أيــن هــم؟ (4)

[ضوء نص القمر]

الجزء الرابع

كل يوم يسألني أين هم؟



رابــــط الجــــزء الاول

http://www.alsultanah.com/vb/showthr...808#post256808


رابـــــط الجــــزء الثانــــي

http://www.alsultanah.com/vb/showthr...952#post256952


رابـــط الجـــزء الثـــالث

http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=22101




الجـــــزء الرابـــــع

وأكملنا المسير ثم التفتت فجأة أوقفني ذاك الصوت العالي لصدا تلك
الصفعة القوية



التي مرت عليها السنين إلا أن صداها مازال يذوي في الأفق رغم كل تلك السنين ..

نظر إلي ،وكأنه قرأ أفكاري فقال :

أعلم ما تتذكريه في هذه اللحظة


أنا اجزم أنك تتذكري تلك

الصفعة القوية
التي صداها يسري حتى الآن في أذنيك..



فقلت له : نعم وكأن المشهد حصل من دقائق وليس من سنوات عديدة ،وكان ذلك في صباح يوم من أيام الشتاء حيث كانت الليلة السابقة لهذا الصباح ليلة شتاء ماطرة أمطرت بغزارة طول الليل وفي الصباح أشرقت شمس الصباح وتوقفت الأمطار ،وكان هناك أشبه بأخدود يحوي مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت طيلة الليل ،وكأن فجأة أصبح هناك في ذاك الممر الذي تمر منه السيارات نهر جاري ..




،وببراءة الطفولة قمت أنا ،وباقي الفتيات بصنع قوارب من ورق لنجعلها تطفو على هذه المياه ،وكانت كل منا في عالم أخر تسرح بخيالها المبهم مع هذا القارب ، في هذه الأثناء كانت هناك من الضفة الأخرى من النهر أقصد مجرى الماء ^_^




كان هناك أصوات عاليه ،وصراخ لمشاجرة بين أختين، فقد كانت الأخت الكبرى والتي كانت وقتها بعمر
اثنى عشر او ثلاثة عشر عاماً
تقريبا تعنف أختها تحاول ان تجعل أختها الصغرى ،والتي كانت وقتها عمرها
تسع أعوام
تحاول ان تجعلها أن تنصاع لأوامرها بالذهاب معها إلى المنزل وكانت الأخت الصغرى ترفض بشده أن ترجع مع أختها للمنزل لأنها كانت تريد اللعب مثلنا بمياه الأمطار وان تصنع قارب مثلنا ..



كنا نسمع الحوار يشتد ،وتعلو الأصوات ولكننا لم نبالي بما كان يحدث ، كان تفكيرنا كله منصب على قواربنا الورقية حتى جاءت تلك اللحظة التي جعلت تلك اللحظات تغط بصمت عميق ففي تلك اللحظة وعندما كانت انظارنا منصبه على قواربنا ،ومن حين لآخر كنا ننظر إلى الأختين وهن يتشاجرن ،وفجأة مسكت الأخت الكبرى يد شقيقتها الصغرى ،وقالت لها هي أمامي إلى البيت لكن .. لكن شقيقتها الصغرى سحبت ذراعها النحيل والصغير من يد اختها وهي متذمرة وتحتج على هذا التصرف ،وكأنها كانت تريد في هذه اللحظة أن تثار لكرامتها فقالت بصوت عالي لأختها وأمام الجميع :




انتي تحبين ابن الجيران




((كان حينها عمره خمسة عشر عاماً تقريبا ))

انتي تحبين ابن الجيران فلان الفلاني ،ولقد رأيته في مره من مرات يضع على نافذة بيتنا رساله معها ورده وأنتئ أتيتي بعدها وفتحتي نافذه وأخذتي هذه الرسالة ،والوردة ...




كنا نسمع الحوار بشكل عادي غير مبالين بما يحصل، أو بما ذكر من اعترافات خطيره، وكشف أوراق ،وليس لأننا معتادين ان تحصل هذه الأحداث بيننا كل يوم لا ابدا ليس الامر كذلك ربما هذا الاعتراف الخطير كان الاول من نوعه على مسامعنا ،ومع ذلك مر على مسامعنا مرور الكرام ربما لأننا عقليتنا في ذلك الامر ليست ناضجه بما فيه الكفاية لكي تضخم الأمور ،وتجعل من الحبة قبة واصلنا اللعب بالرغم من سماعنا ذلك ،وربما كان الأمر سيمر مرور الكرام دون ان يترك أثر في ذاكرتنا إلا أن ما جعل هذا اليوم يخلد بالذاكرة هو ...



عندها أكمل عني هو الحوار ..وقال:




تلك الصفعة القوية التي سمع صداها لبعيد كانت صفعه قويه جدا جدا جدا




فقلت له :

نعم كانت قويه فأنا لم أسمع أو أشاهد بحياتي صفعه بهذه القوة




فقال:


كانت هذه يا ضوء هي ردة فعل طبيعيه من الأخت الكبرى لشقيقتها الصغرى عندما صفعتها على خدها تلك الصفعة .




فقلت له :

اتعلم يا عزيزي بإنه كلما مررت بهذا المكان أستوقفني المشهد وكأنه حصل قبل قليل ، فقد اخترقت صدى تلك الصفعة مسامعنا ،وفجأة تركنا قواربنا الورقية ،ووقفنا ننظر إلى مصدر تلك الصفعة ،ونحن مذهولين تحتوينا صدمه من قوة هذه الصفعة التي نثرت السكون الرهيب للحظات في كل المكان حتى أن تلك الغربان التي كانت تحلق فوقنا شاركتنا الصمت هي أيضا ولم نعد نسمع أي صوت ..




لم أعلم حينها إن كان حقا المكان أصيب من الصدمة بصمت رهيب أم ان الصدمة نفسها فصلتنا لدقائق عن عالمنا لنسمع صداها وهو يذهب في الأفق البعيد ..




فقال :

في تلك اللحظة كانت كل الأنظار موجهة للأختين ،وخصوصا الأخت الكبرى

،وانتابها حاله من البكاء الشديد، وركضت إلى المنزل تاركة خلفها أختها الصغيرة، والتي بدورها كانت في صدمه كبيره من هول الصفعة فلم تحرك ساكننا لبضع دقائق حتى لحقتها هي أيضا ،وهي تبكي




فقلت له :

لم نكن نحن احسن منها حالا فقد كنا بصدمه رهيبة لدرجة أنني لم اتذكر إن كنا بعدها واصلنا اللعب ،أو لا ،حتى لا اذكر يومها كيف وصلت الى البيت ،وكأني أفقت من ذاك الصمت لأجد نفسي قد كبرت ومرت سنين عديده على هذه الصفعة كل ما اتذكره باني عندما وصلت للبيت نسيت ما حدث حتى انه عندما التقيت بالفتيات باليوم التالي كان يبدو عليهن أيضاً أنهم نسوا ما حدث بالأمس أو ربما تناسوه مثلي فقد تناسيت ما حدث ولم أحاول ان اذكره حتى لو كان ذلك بيني وبين نفسي طيلة تلك السنوات ربما تلك الصفعة زرعت في نفوسنا حاله من الخوف، والرعب بأنه لو ذكرنا ما حدث حتى لو في سرنا فأنه ستأتينا صفعه مثل تلك الصفعة حتى إن الاخت الكبرى اختفت عن الانظار لمدة يومين ثم عادت الحياه وعادت إلينا وكأنه لم يحدث شئ




فقال :

ياااه سنين طويله مرت على هذ الصفعة ما زلت اذكر تلك الأختين

ترى أين هم الآن أين هم يا ضوء ؟؟



فقلت له :


الأخت الكبرى تزوجت بإبن عمتها من سنين ،وهي الان تعيش في مدينه أخرى كما انها صارت أم لعدة أطفال ، أما الأخت الصغرى تزوجت هي أيضا و تعيش مع زوجها وأبنائها خارج المحافظة..




فقال :

يالا الزمان ثم ابتسم وانا انظر اليه باستغراب فسألته ما سر تلك الابتسامة

فقال :ألم تسألي نفسك يا ضوء عن سر هذه الصفعة القوية ،والتي حتما لم تأتي من فراااغ




نظرت اليه ورأيت أن لديه ما يقوله لي

فقلت له :

ماذا تقصد هات ما عندك .




فقال :

انتي حتماً تعلمين أن هذا الفتى كان يتيم الأبوين




فأجابته :

نعم أعلم ذلك ولكن بالحقيقة لم أكن أعلم عنه الكثير بحكم ان منزله كان بعيد عن منزلنا ،وكذلك انه لم يكن من السكان الدائمين بيننا فقط مكثوا بيننا لمدة عامين ونصف تقريبا كل ما أذكره عن هذا الفتى أنه كان يتيم الأبوين وانه ليس لديه غير أخت واحده متزوجه من ابن عمها وهو يسكن معهم في ذلك المنزل ،والذي كان ليس ملك لهم إنما كان إيجار




فقال :

نعم صحيح كل ما ذكرتيه لكن الذي لا تعلميه يا ضوء أن هذا الفتى كان خجولاً وقد كان يحمل مشاعر جميله صادقه من الحب العذري يكنه لتلك الفتاه صاحبة الصفعة القوية ولكنه لم يفصح لها أو لأي احد عن هذه المشاعر كانت هذه الفتاه تشعر بتلك المشاعر ،وكانت تبادله المشاعر لكنها أيضا لم تفصح له أو لأي أحد عن ذلك ، وكتم ذلك الفتى مشاعره لم يفصح عنها لأي احد كان اكتفى ان يسترق النظر وينظر إليها على خجل من بعيد عندما يراها إلى ان جاء ذاك اليوم الذي جاء فيه زوج اخته ليبشرهم أنه حصل على فرصة عمل براتب مغري في إحدى الدول الخليجية وانهم في خلال شهر يجب ان ينهوا كل ما يتعلق بهم هنا لانهم سيسافرون جميعا إلى ذلك البلد وسيستقرون هناك ..


كان واقع الخبر كالصدمة عليه تراءت في ذهنه في تلك اللحظة صورة تلك الفتاه تذكر ذاك الحب الذي سيموت قبل أن يولد كان يشعر أن الوقت ينفذ في كل يوم يمضي من ذاك الشهر دون ان يعلم ماذا يفعل كان يريد ان يعترف بحبه لتلك الفتاه ،والتي اعتاد ان يراها كل يوم فقد اصبحت شيء جميل اعتاد ان يراه كل يوم تقف دائما خلف تلك النافذة حتى انه حفظ مواعيد اوقات تواجدها عند تلك النافذة ..

وفي خلال الشهر الذي كان يمضي سريعا قرر ان يفصح عن تلك المشاعر المسجونة فقرر ان يكتب لتلك الفتاه رساله وكان كل ليله يكتب رساله مكونه من صفحات عديده بها كل الحديث الذي كان يريد أن يخبرها به لكنه كان بعد أن ينتهي من كتابتها يمزقها ،وظل على هذا الحال كل يوم يكتب رساله ثم يمزقها كان في الوقت الضائع إلى ان

اقترب موعد سفرهم ،وهو لايزال لا يحرك ساكن ،وفي اخر ليله قبل سفره استجمع شجاعته ،وجلب ورقه ،وظل يفكر طويلا ماذا يكتب في الوقت الضائع ،وبعد تفكير طويل ،وبعد عدة رسائل كتبها ومزقها كتب في الورقة بأكبر خط


((أحبــــــــك))

ولم يكتب سواها لم يكتب حتى إسمه في اليوم التالي عصرا قطف ورده ،وارفقها مع الرسالة ثم ذهب إلى النافذة ،وكان يعلم أنها ستكون بعد قليل هناك فقد حفظ مواعيد تواجدها على تلك النافذة ووضع على النافذة تلك الرسالة مع تلك الوردة وكانت هذه الرسالة أول وأخر رساله منه لها
ووضع الرسالة وهو خائف ،ووضعهاعلى عجل ثم ذهب مسرعاً..


وفي تلك اللحظة كانت الأخت الصغرى قادمه من الحانوت ورأت الفتى ،وهو يضع الرسالة ،ويغادر دون ان ينتبه لوجودها ، وبعد قليل جاءت كالعادة تلك الفتاه لتنظر من النافذة لتفاجأ بهذه الرسالة والوردة ،وأخذت الرسالة وفتحتها لتجد بها كلمه واحده بأكبر خط

((أحبـــــــك))

،التفتت يمين ،وشمالا علها تجد صاحب هذه الرساله الغامضة كان قلبها يحدثها أنه هو كل ذلك حدث ،والاخت الصغيرة تشاهد ما يحدث، وقد أسأت الظن بأختها ،وظنت أنه كل يوم يأتي، ويضع رساله لها ، في تلك اللحظات كان الفتى يحزم حقائبه ،وامتعته ،ويضعها في السيارة التي ستقللهم بعد لحظات إلى المطار ،وذلك بعد ان ودع أصدقائه ،وسافر الفتى تاركا ورائه
قصة حب جميله أسدل عليها الستار قبل ان تبدأ ...



فقلت له :

أهاااا الآن فهمت سر تلك الصفعة القوية فقد شعرت بشي من الظلم يقع عليها عندما وجهت لها شقيقتها ذاك الاتهام .




فقال لي :

لقد كانت قوة الصفعة بمثابة صرخة قويه أطلقتها تلك الفتاة لان شقيقتها الصغرى جعلت كل من حولهن يظن أن الفتى كان معتاد على ارسال رسائل لها كل يوم بينما تلك الرسالة كانت الأولى، والأخيرة حتى انها لم تكن متأكدة ان كان هو صاحب الرسالة أو لا إلا بعد ان صرحت أختها بذلك أمام الملأ ..




عندها قلت :

واخيرا عرفت سر قوة تلك الصفعة


..((فإن عرف السبب بطل العجب))..






يتبع الجزء الخامس والأخير إن شاء الله

[ضوء نص القمر]

الجزء الاخير ان شاء الله يوم الثلاثاء القادم تابعونا

[عبدالله الراسبي]

الاخت الفاضله والقديره ضوء نص القمر دائما نقرا لك ما هو اجمل
نص في غاية الابداع
ونحن في شوق لمعرفة الاحداث القادمه
وننتظر جديدك هنا دائما بكل شوق
ودمتي بكل خير وموده اخي الكريمه

[ناجى جوهر]

جميل سردك أستاذة / ضوء نص القمر
وأخيرا عرفنا الكثير عن الصفعة، ولكن ليس
كما كنت أعتقد، إذ طننت أن خدي الراوية هما اللذان
تلقيا الصفعة، وان العجوز هو من فعل ذلك
ولا أعتقد أن سبب الإعتداء بالصفع ناجم عن
الشعور بالظلم، فإن ذلك الشعور يؤدي التراجع والتراخي
وإلى الإحباط في الغالب، وإنّما كان دفاعا عن السمعة
إذ سيعتقد كل سامعي إدعاء الأخت الصغرى
أن أختها تمارس سلوكا مشينا، وقد تدفع ثمنا باهضا
لهذا أقدمت على صفع الأخت لإثبات براءتها
أحسنت أستاذة / ضوء نص القمر
تقبّلي تحيّاتي

[ضوء نص القمر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي

الاخت الفاضله والقديره ضوء نص القمر دائما نقرا لك ما هو اجمل
نص في غاية الابداع
ونحن في شوق لمعرفة الاحداث القادمه
وننتظر جديدك هنا دائما بكل شوق
ودمتي بكل خير وموده اخي الكريمه

شكرا لك الاستاذ عبدالله الراسبي على المرور الجميل كمااعتذر منك ومن الجميع لاني لم انزل الجزء الاخير بالموعد الذي حددته وذلك بسبب وعكه صحيه أمر بها بالاضافه الى ان جهاز الحاسب الاألي الذي لدي به عطل وحاليا دخول من هاتف ان شاء الله بأقرب فرصه بنزل الجزء الاخير واتمنى ان ينال على رضاكم اسعدني جدا مرورك ومتابعتك لقلمي المتواضع فشكرا لك كل الشكر ودمت بكل الخير والتقدير.

[ضوء نص القمر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر

جميل سردك أستاذة / ضوء نص القمر
وأخيرا عرفنا الكثير عن الصفعة، ولكن ليس
كما كنت أعتقد، إذ طننت أن خدي الراوية هما اللذان
تلقيا الصفعة، وان العجوز هو من فعل ذلك
ولا أعتقد أن سبب الإعتداء بالصفع ناجم عن
الشعور بالظلم، فإن ذلك الشعور يؤدي التراجع والتراخي
وإلى الإحباط في الغالب، وإنّما كان دفاعا عن السمعة
إذ سيعتقد كل سامعي إدعاء الأخت الصغرى
أن أختها تمارس سلوكا مشينا، وقد تدفع ثمنا باهضا
لهذا أقدمت على صفع الأخت لإثبات براءتها
أحسنت أستاذة / ضوء نص القمر
تقبّلي تحيّاتي

استاذ ناجي جوهر اصدقك القول اني بالماضي كنت اهتم بعدد الذين تواجدوا بمواضيع وكنت اصاب بالاحباط ان وجدت عدد الاقبال ع قصه قليل وردود اقل لكن والله الوضع هنا اختلف والله ان مرورك الكريم انت والاستاذ عبدالله الراسبي هو بمثابة لي وسام كبير افتخر به ان تنال حروفي المتواضعه على شرف قرائتكم لها وتواجدكم الاروع من رائع في مواضيعي المتواضعه يجعلني لا اندم على اي حرف او جهد ابذله في كتابة القصه فمروركم يعني لي الكثير فأنتم رمز الابداع وبسعدني جدا جدا مروركم ...
يعجبني تحليك لما تحويه سطوري وبالنسبه للمفاجأت هناك المزيد في الجزء الاخير ان شاء الله
شكرا لك بحجم الكوووون ودمت بكل الخير والتقدير.