أمسيات وقراءات ودراسات تحتفي بألق الشعر

[سالم الوشاحي]

الشارقة - محمد ولد محمد سالم:

نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي، مساء أمس الأول، في قصر الثقافة أمسية أدبية بمناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي يصادف الحادي والعشرين من مارس/آذار كل سنة، وأدار الأمسية الشاعر العراقي فائق الخالدي .



في كلمة له بهذه المناسبة قال راشد شرار مدير المركز إن “أهمية الشعر تأتي من كونه يؤدي دوراً اجتماعياً في حياة الناس، وهو مرآة لعلاقاتهم الإنسانية والاجتماعية وليس بوصفه للمتعة ولا أعمال الخيال، ولكن بوصفه مخزناً للقيم والعادات التي تشكل هويتهم وتاريخهم، وهو فوق ذلك سجل للمشاعر يجد فيه كل فرد نفسه، وأحاسيسه” .



وأضاف شرار “ولأهمية الشعر ودوره في المجتمع حددت اليونسكو يوماً للاحتفاء به وليتذكر العالم إرثه الشعري الوسيلة التي استخدمها الإنسان للتواصل والتعارف واكتشاف الآخر، ومركز الشعر الشعبي بوصفه حامل لواء أحد أهم ألوان الشعر العربي في الخليج، أراد أن يحتفي مع العالم بهذه المناسبة وأن تكون مشاركته متميزة من خلال أمسية تجمع بين دراسة تنكب على الشعر، وبين الكلمة الشعرية الحية من خلال مجموعة من الشعراء المتميزين” .



الأمسية شهدت مداخلة للباحث الإماراتي فهد المعمري شرح فيها مضمون كتابه “بصمات عند شعراء الإمارات”، الذي حلل قصائد مختارة من الشعر الشعبي الإماراتي لخمسة عشر شاعراً من حقب متعددة وبيئات متنوعة، ورأى أن كل واحد منهم له بصمة خاصة تميزه عن غيره من الشعراء، فربيع بن ياقوت يتميز بالنقد الاجتماعي، ومحمد بن ثاني يتميز بجزالة اللفظ، وراشد الخضر له خاصية خصوبة الخيال، ومحمد بن سوقات تمييز قصيدته بالوحدة العضوية والطابع القصصي، وعلي بن شمسة تمتاز ألفاظه بالعذوبة” .



بعد المداخلة تتابع على الإلقاء الشعري مجموعة من الشعراء من الإمارات محمد عبدالله الخاطري، عايض بن هادي الحبابي، جمعة غريب الدهماني، ومن عمان شاعر الشّلات زايد بن سالم القريني .



امتازت قراءة محمد عبدالله الخاطري برقة اللفظ وقرب المأخذ، مع إمكانات تصويرية جيدة، يقول من قصيدة “جد ومزح”:



يا منى العين قلبي ما قبل فيك نصح



في محبتك رافض يستمع لنصاح



حيث ودك مشيّد في حناياه صرح



معك عرف المحبة زد كل الملاح



أنت له في حياته رأس مالٍ وربّح



وكل أمرٍ في شفك هينٍ مستباحا



في زوايا حياته المظلمة صرت صبح



أشرقت بك وزانت رغم كل الجراح



الشاعر عايض بن هادي الحبابي في شعره تدفق مشاعر الحنين، ويمتاز بخيال خصب وسردية متدفقة، يقول من قصيدة “اقتنيني”:



اقتنيني ضمن أشياءك ولك



تحفة ماتخذلك بين التحف



بروزيني بأضلعك وأنا هلك



عادي أهلك بس بالصدر التحف



ماطلبت المُلك وأملاك الملك



حلمي حلم المبتدي بايع صحف



جيت أسوي لك مجرات وفلك



وأشبعك عقلاً جنونه منحرف



الشاعر جمعة غريب الدهماني تغلب على شعره نبرة الشجى، ويختار ألفاظاً رقيقة موحية يبث فيها تباريحه:



الضيق والاوجاع والدمع والآه



مدهم مع كل الشقا والتعاسه



حطهم وسط صدر تعانده دنياه



ما حط عن همه لبابه حراسه



تفداك من فرحتْه آخر بقاياه



كسره وخذها من رغيف الوناسه



فدوة لمحبوبي وبسمة ثناياه



والهم لو له راس حبيتْ راسه



وختمت الأمسية بمجموعة من الشّلات بصوت الشاعر العماني زايد بن سالم القريني .



أمسية عمانية



ينظم النادي الثقافي مساء الاثنين المقبل احتفالية بيوم الشعر العالمي، بالتعاون مع جمعية الكتّاب والأدباء وجمعية هواة العود، وبرعاية علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام، سيتم خلالها تكريم الشاعر الشيخ هلال بن محمد العامري تقديراً لمكانته الثقافية وإسهاماته البارزة في خدمة الثقافة، كما تتضمن شهادات نقدية وإبداعية، إلى جانب قراءات شعرية لشعراء من داخل السلطنة وخارجها، إلى جانب فقرة موسيقية غنائية .



بيت الشعر يحتفل



يحتفل بيت الشعر التابع لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عند السابعة من مساء اليوم باليوم العالمي للشعر وهو اليوم الذي حددته المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو” .



ويستضيف بيت الشعر نخبة من الشعراء للمشاركة في الاحتفالية من خلال أمسية يحييها كل من سالم الزمر، ويوسف أبولوز وكريم العراقي ويديرها الشاعر محمد البريكي مسؤول بيت الشعر في الشارقة .



يسبق الأمسية حفل التخرج للمنتسبين في ورشة فن الشعر والعروض التي اقيمت في الفترة من 3 وحتى 21 مارس/آذار الجاري، حيث يشمل برنامج حفل التخرج كلمة دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بمناسبة اليوم العالمي للشعر، وكلمة المنتسبين في ورشة فن الشعر والعروض، وتوزيع شهادات المشاركين وتكريم المحاضرين . وقال محمد البريكي إن للشعر العربي دوراً بارزاً في الحياة الأدبية والفكرية والسياسية لدى الشعوب وهو أكثر فنون القول هيمنة على التاريخ الأدبي عند العرب، خصوصاً في عصورها الأولى؛ لسهولة حفظه وتداوله . وقد شاركته في الأهمية بعض الفنون الأدبية الأخرى كالخطابة، وبعد تطور الكتابة وانتشارها واتصال العرب بغيرهم، دخلت بقية الفنون الأدبية الأخرى، المتمثلة في النثر بأشكاله المختلفة لتسهم جنباً إلى جنب مع الشعر في تكوين تراث الأدب العربي .

جريدة الخليج