روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,802ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,330
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,504عدد الضغطات : 52,284عدد الضغطات : 52,386

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-06-2012, 07:56 AM
الصورة الرمزية عمر حامد
عمر حامد عمر حامد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 92

اوسمتي

Red face الشـــــــــايــــــــــب حمـــــــدان .. والعجــــــــــــــــــوز فاطمـــه .. بقلمي

وقَفَ بعصاهُ الغليظه يُناظِرُها من خلفِ شُبّاكٍ يحجِبُ عنها رؤيَتَهُ .. وأمعنَ النظرَ فيها ..
كانت قد وضعت احدى يديها خلف ضهرهـا المنحنـي نوعا ما.. ويـدها الأخرى كانت تُقبِّلُ
رُكبتها بحنانٍ, ترجوهـا بـأن لا تخونهـا لتكمـل المسيـر الى بيت الجيـران! إلا انها تعثـرت
على حجرٍ تعذر عليها رؤيتهُ وسقطت على الارض! فتمتمَ قائلا : (ياسين عليش ياسين ..
لا باس ان شاء الله)!


هي اسمـها "فاطمه" وقد اقتربت من السعبين ربيعا .. هو كـان اسمُـهُ "حمدان" ,
في نفس سنّهـا .. ولكنهُ لا زال يراها "فطـّوم الصغيره"! كـل شـيءٍ تغيــر في البــلاد..
الشوارع عُبِّدّت.. النخيل ماتت .. بيوت الطـين تجبّرت وصارت بنياناً مشهودا!.. الا حُبَّهُ لها..!!




يرجعُ الشايـب حمـدان بذاكِـرَتِهِ الى الماضـي السحيـق.. مع دموعـه الساخنــه تنـحـدرُ
عليها اسفاً .. فيتذكرُ ايّامَ الصِّبا بجانِبِ الفلج البسّام.. عندما كـان ينتظِرُ قُدومـهـا مـع
أُمّها صاحبة الملامح الحـادّه.. كانـا فـي الخامسة عشـر مـن عمرهمـا .. وتجمعهما قرابـة
الدم.. أحبّها بكامل وجدانه.. وكانت تُبادله الشعور .. الا انهما بحكـم العـادات والتقاليـد
لم يبوحا لبعضهما بأي شيء.. بل تخـــرسُ السِنَـتُهما بتــبادُلِ اطـراف الحديث! وكـان
الاثنان مؤمنان بأنهما سيتزوجانِ يوما ما!.



الا انهُ وفي اليوم المشهــود .. الذي لا ينســـاهُ الشايـب حمــدان .. حدثت النكبه.. كانت
فطوم ووالدتُها قادمتـــان الى مزرعـــة والد حمـــدان .. حيثُ كــان حمدانُ هــذا يحرِثُ
الأرض يُرقبُها من بعيــد .. وهي بدورها تستـــرِقُ النظـــرَ وتُعيـــد.. كـــان يتمنى ان لـو
يستطيع ان يُهديها فِجلةً من المـزروع امامـه! إلا انهــا العــادات ايها الســاده والسيدات



وفجأه, صاحت احــدى النســاء من المزرعـة المجاوره ..!! بأن الحقوني قفــد سقطـــت امي
مغشيا عليها!! فتهامست ام حمدان وفطوم واتفقن على ان تبقى فطوم فـي مكانها ولا
تتحرك!! الـى ان تعــودا اليهـــا .. لان المـــرأه المغشـــي عليهـــا عجــوز وربما تـكون قد
ماتت .. فمن غير المحبب ان تشهد فطوم هذا المشهد.. وركضن الى الصوت المنادي للنجده ..



حمدان سال لُعابهُ .. انها فُرصةٌ مواتيةٌ ليبوحَ بما في قلبهُ الاصيل لها .. ولكن تأبى المروؤه ..
ويسبقها الخوف من القادم! وأخذ يحرِثُ الارضَ مُرتبِكا.. ولا يرفعُ رأسهُ عن فمِ المحراث! فــأذا
بفطوم تُناديهِ ان انظر الي!! فنظرَ وتأمل .. فإذا بها تُشيرُ اليـه ان تعـــال اليَّ!!! وبشيءٍ من
اللاوعي .. انطلق اليها مُكتسحا المزروع .. راجـيـــا الظــفر بالممنوع! فوصل اليهـا .. وهو
يلهثُ تعبا وجلا خائفا.. ووقِفَ امامهـــا لا يلــــوي على شي.. ووقفــت امامـهُ مُرتبِكةً!!
ويمرُّ الوقتُ .. بلا حديث .. فأخرجت لهُ بُرتُقالةً تُهديه! فمدَّ يَدَهُ يأخُـذُها .. فلامـسَت اطرافُ
بنانِهِ الخشنه .. اطرافَ بنانِها الاسفنجيـه!! .. فكـان هِيامـاً !! وكان جنـونا!!! فمدت يدها
الاخرى .. ومدّ يدهُ .. واحتظنت اليدانِ بعضهُما .. بصمـتٍ كـان يسحـرُه خريرُ المــاء ونقيقُ
الضفادِعِ التي دمعت عيناها على المشهدِ الودود!!

وعلى غفلتهما .. جاءتِ الوالداتان الكريمتان لتشهدا جُرمَ الإثنان! .. فكانت كارثه .. عوقِبَ
على اثرها حمدان نَكسا في بئرٍ سوداء ساعـه كاملـه .. بعـد ضـربٍ مُبـرحٍ , وبات مُهـان..
وتشرذمت فطوم في رحمة القيل والقال..! وظل ابناء القريه البريئه يذكرون القصه والموقف
كل عام..!! ويحتفلون بذكراهُ وكأنما هو يومٌ أسودٌ وفضيحةٌ عُظمى!





ومن يومها فقد الامل بالزواج منها بعد ان كرهه اخوةُ فطوم ووالدُها .. ولـم يرها .. ومـات
سبعين مرّه يوم زفافها .. وهو ينشد:

مسكين يو ناس من قالو حبيبه عروس..
مِثلَ الذي جرّعوهُ المُـرَّ وسطَ الكـؤوس

يا ريح يا ريح ياللي تدخُلين البيوت..
قولي لمحبوب قلبي صاحبك شا يموت
لا يشرب الـمأ ولا يُوكل مع الناس قوت..
ما حيلته الا فطّوم تنقذه لا يموت

من يوم تعلّق فوادي في المحبه وهام..
حُبُّه تسلل الى روحي ودق العظام

من ذاق طعم الاسى مثلي وشاف العذاب..

خِلّي مرضني وشيبني ف عزّ الشباب





وكان أشــدّ ما آلـمــَهُ عندما سمع احد قريباتَهُ ان فطّوم تقــرأهُ السـلام وتقـول لـه
: "لا بارك الله فيك!! كنت بعنّس والسبب انته!"

مرّت السنون وتزوج حمدان .. وصارَ ابا فجدّا.. وماتت زوجته وترمّلت فطّوم! وبقيا أرملين
.. ونادرا ما يراها او تراه.. فعاش هائما في ثراه! .. والزمانُ يُعاجِلُهُ بشتى الامراض .. واخرُ
ما ابتلاهُ اللهُ بِهِ هو كليتيه!




وها هو اليوم من خلف نافذته ينظُرُها .. يود ان يقول لها جملةً أخيرةً قبل ان يأخذ اللهُ
أمانتهُ .. ولسان حالِهِ يقول:

سقاني شراب الـحُبِّ كأساً بعبرتي ... وقد لذّ لي في الـحُبِّ من دمعِ مُقلتي
أبلُّ بِهِ قلـبـي مِــنَ الحـرِّ إن
ضمــى ... وبقيتُـه امسـح بـهِ شيـبَ لـحيتي

يُهيّجُني التذكــارُ من بحـرِ مدمعي ... على الأرضِ نقشاً بعدما بــلَّ كِسوتي
ونيرانُ قلبي كيف بالشوق تنطفــي ... وحــرُّ الجوا يــزدادُ مــن حــرِّ كليتي

مريضُ الحشى والعينُ قد ذاقتِ الكرى...
كأني جرحــتُ القلـبَ يوماً بـِمُديتي



فألصق اسنانَ فكّيهِ الاصطناعيتين على لسانِهِ بحثا عن الثقه .. وأوعز لِعصاهُ مُتكئً
وقصدها .. رأتهُ وقد فقدت أسنانها .. وانحفــرت وجنتيهـا .. فمسكـت بطرفِ ردائهـا
وغطّـت علـى نصــف وجهها .. تنتظرُ قوله على استحياء!!

فتقدم لها وقال بحكمة الشياب :
"آدم خرج من الجنه بسبّة تفاحه.. وانا فقدت الدنيا بسبّة برتقاله..!! قولي لي: تو من بو
لا بارك الله
فيه؟؟؟؟!!!!!!"

واستمرَ سالكا طريقَهُ .. وبقت العجوز فاطمه متسمّرةً مكانها !! دالِقةً فاها .. وكان
لم يبقى لها من الفهم شيءٌ لأنها كانت قد (خَرِفَت) وأكلت عصافير الزمان من عقلها
وحمدان لا يدري .. فما كان منها الا ان قالت:

"وابوي تو هذا التتون ود من جالس يدور ف الشماس
تو وقت الظهيره
"!!!!
__________________
لا لَــيــلَ يـكـفـيـنــا لـنـحـلُـمَ مـرّتـيـن

التعديل الأخير تم بواسطة رحيق الكلمات ; 10-06-2012 الساعة 10:15 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-06-2012, 08:21 AM
الصورة الرمزية صمت الهنائي
صمت الهنائي صمت الهنائي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 951

اوسمتي

افتراضي

أحداث قصة مشوقة
ولا أخفي عليك كنت أنتظر اللحظة
الحاسمة التي ينطق ويبوح بحبه لها
وعندما جاءت الحظة وقعوا في الكارثة
بقدوم الأمهات
ومع هذا تبقى قصة رائعة
سعيدة كوني أول المارين هنا
__________________



يحدثوني عن الأمل وما أدركوا
"بأني على وشك الرحيل طريقي"
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-06-2012, 10:16 AM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر حامد مشاهدة المشاركة
وقَفَ بعصاهُ الغليظه يُناظِرُها من خلفِ شُبّاكٍ يحجِبُ عنها رؤيَتَهُ .. وأمعنَ النظرَ فيها ..
كانت قد وضعت احدى يديها خلف ضهرهـا المنحنـي نوعا ما.. ويـدها الأخرى كانت تُقبِّلُ
رُكبتها بحنانٍ, ترجوهـا بـأن لا تخونهـا لتكمـل المسيـر الى بيت الجيـران! إلا انها تعثـرت
على حجرٍ تعذر عليها رؤيتهُ وسقطت على الارض! فتمتمَ قائلا : (ياسين عليش ياسين ..
لا باس ان شاء الله)!


هي اسمـها "فاطمه" وقد اقتربت من السعبين ربيعا .. هو كـان اسمُـهُ "حمدان" ,
في نفس سنّهـا .. ولكنهُ لا زال يراها "فطـّوم الصغيره"! كـل شـيءٍ تغيــر في البــلاد..
الشوارع عُبِّدّت.. النخيل ماتت .. بيوت الطـين تجبّرت وصارت بنياناً مشهودا!.. الا حُبَّهُ لها..!!




يرجعُ الشايـب حمـدان بذاكِـرَتِهِ الى الماضـي السحيـق.. مع دموعـه الساخنــه تنـحـدرُ
عليها اسفاً .. فيتذكرُ ايّامَ الصِّبا بجانِبِ الفلج البسّام.. عندما كـان ينتظِرُ قُدومـهـا مـع
أُمّها صاحبة الملامح الحـادّه.. كانـا فـي الخامسة عشـر مـن عمرهمـا .. وتجمعهما قرابـة
الدم.. أحبّها بكامل وجدانه.. وكانت تُبادله الشعور .. الا انهما بحكـم العـادات والتقاليـد
لم يبوحا لبعضهما بأي شيء.. بل تخـــرسُ السِنَـتُهما بتــبادُلِ اطـراف الحديث! وكـان
الاثنان مؤمنان بأنهما سيتزوجانِ يوما ما!.



الا انهُ وفي اليوم المشهــود .. الذي لا ينســـاهُ الشايـب حمــدان .. حدثت النكبه.. كانت
فطوم ووالدتُها قادمتـــان الى مزرعـــة والد حمـــدان .. حيثُ كــان حمدانُ هــذا يحرِثُ
الأرض يُرقبُها من بعيــد .. وهي بدورها تستـــرِقُ النظـــرَ وتُعيـــد.. كـــان يتمنى ان لـو
يستطيع ان يُهديها فِجلةً من المـزروع امامـه! إلا انهــا العــادات ايها الســاده والسيدات



وفجأه, صاحت احــدى النســاء من المزرعـة المجاوره ..!! بأن الحقوني قفــد سقطـــت امي
مغشيا عليها!! فتهامست ام حمدان وفطوم واتفقن على ان تبقى فطوم فـي مكانها ولا
تتحرك!! الـى ان تعــودا اليهـــا .. لان المـــرأه المغشـــي عليهـــا عجــوز وربما تـكون قد
ماتت .. فمن غير المحبب ان تشهد فطوم هذا المشهد.. وركضن الى الصوت المنادي للنجده ..



حمدان سال لُعابهُ .. انها فُرصةٌ مواتيةٌ ليبوحَ بما في قلبهُ الاصيل لها .. ولكن تأبى المروؤه ..
ويسبقها الخوف من القادم! وأخذ يحرِثُ الارضَ مُرتبِكا.. ولا يرفعُ رأسهُ عن فمِ المحراث! فــأذا
بفطوم تُناديهِ ان انظر الي!! فنظرَ وتأمل .. فإذا بها تُشيرُ اليـه ان تعـــال اليَّ!!! وبشيءٍ من
اللاوعي .. انطلق اليها مُكتسحا المزروع .. راجـيـــا الظــفر بالممنوع! فوصل اليهـا .. وهو
يلهثُ تعبا وجلا خائفا.. ووقِفَ امامهـــا لا يلــــوي على شي.. ووقفــت امامـهُ مُرتبِكةً!!
ويمرُّ الوقتُ .. بلا حديث .. فأخرجت لهُ بُرتُقالةً تُهديه! فمدَّ يَدَهُ يأخُـذُها .. فلامـسَت اطرافُ
بنانِهِ الخشنه .. اطرافَ بنانِها الاسفنجيـه!! .. فكـان هِيامـاً !! وكان جنـونا!!! فمدت يدها
الاخرى .. ومدّ يدهُ .. واحتظنت اليدانِ بعضهُما .. بصمـتٍ كـان يسحـرُه خريرُ المــاء ونقيقُ
الضفادِعِ التي دمعت عيناها على المشهدِ الودود!!

وعلى غفلتهما .. جاءتِ الوالداتان الكريمتان لتشهدا جُرمَ الإثنان! .. فكانت كارثه .. عوقِبَ
على اثرها حمدان نَكسا في بئرٍ سوداء ساعـه كاملـه .. بعـد ضـربٍ مُبـرحٍ , وبات مُهـان..
وتشرذمت فطوم في رحمة القيل والقال..! وظل ابناء القريه البريئه يذكرون القصه والموقف
كل عام..!! ويحتفلون بذكراهُ وكأنما هو يومٌ أسودٌ وفضيحةٌ عُظمى!





ومن يومها فقد الامل بالزواج منها بعد ان كرهه اخوةُ فطوم ووالدُها .. ولـم يرها .. ومـات
سبعين مرّه يوم زفافها .. وهو ينشد:

مسكين يو ناس من قالو حبيبه عروس..
مِثلَ الذي جرّعوهُ المُـرَّ وسطَ الكـؤوس

يا ريح يا ريح ياللي تدخُلين البيوت..
قولي لمحبوب قلبي صاحبك شا يموت
لا يشرب الـمأ ولا يُوكل مع الناس قوت..
ما حيلته الا فطّوم تنقذه لا يموت

من يوم تعلّق فوادي في المحبه وهام..
حُبُّه تسلل الى روحي ودق العظام

من ذاق طعم الاسى مثلي وشاف العذاب..

خِلّي مرضني وشيبني ف عزّ الشباب





وكان أشــدّ ما آلـمــَهُ عندما سمع احد قريباتَهُ ان فطّوم تقــرأهُ السـلام وتقـول لـه
: "لا بارك الله فيك!! كنت بعنّس والسبب انته!"

مرّت السنون وتزوج حمدان .. وصارَ ابا فجدّا.. وماتت زوجته وترمّلت فطّوم! وبقيا أرملين
.. ونادرا ما يراها او تراه.. فعاش هائما في ثراه! .. والزمانُ يُعاجِلُهُ بشتى الامراض .. واخرُ
ما ابتلاهُ اللهُ بِهِ هو كليتيه!




وها هو اليوم من خلف نافذته ينظُرُها .. يود ان يقول لها جملةً أخيرةً قبل ان يأخذ اللهُ
أمانتهُ .. ولسان حالِهِ يقول:

سقاني شراب الـحُبِّ كأساً بعبرتي ... وقد لذّ لي في الـحُبِّ من دمعِ مُقلتي
أبلُّ بِهِ قلـبـي مِــنَ الحـرِّ إن
ضمــى ... وبقيتُـه امسـح بـهِ شيـبَ لـحيتي

يُهيّجُني التذكــارُ من بحـرِ مدمعي ... على الأرضِ نقشاً بعدما بــلَّ كِسوتي
ونيرانُ قلبي كيف بالشوق تنطفــي ... وحــرُّ الجوا يــزدادُ مــن حــرِّ كليتي

مريضُ الحشى والعينُ قد ذاقتِ الكرى...
كأني جرحــتُ القلـبَ يوماً بـِمُديتي



فألصق اسنانَ فكّيهِ الاصطناعيتين على لسانِهِ بحثا عن الثقه .. وأوعز لِعصاهُ مُتكئً
وقصدها .. رأتهُ وقد فقدت أسنانها .. وانحفــرت وجنتيهـا .. فمسكـت بطرفِ ردائهـا
وغطّـت علـى نصــف وجهها .. تنتظرُ قوله على استحياء!!

فتقدم لها وقال بحكمة الشياب :
"آدم خرج من الجنه بسبّة تفاحه.. وانا فقدت الدنيا بسبّة برتقاله..!! قولي لي: تو من بو
لا بارك الله
فيه؟؟؟؟!!!!!!"

واستمرَ سالكا طريقَهُ .. وبقت العجوز فاطمه متسمّرةً مكانها !! دالِقةً فاها .. وكان
لم يبقى لها من الفهم شيءٌ لأنها كانت قد (خَرِفَت) وأكلت عصافير الزمان من عقلها
وحمدان لا يدري .. فما كان منها الا ان قالت:

"وابوي تو هذا التتون ود من جالس يدور ف الشماس
تو وقت الظهيره
"!!!!
اسلوب قصصي رائع ياعمر
بحق لست مجاملة مني
جمعت في قصتك بين اللغة العربية
الجميلة وبين اللهجة العمانية والتي أضفى وجودها جمالا حسيا على القصة
تميز اسلوبك هنا بالطرافة والتشويق
اسلوب جعلتنا به نبتسم ونتعاطف مع ابطال قصتك
اهلا وسهلا بك هنا في قسم القصة القصيرة
متشوقة لقصتك القادمة
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-06-2012, 05:53 PM
الصورة الرمزية ياقوت القلوب
ياقوت القلوب ياقوت القلوب غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: إمبراطورية نفسي
المشاركات: 55
افتراضي

بصراحه بصراحه (.. قمة فالروعه ..)
دون مجامله .. أُسلوب أَنيق وتفاصيل جميلة تزيد من قيمة القصة ..


بس لازم شويه نراعي فطوم هي بنت وكانت بتعنس والسبب برتقاله..!!


أَبدعت وأَجدت
دمت ساطع..
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-06-2012, 07:19 PM
الصورة الرمزية جمعه المخمري
جمعه المخمري جمعه المخمري غير متواجد حالياً
شاعر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 3,360

اوسمتي

افتراضي

يا عمر....

أثلجت الصدور بأسلوبك المميز......

قصة سأختصرها في كلمة واحدة.....(فراق)

تنسيق محكم... وأسلوب متفرد في صياغة النص.....

بارك الله فيك يا أخي....
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-06-2012, 08:36 PM
الصورة الرمزية عبدالله الراسبي
عبدالله الراسبي عبدالله الراسبي غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قسم الموروث الشعبي والتراث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 9,051

اوسمتي
وسام الإدارة وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي


اخي العزيز عمر حامد تسلم على هذا البوح الراقي والجميل
قصه رائعه واصل ابداعك الطيب
وننتظر جديدك هنا دائما
تقبل تحياتي اخي
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-06-2012, 12:14 AM
الصورة الرمزية زهرة النوير
زهرة النوير زهرة النوير غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 437

اوسمتي

افتراضي

وااااااااااااااجد عجبتني

حلو ومر

مثل برتقال مزرعة بهجة الأنظار
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-06-2012, 05:19 PM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

أخي العزيز عمر حامد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة جميله واحداث رومنسية مع

بعض الخوف العميق ..

واعجبني سردك الأنيق في مواصلة الأحداث

بين تشويق وهلع ..

سجل إعجابي الشديد مع وافر الشكر والتقدير.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-07-2012, 06:25 PM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

أخي الكريم عمر حامد
جميل جدا أسلوب رائع و قصة جميلة
عشت كل تفاصيلها سلمت يمناك و دمت رائعا..

كل الاحترام و التقدير
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14-07-2012, 04:32 PM
الصورة الرمزية ضي
ضي ضي غير متواجد حالياً
رئيسة قسم النثر والخواطر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: الحياة جميلة بوجود أحدهم ❤️
المشاركات: 5,240

اوسمتي

افتراضي

أخوي عمر حامد تمتلك فن السرد المشوق..
نص جميل واحداث تجعلنا نتابع حروفك للنهاية
مميز بقلمك وفكرك ..
كل التتحية لك..
__________________

لَستُ بِهَذَا الغُرورَ الذِي لَايُطَاقْ ~ ولَستُ الَأُنثَى المُتَكَبِرَه التِيْ لَايُعجِبهَا شَيءْ ..! كُلْ مَافِيْ الَأمِرْ /
أنْ طُهرِيْ ونَقَائِيْ يخَتَلِفْ عَنْ بَقِيَةٌ النِسَاءْ
لِذَلِكَ لَاأحَدَ يستَطِيعْ فِهِمِيْ سِوى القَلِيلْ مِنْ البَشَر
ولَرُبمَا العدَمْ !
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية