مطبوعان جديدان يصدران عن المنتدى الأدبي

[سالم الوشاحي]

الأدب العماني القديم» و«قراءة في فكر السالمي» -
نزوى – محمد الحضرمي -

صدر عن المنتدى الأدبي مؤخرا كتابان، أحدهما جديد، والآخر إعادة طباعة، يحمل الكتاب الجديد عنوان (الأدب العماني القديم)، مجموع لثلاث محاضرات ألقيت ضمن ندوة (الأدب العماني القديم)، التي أقامها المنتدى الأدبي في ديسمبر 2010م، توثيقا ومرجعا للباحثين، الأولى بعنوان عمان في الشعر القديم، للأستاذ الدكتور عبدالمجيد بنجلالي، والثانية مداخل للنثر العماني القديم للدكتور محمد زروق، والثالثة بعنوان الشعر القديم في عمان، نظرات في أصول الشعر العماني، للدكتور محمد المحروقي.
تركزت دراسة بن جلالي حول عمان في الشعر القديم، على طرح الإشكالات، التي يقتضيها سياق الموضوع، في مختلف أبعاده الأجناسية، والتاريخية والسياسية، بالنظر إلى واقع الخارطة التي كانت عليها عمان قديما من امتداد جغرافي، وما هي عليه الآن.
ويؤكد الباحث أن ثمة إشكالين ظهر في البحث، الأول بعد طرح مجموعة من التساؤلات المتعلقة بشرعية العلاقة القائمة بين الشعر والتاريخ، ومدى تاريخية الأحداث التي يسجل وقائعها الشعر، وشعرية النصوص الإبداعية التي يؤرخ بها التاريخ، ويؤكد الباحث في ورقته هذه أن الشعر العماني في حديثه عن عمان، لم يتعامل مع مادة منجزة ومصفوفة، في سجلات أرشيف التاريخ، وإنما انبجس الشعر من صلب الحدث، وأبدع شعرا في الوقائع من خلال نموها وتطورها وامتدادها، بشكل يمتزج فيه الإبداع بالصورة بالحدث.
وكما يرى الباحث أن الوقائع التي نضجت إبداعيا في جعبة الشاعر، وبدأت تتداعى على مخيلته، بعدما اختمرت وفار تنورها، لتبدأ سرد أحداثها بنفسها، في ملامسة فنية وجمالية للإنسان، والمكان، والزمان، بأساليب وتراكيب تسمق أحيانا إلى الرؤيا، فتجعلك تهيم فيها، حين تفتح لك الفضاء بشكل مطلق، يخترق الحدب، وتجنح أحيانا إلى استعارات وكنايات تخلق المتعة في الحدث، وتخرجه من جهود السرد التاريخي، إلى حياة الإبداع الشعري.
وأما الإشكال الثاني فيركز على المكان بين بقائه استقراره من جهة، وبين انسيابه وانفلاته من جهة أخرى.
وفي ورقة الدكتور زروق تحدث عما أسماه بمداخل النثر القديم، من بينها الخطابة العربية، حث تمثل نمطا ثريا ومجالا تظهر فيه قدرة الخطيب المتكلم، فهي خطاب شفوي قائم على التأثير في المخاطبين بشتى الوسائط، والممكنات، التي تتيحها اللغة.
ويورد صاحب تحفة الأعيان السالمي ذكر لخطباء عمان، وجليل أثرهم في الخطابة العربية، وقد أظهر الكتاب صورة بينة عن أثر هؤلاء الخطباء، وأبان منزلتهم وقدرتهم، وأسهب في الحديث عن أبي حمزة الشاري المختار بن عوف.
وكذلك من أنماط النثر العماني، ما يعرف بالخبر، هو شكل أدبي ساد في التراث النثري، وتميز بخصائص جعلته يحوي مختلف الأجناس النثرية، وفروعها، من أمثال أخبار ابن دريد، وصاحب الأحاديث ومتكأ الأصبهاني، وغيره في أسانيدهم الإخبارية، وهو راوية أخبار وأشعار وجامع للعلم من عدة وجوه.
وتأتي دراسة الدكتور محمد المحروقي، مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية، بجامعة نزوى، ضمن الدراسات المنشورة في الكتاب، وتختص بثيمة الشعر القديم في عمان، حملت دراسته عنوان: نظرات في أصول الشعر العماني، حيث يؤكد الباحث أن دراسته توقفت عند ثلاث نقاط متصلة بالأدب العماني القديم، ناقشت النقطة الأولى محددات تقسيم عصور الأدب العربي في عمان، وخلصت إلى اقتراح العصور التالية: الجاهلي والإسلامي والنبهاني واليعربي والبوسعيدي، وأن ما يطلق عليه بالأدب القديم هو الأدب الذي قيل في العصرين الجاهلي والإسلامي، ورامت المحطة الثانية مناقشة الشعر المنسوب إلى مالك بن فهم، ومازن بن غضوبة، مناقشة تاريخية فنية، وخلصت إلى أنه شعر منحول من وضع القصاصين، لا يمكن الاطمئنان إلى صحته، وأخيرا قدم الباحث رؤية شاملة في الشعر العماني، ومستواه الفني، وكيف أثرت الجغرافيا والدين على هذا الشعر، حاصرة إياه في قوالب نظمية، غلبت الفائدة على الفن، والسبك على الشعر.
اما الكتاب الثاني، والذي صدر عن المنتدى الأدبي، فهو إعادة طباعة، لكتاب قراءات في فكر نور الدين السالمي، وهي الطبعة الثالثة من هذه الدراسة، والتي كانت ندوة أقيمت عنه في عام 1992م، تضمن الكتاب مجموعة الورقات التي أقيمت خلال الندوة، والتي استمرت يومين متتاليين، الورقة الأولى كانت لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، بعنوان (منهج السالمي في مؤلفاته الفقهية)، والثانية لإسماعيل الأكوع، بعنوان (المنهج العلمي في مؤلفات السالمي التاريخية)، والثالثة للشيخ الراحل ناصر المرموري، بعنوان (السالمي المجتهد المجدد)، والرابعة للدكتور ابراهيم بن أحمد بن سليمان الكندي، بعنوان (السالمي أديبا ولغويا)، والخامسة للدكتور صالح الصوافي بعنوان (السالمي فقيها ومحققا)، والسادسة للدكتور أحمد درويش بعنوان (جهود السالمي في خدمة الأدب في عمان)، والقراءة السابعة كانت للباحث الراحل أحمد بن سليمان الكندي بعنوان (الجوانب التربوية والتعليمية في مؤلفات السالمي)، والثالثة يطل فيها الشاعر سالم بن علي الكلباني على شعر نور الدين السالمي، وفي الورقة التاسعة يقدم حمدون بن سليمان بن سالم السالمي ورقة حول السالمي مؤرخا

جريدة عمان