|
|
|
| روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
      |
|
|||||||
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
08-10-2014, 12:08 AM
|
||||
|
||||
ملوك الراس لحمر الجزء التاسع عشر
وقعت أحداث هذه الحكاية في عام 1979ميلادية حكاية رائعة ملوك الراس لحمر الجزء التاسع عشر المهرجان وعندما صعد ذلكم الأشقر المنصة تدلّى إليه الميكرفون تلقائيا وبدأ يتحدّث قائلا: أما والله إني لا أنقم على حمود بَرْغَبْرَى ولا على الآنسة نور شيئا, وإنّما عتبي عليكم يا جناب الحاكم العام. إذ أستدعيتم وجوه المدينة وأهملتم الفئة العظمى من الشعب, وحرمتموهم من المشاركة في هذا المهرجان البهيج, والإحتفال السعيد بالنصر على الرماديين الخبثاء وزفاف ابني آدم وقد أرسلني زعماء الطبقة الوسطى والدنيا لإحتج بإسمهم على التمييز الطبقي هذا هو وجه إعتراضي على إتمام هذا العرس المبارك بإذن الله. فنهض النائب أطغآي ذو الجدائل وتحدّث مطولا عن ضرورة تساوي جميع أبناء المجتمع في الحقوق والواجبات, وأكّد على أهمّية الإندماج والإنصهار الإجتماعي. ثم تبادل رؤساء وزعماء النقابات والطوائف الإجتماعية والعمالية والمهنية وغيرهم الحديث عن التكافل الإجتماعي, وعن العدل والمساواة وإختتم الحاكم العام الخطب بتأكيد حقّ كل مواطن في مدينة هاشاباشا في الحصول على الوظيفة المناسبة لمؤهلاته وحقّه في الشعور بالأمن والإحترام والتقدير والإنتماء, وإعتذر إلى الرجل الفقير ووعده بمعالجة كل دواعي إستياء جماعته.وتلافي كل أسباب التفرقة والعنصرية. قال حمود بَرْغَبْرَى: كان الوقت متأخرا جدا, إذ يستغرق الليل والنهار في العالم الثاني ثمان ساعات فقط. لذلك إستأذن منا القوم في تأجيل مراسم الزواج إلى يوم غدٍ إن شاء الله فوافقنا دون تردد. ثمّ امر الحاكم العام بإصطحابي إلى المنزل الجديد الذي أهدانيه الشقر شكر لي على تخليصهم من أزمة إجتماعية عانى منها آباؤهم وأجدادهم, فزفّني إخوتي البشر وجماعات من الأنوناكي الشقر حتى دخلت المنزل. فوجدت خادميّ قد هيأ لي كل أسباب الراحة ولفت نظري وجود كرتين إلكترونيتين تمثّلان آليين من الذين يقومون بالكثير من الخدمات. إلا أنني كنت أبغظ الرجال الآليين بسبب ما فعلوه معي في المستشفى وعندما وجدت كرة ثالثة في غرفة نومي أخذتها والقيت بها إلى الخارج. وعندما إرتطمت بالأرض أخذ الآلي يتشكّل في هيئة الشقر وشرع يصيح قائلا: لقد اوجعتني يا سيّدي, فأغلقت الباب دونه وحاولت ان أغفو قليلا وعندما أخذ النعاس يداعب أجفاني سمعت طرقا على الباب فقلت: من الطارق؟ قال: أنا جيسي قلت: وماذا تريد ياجيسي؟ قال: ماذا تريد أت يا سيّدي؟ قلت: أن تغرب عن وجهي. فسكت وعدت إلى النوم. نمت حوالي أربع ساعات, ثم سمعت أذان الفجر يتردد بفعل تكنولوجيا الإلتقاط التي زرعها الشقر في غرفتي. فنهضت وتوضأت وخرجت إلى المسجد القريب ثم عدت لإنام قليلا قبل التوجّه إلى مقر الحاكم العام. وعندما دخلت فوجئت بوجود باقات الورود, وعلب الهدايا وزجاجات العطور وأستقبلني خادمي بإبتسامات مشرقة, وأقبل علينا الآليون الثلاثة ثُمّ وقفوا أمامي وقال أحدهم: انا كليتُن ومهمتي الحفاظ على سلامتك داخل وخارج المنزل. وقال الثاني: انا دافور ومهمتي إدارة منزلك يا سيّدي. وقال الثالث: انا جيسي قلت له: ومهمتك إزعاجي قال: لا يا سيدي مهمتي تنظيم أوقاتك. فقلت: لست بحاجة إلى خدماتكم, إفرنقعوا عني. فتكوروا في أماكنهم, وأمرت الخادمين بأرجعاهم إلى من أحضرهم فوضعا تلك الكور في صناديق معدنية وذهبا بها. فنمت قرير العين ولم أشعر بمرور الوقت. وقبيل أذان الظهر أيقظني خادمي الأشقر وقال: إنّ أخاك سليمان ومعه آخرون يستأذنون في الدخول, فهل أسمح لهم؟ قلت: نعم. ثم تهيات وذهبت لمقابلتهم, فشرعوا في تجهيزي لمراسم الزواج. وعندما خرجنا إستقبلنا المئات من الأنوناكي والمهجنين والرماديين المسالمين وكانت الفرق الموسيقية تعزف الحانا مطربة مفرحة, فأنتظمنا في صفوف وألقى أخي سليمان قصيدة هبوت قال فيها: اليوم ذا فرح وسعادة وإنسجام ..... في عرس المظفري حمود بن محاد يا من حضر صلوا على خير الأنام .... ذي من أطاعه وتبعه نال الرشاد فحمل إخوتي البشر اللحن, ورددوا الأبيات الجميلة بسعادة وأبتهاج, بينما عجز الأنوناكي الشقر عن ترديد اللحن, لكنهم أجادوا بعض صيحات الطرب والنشوة مثل: وي يُه وي يٌُه ــ آحيّ ــ واحمبيه وكنا لا نمر بحارة أو بحي من الأحياء إلا وانضمّ إلينا المزيد من سكان المدينة وعندما إقتربنا من قصر الحاكم دخل معنا في المسيرة النائب أطغآي ذوالجدائل وعدد غفير من الشقر, كان الآليون يتقدمون المسيرة وهم يعزفون الموسيقى العسكرية ونحن من خلفهم في هبّوت المدن. وعندما توقّفت الهبّوت لإستقبال قصيدة جديدة أقبل علينا أخي سرور وهو يقود مجموعة مختلطة من الشباب وهم يؤدون رقصة المديما بمهارة وبراعة فائقة فتعجبت, فقال لي أخي سليمان: إنّ سرورا أخاك أمضي ليلة البارحة وهو يعلّم الشقر والرماديين المديما, وأراد أن يبهج الجميع بهذه الرقصة البديعة. كانت النساء الشقر والرماديات والمهجنات يزغردن مع اخواتي البشرية اللواتي شاركن في المهرجان, ورأيت كرداس يشارك في تأدية رقصة المديما بهوس عجيب, فخشيت أن تكون فتيكة ابنة اخته في الجوار, وفعلا صدق حدسي لكنها كانت تنفخ في بوق عملاق وتتقدم راقصي المديما وقد ربطت حقوا هائلا إلى وسطها وهي ترقص في جنون لا تعدمه. وبعد قليلٍ أوقف النائب أطغاي ذول الجدائل الهبوت , والقى هذا اللحن: أهلا وسهلا بوجوه الخير المنيره .... هم أهل البر ومنار الحق الوقّاد هاشا باشا بهم أمست جنة نضيره ....... حقا علينا نجعل منهم أسياد وواصلت المسيرة إنطلاقتها حتى وصلنا إلى قصر الحاكم وهناك كان في إستقبالنا مع عمّي يوسف حجة الدين وأعداد غفيرة من سكان المدينة, ثمَّ لمحت كوكب الحسن وبؤرة الجمال وقد أنارت الدنيا بسناء بهيج, وضياء فريد, إنها حُبِّي نور تحيط بها الغواني وهي تبدو بينهن كزهرة عصفور الجنة تحيط بها شقائق النعمان. فطربت وأنتشيت, وشعرت بحلاوة الحياة وعذوبتها, فحمدت الله. ثمّ أمر أظغاي ذول الجدائل بالتوقف إستعدادا لصلاة الظهر وبعد الصلاة مد الآليون طاولات البوفيه على مساحة شاسعة وأقبل الجميع على تلك الموائد العامرة, ثم نصحني أخي سليمان بالقيلولة لمدة ساعة قبل أذان العصر, وبعد صلاة العصر عقد لي القاضي على حبيبتي نور, وقد عمّت الفرحة, وطغت السعادة على الجميع وبعد التهاني والتبريكات قدّم لي الحاكم العام مفتاح جناح في فندق عائم في الحي الخاص من المدينة لقضاء شهر العسل فأمتطيت وحبيبتي نور تختا أعد لنا خصيصا, وغادرنا المكان بينما إستمر المهرجان عدة أيام كما علمنا فيما بعد. كانت تخوت الشقر والرماديين والمهجنيين المشيعين والمرافقين تحيط بنا وقد زُيِنت بالمصابيح المنيرة والأعلام الملونة, والأبواق اللطيفة النغمات وعندما حط بنا التخت في ساحة الفندق غادر المشيعون بعد أن حيّونا تحيّة جماعية فأستقبلنا مدراء النزل وموظفوه إستقبالا رائعا وقدّموا لنا باقات الورود والهدايا المدهشة, وعندما دخلنا حجرتنا وجدنا فيها مالا يخطر على البال, كانت جدران الغرفة مطلية بطلاء إلكتروني يتغير لونه بين فترة وأخرى وكان الإضاءة تنبعث من أرضية وجدران وسقف الغرفة أما السرير فكان يدور برفق ولطف, وقد حشيت بسطه وطنافسه بريش الطاووس والنعام, وكانت الألحفة أنعم من الحرير وأدفاء من الصوف فأمضيت وحبيبتي نور ليلة العمر في هناء وسعادة ومسرّة, ومضت أيامنا أعيادا كنت سعيدا في حياتي مع الشقر, ولكن الإنسان مجموعة من العواطف والإنفعالات فلم أنسى رغم ذلك الرخاء وتلك الرفاهية لم أنسى أهلي ودياري على وجه الأرض وكنت أتوق لمغادرة ذلك المكان والعودة إلى داري وقريتي وكان إخوتي وأخواتي من البشر يبادلوني نفس الشعور فكنا نجتمع بين فترة وأخرى ونناقش سبل العودة. وبعد زواجي من الآنسة نور إشتعلت رغبتي في العودة إلى الأرض وأحببت أن يشاركني أرحامي سعادتي وفرحتي, وكان هذا شعورها أيضا. وعندما التقيت باخي سليمان بثثت إليه ما يؤرقني من هواجس فوجدته أشد شوقا وأكثر توقا مني إلى العودة, وتبادلنا المشورة والنقاش حتى قررنا مفاتحة الأنوناكي الشقر برغبتنا العارمة هذه. وعندما سمع أطغآي ذوالجدائل شكوانا نهض واقفا وقد أنفعل وظهرت على وجهه علامات التأثر, ثم قال معنفا: ولماذا تعودون إلى الأرض؟ ألم نكرمكم في بلادنا؟ ألم نسخّر لكم كافة أسباب السعادة؟ هل تشكون سقما أو علة؟ الستم تنعمون بالأمن والأمان؟ فلم ترغبون في العودة إلى الشقى والنكد؟ ثم خرج غاضبا دون إستئذان مناولم يودّعنا. فتجددت أحزاني, وتضاعفت رغبتي في العودة إلى الديّار ولم أعد أطيق العيش في هذا العالم العجيب ولم تغني المغريات شيئا امام إلحاح الشوق والحنين, وقد أثار تقريع أطغآي ذي الجدائل حفيظتي واوقدت شعلة سخطي, فتبعته وقد بلغ غيظي ذروته وكنت مصمما على تأديبه على ما إقترف في حقنا يتبع إن شاء الله التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 08-10-2014 الساعة 02:47 AM 
|
|
#2
08-10-2014, 01:32 AM
|
||||
|
||||
|
ناجي جوهر
بعيدا عن زخرف الكلم يسعدني أن أكون هنا أتابع عن كثب مجريات قصة ، بل رواية تضمنت الكثير من الأحداث بتسلسل منطقي جميل وعبر كثيرة ضمن حبكة قوية لك الألق أخي الغالي ناجي
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
|
|
#3
08-10-2014, 10:10 AM
|
|||
|
|||
|
الأستاذ ناجي جوهر
قصة رائعة بمحتوياتها جمالها بتسلسل أحداثها نتمنى لك التوفيق أخي
|
|
#4
08-10-2014, 11:30 AM
|
||||
|
||||
|
اخي العزيز والقدير ناجي جوهر دائما نستمتع بسردك الرائع وكتاباتك الراقيه لا حرمنا الله هذا الابداع ودمت رمزا وذخرا لنا وبارك الله فيك ايها الوفي ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
__________________
|
|
#10
12-10-2014, 03:36 PM
|
||||
|
||||
|
يسعد مساك خوي ناجي
متابعة لاحداث ولاسلوبك المميز في السرد احداث جميلة وطريقة قصصك جدا مميزة نرتقب المزيد وتقبل مروري
__________________
"الله لا يُخبرنا بمن يَدعون لَنا سرّاً ويُحاولون حِراسَتنا بالخَفاء؛ لكنَّه يُنير بَصيرَتنا على مَحبّتِهم، فَنتبعُ أرواحِهم دُون إدرَاك منَّا لِماذا نَخصُّهم بِهذا التعلق الروحي"
|
|
|
|
 |
 |
العرض العادي
