روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,549ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,813ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,372
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,515عدد الضغطات : 52,294عدد الضغطات : 52,399

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-06-2011, 04:44 PM
الصورة الرمزية مريم
مريم مريم غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 48
Post أشتاقني !

اخترقت كلماتهُ الأخيرة طبلة أُذني ، تردد صدى حروفه كنشازِ عالي مُخلفاً صداعاً شديداً أرخى بستائرهِ السوداء على عالمي ، فاستحال الكون أمام ناظري مُشوهاً بغيضاً وثمةُ غصة تخنق أنفاسي .

كيف تجرأ هذا الغبي على طلبِ أمر قذر كهذا مني ؟!

أيُّ فتاة ألبسنيها ؟

اتجهتُ إلى المرآة ، لم أبصُرني ، أبصرتُ أخرى !

اتسعت حدقتا عينيّ اقتربتُ أكثر ، أمعنتُ النظر ، لكنني لم أرني ، كانت على المرآة فتاة أخرى ، لستُ أنا ، فتاة تشبه ندى !

بحثتُ عن ملامحي والفتاة التي كنتُها لكنني لم أحضا سوى بالكلمات المتقاطعة تحيطُ بها الأوهامُ والتساؤلات .

اضطرب فؤادي وتسارعت نبضات قلبي ، شعرت بأن الغرفة تخلو من أدنى ما أحتاجُ إليه من الهواء فهرولتُ إلى النافذةِ أطلقتُ صدرها وحاولتُ جاهدة أن أعبَّ من النسيمِ قدر استطاعتي .

ألفُ فكرة كبلتني بالقيود والهواجس ، جعلتني عاجزة حتى عن استعادة الحدث .

سبرتُ أغواري أنشدُ الأمان وأتسول الإجابات محاولة جسَّ قلبي المتشظي ، أصبتُ بالدوار ، و وجدتني قشة تائه في عرضِ البحر.

فتاة يطوقها الحياء ، ترسمُ البراءة ملامحُها ، بعينين حالمتين بالغدِ الجميل ترتلُ الصلوات وعلى صفحة وجهها تشرقُ سماء القرية ، ابتسامة أم وأحلام تلونها السذاجة والطاهرة على حدِ سواء، تلك الفتاة التي كُنتها .

ندى ... هذه الصورة التي تقفزُ الآن أمامي ، تكبر الصورة ، تكبر ، أتقزم ، تكبر وتلتهمني .

أبهرتني ندى منذ لقاءي الأول بها ، أقحمتُ نفسي إلى عالمها – وكم كان ذلك بسيطاً – وأصبح اسمها واحداً من قائمةِ أحبها من الصديقات ، سطع اسم ندى مع الأيام ، بهُتت أسماء الصديقات ، تلاشت ، ثم غابت وبقى اسم ندى نجماً ساطعاً في سمائي المتصدعة .

ندى خازن الجنة الذي سيقودني إلى جادّة الصواب ؛ لأصبحُ الفتاة التي أريد – الفتاة التي تشبه ندى – الفتاة الجميلة ، الجذابة التي تستولي على الاهتمام وتلفتُ الأنظار .

أتقنتُ مع ندى فن المحاكاة كبغبغاءِ أرددُ كلماتها وكالأعمى أسيرُ خلف ترهاتها ، ألبسُ ما تلبس ، أفكر بما تفكر ، مجهضة معتقداتي السابقة ، ضاربة بمبادئي وأفكاري الأثيرة إلى روحي عرض الحائط ، كل شئ يهون لأصبح كأيقونتي المقدسة – ندى – هذه الفتاة الحلم .

في بعض صباحاتي كنتُ ألمح على عجل وجهُ ندى ينعكسُ على مرآتي ، ظلال عينيها و أحمر الشفاه اللامع الذي تتأكدُ من لمعانه بين الفينة والأخرى.

إلى أي مدى كانت أعماقي خاوية لتمتلئ بتلك السرعة بصورة ندى ؟

أخرستني الأسئلة وأسكنتني الحيرة ، قبائل من الخفافيش بعثرت سكينتي وأسقطتني في جُب من الوجع .

يوم ، يومان ، ثلاثة أيام وأنا والألم لا ثالث لنا ، تأسرني حيطان الغرفة الباردة ، أبحثُ عني بين كتبي ، دفاتري ، وأشيائي القديمة التي لم تعد تروق لي ، خارج تغطية العالم بأسره ، تراودني رسائل ندى واتصالاتها أعيد ترتيب صورتها ، أتقزز عندما أجدُ صورتي متطابقة مع صورتها أجدني ظل ندى ، شيئا منها ، كائنُ ملتصقُ بنزقِ ليضئ دربه المعتم بنجمِ مرّ آفلاً وتوهمهُ قمراً .

عندما جاءت ندى لزيارتي بعد أسبوع تحمل سلعها الرخيصة ، بقيتُ صامتة ، ثم ابتسمتُ شاكرة لها سعيها لتركيب صورتي التي تريدها ، وكنتُ أسعى لها و صوتا من أعماقي كان يسترسل بألحانه العذبة عوداً أحمداً يا سارة .
__________________
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:28 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية