روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,803ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,352
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,505عدد الضغطات : 52,285عدد الضغطات : 52,387

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2010, 01:58 PM
الصورة الرمزية جاسم القرطوبي
جاسم القرطوبي جاسم القرطوبي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: صحم-مقاعسة
المشاركات: 830

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى جاسم القرطوبي إرسال رسالة عبر Skype إلى جاسم القرطوبي
افتراضي ملائكة الشيطان ( للبالغين فقط)

ملائكـــــــــــــــة الشيطــــــــــــان
قصة قصيرة أخرى لي يموت أوارها بقلم : جاسم القرطوبي
8/1/2010



بسرعة الضوء حسام ٌمنطلق بسيارته غير عابئ ٍ بنداءات أصحابه : ابقَ لنكملَ السهرة َ ، بل لم يصغ ِ لمناجاة نفسه : ابقَ ابقَ ابقَ . سيارته بمظهرها الرث والكتيبات والجرائد المتناثرة في سيارة تنبهه بالنوم إذ هي تماما كصفة غرفته ورتابته ، يقطع همسَ حسِّهِ بفتح المذياع ، الستُّ أمُّ كلثوم تغنى عبر أثير إذاعة الشباب : هل رأى الحبُّ سكارى مثلنا ؟ يصرخُ مطفئا المذياع : سكارى ، نعم رأى سكارى ، إنهم هؤلاء الملاعين الذين انتهكوا مبادئ عفافي بإدخالي هذا البار اللعين . يصمتُ دقائق ويسكرُ بترداد ِ : كأسٌ ونساءٌ . يخفف سرعة َ السيارة ِ ، من تقاسيم وجهه تنبئ ُ بعاصفة ٍ جديدة ٍ من الهواجس ، يكسرُ جدارَ الصمت ِ بقوله لنفسِهِ : نساءٌ ، ثمَّ يصرخُ متضرعا ً : يا إلهي ، هؤلاء النساء ألا يخجِلنَ من أنفسهنَّ وهنْ يعرضن ...... استغفرُ اللهَ العظيمَ ، يبتلعُ ريقَهُ يفتحُ فيه فيبدو لاهثا لسانه ، يحرك لسانَه متمتما ًبكلمة : ( أوووووه ) لكن الدين يُحَرِّمُ علينا مثل هذه العلاقات المشبوهة ، وبنبرته العادية يعودُ لمخاطبةِ نفسه : أعتقد ُ أنه لا بأسَ بالأخوة الهادئة ، يردُُّ على نفسه الصداقة الصادقة ، يضحك ضحكة َالطفل ويستأنف حديثه ، كما أن هذه ليست قريتنا المتحجرة ، هذه المدينة المتنورة ، الجيرانُ هنا لا يسألون عن بعضهم البعض في الوفاة .. ( يستدرك قائلا ): قريتنا .. قريتنا متنورة مؤذنها والديك صديقان وهنا لا يأبهون بالدِّيَـكةِ والدجاج إلا إذا هاجا وفسد البيض ، أم كيف ينتبهون إذا ترك الديكُ تنبيههم في الصباح للصلاة . ترتعدُ فرائِصُه ُ : الصلاة .. الصلاة ، ينظرُ لساعتهِ يتأففُ: ( أففففففف ) لم يبقَ عن وقت الصلاة ِ سوى أربع ساعات متى سأنام . ثم يتبع كلامه بقوله : أنام وكيفَ أنام ، وأنا قط لحم ، يخرج لسانه لاعقا به شفتيه ، اللحومَ التي هي أرخصُ من لحوم الأسماك والحيوانات أعزها الله . ثم يتأفف ثالثة ً : ( أفففففففففف ) واكزا بيده المِقْوَدَ ويصرخُ : و لكن كلَّ الزملاءِ في العمل يفعلونها،نعم يفعلونها فجميعهم لديهم فتياتهم ، هل من المعقول أنهم سيدخلون جميعهم جهنم داحرين ، لا والله ؛ فاللهُ رحيمٌ توابٌ غفورٌ حليم كما أنني سأتوبُ ، نعم ، سأتوبُ ؛ فبابُ التوبة مفتوحٌ للعبدِ ما لم يغررْ ، أغرر !! ( يستدرك قائلا )أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. و وومَنْ (يقولها موأوئا ً) ومَن يضمن لي معرفة موعد وفاتي . وقريتي أقل عقوبة تسنها لهذه الجريمة الشنعاء الحرق .. يوقف سيارته متعوذا من الشيطان الرجيم وقفة كاد يتدهور منها : نار في الجنة وفي النار ، يحرك سيارتَه ُ وتتحرك دورة ُ التذمر فيه : أف ٍ ولكن سئمت العزوبية وأنا وأنااااااا.... أتوق للنساء نعم أتوق للنساء ، آه لولا هذا الدَّيْنُ اللعينُ الذي يطوقني لاستدنتُ مبلغا طائلا ، وتزوجتُ خمسا ً ، خمسا ً ، استغفر الله أربعا ً، وبحزن ٍ يواصل حديثه : وإن يكد الدين أن يُذهب بالدِّين . تسيل عيناهُ أمطارا وتهيج بقلبه البراكين .
ينظر للساعة ، تلسعُهُ عقاربُ الثالثةِ إلا الربع ِ. يخففُ ضراوتَها بزيادة سرعة ِ مركبته وبنظرات حُــنـُق ٍ فضيع ٍ للشارع الذي بالكاد تمر فيه السيارتان والثلاث ، يغرقُ في بحر من الآهات والأشجان ورويدا رويدا يتأفف بل يتميز غيضا ينفجرُ هاذيا ً : مللٌ مللٌ . وفجأة .. لاحَ لناظرِهِ من ذلك الشارع التي تقفُ كالأشباح أشجارُهُ سوادُ يد ٍ تستوقفه ، فوقف كعادته إذا ما رأى أحدا استعصت عليه سيارة أجرة . على بضعة أمتار وقفت سيارته، من مرآة السيارة الجانبية تفاجئه اليدُ بأنها امرأة ٌ تقفُ وحدها في هذا الليل من ذيّاك الطريق النائم ، ومن مرآة السيارة التي أمامه تبدو ملامحها كأنّ القمرَ نزلَ من السماء ، ورآها تحث الخطأ نحوه ، ومن مرآة السيارة الجانبية الأخرى رأى سيارة َ أجرة ٍ قادمةٍ .
كره حسام انبعاث سائق سيارة الأجرة الساعة فيرجع للوراء بقوة ، واتجه صاحبُ الأجرة إليها بقوة ٍ هو الآخر ، قاب قوسين أو أدنى من الاثنين تقفُ المرأةُ بينهما ، وها هي سيارة ُ الأجرة ِ تقترب منها وهو بسيارته يقترب منها، وها هي سيارة الأجرة تسبقُ إليها ، وها هو يرغب بالشدة اللحاق والسبق إليها ، ولكن أظلمت بصره عن رؤيتها مصابيح السيارة الموقدة بكل طاقتها . حار حسام طرفا فيقول في عمق ِ نفسه لنفسه : ما الذي أتى بهذا الشخص الآن ، يتنهد ُ ( آه ) أحب اقتطاف الأجرة أم أنهما كانا معا ؛ ولخلاف شق صدعهما أسرع إليها الساعة بسرعة الضوء؟! . يستعد ليجرُّ ذيول الخيبة ، ناقل حركة سيارته في وضعية التقدم ،يحاول أن ينطلق للإمام ، فيرى من جميع مرايا سيارته تلاشي مصابيح سيارة الأجرة ذهابا ، يلاحظ أن ظل المرأة متسمر مكانه .
تأتي نحوه تنظرُ إليه يسلمُ عليها ، ترمقه بنظرة غريبة ولسيارته المتسخة رغم حداثة طرازها ، ثم تعرض عنه وهو واجم ثم واصلت مسيرها معرضة عنه ،يناديها : أختي ، أختي فوقفت مكانها وضحكت مكررة : أختي ( دون أن يسمعها ) . التفتت إليه يجمُ للمرة الأخرى ،وجهها المستدير كهالة القمر ، جسمها النحيف ، عطرها الذي يُعَبّقُ الأنفاسَ نشرَ غوال ٍ تركية تسبب العرقَ والأرقَ له ، سترتها الحمراء ،حقيبتها الحمراء وحذائها الأحمر ، كيف راءه لا يدري بنفسه كيف ولكنه راءه ، أسنانها البيضاء هي الأخرى تبرز من شفتين حمراء ملساء . ومثل تساقط أوراق الخريف سقطت بالكرسي الأمامي الذي بجانبه ، يكاد قلبه يشبه طبول أكالي لحوم البشر ، ينطلق ، تعثرُ إطار سيارته بالرصيف ، فتنزلقُ محدثة ً جلبة ً سيارتُهُ . يُرطب الجو وذلك بأن يشرع في إظهار حسن طويته ، وأنه فقط يريد انتشالها من هذا الطريق الذي يطرق الليل بحلكته ، تصغي إليه بنظرات ملؤها الاشمئزاز ، يقطعها نظرا بالطول والعرض ، وتغرق عيناه بالعرق المتصبب منه . يستأنفُ حديثـَهُ مستعرضا نيته وقلبه الذي رغمَ كريات الدم الحمراء المحيطة به إلا أنه ناصع البياض ، وفي داخله من الفرح ما لا يخطر على قلب بشر فها هو أخيرا ينجح في مرافقة غانية له في سيارته . ينتبه أنها صامتة فيصمت ويصمت إلى أن كسر جدار َ الصمت بسؤالها عنها ، تجيب بالصمت ، يمد يده إلى يديها تنزعهما بقوة ، لا إراديا يمسكهما باندفاع ، تلطمه ، يَبْهُتُ . يمسح بكفه خده وبالكف الآخر دمعته ، يقول : لا بأس ، عادي وأمرك سأصمتُ ولن أتكلم . تردُّ بتذمر ٍ : أحسن .

جمالها الأخاذ ذهب به كلّ واد ٍ سحيق ، حرَّكَ لسانـَهُ وكالمطرقة بمسمار التشوق خرق جنانه فأبى إلا التحدث فعاود الكََرَّة َ ، فصرخت بوجهه فلطمها لطمة ً لو لُطمها بطلَ ملاكمة ٍ استسلم لفوره ، حبست دمعتها ثم قالت له : حمار، أنا شريفة . قال : هه شريفة ٌ أصفةٌ أم اسمٌ . ولكن واضحٌ جدا فأنتِ رائعة ٌ. صمتت ، هدأت سَوْرَة ُ غضبه قليلا وأعتذر منها ثم قال لها : شريفة ولكن ما حملك على هذه (اللشحططة) ، فبكت وقالت له : أنا أكبر بنت في أسرة مكونة من ستة عشر فردا ، ولا عائل لها سواي وجئت الى هنا لأستلف من صويحباتي مبلغا بسيطا . فقال لها بعد أن أخذ نفسا عميقا: وكم يقدر هذا المبلغ البسيط . إنه خ خ خ خمسة ريالات أجابت الفتاة بينما كان حسام ينظر إليها متسائلا في نفسه والدها أمها أخوها كيف سمحوا لها بالخروج في هذا الوقت بلا محرم ،فاستأنفت قولها : أترمقني لتلعثمي . فصمت حسام فتحسس دون أن تراه جيوب ثوبه وشقوقه فلم يجد فيهما سوى خمسة ريالات . أخرجهما ووضعهما أمامه مغطيا لوحة مؤشر الوقود الذي يوشك أن ينضب .. خفف السرعة أمسك يدها فلم تمانع هذه المرة ، تفقد كل خط في كفها حتى وصل لمعصمها الذي تُسَوُّرُهُ حلي الذهب . انطلق عَنانُهُ متذكرا كلام أصدقاءه عن بائعات الهوى وقصصهن القصيرة ،ورواياتهن المتداولة في السوق السوداء . تصاعدت أنفاسه ، يداها الباردتان كانتا كبركان يلهبه أو كسيول تجرفه بثورة ٍ نازية . حاول أن يوقف السيارة جانبا في الشارع فزجرته ، وقالت : أتغريني بخمستك تخرج من حقيبة يدها ، صمت قليلا ولكنه لم يقف . ثم قال لها : أتأذن ِ لي بسؤالك ، سكتت ، قال : لا بأس . فقالت باستياء : سل . قال :ما الذي أخرجك الآن ؟ أجابت : الحاجة ، سألها : وما يلجئك لهذا ؟ أنت وأمثالك . يبرر غايته : أقسم لم أقف عمدا . تجيبه لفورها : أنت فقير ، وليست هيئتك توحي بغير هذا ، ولولاه وئدت مروءتك. تفتح المحفظة فغذا به يشرق بالريالات ذات فئة الخمسين ريالا . بتهكم قالت له : أنزلني كفاني الوقت الذي ضاع مني ، يشتد غضبه : ماذا ، ألفقري ! ظننتك ورعة ، ضحكت قائلة: وظننتك أتقى مني بكثير . يلطمها تلطمه يتناثر شعرها ، يرتفع صوتها ، السيارة تتهاوى في الطريق ذات اليمين وذات الشمال ، يرتفع صوتها ، يرتفع صوتها ، يرتفع صوتها ، يرتفع صوتها . يخاف ، تلاحظ خوفه ، تهدده بالشرطة ، يرتفع صوتها صارخة : أوقف السيارة . لم يضغ لها ، يرتفع صوتها ، تحذره : أوقف السيارة وإلا رميت نفسي منها . يقف ، تنصحه ، يضحك وصده دون قهقه ، تنزل تنسى محفظتها ، يتبعها .هاك محفظتك . قالت : ليتك أخذتها . قال : أنا شريف . فردت عليه : وأنا أشرف منك ، ولذلك لم أشأ مطاوعتك لأنني مصابة بفايرس الايدز ، لحظة صمت ، تمسك يده تضع في بطنهما خمسة ريالات وتطبع في ظهرها قبلة . تمضي يمسك يدها وتنزعهما شيئا فشيئا وتذهب حتى تختفي في الأشجار.
__________________
أَكَاد عَنِّي بِشِعْرِي أَخْتَفِي عَجَبا = وَكَانَ قَمَع ُشُعَوُري مِنْهُمُ الْطَّرَبَا
حَسْبِي إِلَهِي وَدِيْنِي وَالْنَّبِيُّ هُنَا = وَفِي غَد نَنْشِرُ الْمَحْفُوْظَ وَالْكُتُبَا
بقلمي


ضياء القوافي من كلماتي وأداء الإذاعي أ.هلال الهلالي وأ.الهشامية

https://www.youtube.com/watch?v=Xjq3TOS5O8g
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:00 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية