الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تقف لصالح غزة

[سالم الوشاحي]

في أمسية ضمت بيانات وأشعارا.. وحقائق -
مسقط ـ «عمان» -

نظمت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء مساء الأربعاء الماضي وقفة تضامنية مع الشعبي العربي الفلسطيني في قطاع غزة، تضمنت إلقاء كلمات ونصوص شعرية وشهادات عن الموقف في القطاع ودور المقاومة البطولي في الوقوف في وجه الاحتلال الصهيوني، وكان هدف الوقفة كما أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء في كلمته إنساني في المقام الأول. حيث أعلنت الجمعية عن إقامة معرض للكتاب يعود كامل ريعه لغزة.
بدأت الوقفة التضامنية بنشيد «موطني» الذي يعيد إلى الأذهان الحلم الفلسطيني والعربي بموطن حر يتعالى فوق كل الفساد بعد أن يتحرر من نير الاحتلال. ثم ألقى نائب رئيس جمعية الكتّاب والأدباء عاصم الشيدي بيان الجمعية المستنكر للعدوان الصهيوني وللصمت العالمي أمام آلة البطش الإسرائيلية التي راح ضحيتها قرابة 2000 شهيد بينهم أكثر من 400 طفل.
كما انتقد البيان حالة الاختراق الثقافي في الصف العربي الذي بدا من خلال تعاطف بعض العرب مع إسرائيل بسبب اختلافهم مع بعض حركات المقاومة الفلسطينية.
لكن المستشار هشام واصف القائم بأعمال السفارة الفلسطينية في السلطنة أكد أن الفلسطينيين على اختلاف حركاتهم وتوجهاتهم الفكرية كانوا في هذه الحرب متوافقين تماما. كما سرد المستشار تفاصيل الدمار الذي لحق بالمدنيين العزل في قطاع غزة، وتقديرات حول الخسائر المادية التي تتعاظم في ظل بقاء القطاع محاضر منذ قرابة سبع سنوات. كما شرح المستشار هشام واصف بداية الأزمة التي تحولت إلى هذا الاعتداء بأن مقتل المستوطنين الثلاثة كما أكّدت الكثير من التحقيقات المستقلة عائد إلى أسباب جنائية ولا علاقة لها بحركة حماس.
وشكر مستشار السفارة الفلسطينية الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطنة لصالح القضية الفلسطينية سواء كان ذلك في غزة أم في بقية المدن الفلسطينية الأخرى. مشيدا بدور الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء التي أكد أعضاؤها على الدوام موقفه الداعم والمعنوي للقضية الفلسطينية.
ورغم إصرار الكثيرين ممن تحدثوا في الوقفة التضامنية عن بعض التخاذل العربي إلا أن الكاتب والأديب أحمد الفلاحي أكّد أن هذه المقولات لا معنى لها أمام حالة التشظي التي تعيشها الأمة العربية فالعراق يعيش أسوأ حالته التاريخية وكذلك سوريا التي مزقها المتطرفون والمتشددون ومصر تعيش وضعا صعبا إلا أن جهودها ظلت متواصلة مع غزة التي كانت منذ سنوات الدولة الإسلامية المبكرة هي أقرب إلى مصر منها إلى فلسطين بحسب تعبير الفلاحي.
لكن الفلاحي عاد وأكّد أن حماس وحركات المقاومة الفلسطينية مهما اختلف معها أي عربي أو مسلم، عندما تكون في مواجهة العدو الإسرائيلي ليس لنا جميعا إلا ان نقف معها وندعمها بكل ما نستطيع.
وكان رئيس مجلس إدارة جمعية الكتّاب والأدباء خميس العدوي قد قدم كلمة في بداية الوقفة قدم خلالها رؤية الجمعية من خلال إقامة الوقفة، كما تحدث عن دور الدعم العربي مطالبا بأن تكون هناك وقفة إنسانية عالمية تلتفت إلى ما يحدث في غزة وعموم فلسطين.
وقرأ في الوقفة الشاعر سماء عيسى بعضا من نصوصه الشعرية التي تدور حول المأساة العربية والصراع العربي مع إسرائيل.
حيث اتخذ من صورة الأطفال الإسرائيليين الذين كانوا يكتبون رسائل على الصواريخ موجهة لأطفال لبنان صورة شعرية رائعة تحرك من خلالها نصه الجميل. ولم تبتعد الصورة في نصه الذي قرأه عن أطفال غزة وعن غزة الوحيدة في الموت والحب.
كما قدم الشاعر محمد الراسبي مجموعة «تغريدات» شعرية كتبها على وقع أحداث غزة كانت ضاجة بالحزن والمأساة وقدم كذلك عبدالوهاب الهنائي وهاشم الشامسي كلمات تحدثت عن أوضاع غزة.
وعرضت الجمعية في الحفل فيلما مصورا موثقا للمجازر التي ارتكبها العدو في غزة خلال أيام شهر رمضان المبارك وعيد الفطر الذي تحول في غزة إلى عيد لتوديع الشهداء والبحث عنهم تحت الأنقاض.
ثم بعد ذلك افتتح معرض الكتاب الذي ضم كتب الجمعية والكتب التي تبرع بها أعضاؤها لصالح غزة. ومن المنتظر أن تقوم الجمعية بالمشاركة بالمعرض في فعاليات قادمة تنظمها اللجنة الوطنية للشباب لصالح غزة أيضا في تعاون وشراكة مستمرة بين الجمعية العمانية للكتاب والأدباء والمؤسسات الحكومة والمدنية التي تتبنى القضايا الثقافية وقضايا الحريات والحقوق الإنسانية.