روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,536ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,796ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,301
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,501عدد الضغطات : 52,280عدد الضغطات : 52,384

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2016, 10:52 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي شيء في الذاكرة

نشأت مريم في أسرة محافظة، تربت فيها على كل شيء رائع وجميل، تشربت بكل خلق حميد، ومنذ صغرها كانت شديدة الحياء والخجل، تحب العزلة كثيرا، وفي ذات الوقت كانت تتميز بحساسية شديدة إزاء كل الأمور، فكلمة واحدة كفيلة بجعلها كاسفة البال يومها ذلك، كانت مريم شديدة الارتباط بأبيها اللطيف الحنون، وأمها التي كانت تمثل لها مصدر القوة والثبات، والثقة بالنفس، وكان لأبيها صديق حميم، يدعى العم ماجد، وكان كثيرا ما يتردد على بيتهم، فترسخ في ذهنها وجوب محبته، وتقديره، واحترامه ، فهو في منزلة أبيها، ودائما ما كان يبدو رجلا لطيفا، وفي منتهى الذوق معها.
وفي ذات ليلة، كان العم ماجد موجودا حضر لرؤية أبيها بعد أوبته من سفر طويل، تناول العم ماجد معه طعام العشاء، ثم تابع جلوسه مع أبيها في سهرة كان يعمها السرور والفرح، كانت مريم حينها في العاشرة من العمر ولكن من يراها يظنها في الخامسة عشرة.
استأذن العم ماجد في الانصراف، وعند خروجه، رآها واقفة أمام المغسلة، تغسل يدها، فلوح له شيطانه بفكرة قميئة، جعلته يكر راجعا، متوجها نحوها، في سرعة وخفة متناهية، فوجئت مريم بالعم ماجد، وهو يحاول معانقتها وضمها إلى صدره وتقبيلها، استجمعت كل قواها وبدأت تدفعه عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة، ولكنه استطاع أن يترك على خدها الأيمن قبلة قلبت حياتها رأسا على عقب، وزلزلت كيانها ، وخدشت حياءها، ثم غادر المكان، خشية أن يراه أحد من أهل البيت.
لم تنم مريم تلك الليلة، فكلما تذكرت الموقف بكت بكاء شديدا، وسالت دموعها حارة فلعلها تغسل آثار جريمة العم ماجد على خدها، لكنها كانت تبكي في صمت؛ رهبة من معرفة والديها بالأمر، شعرت بالهزيمة والانكسار، تأججت في نفسها نيران الغضب والحقد، إزاء العم ماجد الذي كان يظهر الإخلاص والوفاء لعائلتها، بدأت تخشاه وتتجنب اللقاء به، حتى وإن كانت بين أفراد أسرتها. وتغيرت نظرتها إليه تماما، فلم يعد الشخص المرغوب في حضوره، ولم يعد ذلك الإنسان الذي تكن له الحب، والتقدير، والاحترام.
كبرت مريم، وكبر معها جرح الماضي، بل أصبح أكثر إيلاما من ذي قبل، بل صار هاجسا يعصف بحياتها الحاضرة، بعد أن فشلت كل محاولالتها في احتوائه، والتغلب على هيمنته، واتسع مع ذلك مفهوم القبلة، ومفهوم الوفاء، ومفهوم الخيانة، فكيف لصاحب وفي وأمين أن يخون أعز وأقرب أصدقائه إليه في أهل بيته؟
وفي ذات يوم بدت لمريم حاجة ملحة استدعت الذهاب إلى بيت العم ماجد، ترددت كثيرا، وفكرت كثيرا، ثم أخذت الأمور بمنطقية شديدة، وعزمت على الذهاب، وعندما وصلت انتابتها حالة من عدم الاتزان، وبدأ الماضي يطل بوجهه المزعج، فكانت تقول لنفسها: إلى متى سوف أشعر بالهزيمة والانكسار؟ أما لهذا الألم من آخر؟ وعندها قررت النزول والتوجه نحو باب البيت بخطى واثقة، قرعت الجرس، سمعت صوت زوجته الأولى، وهي تقول تفضلوا من هناك، دخلت وسلمت عليها المرأة بحرارة شديدة، وأخذت تتحايل عليها لتجلس معها، ولكنها كانت مشغولة البال، مضطربة بعض الشيء، خشية دخول العم ماجد، سألتها عن الحاجة التي جاءت من أجلها، فقالت لها الموضوع برمته عند عمك ماجد. عندها بدأت ضربات قلبها تتسارع، وبدأ التوتر يفرض وجوده على نبرات صوتها، ومن غير أن تشعر انطلقت نحو الباب، وزوجته تناديها تعالي يا ابنتي، انتظري قليلا سوف يأتي عمك ماجد الآن، اعتذرت منها، وقالت لها سوف أنتظر في سيارتي، حتى يحين وقت مجيئه.
ألقت بنفسها في سيارتها، وبدأ الوقت يمر عليها وهي في رهبة شديدة، وفجأة وصل العم ماجد، وأوقف سيارته بمحاذات سيارتها، ثم نزل، وبدأ يتفحص الموجود في سيارتها، وعندما رآها طار قلبه فرحا، وفتح باب السيارة، مبديا الحفاوة والترحاب، مما استدعاها إلى النزول، ومبادلته التحية والسلام، فصار العم ماجد يعاتبها عتابا حارا على مقاطعتها له ولأسرته، فتعللت بمشاغل الحياة التي لا تنقضي، وكانت تتعمد أن تشيح بوجهها عنه بعيدا؛ حتى لا تقع عينها في عينيه، وبدأ يلح عليها في دخول البيت، فاعتذرت عن ذلك وأخبرته أنها جاءت لحاجة، وأن الوقت لا يسعفها للجلوس معهم، هَمّ بوضع يده على كتفها، فتراجعت عنه خطوات إلى الوراء، ولسان حالها يقول: ليس من جديد، أيها العم، فقد انقلبت الآن موازين القوى، فلم أعد تلك الغرة الصغيرة ذات العشر سنوات، فأنا الآن في الأربعينيات، وأنت في الستينيات، فقوة عضدي كفيلة بالقضاء عليك، أدرك العم ماجد أنها تنفر منه، وكل همها أن تنهي المسألة التي جاءت من أجلها ، فبدأ بملاطفتها امتصاصا لحالة التوتر التي لم تكن لتخفى على مثله، وقال لها: تعالي يا ابنتي تفضلي بالدخول، فأنت إنسان عزيز علينا، تسعدنا زيارته، يحادثها وقد شردت بذهنها بعيدا إلى ذلك الزمان والمكان الذي اهتزت صورته فيه، بل تكسرت جذاذا، وتكسر معها معنى الود والإخلاص والوفاء، قاطعته دون أن تقصد، قائلة: لقد جئت يا عم لحاجة، أرجو أن يكتب الله لي فيها التوفيق، وبدأت مسرعة في بسط الأمر الذي جاءت من أجله، فرحب بذلك أيما ترحيب، وأبدى استعدادا كاملا للوفاء بحاجتها، شكرته، وسلمت عليه سلام مودع، وركبت سيارتها، متنفسة الصعداء، والألم يعتصر قلبها، فقد مات أبوها وهو راض عنه، بل كان يمجده، ويحرص على صداقته ومودته، فكان من الواجب عليها أن تحسن إليه؛ برا بأبيها، ولكن، حالَ الجريضُ دونَ القريض، استعاذت بالله من الشيطان الرجيم وحوقلت، وانطلقت مراهنة نفسها أن أمر الماضي هذا سوف يكون آخر شيء يغادر ذاكرتها.
أم عمر، قصة من الواقع


التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 11-08-2016 الساعة 02:39 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية