روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,990
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,214عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2009, 07:17 AM
الصورة الرمزية جاسم القرطوبي
جاسم القرطوبي جاسم القرطوبي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: صحم-مقاعسة
المشاركات: 830

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى جاسم القرطوبي إرسال رسالة عبر Skype إلى جاسم القرطوبي
افتراضي التي تخبطها الشيطان من المس قصة قصيرة القصة والاشعار بقلمي

تجربة ثالثة لي في نشر القصص والاسكتشات ( التي تخبها الشيطان من المس) من جزءين
بقلم وأشعار: جاسم القرطوبي
أحداث القصة : فتاة حملها الفقر إلى حياة القبر وهي حية ، ودفنها إلى ما لا نهاية ... مختصرة الأحداث بقدر الإمكان ، ولغتها بين الفصحى والعامية ، وهي مزيج من أحداث حقيقية . سوف تصدر قريبا جدا إن شاء الله في كتيب مع سبع قصص اجتماعية إنسانية أخرى كثاني تجربة لي في النشر ضمن سلسلة ما سأصدره إن شاء الله .
ملحوظة : ضمنت القصة أبيات شعرية كخلفيات تساعد في التعبير عن الحالة النفسية للحدث اختصرت بعضها وأتيت ببعضها كاملة بحسب الموقف، وأرجو أن أكون وفقت ولا يكون ذلك داعيا لسريان الملل لقلب القارئ .

(( للنقد والملحوظات من قبلكم ))

ج 1



ضربت سعاد ُ خيامها بفؤادي = فسقت سعادتُه ُ شعاب الوادي
لمّا أتت غمرت حياتي كلهــا = إشراقة ٌ ممـــــزوجــة ٌ بوداد ِ
دعني ووصفي َ حِب َّ قلبي َ صاحبي = فالحب ُّ صار رُبى لكل ِّ وهاد
إنّ الحياة َ عقارب ٌ إن شئت َ تحـ = يا فاحتس ِ التحصين َ من أوغاد ِ
ماذا أقول ُ أيا طبيب َ محاجري = إني بُليت ُ بعــلة ِ الأضــــــــداد ِ
إن أُغْمِــض َ العينين ِ قالوا فِــرْيـَــة ً = لقد ِ استَحَب َّ عمى على الإرشاد ِ


في هدوء نسمات الليل أعلنت ساعة برج الصحوة تمام الثانية صباحا والناس نيام إلا فئة ليس لها من هذا الهدوء حظا سوى (الصحوة) فالبال حرج الأركان ،ضيق السعة منذ أن ولدوا إلى يوم أن ..
و((سعاد)) فتاة بسيطة من أب رغم تدينه الشديد إلا أنه سمح ومتفهم جدا وغير متعصب،ورغم كرمه الشديد معدم وفقير إن وجد خبزة لم يجد مرقة أو إداما. لها .وكانت لسعاد أم دائمة المرض ولست أبالغ إن قلت أن الصحة تعتبر لديها حالة طارئة على الحالة المرضية وليس العكس .و كان لها أخوتها وأخواتها السبعة، وتعيش في بيت مكون من غرفتين يحيطهما سور يرى باطن البيت من خلاله كظاهره. لم تكن ذات حظ في التعليم كبير فقد تخرجت من الثانوية ولكونها ثاني أكبر الأولاد فقد ألح عليها أهلها م خوض غمار العمل بأي طريقة لكسب لقمة العيش فالأسرة لا يرجون بعد الله ليكسب لهم سواها لا سيما وأن أخاها الأكبر مدمنٌ ولم يترك نوعا من أنواع المسكرات إلا وعاقرها.
بين بكاء ورجاء تسهر سعاد كل ليلة معتقدة أنها ليس بينها وبين السعادة علاقة سوى رسمها..

أذن أذان فجر أحد أيام الصيف وإذ برسالة قصيرة من رقم غريب يخترق هدوء ليلها ويعكر صفو نهارها وكانت تحمل النص التالي :- حبيبتي لقد حولت لك مبلغ ثلاثة آلاف وسبعمائة على حسابك وسأذهب للمدينة المجاورة طول نهار غد فإن احتجت شيئا فأخبريني ، أتاها الخبر تلاطمت على حجر صفوان ثم جال بفكرها فربما كانت
سالة النصية) بالخطأ؛فادلهمت بالحزن سبع سماواتها.وثم رن عليها صاحب الرسالة النصية مرة واثنتين وثلاث حتى تشجعت فردت عليه بدون أن تنطق ببنت شفة وهو يقول بنغمة العاشق المتيم : ألو حبيبتي ، حياتي حبي حبي ... فأغلقت السماعة واتصل عليها بعد ذلك مرات عديدة فما كان منها إلا لتغلق هاتفها نهائيا لتنام في فدافد الآمال فلم تتعود مثل هذا الطقس وكما أنها غير مستعدة لتعيش تجربة فاشلة إن تكررت الاتصالات بينهما فالنار توقد من مستصغر الشرر.
أكتبي كلَّ وصاياك

حكاياتك

أشعارك بل كل

أساطيرك

في هذا الظلام

وانتهي قبل الصباح

قبل بدء الديك‎ ِ‎‏ في الحي الصياح

قبل أن يُنهي النباح

انتهي

فالليلُ قد صار مخاضا

وبأسياف الهوى صبحَ غد ٍ

تقتلين

تشنقين

تنتهين

شهرزاد


وقبل الشروق وقبل أن يستيقظ الديك للصياح ، وبالطبع قبل صباح الصباح ، وقبل أن يترنم سواق سيارة الأجرة بأحلى أماسي كلمات الفنانة صباح، تعين على سعاد الاستيقاظ فعمليات الطوارئ في البيت رغم صغره وضيقه تبدأ عندها بذلك الوقت،وترددت اثناءالكنس والغسيل في خلدها عبارة [ ألو حبيبتي ، حياتي حبي حبي ...] فقررت فتح بطاقتها لتجد تسعة عشر رسالة نصية وقرابة ثلاثين اتصالا أثناء غلقها لهاتفها،فاحتارت أتراسله أم تظل على سيرتها الأولى محافظة على عهدها لأمها أول ما سمحت لها باستخدام الهاتف النقال أعاهدك يا أمي بأنني لن أخلع ثوبي الأبيض . ومضى طرفي النهار ولم يهدأ لها قرار حتى سقطت من التعب على فراشها التي
ترجو أن يتم توقيع هدنة بينهما.
وما هي إلا نصف ساعة حتى أتتها رسالة نصية أخرى .
هو : هلا
هي - بعد تردد طويل -: هلا لو سمحت أنا ما أراسل شخص غريب
هو : غريب
هي: نعم غريب وآسفة هذا آخر مسج عندي ما عندي رصيد كافي
هو -بعد 5 دقائق: تفضلي هذي بطاقتين:بطاقة لجوالك تعبئة ريالين *****،وهذه تعبئة لقلبك أ~ح~ب~ك
هي -بعد ساعة-: لماذا تفعل معي هكذا؟
هو :لأني أحبك
هي:أتحبني!!!
هو :نعم
هي:هل رأيتني قبل حتى تحبني
هو:بصراحة نعم
هي : ماذا ؟!! أين،أين؟
فلم يرد وظل بينهما صمت مدقع حتى أتصل بها فردت ساكتة فقال لها:أقسم بالله إن سكتي سوف انتحر .
هي - رادة لا تلقائيا - : لا أرجوك ..
هو:ياه ،الأذن والحواس جميعها بي تشهد أن لا صوتا كالبلبل في صدحة أجمل من صوتك.
فأغلقت السماعة لا إراديا ثم اتصلت..
هو :أقسم بالله كنت على وشك الانتحار إن لم تتصلي
هي : لذلك اتصلت وإلا لا آبه بآلافك وريش الطاووس الذي تظهره بحديثك.
هو بعد أن قهقه: آلافي قصدك ملاييني ،آه تمنيت لو أني أجد أحدا يأخذها ولا تردني فتاة أحببتها،أريد حياتها وتريد موتي ..
فضحكت سعاد مشاكلة له ولكن ضحكتها ضحكة الخائفة المرتبكة الحالمة والآيسة وقالت باضطراب واضح :أنا ..أنا
وكيف تعرفني ..
فقال: ومن لا يعرف السعادة، فصمتت برهة،ولكنه واصل حديثه بعد أن غير نبرته قائلا : أنتِ فتاة جميلة ومؤدبة ووحيدة وأنا وحيد ليس لي في هذه الدنيا من السعادة إلا أسمها..
ولكن سعاد لم تزل باضطرابها ولم يزل يمنيها ويسمعه من معسول حديثه ويرجوها تعطيه فرصة حتى وافقت أن يستمران كأخوين فقط .
واستمرا فعلا شهرين كاملين ويوم ما بين مسجات واتصالات بعد أن تبادلا صورهما عبر خدمة الوسائط المتعددة وكانت هي أقل جمالا منه فرأت به غايتها ونست شقاوتها لحظتها.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-09-2009, 07:17 AM
الصورة الرمزية جاسم القرطوبي
جاسم القرطوبي جاسم القرطوبي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: صحم-مقاعسة
المشاركات: 830

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى جاسم القرطوبي إرسال رسالة عبر Skype إلى جاسم القرطوبي
افتراضي

أتى لسعاد وظيفة كمحاسبة في أحد المحلات الكبرى فاستشارته بادئ ذي بدء فناقشها نقاشَ الوالد ولده إذا ما جاءه في قرار مصيري ليكبر في عينيها إيمانا منه أن البنت إذا أضاعت الحنان من بيتها ذهبت لتبحث عنه في الخارج.ووافق الأهل مرحبين بفكرتها فها هو بصيص نور لاح عارضا في سمائهم،ولثقتهم بسعاد وقالت الأم : سميتها سعاد وفي قلبي يقين أنها ستكون مصباح سعد وسعادة لنا.وتذكرت باكية ابنها المدمن نادبة حظها به .داومت سعاد بعد أن أنهت جميع إجراءات تعيينها ولاقت ترحيبا حافلا من مديرها الآسيوي الذس أعجب بأسلوبها وذكائها ومن صديقاتها رغم غيرتهن منها وليس الأمر كذلك فحسب بل وكانت محط اهتمام كل الشباب بالمحل .فها هي بنت جديدة والسعيد للغاية فقط هو من سيفوز باهتمامها( وإن كان – هذا الفائز - أقسم لأربع قبلها بالزواج).وما علموا أن قلبها برمتها وطن لحبيبها الذي تمنته ولو مراسلا بين أولئك الشباب.وحداها الشوق لحبيبها فاتصلت به فوجدت هاتفه مغلقا فأرسلت له رسالة نصية قصيرة لتطمئنه عليها وتخبره أنها استلمت عملها بنجاح ولتذكي به لاعج الغيرة بما رأت من التمام الشباب حوليها،ومرت ساعات اليوم الأول وفور انتهاء العمل وقفت خارج المحل منتظرة لأمها التي كانت مستأجرة (بيكاب) الحاج خادوم لتوصيل سعاد الدوام ولإرجاعها فعرض عليها الشباب توصليها فأبت.. سعاد الآن أكملت ثلاثة أيام وحبيبها لم يزل في غيبته عنها لم يتصل بها ولم يرسل مطمئنا عليها أبدا،ولم تجدي محاولة اتصالاتها به لمعرفة أخباره شيئا .وفي يوم أتاها زبون وحاول أن يلفت أنتبهاها فصدته دون أن تركز في وجهه بداية إلا لما كسر جدار المعاكسة وقال لها : هكذا إذن البعيد عن القلب بعيد عن العين ثم أنصرف.عرفت ساعتها أنه حبيبها أرادت أن تذهب إليه وتخضع بين يديه وتقبل ما بين عينه ولكن العادات والتقاليد تحولان دون ذلك..وفجأة استلمت تقرير تسليم رسائلها النصية السابقة لحبيبها والذي أسمته بالوفاء كله وأسمته أيضا روحي وأنت تفداها.فاتصلت به عندما سنحت الفرصة لها وظلت تكلمه حتى وهي تحاسب زبائنها وكلتا عينيها ما بين خوف أن يشاهدها مسئولها وما بين زملائها الذين استغربوا كلامها في هاتفها الذي بالكاد يرن.


تُهَاتِفُهُ
بكلِّ الحبِّ داخلها
وزخات الحنين
تزعزعها وتجذبها وتدفعها
لهُ الذكرى
وشوقا
أشدَّ من اشتياق ِ الأم ِّ للابن السجين
بيوم ِ عيد ٍ
تعاندُ زحمة َ الشبكات ِ مُـجْــتـَمِــعه
ونارَ الاتصال ِ
فلمْ تعرفْ تنام بلا
أكاذيب الرجال
هي امرأة ٌ مثقفة ٌ
وشاعرة ٌ مُحَنَّكَةٌ
لها خفقت أمانيُّ الصغار
ولكن حِبَّها طفلٌ ولم يبلغْ
ولن يوما سيبلغ في الحقيقة والخيال
فإنَّ الحبَّ يجعلنا صغارا
فماذا يفعلُ الأطفالَ فيه ِ
أرِقُّ لها كأنِّي ذاتُها حزنا
وأكرَهُ مَنْ بها يلهو
ويضحكُ في جنازتها
ويعبثُ بالمشاعرِ دونَ رفْق ٍ
تراهُ هناكَ ساعتها جمادا
فإمَّا ثلجة ٌ
متجاهلا
إحساسُها العالي فَـتَجْمُدْ
وإمَّا لا يكاد يرد أهلا
فتقلقها
نعومة ُ صوته الخشن
وتخرسُ ثَمَّ في فمها وسهلا
تقومُ هناك
تقعدُ ها هنا
وتذوبُ هما ً وتغلي مِـثْـلَ بركان ٍ
وتركِـضُ كالسحابْ
وتصرخُ مِـنْ حرائق ِ شكِّها رغمَ اليقين
وتذهبُ في سؤال ٍ علَّـها تَجِدَ
الجوابْ
حبيبي .ما دهاك؟؟ أتشتكي شيئا
رجوتُكَ قل
فإنَّ النومَ طلقني
ولم أحْـفَـلْ بأمي أو أبي
قد
أخذتَ مسامعي ...
ومشاعري ...
بعضي ... وكلي ... روح روحي
وليسَ يهمني إلاكَ في الدنيا
حبيبي حبيبي
تناديه
وتستجديه لو حرفا
يطمئنها
وإن كان الذبولُ به لفرحتها اليتمه
تراسِـلَـهُ فيأبي
أن يغازلَ خوفها الأبدي بـــردِّ
وتَمْرضُ مَـنْ يداويها بوصل ٍ
وتؤمِـنُ منذُ عهد ِ الجاهلية
هو الترياقُ لا شئ ٌ
سواه لحزنها يُجدي
وتصرخُ جُـدْ بوصل ٍ
فالزمانُ مُفَـرِّقٌ حبي
ولكن دائما يأبى فيأبى
ولا عجبٌ
فتلكَ ضريبة ُ الأحلام ِ في وقت الطموح
وفي شمس النهار
فواأسفي أننكرُ قلبَ بنت ٍ
هُـوَ البترولُ للعَـرَب ِ
هُـوَ الآدابُ للأدب ِ
هُــوَ العصفورُ للروض ِ
هُـــــــــــــــــــــــوَ
الأرواحُ للأشباح ِ لا شكٌّ ولا ريبٌ بهذا
سقاكَ أيا زمانَ الحبِّ دمعي
فأرضُكَ كالمـَـوَات
فهل بَـشَـرٌ يكونُ لعالم ِ الأنثى كعنترة ٍ وقيس ِ
ويُنقِـلُ عن فتاة ٍ أنَّها اقترنت بأوَّل ِ فارس ٍ أسرَ الفؤادَ
ويُحْكى


ثم قال لها : حبي متى ينتهي عملك؟فأجابته:في حوالي السابعة مساء فقال مكشرا عن أنياب مكر ٍ وحيلة:التاسعة.فقالت : السابعة فضحك ثم قال : حبيبتي أخبري من تذهبين عندها سوف تتأخرين للتاسعة وانتظريني فسوف نخرج معا،فبدون تردد وافقت وأتصلت لفورها بوالدتها فوجدت هاتفها مغلق فعملت مسج لها لتخبرها بتأخرها للتاسعة . فخرجت في تمام السابعة فوجدت حبيبها بشاحنة (داينا 3 طن) فركبت بلا تردد فذهب بها إلى مساحة هادئة ودار بينهما حوارا لم يخطئ الشاعر العربي حيث قال :
نظرة فابتسامة فســـلامٌ &&& فكلامٌ فموعدٌ فلقـــاءُ............... ، والشاعر الآخر إذ يقول : خدعوها بقولهم حسناءُ ... والغواني يغرهن الثناء .
وصدق المعصوم صلى الله عليه وسلم حيث يقول : ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ، وفعلا أتقن الشيطان دور البطولة ولا زال الوضع يتكرر هكذا حتى أدمنته فكان يتغيب عنها دائما ويعود إليها كما يعود المجرم إلى سجنه ، وكانت تتصل به وتمطره بالرسائل النصية القصيرة تطلب منه الخروج معها فهذه هي الوسيلة الوحيدة التي قد تجذبه إليها وكان عندما يأتي إليها يفتش عن هاتفها بحجة الاطمئنان أنها لم تذهب إلى غيره خائنة عهده كما يُظهر لها وكما يوهمها فتوافق ضاحكة باسمة وإن كانت تشك أنه يبحث عن أرقام زميلاتها ليلعب بدهائه دورا جديدا مع غيرها فهكذا وهكذا استمرت حياتهما معا ، القصة لم تنتهي ولكننا يجب علينا أن نعرف شيئا عن ترجمة هذا الشخص الذي لم نعرف أسمه إلى الآن أنه سامي كان طفلا بريئا ولكن بيئته التي أفسدته وغيرت فيه الفطرة ... أبوه جندي صالح وكذاك أخوه وأخواته وإخوانه طلاب وباحثون عن عمل ، امتاز عنهم بشكله الرياضي وذرابة لسانه وجماله الذي تغار البنات منه وكان ملتزما أحيانا بالصلاة حتى تقول أنه من أولياء الرحمن ، وأحيانا كان لا يصلي أبدا حتى تقول أنه من أهل الردة ، تولاه بعض الشباب الفاسد في قريته فلعبوا بعقله واستغلوه استغلالا جسديا مهين فنشأ متنقلا بين هذا وذلك من أجل الريال والخمسة يبيع كرامته إلى أن انتشله أحد الشباب الصالحين من محيطات الرذيلة فرفع أسمه وتوسط له إلى أن طبق سامي في الصالح سمِّن كلبك يأكلك . وعلى ذكر الكلاب كان هذا السعيد الاسم الكئيب المسمى له كلبة يحبها وتحبه ولا غرور فأحيانا في عالم الحيوانات الوفاء يكون أكثر عن الإنسان ، وفي يوم أغار بعض الكلاب على قطيع غنم لديهم في المزرعة وقتلوا كلبته فجن جنونه إذا ما رأى كلبا يقتل ويقتل كل الكلاب التي تأتي أمامه .. لجماله ومظهره العام الذين صارا مقياسا لعقول البنات وكثير من الآباء إذا ما تقدم إلى بناتهم أزواج انجرت إليه كثير من البنات الفاقدات للحنان في بيوتهن فهذه تغار عليه ، وتلك تهاتفه طول الليل ، وتلك تتعمد المجئ إليه ، وتلك تدفع لها ألفين من الريالات بعد أن أختلستهن من ميراث أخوتها الصغار تقدمه له لكي يأتي ويتزوجها وهو ينجر بنزاوته لا بصدق أليهن ثم يتخلص منهن ولو بتلفيق قضية عليهن في مركز الشرطة إذ أن المشتكي وإن لم يوجد لديه دليل حجته أكبر وأقوى من المشتكى عليه . سمع بها عن طريق خالتها التي أهدت إليه رقمها عندما قررت الزواج بآخر معتقدة أنه أطيب كائن حئ على البسيطة .


في يوم من الأيام أتى الصالح لزيارة سامي في مقر عمله فعازمه جاهدا على الغذاء ثم الذهاب إليه إلى مكان سكنه ثم بدأ الحديث عن أحوالهما وأخبارهما إلى أن اتصلت (سعاد) به مرة ومرتين وثلاثة وأربعة فرد عليها بعنف : ماذا بك ، ألا تعلمي بأنني مشغول جدا معي صديق ، فقالت له : حبيبي لا تكذب علي أعتقد أن معك فتاة أخرى ، ولم تزل به حتى قال لها : هاك صديقي تأكدي ، فكلمت ذلك الصالح وقالت له كلمة واحدة فقط أمنتك حبيبي ... وبعد أن أغلق سامي الهاتف أشتعل الفضول بقلب الصالح وسأله عنها فأخبره باستهزاء القصة بأسرها . فقال سامي : وما تريد ، فقال سامي : تريد مبلغا من المال خمسة عشر ريالا ، الصالح : ماذا ؟ هو كذلك قال ساثم قال لصاحبه الصالح : هات مفاتيح سيارتك ، ولم تمض سوى نصف ساعة حتى عاد بها إلى شقته ، فلما رأت الصالح عند سامي قالت للطالح : حبيبي من هذا التمثال .فأسرها الصالح في نفسه ، ولما أرادت المغادرة قال سامي للصالح : هيا نوصلها معا ، وفي السيارة أستمع الصالح لخاطرة كتبتها الضحية سعاد في سامي ... رجعا وشاهد سامي في عين صاحبه الصالح نظرات عجيبة فقال له : صديقي ما بك ، فقال الصالح – بعد سكوت يوحي إلى أنه يفكر بشئ - : اني أحببت سعاد هل لك أن تعطيني رقمها ؟ فقال سامي : عادي هاك رقمها ******** وإن شئتي لدي أحسن منها وأجمل عنها ، فقال الصالح : لا ، لا لا أكتفي بهذه ، فقال سامي : هكذا فكن ولا تكن معقد لا للحب ، ألم تسمعي صديقي أن الحياة بلا نساء ، كالسمك بلا خياشيم ........
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-09-2009, 07:18 AM
الصورة الرمزية جاسم القرطوبي
جاسم القرطوبي جاسم القرطوبي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: صحم-مقاعسة
المشاركات: 830

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى جاسم القرطوبي إرسال رسالة عبر Skype إلى جاسم القرطوبي
افتراضي

أتصل سامي بسعاد سوف يتصل بك صديقي وعامليه معاملة محترمة ، فاتصل لفوره بها ولكن غير السلام لم يحظ منها لأنها قاطعته مشغولة جدا. فرجع الصالح للطالح : فقال سامي لا عليك وإن شئت لأخرجتها الآن من دوامها لك وهي تضحك لك أيضا. فقال الصالح : لا هذه أنثى والأنثى رقيقة جدا ، فضحك مقهقها ذلك سامي وقال : يا هذا (مثل هاذي الأشكال النعال أحق بالاحترام منهن) وسرعان ما اتصلت سعاد بسامي فرد سامي والسماعة مايك والصالح يسمع : يا حبيبي أتصل صديقك وأخبرته أنني مشغولة ، ثم ضحكت قليلا وقالت : سوف أستنزف ما في جيبه ... وبعد دقائق عملت له رسالة قصيرة آسفة يا حب ولكني مشغولة بتصل بك بالليل ، أوكيه ، حولي رصيد علشان أتصل . وما هي إلا دقائق إلا أنصرف الصالح من عند سامي،أوصى الأخير الأول بنصائح لا تغتر بها فهي ... وهي ..... فلا تخدعنك وكن ذئبا مثلي .
محاولا الاتصال بسعاد في اللحظة مئات المرات ويسائل نفسه يا ترى ما هذا الإصرار كله منه ،أهو الحب.! أم أضله الله من بعد علم...ولم يدر بنفسه إلا مديرا أغنية الحب المستحيل لكاظم الساهر فقال بصوت مسموع : ما هذا منذ متى وأنا أستمع للأغاني بهذا الاصطلام.. فأطفئ الرسالة النصيةل وفتح المذياع فإذا بها حديث ديني لم يسمع منه سوى قوله تعالى :- (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء و الفحشاء)وحديث النبي صلى الله عليه وسلم :- ما تركت فتنة بعد أشد على الرجال من النساء...فجاش بالبكاء غالقا هاتفه متجها لقريته فطبيعة القروي تختلف بالكلية عن أهل المدن فهناك في المدن من كل شئ أفخره،وبها عادات غريبة على قاموس عاداته وتقاليده فلقد رأى الفتيات اللائي عهدهن في قريته لا يدمن النظر بوجوه آبائهن وإخوانهن ، وأما في المدينة فقد رأى بعض النساء يتحدث مع الشباب كما يتحدث شيخ القبيله لنظيره،ويرقمن الشباب كما يتصدق الغني على الشخص الفقير عندما يدس الريال في كفه خفية،ويبتسمن في وجوههم كتبسم مريد الأجر بوجه أخيه لأن التبسم بوجه الأخ صدقه وهو لم يزل يذكر موقف شاب كان بجواره في إحدى قاعات الاختبار بقريته كان له جميع مقومات ما يجذب المرأة للرجل أتت شابة حسناء لتساعده وتبتسم معه فنهرها نهرة تردعها عن تكرارها معه أو مع غيره للممات ولا حول ولا قوة إلا بالله.في البيت هذا الصالح ظل يتصل بسعاد ليل نهار فوجد هاتفها انتظار ولا زال يكد حتى يئس وكان هذا الصالح لا يهدأ له قرار في الليل بسبب الآلم في جسده وقلبه ولثقل التزاماته ومقاساته الأمرين بمرضه ومرض والدته ومرض أخته وللحالة النفسية التي يعيشها والظروف المحيطة به من كل حدب وصوب،
وفي تمام الثالثة صباحا أتته رسالة العمل صاحب رقم كذا(سعاد) يطلب منك رصيد فأتصل بها مرة واثنتين وثلاث ولم ترد فركب سيارته وأتجه لأقرب (سيلكت)وأشترى لها رصيد بريالين بعد أن سحب من رصيده في البنك المائتين والخمسين ريالا وهو جميع ما أستطاع تحصيله مدة خدمة عشر سنوات في شركة إن وفرت جميع راتبك فيها فلن يسمن ولا يغني من جوع،وفي اليوم التالي ظل هذا الصالح يتصل بها وهي لا ترد ونفس الحال أستمر لمدة خمسة أيام أنفق فيها عشرة ريالات كل ليلة كرصيد يرسله إليها كل ليلة.وذات يوم وبعد صلاة الفجر ذهب ليقرأ حكمة اليوم في الروزنامة فوجد بيت الشعر الآتي :
إذا كنت في نعمة فارعها = فإن المعاصي تزيل النعم
ثم فكر طويلا في الأمر خاصة لما رأى نقوده بدأت بالنقصان ولا يدري ما سر هذيانه بها ولا مجال من الوصول إليها قرر تركها والاشتغال بسواها.وأتصل به صديقه بعد فترة فسأله عنها فقال: من يومين عملت لي رنة ولم أرد عليها،فرد عليه:ربما لا رصيد لديها،فضحك كثيرا
الصالح :ما يضحك
سامي:لا يوجد لديها رصيد وأتى أسبوع أستيقظ الصباح وأحصل منها رصيد ريال.
وهنا تستطيعون تصور حجم تأثر الصالح بهذا الخبر وتعذرونه عندما أغلق في وجه سامي الهاتف وكذبه بعد ذلك برسالة لصاحبه عذرا فلم يكن بالهاتف شحن خاصة وأن سامي أضاف شيئا لم يكن بالحسبان إذ أضاف قائلا قبل أن يغلق الصالح الهاتف :وأتيت بها لفلان وفلان وضربتها مرارا وطردتها وهي متعلقة بي...
ففزع لهاتفه وأرسل لها رسائل إنسانية مذكرا لها كيف كانت وكيف صارت ،وكاشفا لها بعض خبث صديقها واستغلاله لحبها له وإخبارها بما حكاه..
فأرسلت إليه تسبه أسمع يا هذا أنا لا أخدع ، ولست أذهب مع أي أحد فاحترم نفسك ولا تتصل . وأرسلت إليه بعض لحظات تطلب رصيدا لهاتفها فأرسل إليها في اليوم الثاني ، فأرسل لها رسالة : أحبك ، أحبك والله العظيم ، ومستعد أن أخلصك من صديقي سامي ولكن أرجوك أتركيه ، فقالت له : تعال وسأركب معك السيارة وسنتحدث في الأمر ، فواعدتها وقتا معينا ، فأرسلت رسالة : حبيبي ضروري محتاجة مبلغ مائتان ريال ، سوف ينتهي أمري إن لم أسددها ، وبدت تحيك له عدة قصص لتقنعه لماذا تريد هذا المبلغ وهو صدق وقال عندما : أصل سوف أعطيك ، وعندما أقترب موعده بها ووقت اللقاء أتصل عليها فوجد خطها مشغولا طويلا فجن جنونه خاصة أنه تتجاهل رسائله ، فأتصل بصديقه فوجد خطه مشغولا فوقع في نفسه أنهما في اتصال مع بعض، وما زال يتصل به حتى رن وأخبره أنه مع موعد غرامي مع سعاد وأنه سوف يأتيها اليوم فقال : فعلا اتصلت بي تستشيرني هل تذهب عنك أم ماذا؟ ولكن اسمع كن ذئبا مثلي ولا تعطيها فلسا واحدا أخدعها فقط كما أفعل أنا وفلان وفلان وفلان ، ما هي إلا لحظات إلا وجد انتظار على هاتفه رقمها فأغلق عنه وأتصل بها ، فقالت له: اسمع أنا سآتيك أخذ المبلغ وأعطيه زميلتي وبعدها سأعود لأركب معك ، فجن جنونه ، ماذا تقولين ؟ أخبرتك أنني أريدك لذاتك وليس كأي أحد آخر ، وأخبرها بما قال سامي . فردت عليه : خسئت ، فرجع يجر ذيول الخيبة والحسرة معه ، ويبكي وشاء الله أن يصطدم بشاحنة وأن ينام في المشفى مدة ثلاثة أيام كاملة ، ليتصل بها إثر ذلك ليخبرها بالقصة ، فقالت له : هذه ذريعة لتتهرب عني ولكني لم أعد أريد منك شيئا ، وأغلقت بوجهه ولا زال يتصل بها حتى وافقت ترد عليه بشرط أن يحول تلك الساعة لها المبلغ فرد بالموافقة ، فتناسى مرضه وتحامل على نفسه وذهب إلى أقرب آلة صرف هاربا من عين الأطباء والممرضين الذين أمروه بعدم الحراك ، يمشي وجرحه يلثغ إلى أن سحب المائتين ريالا المتبقية وأرسلها لحبيبته أو من يظنها أنها حبيبته . ثم اتصل بها بعد عملية التحويل مباشرة فردت بعد وقت طويل برسالة لم يصل شئ ، فأرسل لها مرارا ماذا ؟ لماذا؟ ردي علي ، وأتصل بخدمة العملاء في البنك ليستفسر فقالوا له : التحويل وصل وسحب ، فاتصل بها فلم ترد ، ثم أرسل رسالة بما قالوه فردت عليه : نعم وصل ولكن أحذف رقمي ولا تتصل ولا ترسل علي وإلا سوف ترى شيئا لم يكن بالحسبان .. وبعد خمسة دقائق أتصل صاحبه سامي ليخبره أنه أعطه مائة ريال ، وضحك صديقه وقال : لا أدري من هذا المغفل الذي تخدعه سعاد .
وهكذا تحولت سعاد إلى أنثى متوحشة في نظره بعدما كانت فتاة كالملاك والأمر هكذا بالفعل فقد ساعدت الظروف وخبث صديقها إرغامها أن تخرج من شرنقتها إلى مشنقتها. واستمرت سعاد في هذه الحياة وهي تتعرف على وجوه جديدة وأشياء متجددة.
في يوم من الأيام أتى صديقها المحل وعنده ظرف وسلمه إياها فقال لها : خذي هذا الظرف فأنه يفيدك،فأخذته بابتسامة تحيل الليل نهارا،وطلب منها ألا تفتحه إلا لما تكون في البيت فاستجابت له وفي البيت فتحته فإذا به صور لها التقطت مع عدة شباب ورسالة صغيرة حبيبتي لما وصلتك المرة الماضية شاهدت أختك فأرسليها لي،فجن جنونها واتصلت به قائلة بكل برود فقد بلغ الحب بها درجة أنه لا تستطيع رفع صوتها على صوت حبيبها:حبي أنا سلمت نفسي لك لأنني أحبك وأنت تعرف أخلاقي جيدا،فأرجوك اترك أختي وحالها فهي لم تبلغ السابعة عشرة بعد فرفض الاستجابة لها إلى أن رفعت صوتها عليه لأول مرة بحياتها رافضة فاستطاع بطريقة خبيثة التملص منها وأخبرها أنه كان مازحا وطلب منها أن يلتقوا الليلة معا فوافقت لأنها طالما سألته ذلك فتعذر وأتاها وبقيا مع بعض لمدة أربع ساعات كاملة وبدأ يسقيها المخدرات المذابة مع الشاي والعصير بدون أن تعرف إلى إدمانها الكلي فسألها ذات مرة : أتدرين ما تتعاطين.فأجابته ب: لا،فقال لها :وهو يلعب بشعرها أنها المخدرات وهي من المقدارات في عالم الحب.
أهل سعاد عموا وصموا إلى ماله نهاية لأنهم وثقوا بها أشد الثقة وتمدهم بمصدر مال ولم يأبوا بكثرة مالها وملابسها ومخرجاتها وتحول حالهم لهذا الحال ولم يضعوا ببالهم المؤثرات التي قد تطرأ وتغير على البنت فتهدم بنيان تربية الأهل بالبنت وإن كانت مسؤرة بسور لا ينفذ منه الريح ولا بها باب.
مضى شهر كامل قبل أن يجدد تهديده لسعاد إما تأتي بأختها له أو يدمرها فرفضت فقطع عنها المخدرات وساء حالها وسارع الأهل إليها معتقدين أن بها ضر وشيطان وما شابه ذلك وما بها إلا ما ذاقت من مرارة ما تعتقده بالحب ولم يبرح الوضع على حاله إلى أن قالت له يوما وكيف سأستطيعُ إحضارها وما سأقول لها،فرد مكشرا عن مكر وحيله فقط دعيها تأتي،وأخذ يرسم لها قصرا من رمال ويزين لها إحضار أختها وأتفقوا على إحضارها بحجة أنها تريد تبحث لها عن عمل وفعلا أحضرتها وأستقبلهما فكان يأخذهما طول فترة الدوام إلى انتصاف الليل وكل مرة يسهران في ليله،وتقرب من أخت سعاد بحباله وشراكه ومخظاته حتى أمات من براءتها كل حي ،وأحال أرضها إلى بور فأي غنمة تركها راعيها في أرض مسبعة لوحدها تولى رعيها الأسد.أخت سعاد دخلت مباشرة في هذا المجال وكانت أجرأ وأقوى من سعاد،لم لا وأختها الكبرى أمامها وقائدتها وأبوها الروحي، فلذلك لم تتورع عن معاقرة شيئا من المنهيات.وليس هذا فحسب بل جرأت جميع أخواتها وبنت عمها وبنات خالها الثلاث فأسسوا مملكة فساد.سعاد لم تنتبه وذلك بسبب إدمان المخدرات ،والصديق سامي والحبيب الطامح ما زال متنقلا في هذا الطريق ومنغمسا وكم مرة سجن وتعددت الأسباب والسجن واحد ولكنه لم يترك الأخوات لحالهن وأستمر الوضع... بسبب غياب سعاد المتكرر فصلت من عملها وأعتقد الأهل أنها في إجازة،ولكن أختها الدينمو لم تزل تخرج ويظن أهلها أنها تعمل،وأتت يوما سكرانة فعنفها أهلها وقالا لها تمنيناك متي أو كنت كسعاد فعندها بكت سعاد بكاءا مرا..التجأت سعاد إلى أخنا لتخبره بما فيها محاولة التكفير عن جريمتها، وجاهدة بصدق لتلملم ما تبعثر وتقول في نفسها :-أعمى يقود بصيرا لا أبا لكم، وماذا سيفعل من هو في سبات مثلي.. لا.. لا أظنه سوف يفعل شيئا ولكنها وأول ما أتته وأخبرته ضحك ضحكة المصدوم وأكمل لها كل لم تتممه ، وأعربت له كل ما ورت عنه ، وقال : أتعرفان أن أحدا في المدينة لا يعرف بقصتك.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29-09-2009, 07:19 AM
الصورة الرمزية جاسم القرطوبي
جاسم القرطوبي جاسم القرطوبي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: صحم-مقاعسة
المشاركات: 830

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى جاسم القرطوبي إرسال رسالة عبر Skype إلى جاسم القرطوبي
افتراضي

فقال لها : وأحد الذين صاحبتيهم كان صديقي،صرخت بوجهه :لماذا لم تعنفنا،لماذا لم تحطم رأسي وتهشم عظامي ،ثم دخلا في بكاء مرير وضم رأسها بصدره لأول مرة بحياتها ولم تخل أنه ليفعلها ثم أسكتها وطفق في وعد ووعيد مخبرا بأنه سوف يتغير وينهي السالفة بكل ما أوتي من قوة،وفجأة خر مغشيا عليه وارتفعت أصوات الصياح فأخذ إلى المستشفى وأدخل في الطوارئ ليخبرهم أنه أصيب بجلطة في المخ،وتوالت المصائب ففي نفس الليلة توفت الأم وفي صباح الغد توفى الأب وإنا لله وإنا إليه راجعون .

(( يتبع في الجزء الثاني والأخير))

بعد وفاة والديها راجعت نفسها مرارا محاسبة أنفاسها شهيقا وزفيرا ، باكية على وقت مر عليها ولم تُرضي أمها وأبيها فيه ولم تطع إلهها ومليكها؛ فاتخذت قرارها التوبة النصوح لربها.التزمت المصحف ولكنها لم تستطع القراءة بسبب ضعف أبجديتها اللغوية ولجيشان دموعها فقد كانت الدموع سحبا تحول بين المصحف وعيونها وها هو أخوها يرقد بين الحياة والموت أيضا في غرفة الإنعاش .فصرخت صرخة مدوية أيعقل أن ذنوبي تمنعني من قراءة كتاب ربي،يالحزني الأبدي ..مرت بسعاد في سلسلة ٌ من الأحداث كلُّ واحدة أكبر من أختها في الشدة والقسوة كتكالب الدائنين،وشماتة الشامتين،ونفور المقربين.
وبعد مرور ستة أشهر وبالتحديد قبل العيد بشهر ظهر لسعاد وأخوتها عم لهم شقيق لأبيهم لم يسمعوا به قبل ذلك ،ولم يروه مدعيا أن أباهم قد رهن البيت له مقابل مبلغ زهيد لا يجهز غرفة صغيرة لك الآن وهو ستة آلاف ريال .واشتد الخطب وانقطع الرجاء من قلب سعاد وكان هذا الأمر بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

إليك إله الكون أرفــع حاجـــــــــــتي= عسى خِلَــع ُ الإكرام تمحو خطيئتي

وأرشف من دمـــع العيون ِ قصيدتي = عساني بها أُكسى ثياب الكرامــــــة

وأحظى من الفردوس بالرتب العلى = مع الشهـــــدا في يوم بعث الخليقة

وأهل الصـــلاح الصادقين وآلهـم= ومن قد دعا للحق خير البـريــة ِ

إلهي ذنوبي أثقلتني عن الســـرى = وعن صحبة الأخيار أهل الحقيقة

وجرمي عظيـــم فاق كل َّ جريمة ٍ = وأسقى من الهجران كأس المنية ِ

وِإني وإن كانــــــت ذنوبي كبيرة = فجودك مرجو ٌ لكـــــــل ِّ كبيرة ِ

وبر ُّك َ قــــد عم َّ الوجود بأسره = فما ثــم ّ إلا أنت أرجـو لكربتي

وقد جدت يا ربي علينا برحــمة = رحمت بها الراجين أهل الجريمة ِ

نبي ٍّ كريم ِ الأصل هاد ٍ ومــنقذ ٍ= كغيث ٍأتانا بعـد يأس ٍ وفتـــرة ِ

وقد جئت بالهادي الأمين ِ محمد ٍ= إليك َ ودمع العين ِ يجرح ُ مقلتي

وحب ٍّ لآل المصطفى خيرة الورى= وأهل الفتوح لواصلين وقدوتي

أناديك يا مولاي َ ضاقت مذاهبي = ومالي َ من زاد ٍ ليستر َفاقتي

ومالي َ يا ربي سواك لمحنتي=ومَـن ْ غير ِ ذي الإنعام يغفر زلتي

وإني من الفعل الجميل لمفلس ٌ = فجد ْ لي َ يا ربي سريعا ً بتوبــة

فهذا رجاء العبد يا خالق الورى= ويا رازق َ الحيتان في قاع لجة ِ


رجوتك حققْ لي إلهي مطامعي= بوجهك في الدنيا ويوم القيامة ِ

وصل ِّ على المبعوث في كل ِّساعة ٍ = وسلّم سلاما كل َّ ليل ٍ وغدوة ِ

كذا آله الأطهار والصحب كلّهم = وعم ّبها شيخي وأهل طريقتي



وظلت سعاد متواصلة الدموع والأشجان متخذة ً عبارة أمها لها التي سمعتها أول توظيفها نبراسا تارة ومضحكة تارة وعتمة في عتمة تارات وتارات كثيرة.وتتساءل دائما من أين لها أن توفر عشرة ريالات من هذا المبلغ خصوصا أنها تركت عملها من أين تجد من يساندها ويساعدها ويأخذ بيدها وهي امرأة ضعيفة المادة والحال في حياة ٍ تطبق المثل المحلي السائد عليها(زندك وإلا موت)؟!!! من سيلتف حولها لينتشل هذه الوردة الذابلة من وحلها وإن بدت بأجمل مظهر وأحسن رئيا ؟!!!!!!
قررت سعاد أن تضع لنفسها خطة تنجيها مما هي فيه ففصاحة حسان وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم إذا ما اجتمعوا في المرء والمرء مفلس ونادوا عليه لا يباع بدرهم . ذهبت كمحاولة أولى منها إلى من ادعى أنه عمها قاطعة المسافة التي تفصلهما عن بعض والتي تقدر ساعة إلا ربع بالسيارة سيرا على الأقدم ، وصلت أخيرا إلى المكان المقصود وذُهلت بما رأت فلقد رأت بيتا لا يُرى مثله ولا في الرؤيا ، تناسق تناسقا بديعا ورائعا ورائقا وكأنما سنمار قد صممه بعد أن بعث من قبره، ورأت الزهور تحيطه وأشجار الزينة ، وقبل أن تدخله وقفت تتأمله برهة من الزمن في الخارج، ولما دخلت رأت شيئا يفوق حدود اللامعقول ، رأت بيتا داخله مفروشات باهظة الأثمان بالرغم من أنها لا تعرف باهظ الأثمان من بخسها بيد أنها تعرف أن المظروف من جنس الظرف وأغلى عنه ،.. وأخذت تصول وتجول فكرا فيما رأت وفيما سترى ، وتتساءل في قراره نفسها ما الذي يدفع هذا العم في إرادته لانتزاع البيت منهم انتزاعا والله سبحانه قد أعطاه من فضله.
وثم قالت بصوت مسموع :- يا الله أيعقل أن يكون ببلادنا بيوتا كحدائق بابل المعلقة والتي درسناها في المرحلة الابتدائية ، فقطع صوتها وفكرها صوتا مجلجلا ووجها مكفهرا من عمها والذي كان ينزل من الطابق الثاني إلى الصالة التي كانت تقف فيها كالنقطة في الموسوعة من كبر حجم الصالة يا ميزي يا حيوانة من أدخل هذه البكتريا الضارة إلى بيتي ، من ... من ؟)فأتت الشغالة وهي خائفة متعتعة فقد سبرت مدى غضب سيدها أرباب ، أرباب أ أ أ ) فقال لها : اغربي عني ... ثم اقبل بليل وجهه عليها : ماذا تريدين؟ثم واصل كلامه اسمعي ستخرجون من البيت وإن أتيت ِ بالمبلغ كله الآن
فأنا لن أفرط بالبيت مهما حدث ، فسكتت والدموع تجري كالشلال من عيونها وقالت بنفسها : أهكذا يكون الاستقبال . وأنا لم أقل شيئا بعد ، ثم سألتـَه بالله والرحم أن يهبهم البيت أو يمهلهم حتى يفرجها الله بوجوههم
فقال لها وضحكة الاستهزاء تعلو جبينه : وأيضا لم تأتيني بالمبلغ ، اغربي هيا اخرجي من هذا البيت ولا تعودي إلا بالمبلغ وإلا تعرفين عقباها، فأكبت عليه تقبل يده تتوسل إليه وترجوه أن يمهلها وأن يلم ما تبقى من شتات أسرتها وأين سيذهبون؟وهوت على رجليه لتقبلهما ولكنه ركلها كركل الكرة أو أشد ركلا. ثم أمر السائق الهندي أن يسحبها خارج البيت فأتاها قائلا لها : مدام هيا ، فرد عليه سيده : لا تعاملها باحترام ، فأن كلبتي خير منها . ثم أمسك بمنكبها وجرها بنفسه إلى الباب وأغلق الباب دونها وهو يسب من خلف الباب بينما صوته يختفي شيئا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-09-2009, 07:23 AM
الصورة الرمزية جاسم القرطوبي
جاسم القرطوبي جاسم القرطوبي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: صحم-مقاعسة
المشاركات: 830

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى جاسم القرطوبي إرسال رسالة عبر Skype إلى جاسم القرطوبي
افتراضي

فشيئا رأت عبارة مكتوبة بخط الثلث على باب البيت إذا كان لديك رغيفان فـكُل أحدهما واشتر بالأخر زهوراً فضحكت تعجبا وولت ضاحكة باكية وظلت تمشي من غير هدى تمشط الطرقات وتشاهد أضواء السيارات حتى أجهدها التعب فآءوت إلى أحد المنتزهات وجلست وكان بقرب ذلك المنتزه مسجدا يؤدي مرتادوه فرض صلاة العشاء وكان صوت الإمام واضحا جدا من خلال مكبر الصوت ،وعلى أنغام عذوبة صوته وبسبب إرهاقها نامت نومة طفل في مهد أمه. غطت في نومة لم تستيقظ منها إلا في الواحدة والربع صباحا وكانت دموعها تغطي وجنتها نظرت يمينا وشمالا فلم تر سوى شمعة متقدة قد وضعت بجانبها على الكرسي الخشبي الذي نامت رأت ظرفا آخر به خمسة ريالات وورقة صغيرة مكتوب فيها أنا العامل المشرف على الحديقة أحببت أن أنوه بأن موعد إغلاق الحديقة في الحادية عشر والربع وحاولت فاشلا إيقاظك مدة نصف ساعة ولكنك لم تستيقظي ولا أخفيك سرا فكرت بأن أجرك خارجا لأنني اعتقدت بأنك متعاطية شيئا وشممت فمك فلم أجد شيئا وكمساعدة مني أرجوك أن تغلقي قفل الباب الذي أوهمت من يراه بأنه مغلقا ولا تكرريها.فبقيت تنظر بعين نائمة مستيقظة إلى المبلغ تارة ًوإلى الورقة تارة أخرى ثم أدامت النظرة لتلك الشمعة الفارعة الطول كأنها أمام مسألة رياضيات توفرت معطياتها ولم تهتدي لناتج حلها بعد إلى أن انطفأت الشمعة ،وأرادت إكمال نومها فهي تدرك أنه لم يعد أحدٌ ليسأل عنها ، وكانت ستقدم على ما نوته لولا أن صدها هلعها بسبب الحركات والأصوات التي حدثت في الجوار معتقدة بأن الحديقة مسكونة بشتى أنواع الجان. فاستجمعت زمام أمرها وخرجت بسرعة ناسية قفل الباب.
غادرت سعاد الحديقة والظلام كان دامسا جدا وقررت أن تأخذ سيارة أجرة وانتظرت في الشارع الفارغ حتى من الدراجات وحيدة مجهدة . وبعد حوالي نصف ساعة وقفت سيارة تاكسي فأشارت عليها بالانصراف قبل أن يتم توقفها توقفا تاما لأنها أدركت أن الخمسة الريالات قد تفيدها في شئ آخر ، ومشت حتى بلغ الإعياء بها منتهاه فوقفت تنتظر نصف ساعة أخرى ولم تأتي سيارة ٌ فواصلت مشيها والهم في صدرها تضيق لرحابته الأرجاء .واختصر التفكير عليها كيلومترات أربعة.وفجأة توقفت سيارة من موديل متأخر غير نظيفة وكأنها مقبرة متحركة وبها شاب قدرت عمره بأنه يصغرها بحوالي خمس سنوات وعرض عليها مرارا أن تركب وهي ترفض وبينما هما على تلك الحالة إذ وقفت سيارة أجرة خلف سيارة الشاب مباشرة نظرت إلى وجهه فرأت نظرة ً أخافتها ودلتها هيئته على أن الشر في عينيه فلا إراديا ركبت مع الشاب وإذ بالشاب ينطلق بها مسابقا البرق في لمعانه ومخلفا صوتا لسيارته يسمعه القاصي والداني . وبعد أن ابتعدا مسافة تأكد الشاب فيها أن صاحب سيارة الأجرة مهما حاول اللحاق بهما فلن يتمكن تنفس الصعداء وقال لها وصوته يرتجف : كنت أحسب أن القمر لا يوجد إلا بالسماء ولكن ها هو معي ، وأين؟ في سيارتي ، وطفق يتغزل بها بكل ما يجيده الشرقي من فن الخطابة وهي ساكتة ، وما كان ليسكت عنها لولا أن نهرته بأقصى صوتها فسكت ، فقال لها وصوته زاد ارتجافا : آسف آ آ آ.....آ آسف آسف أختي، إلى أأأأ أين أنت ِ ذاهبة ؟ قالت له - وقد هدأ من روعها قليلا وعرفت من أين تؤكل الكتف- : قريبا سأنزل ؟ فسألها : ما بالك غاضبة ؟ فظهر التأثر عليها كتمت ما استطاعت منه ثم التفتت للشاب قائلة: أنا آسف لغلظتي معك ولكن ظروف الحياة وبدأت تحكي له جزءا يسيرا مما أصابها .. فإذا به يغير اتجاهه فقالت له بصوت أشد من السابق : إلى أين أنت ذاهب أيها الأحمق ؟ فقال لها – ونفسه تسيل أسفا عليها -: أعاهدك أختي لن أوخزك بشئ، فسلمت قيادها له ولم يدر في بالها شيئا آنذاك إلا أفكارٌ ومتاهات من الحزن .توقف الشاب قرب أول آلة صرف وسحب لها مبلغ خمسة وعشرين ريالا عمانية وقال لها : تفضلي هذا كل الذي معي ولكن ادعي لي وسلي اللهَ لأمي المصابة بالسرطان. فأخذت المبلغ ولم تنطق ببنت شفة وثم أخذها بعد ذلك إلى مطعم واشترى لها ما لذَّ وطاب ثم انطلقا حتى أوصلها في مكان طلبت هي أن تنزل فيه ، وأعطاها رقمه فأخذته لترميه بعد تمزيقه في وجهه ونزلت من عنده وأغلقت الباب بشدة وانصرفت بينما ظل الشاب ينظر والدمعة متحجرة في عينيه كالعظم العالق في البلعوم إلى توارت عنه ثم انطلق هو الآخر لحال سبيله .
عادت سعاد لبيتها الذي يبعد عن محطة نزولها خمس دقائق فقط محملة بأكياس الطعام وأيقظت من كان نائما من أخوتها وجلسوا لتناول العشاء وفي الواقع لم يكن عشاء الليلة فحسب بل وغذاء اليوم وفطوره ومن يدري لعلها تكون وجبة الغد أيضا ، لما نظرت سعاد إلى تلك السعادة التي ارتسمت بوجه أخوتها قررت أن تتحمل الهم لوحدها وأن لا تخبرهم بما حدث معها لا سيما من أمر عمها .
وبينما هم على المائدة إذ قالت أختها : اتصلوا بنا اليوم من المستشفى وقالوا أن أخانا يحتاج للتبرع بالدم فوقع الخبر عليها كالصخرة ولكنها لم تنطق ببنت شفه فها هي المصائب تتوالى عليها.أنهوا عشاءهم ودخلت غرفتها وأطفأت الأنوار وظلت تفكر وتبكي كثيرا إلى أن أتت أخواتها اللاتي يشاركنها الغرفة بعد برهة فتظاهرت بالنوم أمامهن وتحدثن قليلا وهي لم تزل في بكائها وفكرها إلى أن غطن بالنوم فقامت تتمشى في (الحوش) قليلا وعلى السطح أحيانا وتتسلى بألعاب هاتفها أيضا إلى أن وقعت عيناها على جريدة ٍ قديمةٍ فيه خبر وفاة أحد مليونيرات العالم تاركا تركة قدرها مئة مليون جنيه استر ليني لكلبته (دودو) فضحكت مستغربة ونامت مكانها . وفي الصباح خاضت تجربة ثانية وهي تجربة الخروج للبحث عن عمل ؛فطرقت أبواب المحلات فقد كانت لها تجربة سابقة في هذا المجال.
حان الآن موعد أذان العصر ولم تسمع من خلال بحثها إلا كلمات عدم وجود الشاغر بتباين لغاتها واختلاف نبراتها ، وقررت الذهاب لبيت عمها كتجربة أخرى يائسة فوجدته يستعد ليركب سيارته التي من طولها لم تعرف أولها من آخرها فأكبت تقبل يديه ورجليه وتترجاه أن يتنازل عن حق البيت أو أن يساعدهم بعدم المطالبة بالبيت في هذه الظروف الراهنة إلى أن تفرج وتجد عملا فتكلف نفسها فوق طاقتها وتستقرض من المصرف لتسدد كامل الدين، مرددة قوله تعالى :- ((فنظرة إلى ميسرة)) إلى أن وافق أن يؤجل موعد السداد شهرين على أن تحسب الأيام التي مرت من يوم ظهوره إلى الآن من المدة ،فوافقت مضطرة ، ثم سألها أن تدفع له إيجارا شهريا فوافقت والأسف في عينيها كحزنها إن قسم في مدينة يملأ ما بين لابتيها.وأول قوفلها لبيتها اصطحبت أخواتها وذهبوا جميعا إلى المشفى ودخلوا على أخيهم الذي ما فتئ في غرفة الإنعاش إلى قبيل وصولهم واستأذنوا الطبيب في زيارته فأذن لهم بشرط عدم التطويل عنده فدخلوا وكان في غيبوبة ولبثوا لديه بين بكاء ودعاء إلى بعيد انتهاء وقت الزيارة وانصرفوا لبيتهم ورجائهم بالله تعالى في شفاء أخيهم قد بلغ منتهاه. وها هو العيد يجر ذيوله بسرعة ولم يكن في البيت إلا ما أعطاها ذلك الشاب الذي لم تعرف اسمه إلى الآن فأجرت اتصالات بصديقاتها تريد بعضا من المال كقرض ونظرا لظروفهن - كأي مواطن من مختلف الطبقات في العيد - اعتذرن. شد التفكيرُ على خلد سعاد وثيق عُراه ، ولم يمنعها من زيارة قبر والديها وأخيها في المشفى والبحث عن عمل ٍ هنا وهناك خاصة ً وأنَّ العبء زاد منذ أن دخلت معاهدة مع عمها وتعين عليها خلال الشهرين دفع قسطا شهريا لعمها وتسليم مبلغ الدين كاملا بمجرد انقضائه . وفي إحدى المرات وبعد أن دخلوا للبيت بعد زيارة لأخيهم عنَّ لسعاد فكرة فقالت لهم والارتباك واضح بعينها : سوف أذهب لمحل الملابس وأعود،وانطلقت مسرعة واشترت ملابس شبه غير محتشمة وماكياج وعطورات بكل ما معها. وما أن أشرقت شمس الصباح الباكر حتى
ذهبت للبحث عن وظيفة مرتدية ذلك اللباس وواضعة ألوان الطيف على وجنتيها ، وتمشي مشية المعجبة بذاتها
وفي طريقها للبحث عن وظيفة تعرضت لعدة مضايقات من الشباب وهي صابرة تبكي تارة وتسب تارة إلى أن وجدت وظيفة في محل ناشئ مُعَرضا في أي لحظة للإغلاق فقبلته فعصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة ، ومما زادها إصرارا على الموافقة بالعرض أنها استلمت راتب شهر كامل مائه وسبعون ريالا مقدما .
وما أن أكملت إجراءات توظيفها إلا وانقلبت بالبشرى لأهلها وفي طريقها للبيت مرت بجوار بيت عمها الذي كان أقرب هذه المرة كثيرا جدا من مقرِّ عملها ، فطرقت الباب فلما راءها ارتعدت فرائصه فقد خشي أنها التحقت بعمل جيد واحترمت قرارها وأحضرت المبلغ المتعين عليها ، وبعد أن طلب منها الجلوس ولأول مرة منذ أن دخلت بيته أطلعته على الأمر فتظاهر بالفرح لأجلها وعلى الفور طلب منها المائة ريال هذه كدفعة من الإيجار الشهري عن البيت فأخذها منها ولم تطلب منه وصلا . وآذنها بأنه مشغول جدا ففهمت إشارته وغادرت بوجه لم تغادر به بيت عمها سابقا .و بما تبقى من راتبها اشترت مستلزمات العيد وأتى العيد سعيدا أو على الأقل مظهرا من مظاهر هذه السعادة في بيت سعاد وصورة من صورها في قلب سعاد...
وانصرم العيد سريعا ولكن سعاد لم تسعد مع أخوتها بالعيد فقد نزلت للعمل في ثاني أيام وظلت تعمل ليل نهار بجد وكدح شديدين، وبعد شهر من العمل الدائب استطاعت سعاد خلالها بأن تجعل ذلك (الكشك) الصغير محلا
كبيرا لذكائها بالإضافة إلى ما استفادته من خبرات في المحل السابق .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29-09-2009, 07:25 AM
الصورة الرمزية جاسم القرطوبي
جاسم القرطوبي جاسم القرطوبي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: صحم-مقاعسة
المشاركات: 830

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى جاسم القرطوبي إرسال رسالة عبر Skype إلى جاسم القرطوبي
افتراضي

وها هي الأيام تمر ويقترب الشهران من نهايتهما ولم تزل فكرة إبراء ذمتها لعمها بالنسبة للبيت
شغلها الشاغل إلى أن أتى يوم وقررت بعد تفكير طويل أن تتطلب من صاحب المحل قرضها المبلغ المتبقي لعمها فلم يمانع البتة فهو يعرف من هي سعاد جيدا ويعرف أنها الوحيدة القادرة على بيع كامل البضاعة بفائدة تتجاوز الثمانين بالمائة فأخطرها بموافقته شريطة َأن يأخذ عليها صكا بكامل المبلغ يحين موعد سداد بعد عام وشهرين من تاريخه.
وانطلقت بلا تردد أو استئذان لبيت عمها فسلمتها كامل المبلغ والرجاء يملأ الأرجاء فوجم أول ما أعطته المبلغ ثم أظهر لها رحابة صدر بالغة وطلب منها الانتظار قليلا ريثما يحضر لها صك دين المنزل من الأعلى . جلست سعاد تتمعن بالبيت الذي لم تتسنأ لها الفرصة لمشاهدته بصورة أدق إلا الآن،فهذه أول مرة تعرف فيها أن لها أولاد عمومة ،وأول مرة هذه تعرف فيها مواقف عمها الإنسانية وإن وجدت بنفسها من التكذيب الشئ الكثير .
وفجأة نزلت الشغالة لتقول لها طاردة :- ((أرباب فيه نوم،يالله روحي بيت)) سيدي نائم هيا اغربي من هنا فصدمت بادئ ذي بدء ثم بدأت تولول وتبكي يا إلهي هل سيذهب تعبي هباء منثورا؟وكانت الشغالة لديها أوامر صارمة في طردها بعنف مذمومة إن لم تستجب وغير مكرمة إن استجابت ولكنها لم تكف عن الصراخ حتى أدركت أن مالها أضحى ليس لها. عندها سحبت بوحشية لخارج البيت فأضحت كمن ثكلت أولادها، أخذت تتساءل بصوت مسموع تارة ومهموس تارة أخرى أيعقل هذا . أيعقل ما يحدث لي .ليت شعري ماذا فعلت؟ وبأي ذنب أجازى هذا الجزاء. أيوجد أناس قلوبهم من حجر كعمي..عمي ثم نادت بأعلى صوتها : عمي يا عمي ارحمني أنا ابن أختك كما تدعي،أرجوك أرجوك أنا استقرضت المال فحرام أن يضيف المال والبيت ،والعم لا يبال باستجدائها ولا يصغي لكلامها فهو على أتم الثقة بأن لن يسمع حسيسها أحد.وبحلول المساء انصرفت وأخذت تتساءل وهي تمشي ما تفعل الآن بعد أن ضاعت النقود والبيت وأحلامها سدى لثقتها العمياء بعمها وجراء فعلته الشنعاء وشرعت تلطم كفيها وخديها وتتساءل أنحن في كرة أرضية أم في غابة .وأمست سعاد تسير بلا هدى في الطرقات وانتهت بها الخطأ لأقرب قسم شرطة واعتذروا عن عدم استطاعتهم مساعدتها وذلك لأنها لم يكن بوجد لديها دليل لصحة ادعائها وقد كانت للرجل حصانة فلا يصح أن يستدعى بلا مسوغ قانوني . خرجت سعاد من الشرطة ودمع عينها كالبحر تقطع عبابه برجليها اللتين لم تعدان يحملانها متجهة لنفس الحديقة التي نامت فيها أول مرة وإذ بالحارس يطردها أول ما راءها لأنها تسببت بمساءلة قانونية المرة الماضية له حيث صادف مرور أحد المسئولين ذلك الوقت فانطلقت لنفس الموقف السابق ووقفت لها سيارة بدأت مألوفة لديها، يا إلهي أنه ذلك الشاب الصالح صديق من ظنته حبيبها والذي تنكرت له كتنكر حبيبها لها فدعاها للركوب فنظر ت له نظرة المغاضب ثم ركبت واستطاع بأسلوبه أن يرسم ابتسامة ولو مصطنعة على وجهها وتبادلا أطراف الحديث إلا في قضيتها والسيارة واقفة لم تتحرك من مكانها بعد،فسألها: لماذا أنت واقفة هنا؟.فأجابته بارتباك يلاحظ عليها عندما : أنا امرأة متزوجة وأنا انتظر زوجي هنا،فدعا لها بالتوفيق وعلامات التأثر والانكسار واضحة عليه وظلا ساكتين فترة حتى استأذنت نازلة من سيارته ودخلت لبيت قريب هناك موهمة له بأنها داخلة بيتها إلى أن ذهب وخرجت .وبمجرد خروجها من ذلك البيت فإذا بسيارة أجرة طلبت منه أن يقلها لبيتها فوافق واكتشفت بعد ذلك أن سائق سيارة الأجرة سكران ولكنها سلمت أمرها إلى الله وسكتت إلى أن وصلت بسلام. بعد ذلك ظلت سعاد رهينة ببيتها فترة طويلة حتى العمل والذي عانت وتكلفت المشاق لم تعد تذهب إليه إلى أن زين لها الشيطان فكرة خبيثة.. وهكذا دخلت سعاد مرحلة صراعية أخرى نستطيع تسميتها مرحلة الاستجارة من الرمضاء بالنار وبدأت تقف في الطرقات ليل نهار لا لبيع الهوى وحاشاها وإنما لعلها أن تصادف أناسا كذلك الصالح أو الفتى الذين ساعدها.
وذات صباح أحست بالجوع الشديد فيممت لأقرب مطعم فدخلته وطلبت من النادل طبقا من (الكيما والخضرة) اللحم المفروم ولم يكن هذا الطبق بالأكلة المفضلة لديها وإنما الأرخص والوحيدة التي كانت تؤكل في بيتهم زمن أبويها حيث كان البيت جميعه يلتم حول طبقين صغيرين منه يتقاسمون ما فيه بأن تضع الأم فوق قطعة خبز صغيرة القليل منها.وبعد دقيقتين أحضر الطبق الذي ستأكله اليوم لوحدها وكانت المفاجأة أن من أحضر الطبق إليها الإنسان الوحيد الذي أحبته بصدق ولم يزل بها محدثا وواعدا وراسما قصور التحايل على التراب لها حتى وافقت أخذ رقمه الجديد ليعود بعد ذلك منصرفا إلى عمله شاركا إياها بحباله العنكبوتية الأشكال.أخذت الرقم وخرجت كالسكرانة من حديثه ولم تفق إلا بمصيبة جديدة وهي وفاة أخيها.وبعد انقضاء فترة العزاء عادت لسيرتها الأولى من تمشيط الطرقات وبالرغم من السيارات الفخمة التي وقفت لها بيد أنها كانت دائما تحجم
في اللحظة الأخيرة عن الركوب.وكثيرا مت كانت تتردد على ذلك المطعم الذي كان يعمل فيه من أحببته ولكنها دائما لا تجده فلما سألت عنه أخبروها أنه تم طرده فلم تستغرب فهي تعلم حق اليقين أن شيئان يستحيل أن يستمرا على حالهما معه الوظيفة ورقم هاتفه. واتصلت به وفوجئت عندما استجاب هاتفه لاتصالها واتفقا في أن يلتقيا بمكان ما.وفعلا تم اللقاء في أحد المنتزهات واستمر لساعات طوال وتحدثا فيه طويلا عرف كلا منهما كيف كانت حياته أثناء الافتراق فقد عرفت منه مثلا أنه أخيرا أصبح حارسا أمنيا في إحدى الحانات ولم تندهش فإنها عرفت طباعه وخسته ،وعرفت منه أن صديقه الصالح قد دخل السجن بسبه وبشئ تافه جدا ولم يكن يتنازل عن سجنه لولا أنه دفع له مبلغا كبيرا من المال ثم أرضاه بما يتجرعه ولا يكاد يسيغه فأثر ذلك بنفسيتها كثيرا،وكالعادة قبل أن ينصرفا أهدته باقة من الورود وأهداها زخارف الوعود.

واستمرت لقاءاتهم أياما حتى أقنعها بفكرة الدخول إلى المرقص وأدمنت الخمور وعودها على حياة السفور والمجون واستطاعت بدهائها الذي استوحته من حبيبها المزعوم أن تلعب بعقول أصدقائه فتستنزف الأموال منهم دون أن تبيع شرفها إلا لحبيبها المزعوم.وفي يوم من الأيام صادف أن أتى الصديق الصالح لصديقه الطالح وراءها معه في تلك الحالة فتبسم حزنا على حالها وعلى تصديقه إياها بأنها متزوجة وما كان منه إلا أن أخذ بيد الصديق وجذبه لمكان قريب ودار حوار ساخن بينهما فسأله أن يتزوجها محاولا إقناعه بأن البنت تحبه ومستعدة أن تتزوجه بسهالة وأخبره بأنه على أهبة الاستعداد في أن يعطيه المال الذي جمعه منذ سنوات للزواج إذا كان صادقا في حبها له فأبى بحجة من كان هذا حالها فمصير الارتباط بها محال فمن خانت العرض يوما عهودها مستحيلة ثم واصل الطالح حديثه معه وقد رفع صوته جدا : يا حبيبي أتظن أن أسلوبك الراقي سيعلي انحطاطها،أعلم بلقائكم الثاني وكيف صدقت كذبتها بأنها تزوجت.فنزلت دموع الصديق الصالح كالأحجار ولم يدري الصديق الصالح بنفسه إلا بدفعه للصديق الطالح بقوة وخروجه ماشيا على رجله فهو. الصديق الصالح والقروي الطامح الذي لم يتأقلم بعد كصاحبه على الحياة في جو المدينة الملبد بما هو على مسمع ومرأى منه .وذهب للشاطئ وإلى المجمعات بقصد الترفيه عن نفسه فغاضه ما شاهده من حركات وغمزات يتبادلها بعض الشباب والشابات هناك.،وأحزنه أيضا منظر الأزواج والزوجات وأطفالهم العابثين هنا وهنا ونظر إلى نفسه وقد بلغ من العمر عتيا،فخطرت له فكرة أن يصبح كصديقه ثم انثنى عنها لأنه لم يكن له مقومات صديقه من جمال وكمال فكان وإن ارتدى عمامة قيمتها مائة ريال ودهداشة وحذاء بنفس تلك القيمة أو تنقصها قليلا فلا يظهر عليه مظهر الجميل بشكله والكامل بحلته، وأدرك بأنه في هذه المدينة وإن كان جميل قلب وكامل روح فإنه ليس باللبق في التعبير عن مشاعره وإن كان فصيحا في ثلاث لغات حيوية،.وأخذ يفكر مليئا حتى رجع للحانة أشعث أغبر ولم يلتفت أحد له من بين الموجودين فكل من في الحان كان في نفس هذه الحالة ، واتجه لسعاد وصرخ بوجهها أتعتقدين أنه يحبك الرجل إن أحب من أعماقه فسترينه يحاول جاهدا الاقتران بها وإن ذهب رأسه سدى ثم أمسك بيدها وقال بصوت أفاق منه كل سكران:- سعاد أتتزوجينني وكررها حتى صفعته وخرجت وهي تبكي للخارج ووقف باهتا مكانه فأتى ذلك الطالح ليوسوس له ثانية بعد أن ضحك كمارد المصباح أترى ما فعلتَ بك إني لو كنت بمكانك ل..(وهمس في أذنيه) فركل الصالحُ الطالحَ ولحق بها وكانت على وشك أن تركب سيارة أجرة فجرها بقوة من يديها واركبها سيارته فحاولت المقاومة فلطمها على خدها بقوة حتى أسقط لها سنها فسلمت أمرها عندها لله وكانت بين يديه كالميت بين يدي مغسله . فأخذها بسرعة جنونية للشاطئ وظل يترجاها أن تتزوجه وسوف يستر عليها ويطوي صفحة ماضيها ويفتح صفحة جديدة لها ولسوف يتفاني في حبها حتى يطلق عليه مجنون سعاد ولم يزل بها حتى وافقت واتفقا على كل شئ..وتمت الخطوبة والتجهيزات روتينية ً وبارك له المقربون من أقاربه ومحبيه فها هو صديقهم سيودع حياة العزوبية أخيرا بعد تأخر أكثر من عقد كامل وكان من ضمن المهنئين له صديقه الطالح والذي حطم حياته إلا قليلا ووهب الصالح للطالح ذلك القليل لإنقاذه مما هو فيه ورغم أن الكل حذره من صديقه الطالح وأنه لا مجال في إصلاحه فقد استشرى الفساد في دمه كاستشراء السرطان بدم المريض وظن البعض أن الطالح يهدد الصالح بشئ ٍ يدفعه لعدم تركه وإن مثَّلَ به حيا.
.وما كان للصالح رغم هذا كله إلا أن أعطاه فرصة جديدة ليعمل بمحله التجاري ووهبه بفضل الله حياة سعيدة خاصة بعد أن وجهت لهذا الطالح في نفس ليلة هيجان الصديق الصالح جنحة التهديد لأحد الآسيويين بالسلاح الأبيض وسلب مبلغ مائتين ريال منه وقبض عليه بعد يومين من القضية بعد أن ثبتت التهمة على الصديق الطالح وبالأدلة. ووقف الصديق الصالح جنب صديقه الطالح كعادته ووكل له محاميا بارعا استطاع أن يحفظ القضية وسجن هذا الطالح لمدة شهر واحتراما له لم يتم شيئا في أمر زواجهما. وتم العقد ليلة الإفراج عنه وبعد أسبوع وفي ليلة الزفاف طلبت سعاد من زوجها أن تجعل الذي يقود سيارة زفافها ذلك الطالح بحجة إرادتها كسر قلبه فوافق وكانت تلك المرة الأولى التى يُقدم فيها على عمل من شأنه يحطم قلبا وإن اغتال أفراحه يوما ما ، فعرض الأمر على الصديق الطالح فوافق مُرحِّبا وداعيا بالخير لهما،ورغم المعارضات من أهل الصالح سار الطالح بسيارة العروسين وبعد مراسيم العقد والزفاف اتجه الصديق الطالح بهما بعد أن انفض الحفل لطريق المطار فقد اتفقا العروسان أن يقضيا شهر عسلهما خارج الوطن ،وفي الطريق حدث أمرٌ لم يكن بالحسبان فقد عطبت السيارة فاتجه كلاًّ من الصديقين إلى النظر من الذي أصاب السيارة وبعد محاولة طويلة طلب الطالح من الصالح أن يدفع السيارة كمحاولة أخيرة فوافق بلا تفكير فالطائرة توشك أن تقلع وأول ما بدأ الصالح بدفع السيارة وبدأت بالتحرك رويدا رويدا ما هي إلا لحظات إلا وانطلقت بسرعة هائلة سيارة الزفاف ولكن بدون العريس هذه المرة وإنما بالعروس والصديق الطالح وأخرج الصديق الطالح رأسه ليقول لمن حافظ على مروءته ساخرا : شكرا على السيارة والعروس وعلى الأربعة آلاف مهرها،وبمجرد تحرك السيارة رمت العروسة (شيلتها) غطاء الرأس في الهواء بوجه عريسها وهي تضحك ،وشاء الحق سبحانه أن ترتطم السيارة بشاحنة وكأنها أمطرت من السماء على الخائنين مطرا فاحترقت بهما السيارة توفت سعاد على إثرها مباشرة وبقي الخائن سنة ً يعاني جروحه ثم شفي .
وأما الصالح أصابته حالة نفسية جعلته يعتزل الأفراح والأعياد ويرتدي حزن آل البيت وشاحا لا سيما وقد أصبحت قصته مضرب المثل،وأما أخوتها فضلوا عالة على المجتمع يرق لهم من لقصتهم يسمع..(انتهت)
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13-10-2009, 07:58 PM
ليلى الزدجالي ليلى الزدجالي غير متواجد حالياً
هيئة التحرير سابقة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 495
افتراضي



ماذا عساي أن أقول لك هنا ياجاسم القرطوبي

بأمانة أبدعت يارجل

بدأت قراءة قصتك ولم أستطع ان أتحرك من مكاني الا بعد أن أنهيتها كاملة

جدا جدا رائعة

واصل ابداعاتك يارجل واصل فأنا متابعة وانتظر كما ينتظرك غيري من القراء
__________________


%%OOبـقـايـا إنـسـانـهOO%%

[IMG]
[/IMG]
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18-10-2009, 08:58 AM
الصورة الرمزية جاسم القرطوبي
جاسم القرطوبي جاسم القرطوبي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: صحم-مقاعسة
المشاركات: 830

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى جاسم القرطوبي إرسال رسالة عبر Skype إلى جاسم القرطوبي
افتراضي

شاكر لك أستاذتي مرورك هنا وبارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-11-2009, 11:13 PM
عبدالله العمري عبدالله العمري غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,517
افتراضي


فقط :: جئت لإقول

شكرا لقلمك

لك الود
__________________



أساير ..الناس كلٍ ...حسب منطوقة
واخالف اللي يخالف للعرب منطق
واعف عن اللي تهادت قبل مطروقة
بخاطرٍ لا حكى خلى ..الصخر ينطق
عبدالله العمري

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:05 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية