..... قهوتي .....

[أمل عبدالرحمن]

قهوتي .....

كم هو جميل الاستيقاظ مبكرا واعطاء نفسك ذاك الشعور والاحساس المليء بالتفاؤل والممزوج بشيء من الأمل في صباح يرقي بأدوارنا واعمالنا اليومية وكم هو جميل ان نعطي انفسنا القليل من الثقة التي من خلالها نعزز ذاك الشعور الا وهو المبادرة والعطاء والاجادة,فحديث الصباح مصاحب بالتزاماتنا اليومية بدء من صلاتنا الي اعمالنا فما بالكم بالقعود والتهاون عن كل ما هو جميل, فارتشاف فنجان من القهوة او الشاي يعطيك شيء من النشاط في فضاوة ومعممة الضوضاء التي نعيشها يوميا من زحمة الطريق وصولا الي مكان العمل مرورا الي اخر النهار عند عودتك الي المنزل فكل تلك الاشياء لا بد لها من استراحة جميلة بتوقيع اخر وهو احتساء كوبا من الشاي او القهوة فليس من الضروري ان نشتت يومنا ببعثرات الطرقات او كوم الاوراق التي في انتظارنا فور وصولنا, فلا بد ان نعطي لأنفسنا مساحة رائعة واستراحة يعقبها عمل يجود ويرقي بنا, فالتكاسل مفردة ضعيفة ليست لها قاموس لابد ان نركنها جانبا, نتعلم ان يكون يومنا رائعا يضيئ مناراتنا, نتعلم ان نبدئ كامل اهتمامنا, نتعلم ان نستمر في عطاءنا, نتعلم ان ننجز اعمالنا بأوقاتها, فطاقاتنا لا حدود لها ونحن من نعطي لأنفسنا الاحترام أولا وقبل كل شيء لمن حولنا, فلا شيء يوازي هذا الاحساس ,فما بالك بكوب الشاي المتبقي بذلك المكان,المحتسي وغير المحتسي فهل بحاجة الي اشخاص اخرين ليتقاسم كل منهم ذلك القدح ان العمل الجماعي يوازي اعمالا كثيرة, وأظن ان الازدحام ايضا نقيض لتلك الاعمال .

أمل عبدالرحمن اليربوع
أخصائية اعلام تربوي
amalalyarbuai@hotmail.com

[$ الجاحظ $]

بارك الله فيكِ أخيتي

[يزيد فاضلي]

...قد لا تطفو-أختي الكريمة الكاتبة أمــل...-سيْرُورة ملامح حياتنا اليومية التي تمضي في شبكةِ أعمارنا على عَجَلٍ حيناً وفي تؤدَةٍ حيناً آخرَ،والتي تبتدئُ عادة-بحكم الالتزامات المختلفة-من غبَش الفجر وطلائع الشروق إلى غسَق الليل ومَحَالِكِ الغروب..قد لا تطفو إلى سطح الشعور الواعي لتظهرَ في الكتابةِ على هذا الترتيب التحليلي إلا إذا راحتْ-كاتبة ٌواعية ٌمثلكِ-تستدعيها كأفكارٍ اجتماعيةٍ ورُؤىً من اللاشعور حيثُ العقلُ الباطنُ الذي يستقطبُ في حياة المرءِ الواقعية وما يَدورُ فيها ؛ يستقطبُ كلَّ صغيرةٍ وكبيرةٍ..وإلاَّ-سيدتي الفاضلة-فإن شريحة المجتمع الواسعة من الناس على اختلاف أعمارهم وثقافاتِهم وتجاربهم تمضي في احتواءِ مَسار حياتها اليومية في غير ما تبويبٍ أو تحليلٍ أو رسكلةٍ،وهي تهِبُّ باكراً..وتحتسي فنجانَ قهوتِها..وتمشي إلى مكادح أقواتِها وأرزاقِها وأعمالها وليسَ في عقلِها الباطنِ بُغيَة ٌمَّا مما يُوقِرُ عادةً في قراراتِ المفكرين والفلاسفة وأهل التنظير من تأملاتٍ ووقفاتٍ لأنَّ مغارمَ الضغط الهائل الذي أفرزتـْهُ ضريبة الحياةِ اليومية عند مواطنينا-خصوصاً في كثير من مجتمعاتنا العربية-ولـَّدَ عند الفردِ نوعاً من المماحكةِ في قراءةِ المَسار ورؤيته رؤية ًحضارية ًصحيحة،يُشبهُ إلى حَدٍّ كبيرٍ ما سماهُ مفكرُنا العربي الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله ذاتَ مرةٍ بـ ( الرؤية الفراغية في واقعنا المليء Vision spatiale dans la pleine réalité )..فكانَ مُسَمَّى..وكانتْ نظرية تحليلية ًلحال مواطنينا الفكري...!!!

إن الوقوفَ بشيءٍ من الإمعان الفكري والتأمل الشعوري والقراءة الممنهجة لسيْرورة المَحطاتِ اليومية التي تحتوي حِزمَة الساعاتِ اليومية في حياتنا هو نوْعٌ من الارتقاء الذي يَدلُّ على إنسانيةٍ صحيحةٍ تبغي الخروج من وعثاءِ الأزمة الفكرية والمأزق الحضاري الذي تتخبط فيه مجتمعاتـُنا العربية-إلا ما رحمَ ربي-وبمقدار ما تتمُّ المتابعة الحثيثة لكشكول البرنامج اليومي بمقدار ما نستطيعُ رَدْمَ الفجوة الفكرية القائمة على اللامبالاة والفوضى في برامجنا اليومية المتآكلةِ المتهالكة..!!!

أظنكِ هنا سيدتي الكريمة..ومن خلال هذه الجرعة النكِهَةِ من ( قهوتِكِ ) المعتقة الرضبَى..أظنكِ أشَرْتِ إلى أوضاعٍ..وأشَّرْتِ على مفاهيمَ مغلوطة..واستدعيْتِ أخرى صحيحة غائبة..ولمَّحْتِ-في ضبط المَسَار اليومي في حياتنا-إلى وجوبِ الالتزام بإيقاعٍ سلوكي،أخلاقي،فكري،شعوري ينبو عن النشاز ويقفز فوق الشذوذ..!!!

جوزيتِ ألفَ خيْر على خام الأفكار الواعية الناضجة..وسيري دائما بيننا لا كَبَا لكِ قلمٌ أبداً إن شاء الله...

[أمل عبدالرحمن]