رحيق الأزهار

[نادية السعدي]

عندما التقيت بها في أخر مرة هل تذكر ؟ أهدتك حينها مصحفا ومعطف . وودعتك بحرارة ممزوجة بحزن على فراقك ودعت لك بأن يحفظك الله من كل سوء. حينها أدرت لها ظهرك ،وكان والدك صامت . أطبقت شفتيك على جبينها وتمتمت بكلمات لا أعرف ما هي. وصعدت السيارة، لوحت لهما، وابتسمت هي لك، ودمعة تنزلق نحو خديها ترافقك طوال الطريق.
لون السماء كان أكثر زرقة ، ونسمات الهواء كانت باردة . ارتديت معطفك وشعرت بدفء عجيب وتلمست المصحف ، قبلته بتبتل وأنت تضمه إليك ربما لأنه منها . وشعرت حينها بفراقها وتمنيت أن تحضنها أكثر مما هي احتضنتك وأن تقول لها كلمة أحبكِ لكن في تلك الأثناء لسانك كان جافا بالتعابير والمشاعر وكأنها لا تستحق منك ذلك . وخلال ساعات من السير وصلت إلى بيت الشباب وهناك صادفت مجموعة من الشباب الذي تعرفت عليهم لاحقا وتعرفت على نمط حياتهم.. كان همك الوحيد في تلك الأثناء أن تنهي مذاكرتك في وقت معين ثم تشرع في النوم . لكن منذ أن أتيت إلى بيت الشباب نسيت ما تعودت عليه ، لأنهم لا ينامون باكرا ويسهرون كثيرا أمسيت تسهر لوجود الضوضاء و الأضواء القوية . تضطر إلى وضع نظارتك الواقية وتذهب نحو الشرفة منعزلا تخلعها عند أذا ، وأنت تراقب الليل ونجومه الزاهية أو ذلك القمر الذي يذكرك بوجهها الوضاء ..ثمة نجمة كانت تضيء بقوة ،تذكرتها فهي نجمتك التي تنير لك دروب الحياة .
ذات صباح قررت أن تتصل بها فقد اشتقت إلى صوتها العذب وصوت أبيك.كانت في انتظار مكالمتك لها لذا كادت تطير من الفرح عندما هاتفتها وسمعت صوتك . أطمأنت عليك وعلى سير المذاكرة . أخبرتها أنك تعرفت على شاب عربي من بلد إفريقي يقطن معك في نفس الغرفة اسمه أحمد وهو مثلك يميل الى العزلة نوعا ما ،و يحب الأصدقاء كثيرا لكنه احبك أكثر . هذه المرة أخبرتها ما خالج في صدرك من كلمات ونثرت لها كلماتك كأزهار الربيع مما أثلجت صدرها الرحب، ودعت لك بالتوفيق. أخبرتها أيضا أنها ملهمتك الأولى ولولاها لما تفوقت في دراستك ولما كسبت محبة الآخرين وأنها صندوق أسرارك المتين عندها أخبرتك أنها تحبك أكثر من حياتها وهي مستعدة أن تتقبل منك كل شيء لأنها الرحيق الذي يختزل محبة الأبناء فهي أمك الرؤم .

[سالم الوشاحي]

الأخت الفاضلة نادية السعدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً على القصة الراقية والجميله

وهكذا هم الأدباء حينما يكتبون يجذبون حواس القارئ والمتلقي

ويجعلونة يعيش تفاصيل القصة بكاملها ...

ننتظر جديد قلمكِ إيتها الأصيلة

[نادية السعدي]

شكرا لمرورك الكريم ولكلماتك الرائعة التي اخجلت تواضعي

[محمد عباس على]

من البداية عرفت انها أمه وليس فى ذلك عيب ..قصتك تمتاز بالعاطفة الجياشة وبالبساطة الأسرة ..تمنياتى لك بالتوفيق

[رحيق الكلمات]

رائعة ومتسلسلة في الحدث تغري القارئ بالمتابعة اهلا بك معنا

[نادية السعدي]

استاذ محمد عباس شكرا لمروركم الكريم لنتباهتك الفاحصة

وشكرا أختي رحيق الكلمات على العبور اللطيف

[نادية السعدي]

شكرا لك أختي حياه على مرورك الجميل
لك كل الود

[الفرحان بوعزة]

الأخت الفاضلة والمبدعة نادية السعدي .. تحية طيبة ..
نص قصصي جميل جدير بالمتابعة والقراءة ، فالقصة جاءت كأنها تذكير بحدث الوداع والفراق الذي ترك أثره في نفسية أفراد الأسرة بكل أفرادها ..
بقوة الكلمة الأدبية ورقة الأسلوبالشيق ،حاولت الساردة أن تشد القارئ منذ البداية ، لها قدرة أدبية على رسم خطتها السردية على أن تفاجئ القارئ في النهاية .. وهي تقنية اعتمدتها الكاتبة لما خلقت نوعاً من التمويه على طول جسد النص .. استدراج فني للقارئ على أن يتساءل ويعود لبداية النص من جديد ليصحح قراءته ..
ساردة دست إشارات لغوية دالة ،جاءت على شكل التماعات تضيئ بعض جوانبالشخصية الستهدفة .. /المصحف / المعطف / والدك صامت / وهي إشارات لا نحس بها إلا بعد الانتهاء من القراءة ..
جميل ما كتبت وأبدعت ..
مودتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

[سيف بن محمد العبري]

قصة جميلة ناديـــة
وبإنتظار جديدك فأنتِ مبدعة.

[نادية السعدي]

[الفرحان أبو عزة شاكرة لمرورك الجميل ولكلماتك الرائع والعذبة التي تزدان بها واحتي][أخي سيف العبري شكرا لمرورك الجميل وعلى الرحب والسعه[/[لكما كل الشكر