف فيه على فتاة أحلامه ".


يا مُبدِع ,
صَورتَ ذلكَ الشُعور بصورٍ جَمالية رائِعَة ,

وتِلكَ اللؤلؤهـ , سَتعُود يوماً مَا ,
دع كُل ما يُبعثُ في نفسِكَ الأمَل -دائماً- أمَام ناظِريكَ ,
انظُر هُناكَ , الى ذلكَ الأفُق , الذيِ تجد فِيه مَا يُسعِدكَ ..

ولا تَدع الأحزَان أن تُغير مَلامِح فرحَتك ,
ولَا تَدفُن دفتَر المُذكِرات ذّاكَ مرّهـ أُخرى ,
اكتُب , كلما شَعرت بضيِق فالكِتابةَ مُتَنفس لِكل جَرح ,

--

لَا أملِكُ سِوى قَول ,
أنكَ ابدَعتَ هُنا ,
سَأعُود لأقرأتهَا مرة أُخرى ,
لِجَمالِها , أنثُر عِطراً فيِ صَفحَاتكَ ,

كُل الود ,

غموض ~.~

الابداع لا يكون له دور الا حينما نرى مشاعرنا ترسم حول الكلمات ولو كانت بعضها مصطنعة

لكنني دائما لا ارى لجمالية الحروف سوى عندما تكون بها مشاعر اشعر بها لحظتها ويشعر بها

من يقرأون احرفي.. القلب يفرح حين يرى ردك الجميل الذي يسعدني دائما ان ارى الاعجاب به

فـ اعجابكم لما اكتب هو الذي يجعلني اسعد بأن استمر بالكتابة ..

لكِ مني كل الود والشكر على مشاركتك الطيبة التي تميزت بالذوق .. ودي
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-12-2011, 08:13 PM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مساء الجمال..

أخي العزيز
اسماعيل البلوشي..

تخيلت كل تفاصيل تلك القصة و عشتها لحظة بلحظة..
أعجبتني كثيرا سلمت يمناك..
و أنتظر منك المزيد أيها الرائع..

كل الاحترام و التقدير
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15-12-2011, 12:09 AM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيلة مهدي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مساء الجمال..

أخي العزيز
اسماعيل البلوشي..

تخيلت كل تفاصيل تلك القصة و عشتها لحظة بلحظة..
أعجبتني كثيرا سلمت يمناك..
و أنتظر منك المزيد أيها الرائع..

كل الاحترام و التقدير

شكرا لمرورك الطيب على قصتي المتواضعة ,

اعجابك يكفيني كي اعلم انني قد اثرت اعجاب القراء بهاا

لكي مني كل التقدير على بصمتك الجميلة ..
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 15-12-2011, 12:13 AM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياه مشاهدة المشاركة
احداث جداااا جميله
ومشبعه
على طولها ولكن اخذتني شوي من نفسي
شكرا لك ولقلمك الجميل
وشكرا لك لمشاركتنا نحن قبل الكل بها
وننتظر خربشااتك


عفوا اختي حياة ,

الشكر لردك الاجمل ودائما مايجعلني ارقى الى مستويات افضل

لكي مني الثناء الجزيل ..
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية