علي العامري يشد خيطه المسحور بيد مبهمة

[سالم الوشاحي]

الكتابة والشعر وتماهيه مع الفن ومفردات التجربة فواصل مهمة في الشهادة التي قدّمها علي العامري حول تجربته الشعرية ومرجعياتها، في أمسية نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أمس الأول، في مقره في المسرح الوطني، وقدّم الأمسية قيس الدمشقي .



تساءل العامري عن الكتابة ومعناها ومكنونها، وحاول تلمس تعريف شافٍ، لأنه لا يعتبرها مجرد حروف مصفوفة، ولا نزوة أبجدية، وقال: “تساءلت كثيراً عن جوهر الكتابة، ولم أجد سوى جواب يظل ناقصاً أيضاً، ليزداد توتر الأسئلة، ولكن يبدو لي أن الكتابة تعيد لي توازناً روحياً مؤقتاً، سرعان ما يهب اللهب الداخلي الى القلق من جديد، كما لو ان الشاعر شجرة يزودها البرق بشحنة جديدة للحياة والكتابة والأسئلة” .



واستحضر العامري ملامح المشهد الثقافي في الإمارات ومؤسساته الفاعلة، وقسم معايشته للمشهد إلى مرحلتين، رصد في الأولى الحراك الثقافي والإبداعي خلال الثمانينات، مشيراً في السياق نفسه إلى الدور الذي اضطلعت به المؤسسات الثقافية في الإمارات آنئذٍ في تحريك الساحة الثقافية ورفدها برواد ومبدعين وقامات أدبية وشعرية بارزة . وفي المرحلة الثانية تطرق العامري للموجة الشبابية التي ظهرت في التسعينات وكانت كما قال “مفعمة بالطاقة والعطاء والحيوية، وشهدت نمواً أكبر من حيث توافر الإمكانات والانفتاح على الثقافة العالمية، وظهرت مشروعات كبيرة أسست بنية تحتية مهمة لشؤون الثقافة، من متاحف للفنون ومسارح وبيوت للشعر ومهرجانات للسينما والشعر والفنون عموماً وقاعات عرض للفن التشكيلي وجوائز كبيرة” .



تجربة العامري الإبداعية يرتكز قوامها على مرجعيات أساسية تتمثل في أرض الطفولة، وفضاء الحب، وكتاب الطبيعة، وحكايات الجدة والأم، والكتب والحياة والوجوه .وقد أثمرت تجربة العامري ثلاثة دواوين شعرية هي: “هذي حدوسي . . هذي يدي المبهمة”، و”كسوف أبيض”، و”خيط مسحور”، فضلاً عن مشروعه الشعري الجديد الذي يعمل عليه، وهو عبارة عن كتاب شعري بعنوان “جراسا . . قيثارة الشمس”، يتناغم فيه الشعر مع الفن، ويتضمن رسومات للمدينة الأثرية الأردنية “جرس”، ينوي إصداره بأربع لغات هي: “العربية والإنجليزية، والإسبانية، والفرنسية” .



وذهب العامري إلى وجود تراسل خفي بين الفنون كلها، مؤكداً أن التعايش بين النص الشعري والنصوص البصرية، في تجربته الإبداعية أمر طبيعي، مؤكداً على أن المعنى الوحيد الذي يجمع كل قيم الحياة هو الحب، الذي يحتفي به في مجموعته الثالثة “خيط مسحور”، بوصفه المعنى المضيء الذي يجمع قيم الحياة، من حرية وعدالة ومشاركة ومساواة وجمال، وهذا ما تشي به بوضوح كلمات قصيدته “خيط مسحور” حيث يقول:



في الحبِّ



يشعُّ الغامضُ



حتى حجر الصوّانِ يسيل .



* * *



في الحبِّ



يغني الكهفُ



ويخضرّ المعنى والصلصال .



* * *



“في الحبِّ



يرى الأعمى أثرَ العطرِ على حبلِ غسيلٍ



مشدودٍ فوق خميسِ الجمعة”



وقرأ العامري مجموعة من قصائده الأخرى من بينها: “نغمة الالتباس”، و”خيط مسحور”، و”قرنفل أزرق”، و”لوحة”، و”مشهد داخلي”، “حديقة”، و”فردوس” .

جريدة الخليج