روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,526ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,787ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,285
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,492عدد الضغطات : 52,271عدد الضغطات : 52,375

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 04-08-2010, 09:53 PM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي مشاعر حائرة...

[ 5 ]

مشاعر حائرة...



بعد أن عادت أحلام للمنزل، و كالمعتاد التقت بوالدها تكلمه و هو لا يعيرها أي اهتمام بل يكتفي بهز رأسه لها.. حتى أنه لم يلاحظ معالم التعب و الشحوب عليها و أنها كانت تسير بصعوبة و كأنها تحمل ثقلا على ظهرها يمنعها من السير مستقيمة.. صعدت السلالم و هي ترفع قدميها بصعوبة.عندما وصلت لغرفتها ألقت بنفسها على السرير و كأنها تحاول إزاحة الثقل من عليها، ارتاحت قليلا و من ثم جلست تكتب ما حدث لها اليوم فقد تعودت أن تكتب مذكراتها يومياً، و بعد ما انتهت من الكتابة.. راحت تحضر العشاء لها و لوالدها رغم ما تشعر به من تعب إلا أنها تماسكت و نهضت متجه نحو المطبخ و أعدت العشاء. على المائدة و كالمعتاد جلست صامته مع والدها الذي لا يتكلم و إذا تكلم كان يقول كلمات قليلة.. لكن هذه المرة حصل شيئاً على المائدة. صدرت منه التفاته لأبنته التي تحاول إخفاء معالم الألم التي تشعر به. هذه المرة الثانية التي يلاحظ صالح أن أحلام تشبه أمها في ملامحها ..و لأول مرة يلاحظ ذلك الشحوب الذي ارتسم على ملامحها.. شعر بشيء ما داخله، تسائل. لم ألحظ من قبل هذا التشابه الجميل بين أحلام و أمها .. تحرك شيء ما داخله لم يفهم ما يحدث له. ما هذا الشحوب المرتسم على وجه أحلام هل هي هكذا و لم ألحظ ذلك أم أنها متعبة.. سألها
- ماذا بكِ يا أحلام، هل أنتِ متعبة..؟
وكأن شيئاً تحرك داخلها لأول مرة تسمع والدها يسألها عما بها.. أحست بسعادة رسمت ابتسامة على شفتيها الذابلة و إجابته: لا شيء... لا شيء.. يا أبي...
و كأن صالحاً يسمع أبي لأول مرة في حياته رغم أن أحلام كانت تقولها دائما لكنه لم يشعر بإيقاعها من قبل سوى الآن أصبح يتساءل في أعماقه
ما الذي يحدث، ما هذا الشعور المبهم الذي يحس به..؟ ترك الطعام و نهض بسرعة.. تفجأت أحلام لتصرفه.. لماذا قام بسرعة ماذا حدث..؟ تساءلت أحلام داخلها و نهضت هي الأخرى عن المائدة و رفعت صحون الطعام من على الطاولة، و رتبت المطبخ. ذهبت لغرفتها وهي مستغربة لما حدث أمسكت بدفترها و كتبت ما حدث على المائدة و ما أحست من مشاعر. نامت و هي سعيدة لما حدث.. في اليوم الثاني نهضت بصعوبة من السرير كانت متعبة جدا. و بعد أن صلت و قرأت القرآن كما تعودت، ذهبت تعد الإفطار لوالدها. جاء صالح و قد ارتسمت عليه ملامح التعب و أثار السهر لأنه لم يستطع النوم طوال الليل ظل يفكر في ما حدث له.. لحظت أحلام معالم التعب على والدها فسألته..
- ماذا بك يا أبي، هل أنت متعب..؟
- لا شيء.. لا شيء.. فقط لم أنم البارحة فقد كنت مشغولاً..
أجابها و عاد الصمت بينهما وكلهما لا يدري ماذا يحدث.
قررت أحلام الذهاب للمستشفى لتقوم بالفحوصات الأزمة. و هي تشعر بالتعب الشديد..
في المستشفى التقت بالطبيب سعيد
- هل جئتِ يا أحلام لتقومين بالفحوصات التي طلبتها منكِ أمس..؟
- نعم يا دكتور سعيد... و أنا أشعر بتعب شديد لا أدري ما سببه..
ذهبت لإجراء الفحوصات بصحبة الدكتور سعيد..
- متى ستكون النتائج الفحوصات جاهزة...؟
- ستكون جاهزة إن شاء الله تعالى غدا.
ودعت دكتور سعيد. و ذهبت لاصطحابها صديقتها أمل للمعهد الذي تدرسان فيه. في الطريق أخبرت أحلام صديقتها ما حدث لها مع والدها .. فأمل صديقتها المقربة و هي تعرف الكثير عن أحلام و حياتها ..
- أرأيتِ يا أحلام أن والدكِ يحبكِ و لكنه لا يظهر ذلك لأنه مشغول أتمنى أن يزاح هذا الحاجز بينكما قريباً..
في المعهد أصيبت أحلام بتعب شديد اضطرت أن تعتذر و تستأذن للذهاب للمنزل. عندما وصلت المنزل أحست بدوار شديد جلست على الكرسي الذي كان قريب من الباب تحاول التماسك أجمعت قوتها و نهضت تستند على الجدار حتى وصلت للهاتف و اتصلت بعمتها، و طلبت منها أن تعد طعام الغذاء لأنها متعبة قليلا.. بعد أن انتهت من المكالمة و أقفلت السماعة استندت على الجدار و صعدت السلالم وهي متعبة ..دخلت غرفتها و ألقت بنفسها على سريرها و نامت.. استيقظت بعدها وهي تشعر ببعض التحسن.قامت تصلي و تدعو الله أن يزيح الحاجز الذي بينها و بين والدها و بينما هي على هذه الحال دخلت عمتها بعد أن طرقت الباب كثيرا و لم تلق جواباً. لم تسمع أحلام الطرق لأنها كانت مشغولة بالصلاة و أيضا التعب الذي كانت تعانيه لم يعطها المجال أيضا.. بعد أن فرغت أحلام من صلاتها دعائها انتبهت لعمتها ..
- عمتي ماذا بكِ.. أرى الخوف على ملامحكِ ماذا حدث..؟
- لا شيء يا عزيزتي فقد كنت خائفة عليكِ كثيرا..
لحظت العمة الشحوب الشديد على وجه أحلام
- ماذا بكِ يا حبيبتي قلقت عليكِ عندما قلتِ بأنك متعبة.. ماذا حدث لكِ..؟ أراكِ شاحبة متعبة هل ذهبتِ للمستشفى..؟
- نعم.. يا عمتي ذهبت .. لا تقلقين فأنا بخير الآن أنه مجرد تعب بسيط و يذهب لا تخافين..
و أخبرت أحلام عمتها بما حدث بالأمس مع والدها و كم هي سعيدة لذلك.. قررت ريم أن تتكلم مع أخيها صالح علها تجد لها حل معه كانت تتمنى أن يكون أخيها أحمد معها حتى تستطيع أن تخبره بتصرفات صالح..فأحمد مسافر منذ عشر سنوات مع عائلته فعمله يحتم عليه السفر سنوات طويلة لذلك أخذ عائلته معه. و لسبب الظروف القاسية و الانشغالات الكثيرة كانت أخباره تنقطع لفترات طويلة عنهم.. و بسبب السفر لم تتمكن أحلام من معرفة عمها عن قرب أو الاختلاط مع أولاده لذلك ظلت وحيدة في تلك العائلة.. عند المساء و بعد أن تناولوا العشاء فريم لم تشاء أن تترك أحلام تعمل شيء بعد أن رأتها على تلك الحالة.. فقد اتفقت مع زوجها أن تبقى في بيت أخيها و بعدها ستتصل به حتى يأخذها.. و بعد أن انتهت ريم من تنظيف المطبخ و المكان طلبت من أحلام أن تذهب لترتاح لأن التعب بدأ يظهر عليها من جديد.. و عندما ذهبت أحلام لغرفتها. و بقت ريم و أخوها صالح وحدهما،
- أخي أريد التحدث معك في موضوع مهم فهل تسمح لي بالحديث،و أتمنى أن تستمع لي و تتفهم الموضوع..
- تفضلي ..ماذا هناك...؟
- أعلم بأنك لازلت تتألم لفراق زوجتك سارة، و أعلم بأنك تحاول أن تنفذ طلبات أبنتك المادية. لكن هل تعتقد بأن هذه الطلبات تغنيها عن أشياء أخرى مهمة بالنسبة لها مثل حنانك و أظهار حبك لها..قل لي متى عانقت أبنتك أخر مرة أم أنك لم تعانقها أبداً. هل تلاحظ أن أبنتك تعاني و تتألم لكنها لا تظهر ذلك لأحد. هل تلاحظ شحوبها هذه الأيام، أنها متعبة تحتاج لك تحتاج لأن تضمها لصدرك تشعرها بحبك و حنانك. كن واقعيا يا أخي أن الله أراد لزوجتك سارة أن تموت وهي تلد بأحلام و هي ليس لها يد في ذلك. هل تعلم أن أحلام تظن أنك لست والدها بسبب ما تفعله، أتعلم أيضا بأن أحلام ....
قاطعها صالح ..كفى .. كفى.. لا أريد أن أسمع المزيد..
بدأ الغضب على وجه ريم
- أسمع يا أخي نعم أنت أكبر مني ولكن ما تفعله خطأ في حقكَ و حق أبنتكَ، أنها تعاني، تحاول إرضاءك بكل ما تستطيع، لكنك لا تهتم. لماذا.. لماذا..؟ أنك عديم المشاعر .. أحلام التحقت بمعهد التمريض لإرضائك، وحتى تستفيد منه في المستقبل عندما تلتحق بالجامعة أتعلم لماذا..؟ حتى تحقق حلمك و حلم والدتها بأن تكون طبيبة، لتحقق حلم والدتها الذي لم يكتمل أتعلم ذلك أم أنك تجهل ما يحدث..
كالصاعقة سقطت هذه الكلمات على رأس صالح.. إبنتي تحاول إرضائي و تتحمل كل هذا من أجلي. تحرك شيئاً ما داخله ، وظل صامتاً لم يتكلم نهضت ريم ، وقرأت معالم وجه أخيها قد تغيرت لم تفهم ما حدث، تجهل ما يحدث في أعماق أخيها..
- سأذهب الآن و أتمنى أن تفكر قليلا يا أخي..
ذهبت ريم تاركة صالحاً غارقاً في التفكير.. ماذا حدث له لماذا لم يستيقظ قبل هذا الوقت ..؟



يتبع>>>>>>


لم يتبقى شيء عن نهاية أحلام..
فلا تبتعدوا قريبا ستكون النهاية بين أيدكم
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 04-08-2010, 10:18 PM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

أ
ختي الفاضله نبيله مهدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد قراءة القصه كامله .. واصابني

الألم لوجع أحلام التي بات المرض يتعبها

كثيراً .. وأبوها صالح قد فاق متأخراً

لاأدري ماّا ينتظر ؟؟ لما لا يذهب ليطمئن

على أبنته وفلذة كبده ألم يرى ذاك الشبه

الكبير من امها ساره .. ألم يرى ذاك الوجع

والشحوب على وجه أحلام ...

أخيّتي .. القصه رائعه بحق .. قلت وساقول

أنا من المتابعين لهذه القصه وسأكون أول

من يقراءها ....
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 05-08-2010, 08:02 PM
بن خليفه بن خليفه غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 275
افتراضي

أهلاً أختي نبيله

رجعت للقصه وإذا بي

أرى الالم يكاد يخنق أحلام

وأبوها غير مكترث لمرضها

ألا يرى وجهه الشبه بينها

وبين ساره أمها ؟ لماذا لايتحرك

هذا الضمير ؟ هل سيصحوا أخيراً؟

أسئله أرجوا أن نرى لها بصيص أمل

في القصه القادمه!!!

شكراً أختي نبيله .. أنا متابع للقصه
__________________
"
"
"

ياشوق قلبي لاتزيد أتعابه =====قلبي وقلبك في المحبه أتوافقن

أخوكم بن خليفه
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 06-08-2010, 05:42 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سامي مشاهدة المشاركة
أ
ختي الفاضله نبيله مهدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد قراءة القصه كامله .. واصابني

الألم لوجع أحلام التي بات المرض يتعبها

كثيراً .. وأبوها صالح قد فاق متأخراً

لاأدري ماّا ينتظر ؟؟ لما لا يذهب ليطمئن

على أبنته وفلذة كبده ألم يرى ذاك الشبه

الكبير من امها ساره .. ألم يرى ذاك الوجع

والشحوب على وجه أحلام ...

أخيّتي .. القصه رائعه بحق .. قلت وساقول

أنا من المتابعين لهذه القصه وسأكون أول

من يقراءها ....

أهلا بالروح الطيبة
أخي العزيز
أبو سامي..
كم يسعدني متابعتك هذه.. شكرا لك و لروحك الطيبة..
أقتربت النهاية يا أخي و قد تجد أجابة لكل هذه الأسئلة ..

الحياة تخبئ مثل هؤلاء الناس.. البعض لا يتوه و البعض تائه..
شكرا لك أخي العزيز على تواجدك الطيب ..
كن بخير
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 06-08-2010, 05:44 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن خليفه مشاهدة المشاركة
أهلاً أختي نبيله

رجعت للقصه وإذا بي

أرى الالم يكاد يخنق أحلام

وأبوها غير مكترث لمرضها

ألا يرى وجهه الشبه بينها

وبين ساره أمها ؟ لماذا لايتحرك

هذا الضمير ؟ هل سيصحوا أخيراً؟

أسئله أرجوا أن نرى لها بصيص أمل

في القصه القادمه!!!

شكراً أختي نبيله .. أنا متابع للقصه
أهلا أخي العزيز بن خليفه
يسعدني متابعتك للقصة..
كم أشكرك كثيرا لهذا الحضور..
وها هي النهاية تقترب أتمنى أن لا تكون غير متوقعه لكم..
و إن شاء الله تجد أجابة لتلك الأسئلة التي خلقتها الأحدث هنا..
شكرا لك و لروحك الطيبة..

كن بخير
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 08-08-2010, 06:51 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي النهاية...................................................

[6 ]

المعانات..




في اليوم الثاني استيقظت أحلام و حالتها في تدهور فهي لم تنم جيدا كانت تفكر بنتائج الفحوصات.. و بوالدها الذي بدأت عليه معالم التعب..نهضت من الفراش متعبة.. قام تصلي و تدعو الله أن تستطيع أن تغير معاملة والدها لها.. وبعد أن انتهت من صلتها و دعائها نزلت تسند الحائط تحاول التماسك فهي معتادة كل صباح أن تجهز الإفطار لوالدها. في طريقها للمطبخ تفاجأت بوجود والدها جالسا في الصالة وحيدا يبدو عليه التعب و الإرهاق غارق في التفكير، اتجهت نحوه
-أبي ماذا بك، لم تنم البارحة أراك متعباً.؟
لم تسمع أي جواب كان والدها غارقاً في التفكير. ظنت أنه كعادته لا يريد التحدث لها لذلك انسحبت بهدوء وذهبت تحضر الإفطار.
صالح كان يفكر أن يتغير و يدع الأيام التي مضت وراء ظهره و يبدأ من جديد مع أبنته التي قسا عليها كثيرا، وحملها ذنبا لم ترتكبه، أستغفر الله و أخذ يدعو الله أن يغفر له و يهديه الطريق الصحيح..
أما أحلام كانت روحها عند والدها تشعر بشيء ما سيحدث.. تسمع خطوات والدها و هو يصعد الدرج.. تتنهد وتمتم بكلمات أتمنى أن تكون بخير يا أبي.. و أتمنى أن تقتلع كل هذا الحواجز آه يا أبي كم أشتاق لك..
وبعد أن انتهت من تحضر الإفطار ذهبت لتخبر والدها طرقت الباب فلم تجد أي جواب عودت الطرق عددت مرات فلم تجد الجواب فتحت الباب لتجد والدها غارق في النوع و معالم التعب تكسوه.. فلم تشأ أن تيقظه فأغلقت الباب و بعد أن أطمئنت على والدها حضرت نفسها للخروج وقبل أن تقصد صديقتها أمل عرجت على المستشفى لتستلم نتائج الفحوصات و في المستشفى تنتظر دورها و بعد طول الانتظار نادت الممرضة عليها.. كان الدكتور سعيد في انتظارها..
-السلام عليكم دكتور سعيد..
-وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته أهلا ابنتي أحلام تفضلي بالجلوس هنا.. كيف حال صحتكِ اليوم..هل تشعرين بتحسن ..؟
-لا ادري يا دكتور فأنا اليوم أشعر بتعب شديد ولا أدري ما سببه.. وقد جئت اليوم لأستلم نتائج الفحوصات.فهل هي جاهزة يا دكتور..؟
-يا عزيزتي هناك شيء غريب في الفحوصات و لذلك سأجري لكِ فحوصات جديدة أتمنى أن تحتملين قليلا.. ودعيني أفحصكِ الآن حتى أطمئن عليكِ..
-حسنا يا دكتور سأجري الفحوصات التي تريد.. ولكن هل وضحت لي ماذا في الفحوصات القديمة...؟
-يا ابنتي لا ادري هناك شيء غير واضح تماما ولكن سنقوم بفحوصات شامله حتى نستطيع أن نتوصل لشيء.. لا تقلقين إن شاء الله خير..دعيني أفحصكِ..
-حسنا يا دكتور ..
-أتشعرين بشيء.. حرارتكِ مرتفعه جدا لابد أن نخفضها قليلا.. و نبضكِ غير منتظم .. لا ترهقين نفسكِ.. سأكتب لكِ بعض الأدوية الخافضة للحرارة و سنجري لكِ الفحوصات و التحاليل الأزمة. خذي هذه الوصفة و قبل أن تذهبين لا تنسين أن تذهبين للمختبر وتفضلي هذه ورقت الفحوصات و التحاليل..
-شكرا دكتور سأذهب الآن..مع السلامة
-مع السلامة انتبهي لنفسكِ..
اتجهت أحلام للمختبر. و هي تشعر بالقلق.. و بعد أن أخذوا منها كل ما يحتاجونه من الفحوصات أخبروها أن نتائج الفحص ستكون جاهزة بعد أسبوعين..
تمر الأيام ببطء.. صالح بدأ يستفيق من جديد و يعيد ترتيب نفسه.. لكن الانشغالات و السفر المفاجأ الذي جعله يتأخر في تغير بعض حياته مع ابنته..سافر صالح و لكنه هذه المرة كان يخطط بعد عودته أن يتغير مع ابنته التي حرمها و ظلمها.. مرت الأيام و أحلام تزداد في التعب يوما بعد يوم تجهل أسباب تعبها.. و غياب والدها جعلها تشعر بالمزيد من الوحدة..
جاء يوم الذي تستلم فيه نتائج الفحوصات التي قامت بها منذ أسبوعين..
وفي هذا اليوم سيعود والدها من السفر بعد أن انتهت مع عمتها من ترتيب المنزل فقد كانت عمتها تنام عندها بعد أن سافر والدها..
عندما ذهبت أحلام للمستشفى كانت تشعر بالقلق و شيئا ما كان يرتجف داخلها.. وعندما وصلت المستشفى و في غرفة الانتظار كانت تفكر بوالدها الذي اشتاقت له كثيرا هل عندما يعود سيأخذها في أحضانه أم أنه كعادته لن يلتفت لها.. و بعد فترة قصيرة من الانتظار نادت الممرضة عليها. دخلت أحلام غرفة الدكتور سعيد و هي تشعر بشيء غريب. وعندما سلمت و جلست لمحت في عيني الدكتور شيئاً ما غريباً. و نبضات قلبها بدأت بتزايد ماذا حدث لي.. لما هذه النظرات الغريبة.. ؟ تساءلت أحلام داخلها..
كان الدكتور سعيد حائر كيف يخبرها بنتائج الفحوصات.. ماذا يقول.. كيف يبدأ الكلام..؟
-تفضل يا دكتور الفحوصات التي طلبتها..
قالت الممرضة هذا لتقطع الصمت الذي كان يعانق المكان..
-نعم.. نعم الفحوصات شكرا لكِ ضعيها هنا..
-هل هذه فحوصاتي يا دكتور.. هل هناك شيء.. هل النتائج أجابية أم أنها سلبية..؟
-بصراحة يا أحلام الفحوصات تشير إلى أنكِ... لم يكمل كلامه
-ماذا.. ماذا.. يا دكتور هل هناك شيء.. أخبرني بصراحة..
كانت أنفاسها مضطربة و كأنها تعلم ما قد يخبئ لها القدر في صفحات أيامها..
-أنكِ يا أحلام... مصابه بمرض لا شفاء له، و لكن رحمة الله واسعة.. أنكِ مصابة بالايدز...؟
-ماذا.. ماذا يا دكتور الايدز..!؟ كيف.. كيف..؟
أخفت وجهها بين يديها و هي تصرخ بهذه الكلمات.. حاول الدكتور تهدئتها، حاولت أن تهدءا قليلا
-هل تذكرين شيئا حدث لكِ و نقل المرض لكِ..؟ أنا أعلم بأنكِ فتاة مؤمنة ذات أخلاق كريمة و طيبة.. و عرفت هذا من خلل تعاملكِ و ما سمعته عنكِ.. لكن هل تذكرين شيئا.. هل تعاملتِ مع أحد المصابين بهذا المرض من قبل.. هل تم نقل دم لكِ ...؟
بدأت أحلام تسترجع ذاكرتها إلى الوراء، لتلك السنة التي لازالت مرسومة في داخلها عندما حاولت مساعدة أحد الجرحى. كان طفلا في العاشرة من عمره مصاب بهذا المرض وذلك جراء نقل دم له حامل لهذا الفيروس القاتل. كان الجميع في المستشفى يعلم بأنه مصاب ولم يحاول أحد مساعدته لكنها لم تحتمل أن تستمع توسلات والدته و منظره و هو يتألم فأسرعت تداويه مع أنها كانت متدربة في تلك المستشفى إلا أنها أسرعت لإسعافه.. مشاعره و عواطفها الإنسانية دفعتها لهذا دون أي تردد..و لكنها لازالت كيف حدث لها هذا.. ظلت تقلب صفحات ذاكرتها علها تجد ما تبحث عنه هي تعلم طرق انتقاله.. حاولت التذكر فجأة تذكرت أنها وجدت جرح في يدها لم تلاحظ إلا بعد أن عادت للمنزل ولم تلتفت له وهي لا تذكر هل جرحت وهي تداويه أم قبل ذلك..لهذا لم تهتم كثيرا بهذا الشيء ولأنه هناك ما يشغل تفكيرها تلك الحياة الغريبة التي تعيشها مع والدها.. أفقدها بعض تركيزها.. عندما تذكرت تلك التفاصيل أخبرت الدكتور بها..
-هكذا أذاً قد أنتقل الفيروس لكِ و أنت غافلة.. للآسف يا ابنتي أنه قد تمكن منكِ فلابد أن نتأكد من جديد و بعدها نقرر ماذا سيكون وضعكِ..
ذهبت أحلام للمختبر لتجري الفحوصات و التحاليل من جديد.. و بعد أن انتهت من هذا عادت للمنزل وهي تحمل هماً كبيرا داخلها.. كيف سيخبر الجميع بهذا الموضوع وماذا سيحدث لها..؟
ازداد تعبها دخلت المنزل حتى أنها لم تلاحظ أحداً. أسرعت لغرفتها و ألقت نفسها على سريرها الذي يقاسمها أحزانها، و متاعبها.. بكت و بكت. هي حائرة ماذا تفعل الآن قد تمكن المرض منها.. لم تعد تحتمل المزيد من التعب.. مرت ساعات وهي في شتات و ألم.. حاولت أن تهدءا و ثم قامت لتصلي و دعت الله تعالى أن يساعدها في هذه المحنة.. تماسك قليلا و استجمعت قواها.. و نزلت متجه نحو المطبخ لتعد الغذاء.. وجدت عمتها تبتسم لها و تشير بيدها نحو المائدة.. وجدت والدها جالس و هو مبتسم..
-أتعلمين يا أحلام من قام بعداد الغذاء..أنه والدكِ أحب أن يفاجئاك..؟
-أبي.. أبي من أعد الطعام..؟ أهلا يا أبي و حمد لله على سلامتك..
أرادت أن تقترب من والدها لكن كانت خائفة أن يقابلها بصد كعادته.. أما صالح شعر بسرور فقد أستطاع أن يترجم تلك المشاعر المبهمة التي راودته عندما نادته أحلام بأبي. لحظت ريم وكما لحظ صالح الحزن و التعب على ملامح أحلام رغم أنها تبتسم.. بعد الغذاء ساعدت أحلام عمتها في رفع صحون الطعام و تنظيف المكان. كان صالح يفكر و بلوم نفسه لأنه لحظ ملامح أحلام المتعبة وقرر أن يتحدث معها بعد أن تذهب عمتها و يعتذر لها عن تلك الأيام القاسية.. سيحاول تعويضها عن كل شيء.
أما أحلام بعد أن انتهت من التنظيف ذهبت لغرفتها وهي تحمل الكثير من الألم و الحزن.. اتصلت بصديقتها أمل و طلبت منها المجيء بسرعة فهي تحتاجها و تريد أن تخبرها بشيء.. بعد ربع ساعة طرق الباب فتحت ريم الباب لتجد أمل صديق أحلام وبعد أن ألقت السلام سألت عن أحلام فأدخلتها عمة أحلام.
-تفضلي يا عزيزتي، أحلام في غرفتها، تفضلي و صعدي لها.
-شكرا يا عمتي.
دخلت أمل متوجهة لغرفة أحلام.. و طرقت الباب
-تفضلي يا أمل الباب مفتوح..
وجدت أن حالة أحلام متدهورة.
-غاليتي ماذا هناك، ماذا حدث لكِ، لما كل هذا الشحوب، ولما أنتِ تجلسين هكذا، ماذا بكِ..؟ وهي تمسك بيدي أحلام
-لقد حدث شيئا لم يكن في الحسبان ولا أعلم كيف أخبركِ به و أنا خائرة كيف أبدأ، ماذا أقول، أنا أعاني..
-تكلمي.. تكلمي يا عزيزتي، ماذا هناك ماذا بكِ.؟ و القلق كان يحوم داخلها.
بعد صمت طال.
-أنا مرضية، هل تعلمي ما مرضي ..؟
-ماذا هناك يا أحلام، تكلمي ماذا بكِ أقلقتني.؟
وأمسكت أمل أحلام بحنان وهي تحاول أن تفهم ماذا حدث..
-أني.. أني مصابه بالايدز يا أمل، نعم مصابه به..
قالت هذا و هي تجهش في البكاء وتخفي وجهها بيديها المرتجفتين..
رُسِمت الدهشة و القلق على أمل تفا جاءت مما قالته أحلام و باستنكار قالت..
-لا تكذبين علي يا أحلام،هل هذه حقيقة أم أنكِ تخدعينني، أو أنكِ تمزحين. و أن كانت الحقيقة فكيف حصل ذلك أخبريني..؟
تقول هذا وهي تضمها و دموعها تتساقط. أصيبت بالحيرة ماذا عساها تفعل إذا كان ما تقوله أحلام حقيقة..كيف تساعدها..؟
-نعم.. نعم.. أنه الحقيقة، لم أكذب عليكِ ذات يوم.. أني مصابة بهذا المرض..
أخبرتها بكل شيء و كيف وصل لها هذا المرض..تحيرت الفتاتان كيف تخبرنا الآخرين، ماذا يفعلا في هذا الأمر..
-لا أدري ماذا أفعل يا أمل، لكن أرجوكِ أن لا تخبرين أحد بهذا الآن فلا أريد أن أسبب لهم الحزن، حتى تظهر النتائج من جديد و أتأكد تماما، و سأحاول أن أخبر عمتي و أبي في وقت مناسب، الآن لا أستطيع فأبي يعاني من تعب و لا أريد أن أقلقه و عمتي حامل و متعبة و لا اريد أن أجعلها تحزن بهذا الموضوع.. فأتمنى أن يكون هذا الموضوع سر بيننا فقط أرجوكِ عديني ..و أرجو كنكِ أيضا أن تقدمي للمعهد و المستشفى التي نذهب لها عدم قدرتي في أكمال مسيرتي معهم، لظروف خاصة و لا تخبريهم بشيء أبد..
-حسنا يا غاليتي.. أعدكِ فلا تقلقين..و أتمنى أن تخبرين عندما تظهر النتائج سأذهب معكِ .
-شكرا يا أمل آه ضميني يا صديقتي فأنا أحتاجكِ..
كان هذا اللقاء قاسيا على الفتاتين.. كان قلب أمل يعتصر على حال صديقتها، وماذا علها فاعله لتخفف هذا الألم..؟
و أحلام أحلام التي كانت تتمنا أن تحققها ضاعت، تحطمت. ودخلت في زوبعة التفكير و الهواجس.. كيف سيعاملها والدها أن علم بهذا الأمر.؟ قد كانت معاملته قاسية و عندما بدأت بتغير يحدث هذا.. كيف سيكون وضعها في تلك الأيام..؟
جاء الوقت المحدد لنتائج الفحوصات، لم تستطع أحلام الذهاب للمستشفى فقد كانت خائفة فقررت أن تتصل على الدكتور سعيد ليخبرها بنتائج و يؤكد الأمر لها..و هاهو الخبر يؤكد لها، وها هي تغرق من جديد في بحر الألم و الحزن...تمر الأيام ببطء وقد مر على الأمر شهرين ودون أن يعلم أحد بالموضوع غير صديقتها أمل. كانت حالتها تتدهور كثيرا لكنها ظلت متماسكة لم تشاء أن تخبر والدها بالأمر فقد بدأت معاملته تتغير للأحسن فلم تشاء أن تخبره بالأمر. كان كل يوم يمر عليها وهي لم تخبره يصعب عليها أكثر فكيف تخبره..؟ كانت أمل دائما تما تطلب منها أن تسارع في أخبر أباها بالموضوع حتى لا يصعب عليها أكثر. لكنها لم تستطع ذلك. فلم تستطع أن تبقى أمل مكتوفة اليدين تراقب صديقتها تنهار و يزداد حالها سوء.. فقررت أن تخبر هي عمة أحلام بالأمر. وفي أحد أيام ذهبت أمل لبيت ريم و أخبرتها بكل شيء.. رغم أنها قطعت وعدا لأحلام أن لا تخبر أحدا لكن لم تستطع أن تجدها تنهار وهي تراقب فقط..كالصاعقة وقع الخبر على ريم و لم تصدق في البداية. لكن عندما رأت الجدية و الحزن على ملامح أمل استسلمت لهذا الخبر المؤلم..
و في ذلك اليوم حدث شيئا لأحلام.. وهي تنزل من الدرج شعرت بتعب و الدوار مما افقدها توازنها و كانت ستقع على الأرض، لكن شاء القدر أن تتلقها أحضان والدها الذي كان يصعد الدرج في تلك اللحظات و عندما لحظ أن ابنته تكاد أن تسقط أسرع لها و تلقاها. هنا تحركت المشاعر الدفينة داخله لأول مرة يشعر بهذا الإحساس الجميل ابنته في أحضانه بين يديه.. كما أحلام كانت تشعر بالدفء شعور جميل ظلا على هذه الحالة طويلا وكأنهما يريدا أن يعوضا ما مضى. لكن هذه اللحظات قطعها على صوت الجرس يدق.. تمالك صالح نفسه فقد كان يبكي مسح دموعه التي انفلتت من عينيه، وذهب يفتح الباب ليجد ريم أمامه و الحزن بدأ عليها. دخلت و سلمت. ركضت أحلام نحوها و السعادة ارتسمت على وجهها عانقت عمتها.. هنا ريم استغربت حتى أنها كانت تشك في الموضع الذي سمعته من أمل. أحلام سعيدة و لا شيء يقلقها..أليس غريب هذا كانت تتوقع أن تجد أحلام غارقة في وحدتها و ألمها..
-أركِ سعيدة ماذا حدث..؟
-لقد تحقق حلمي لقد عانقني أبي و شعرت بدفء أحضانه.. و أخبرتها بكل ما حدث..
حدثت ريم نفسها.. الآن علمت سر ملامح أخي التي ارتسمت عليه ملامح السرور .. لهذا لم تشاء ريم أن تحطم تلك السعادة التي كانت ترتسم على أحلام و أخيها، فلم تتكلم في شيء، بل تظاهرت بأنها حضرت لتطمئن على حالهما فقط. و قبل أن تعود لمنزلها طلبت من صالح أن يزورها غدا فهي تريد أن تتحدث معه في موضوع مهم..و عادت لمنزلها تارك أخاها يجهل ما يحدث لابنته.. في تلك الليلة تدهورت حالة أحلام ،و أبوها لا يعلم ما يحدث.. ظل صالح يفكر تلك الليلة بما حدث أنه الحجر الأول الذي يسقط من ذلك الجدار الذي بينه و بين ابنته..
وفي اليوم الثاني أستيقظ صالح على صوت صرخات ابنته التي تتألم، أسرع لها رآها تتلوى من الألم حملها مسرعا للمستشفى. وكانت الصدفة بل القدر أن تكون تلك المستشفى هي نفس المستشفى التي ولدت أحلام فيها لكن لم يلحظ صالح ذلك فقد كان مشتت الدهن في حالة ابنته التي تتألم و لا يعلم ما السبب.. أتصل بأخته ريم بعد أن أدخلوها للطوارئ.. حضرت ريم للمستشفى و القلق صارخ داخلها..
-ماذا هناك يا صالح.. ماذا حدث..؟
-أحلام.. أحلام.. يا ريم تتألم لا أعلم ما بها، وهي الآن في غرفة العناية وتحت رحمة الله.. لا أدري ماذا أفعل.
ظل يجول في الغرفة ذهابا و إيابا، ولا يعلم ماذا يفعل، ذهبت ريم حيث غرفة العناية و هي تحمل بين طيات قلبها حزنا كأنها تعلم ما سيحدث وقفت تحدق خلف ذلك الباب و هي تدعو الله.. خرجت الممرضة و قد بدأ عليها الحزن.. تلقتها ريم.
-ماذا حدث لأحلام هل هي بخير..؟
-هل أنتِ والدتها..؟
-لا.. عمتها لكن هي ابنتي..ماذا بها أخبريني..
-أين والدها إذا..؟
-أرجوك أخبريني.. هل أحلام بخير..
-آسفة ليكن الله في عونكم .. فقد رحلت أحلام لرفيق الأعلى لم نستطع أن نفعل لها شيء..
صرخت ريم حتى وصلت صرخاتها لصالح، و كالمجنون أسرع نحو أخته ليتأكد من تلك الصرخات، و عندما وصل فهم كل شيء.. صرخ بكل قوته.. لماذا...؟ عانقته أخته و هما يبكيان..
-أتعلم أن أبنتك كانت مريضة تعاني وحدها ولم تشاء أخبارك، و أنا لم أستطع بالأمس أخبارك، عندما رأيت تلك السعادة التي ترتسم على وجهك و وجه أحلام، لقد ماتت وهي تحاول إرضاءك..
-أحلام مريضة.. لما لم تخبرني.. و لما لم تخبريني أنتِ..؟ ابنتي ماتت وهي تتألم وحيدة أنا السبب.. أنا السبب..
طلب من الدكتور أن يراها للمرة الأخيره قبل أن يضعها في سريرها الترابي.. لم يرفض الدكتور ذلك فهذا من حقه أدخل صالح الغرفة ليرأ أحلام ولم يقبل بدخول ريم لها لأنها كانت في حالة لا تسمح لها بدخول كانت منهارة تماما..
دخل صالح الغرفة و أقترب من ابنته وهو يبكي كثيرا..
-ابنتي يا عزيزتي.. تركتكِ تعانين.. أحبكِ كم ظلمتكِ.. آه يا أحلام.. كنت غافلا متجرد من مشاعري.. آه يا طفلتي ..
و أمسك بيدها.. و هو يبكي و هو على هذا الحال.. كأنه يسمع صوت من بعيد..
-أحبك يا أبي لا تبكِ، كم كنت أتمنى أن تناديني ابنتي قبل أن أرحل و لكن ها أنا ذا أسمعها بروحي قبل أن تغادر هذا المكان..و الآن أستطيع ترك هذا المكان..
هنا ولدت أحلام و هنا ماتت، و رحلت أحلامها معها...



النهاية

تمت بحمد لله تعالى
1/9/1421هـ



أتمنى أن تكون القصة أعجبتكم بك تفاصيلها..
ملاحظة: هذه القصة كتبتها منذ عشر سنوات تقريبا..لكني أحببت أن أضعها هنا علها تجد النور.. فأتمنى أن تقبلوها كما هي .. و طبعا رأيكم و نقدكم مهم بنسبة لي...
وشكرا لكم
مودتي للجميع..
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 10-08-2010, 06:02 PM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

أختي الفاضله نبيله مهدي (ريحانة المنتدى)

كنت اتوقع هذه النهايه لإن كل الدلائل كانت تشير إلى ذالك

أخيّتي .. لقد تقطع قلبي ألماً على تلك الفتاه التي شاءت الأقدار

أن تتعذب في حياتها .. فلم تكتب لها السعاده التي كانت مرجوه

وأبوها لقد فاق متاخراً من غيبوبه دامت سنوات كثيره وهو غارق في

أحزانه التي يتذكرها بين الحين والآخر .. لم ينتبه لمرض إبنته إلا في

آخر أيامها .. وشاءت الأقدار أن تموت في نفس المستشفى الذي ولدت فيه

فيالها من قصة تقطع القلوب حزناً وألما ...

أخيّتي .. القصه رائعه بحبكها وأسلوبها المتقن ..وتصوير الأحداث كان قمه

في الرقئ وكأن القصه مأخوذه من واقع ..ليس لي من تعليق سوى أنكي فعلاً بارعه

في كتابة القصص أتمنى لكِ مستقبل رائع في الكتابه ..

وماشاء الله القصه قلتي كتبت منعشر سنوات .. إذن الآن معكِ كم هائل من القصص

أرجوا عدم حرمانا من هذه القصص الجميله أخيّه ...
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 10-08-2010, 07:50 PM
الصورة الرمزية أمل فكر
أمل فكر أمل فكر غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 297

اوسمتي

Smile نهاية أحلام. محزتة، ورائعة.

إنا لله وإنا إليه راجعون، ودائماً الله هو حسبنا وعليه توكلنا,,,

أقولها وللحزن مكاناً حفرته القصة في صدري،
لا أرجو فعلاً أن يحدث هذا لأحد...

وأحببت حبكِ للنقد، فلا كلمة هنا سوى "ما شاء الله رائعة"
وطالما إنها منذ عشر سنوات، هذا يعني قد تشبعتِ من نقد ذاتك لذاتك،
وقد طرأت تغيرات في الأسلوب للأحسن على مر هذه السنوات، أليس صحيح؟،
فكلما تمر سنوات ممارسة الإبداع، تنصقل الموهبة للرقي أكثر.

بوركت أختي، وشكراً لجمال إبداعكِ هنا.
وهذه ابتسامة لتغيير الجو لأن فعلاً القصة أثرت وحزنتنا،

إن شاء الله كل أب في الدنيا يحوي أبنائه بعاطفته قبل أي شيء من الماديات، وأحلام أحلام، ذكرى لا نهاية لها
وسبحان الله دائماً الناس إللي فيهم خير هم الأسبق في الرحيل، مع الوقت نبدأ نصدق هذا الكلام.
محبتي الدائمة.
__________________
رزقني الله سبحانه بنعمة اسمها فلذة كبد
اللهم أحفظه لي"


"كم أتباهى وذاكرة لهذا الحب الرباني"..
اللهم أسألك حبك وحب من يحبك
وحب عملٍ يقربني لحبك

التعديل الأخير تم بواسطة أمل فكر ; 10-08-2010 الساعة 07:56 PM
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 13-08-2010, 04:23 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سامي مشاهدة المشاركة
أختي الفاضله نبيله مهدي (ريحانة المنتدى)

كنت اتوقع هذه النهايه لإن كل الدلائل كانت تشير إلى ذالك

أخيّتي .. لقد تقطع قلبي ألماً على تلك الفتاه التي شاءت الأقدار

أن تتعذب في حياتها .. فلم تكتب لها السعاده التي كانت مرجوه

وأبوها لقد فاق متاخراً من غيبوبه دامت سنوات كثيره وهو غارق في

أحزانه التي يتذكرها بين الحين والآخر .. لم ينتبه لمرض إبنته إلا في

آخر أيامها .. وشاءت الأقدار أن تموت في نفس المستشفى الذي ولدت فيه

فيالها من قصة تقطع القلوب حزناً وألما ...

أخيّتي .. القصه رائعه بحبكها وأسلوبها المتقن ..وتصوير الأحداث كان قمه

في الرقئ وكأن القصه مأخوذه من واقع ..ليس لي من تعليق سوى أنكي فعلاً بارعه

في كتابة القصص أتمنى لكِ مستقبل رائع في الكتابه ..

وماشاء الله القصه قلتي كتبت منعشر سنوات .. إذن الآن معكِ كم هائل من القصص

أرجوا عدم حرمانا من هذه القصص الجميله أخيّه ...

أخي العزيز الروح الطيبة..
أبو سامي..
أشكرك كثيرا على هذه المتابعة الجميلة..
لا أدري ماذا أكتب هنا .. فكلماتك أخجلتني كثيرا و كرمك أيضا..
شكرا لك مع العلم أن هذه القصة ليست إلا خيالا.. وهناك من قد عاشها في الواقع
ولكن بصورة مختلفه... هي تحمل شيئا ما أتمنى أن يكون ظاهرا ..
شكرا لك يا صاحب القلب الطيب...

و إن شاء الله أستطيع أن أضع بين أيديكم بعض من القصص..التي كتبتها ذات يوم..

دمت بخير
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 15-08-2010, 06:13 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل فكر مشاهدة المشاركة
إنا لله وإنا إليه راجعون، ودائماً الله هو حسبنا وعليه توكلنا,,,

أقولها وللحزن مكاناً حفرته القصة في صدري،
لا أرجو فعلاً أن يحدث هذا لأحد...

وأحببت حبكِ للنقد، فلا كلمة هنا سوى "ما شاء الله رائعة"
وطالما إنها منذ عشر سنوات، هذا يعني قد تشبعتِ من نقد ذاتك لذاتك،
وقد طرأت تغيرات في الأسلوب للأحسن على مر هذه السنوات، أليس صحيح؟،
فكلما تمر سنوات ممارسة الإبداع، تنصقل الموهبة للرقي أكثر.

بوركت أختي، وشكراً لجمال إبداعكِ هنا.
وهذه ابتسامة لتغيير الجو لأن فعلاً القصة أثرت وحزنتنا،

إن شاء الله كل أب في الدنيا يحوي أبنائه بعاطفته قبل أي شيء من الماديات، وأحلام أحلام، ذكرى لا نهاية لها
وسبحان الله دائماً الناس إللي فيهم خير هم الأسبق في الرحيل، مع الوقت نبدأ نصدق هذا الكلام.
محبتي الدائمة.

عزيزتي أمل فكر..

يسعدني كثيرا حضوركِ و متابعتكِ الجميلة للقصة..
أجد أنكِ تأثرتي بها كثيرا .. فنطقتي بكلماتكِ الأولى..
شكرا لكِ أيتها الرائعة..
و علمي يا عزيزتي لولا النقد لما أستفدنا شيئا أبدا..
فنحن نتعلم من كل شيء..
لك كل الاحترام و التقدير و باقة من الياسمين

محبتي
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية