روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,522ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,782ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,258
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,489عدد الضغطات : 52,267عدد الضغطات : 52,371

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > الحـــــــوارات والأخبـــار وجديد المــوقع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 10-09-2013, 02:00 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

كوخ)
لـ : أحمد الهديفي
كبر عمري كبر حلمي على درب الصعب
صدمت الموت لكن ما هداني للقبور

أخذ عقلي و صرت الشاعر إلي أنسكب
حروفه من كؤوس ألماس وروت أرض بور

تعالي يـ السنين و أرفعي منّك هدب
تشوفي كيف حالي مع جنوني صار عور

أهاذيني أغنّيلي أبعزفني قصب
كثر عزفي لـ أسوار الأماني طاح سور

سجين ف كوخ ما عندي سوى نفسي صخب
من الوحشة رجف رفّ الظلام وطاح نور

طلع فجر الفرح ثمّ نطفى نورة شهب
لحق ألمح شعاعه والفرح إنسان زور

ذبل ورد العمر ثم طاح أوراقة كذب
بعد ما خانت الأيام نحسبها شهور

ترمد جذع حلمي من قبل يوقد لهب
حطبني فاس فقري ما عطى الفلاح شور

أدفّيني ف تابوت الصبر والهم يهب
أخبّيني عن الناس وكلام الناس جور

تقهقة من قفاي أطفال يرموني شغب
حبيبي شاعرك مجنون يحكي للطيور

تركتيني عمر ما عاد تبغينا نحب
أنا المجنون أشرب من عيوني دمع حور

أنا يالي هديتك معطف الحب وذهب
أنا يالي عتقتك من عبودية عصور

نسيتي غاف حارتنا وصندوق الخشب
تضمي داخلة طين الألم شيّد قصور

أنا يالي كفوفي طبطبت كدف السحب
غديت اليوم أصغر من نفافة في بحور
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 10-09-2013, 02:00 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

ظـــل
لـ : حمد البدواوي

عـبـث يا ظـلي تـرافـق خــطاي لآخـر المشوار
أنا حـتى الجـسـد لـو كـان بـيـدي مـا يـرافـقـني
تعبت من الضـجـيـج اللي خلافه لحظة استغـفار
تعبت من الحـيـاد / الـصـمت والخـذلان يذنبني
أبطوي الدرب عالق في يديني النعش والمسمار
مـسـافـة بـيـن مـيــلادي ومـوتي اللـي يـراقـبني
وبـتـرك مـا تـيـسـر مـن فـراغ وبـارد الأعــذار
وأجرجر هالخطى لين الطـريـق بصمت يبلعني
أبـا اتـسـوّل بــلادٍ يا ظــلالي والـمـنافـي كــثـار
م بين الـخـطوة للـشـك بعـيـون النـاس يوسـعني
أبا القى لي تراب أرضٍ ولا يمـلك وفا لأشـجـار
عشان ان صرت له وافي بطعنة غـدر يوجـعني
أبا القى لي من آلاف السـكـيك اللي هـناك أحجار
إذا مـا طـاحـت أفــلاكي تـخـاف بـيـوم تجـمـعني
دخيلك يا رمادي وش علي من الحطب والنار !!
شـتـاي أصـدق مـن يدين الـدفا والـبـرد يجرحني
أنا يـا ظـل ما شـفـت الـمـواني تـسـعـف الـبـحّـار
رمـــت للــريـح يـامـالي وأنـا لـلـيــم يــسـمـعـني

تـمـيـلـي يا الـصـواري لـلجـهـات اللـي تريد الثار
عـيـونـك يـا الـمـراكــب مـن رمـدها حـتفها يدني
مـعـي هــذا الجـسـد يا ظـلي المملي تعب وأسرار
عــلـيـه أنـه يـشــيـل اللـي بـقـى مـني ويـرفـعـني
عـبـث أنـك تـرافـقـنـا ، وصـلـنـا آخــر الـمـشوار
بـتـغـرب شـمـسـنا واللـيـل يـركض ، قوم ودعني !
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 10-09-2013, 02:01 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

ليــْــل
لـ : حمود المخيني

الـلـيـلَ : سـجْـن الـفَـجِـرْ / طـوّل عَـلـى حبْسه
وأْنا .. و هذي النـــجوم السـاهرة ( أْسْرى ) !

عـلّمنِي النجْمَ ( أرْمسْ ) وْأْشْعِل ( الرمْسة ) :
مــن ذاكـِـرة يــابِــسـة / مـن ذاكِـرة صـفـرا !

وحْــدي مَــع اﻷبْــجَـديّـة . نـلـتَـقـي خِـلْـسـة ..
أبــوحَ . . و تْـبـوح لـي عـن جـرْحَ مـا يـبـرى

أقــرا شُــعــور الــقَـلـم ، لـو بـاحَـهْ لْـ طِـرْسـه
مــا أفـهَـمـه ! لـكِـنْ أْقْـضـي لـيـلَـتـي وْ اْقـرا !

وَ أْسـامِـر الـشـعْـرَ . . بـيـنْ ايـمـاءَةْ وْ هـمْـسة
أخاف يصْحى الحِزن . . و يْصحِّيْ الذكرى !

غَـلـبْـنـي ( الـوقْـتَ ) يـا هـي نكسة النـكْسة !!
كـيـفْ انـْتـصر فـ الكَبيرة وأخْسَر الصُغرى ؟

مـدريْ الْـجِـهـات اربَعة ؟ مدْري بَها خمسة ؟
الـمـوت : خامـس جـهـاتي و الـحياةْ أدرى ! :

بـ انــسـانَ مـثـلـي يـَحـاسـب نـفْـسَـه بْـ نـفـسـه
فـ أخــطــاءَه الــتــافـِهـةْ و أخـطـاءَه الـكُـبـرى

انـسـان . . يـصْـحـى وَ يـومـه أشبَه ْبـ أمسه
يْــعــيــش مــيّــت ! مـ بــيــن أوراقـه الـغـبـرا

الــلــيــل مــا أطــوَلـه . . مـا أطـوَل الـجـلـسـة
مــعْ وحْــدِتــي . . و الــدّموع الــمالِـحـة حـدْرا

وانــا مَــعـي فـي يَـديـنـي لـلأمـل ( غِـرْسـة )
لــكــنّـهـا كـيـف تُـغـرس فـ أرضِـي الـقـفـرا ؟

( تْـطـيـح ) غيمة / ( تُقوم ) أشجارَنا اليبْسة !
و الــغـيـمـة الـواحِـدة مـا تـسـقِـي الـصـحـرا !

مـتـى يِـحـيـن الـشّـرُوقْ وْ نـفْرَح ْبـ شمْسه ؟
وتْــعــود اغــصـانَـنـا و أوراقَـهـا . . خـضْـرا

متى الـفَـرجْ لـلـفَجِـرْ ؟ يـ حْـظـوظَه النحــْـسة
ويْــزفَّ صـوْت الأذان لـْ فـجْـرَنـا . . بُـشـرى
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 10-09-2013, 02:02 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

أنفاس مرميه
لـ : صالح الحاتمي

على اعْتابكْ رمىْ بوْجوْه منْسيَّهْ من ارْشيْف الزِّمنْ طاحتْ..على اعْتابكْ
هــنا أنْــفاسِكِ الْبيضـا وِمَـرْميــَّهْ عفرْها تْراْبِ تِرْحاْلكْ... وبغْــياْبكْ:
طمرْ أطْهرْ عروْق تْعيْش مدْميَّه تحتْ رمْل الزمان وْ تنْفظ حْـرابكْ
زرعْ ظلّهْ على أرْضكْ يــَ اِنْسيَّهْ طموْحه يْعيْشِ بسْ يكْبرْ على تْرابكْ
ومنْ طوْب الْحنيْن احْلامِ مبْنيَّهْ جرفْها الْعــرْفِ وَالْقسْــمَهْ وأقْـــرابكْ
ومنْ جرْحكْ تفيْض الذّات مرْثيَّهْ لجلْ تدْلفْ مــعابر روْح أحْــباْبكْ
تضاريس الْغياْب فْــ غيبتكْ حيَّهْ قصيْدةْ ملْح يزْرَعْها على كْتـابِكْ
هدتْ لهْ سنْبلات الْحزْن جوريَّهْ سقاها لبِّ أنْــفاسه مــن اسْــبابكْ:
طفقْ يقْطفْ من الْاوْجاع نفْسيَّه بعد يبْس الضُّلُوعِ وْضيْق أبْوابكْ
تحراك فــ ْ هجير الجرْح لهْ ميَّه ولكنْ ما صدقْ ظنَّه مع سحابك
ربيْع القلْب من صيفكْ بهتْ ضيَّه سجدْ عــ ضْفاف أحلامكْ ولا جابكْ
واذَا هبَّت ريـــاْح الْبعْدِّ غــرْبِيَّه لفظ آخرْ صلاه فْــ نصِّ محْرابكْ
سبرْ بحْر الْفراغ بــْ روح مطْويَّه غشاها البردِ وَالوحده . ويحيى بك:
وحيد وْ ساْفر بــْ أحلامِ مَنْسيَّه حملْها ليْن ما طاحت ...على اعتابك
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 10-09-2013, 02:03 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

ليتني اترك دمي ..
لـ : عبدالناصر بن سعيد السديري

مرّني وجهك
من الخذلان لآخر
هـــ الضجيج المر
عشب أسرتنا
وطينك
,سكتك, بابك
من حكايتنا مشيتي الليل ..!
و
عروقي
مقاهي ..
. مثل هذا الحزن
ذابل ..
في فمي ماتت جريدة
قهوتي
مُرّه

أغيب وتسكني ظل الحكي واحتار في أمري
يطير العمر من كف الزمان ولا عرفت أسلاك
يمرون الكلام وتغرسين الليل في ظـهري
أحسك في أساميهم واجيلك و العيون أشواك
لـ السهر أحطب سماك
أخدع الريح بعروقي
بين جفني والتعب
اترك بلد
وأشعل قصيده..
أسألك روحي
كيف مرينا السنين ولا كبرنا
في ملامحنا تجاعيد الطفولة
كلما راح المطر
كلما هـ الشمس غابت
احلم ارحل
وين ما راح المطر
وين ما هـ الشمس غابت

أعيد أحلاك وأيام القصيد البارد فـ صــدري
يسولف لـ الأنا عن قريتي المتبرجة لغنــاك,
عن آخر بردها الدافي! .. ولكن يا عُمر بدري
كبير ي سافر جروحه القديمة واكتشف ينساك
يسير وتخنق الذكرى الحديث وليلها يطري
على باله مثل أول مثل ما كان يتمناك
وتسأله السكيك العابسة: بابــه ؟! وهو يدري ؟!
بأن الحزن مزلاجه.. وتحرجه السنين هنــــــاك
لو تكدس كل هذا الليل في دربي لعطرك
لو خرجتي من حرائق هـ الكلام .. (الرّخ )
لو يصير العمر من بعدك خيام وعابرين
صوتي الشارد ملا كل السنين
مثل ظللك يتبعك لبعد عنا .
يسكن جروحك واسافر
بين اولنا واخرنا
انتهينا
انتهينا ...
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 10-09-2013, 02:04 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

سديم
لـ : يوسف البلوشي

نشف ريق الحنين اللي ذبحني ولا قدرت القاك
ذبل وجه القصيد الي كتبته وشاخ من دونك
رحلت ودربك الحيرة / على أرض الوهم مسراك
طفيت اخر قناديل الغرام ورحت بسكونك
طريقك وجهته هذا المدى ، لأقدامك الأشواك
ولي من ذابل الورد بطريقي صورة جفونك
رحلت وللوله فيني مداين كلها تفداك
مرايا الغيم لو طالعت القى صورة عيونك
وانا في داخلي طفلن يحبك لو ندهته جاك
يجيك بلهفة احساسه يجيك ويمسك ردونك
عيون(ن) ماقوت بعدك ومرود كحلها ذكراك
تمنت تهتني شوفك وتينك مرجح غصونك
انا ذاك الوحيد الي تشبث والعمر مرساك
نجا من قسوة ايامه ولكن ضاع ف سجونك
انا ذاك السديم الي تشتت في مدى الافلاك
يبي يتمحور في كوكب ولكن ضاع من دونك
عتيم(ن) زاد طغيانه يسيل ويغمر الشباك
ولكن شمعة احساسي تموت وترفض تخونك
جروحن في وسط صدري تربت من غد ر يمناك
علامك مارضيت انك تجي وتخفف طعونك!

طريقن للشقا خذني طريقن للجفا وداك
على الله تصدق ظنوني وعلى الله تخلف ظنونك
مدام ان الكبر دربك اكيد ان العمر يظماك
لثم عمري سرابك يالغياب ومات من دونك
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 10-09-2013, 02:05 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

النصوص المشاركة في الملتقى الأدبي الـ ١٩ مجال القصة القصيرة :
نقطة
لـ : حسام المسكري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"حاذوا المناكبَ بالمناكبِ والأقدامَ بالأقدام، أتمّوا الصفَّ الـ..." يقاطعُهُ صوتٌ عالٍ من آخرِ المسجد: " الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر".
يلتفتُ الصغارُ إلى الخلفِ كاتمينَ ضِحْكَاتِهم، يرونَهُ يتقدمُ نحوهم بدشداشته المغبرّة وهو يهزُّ رأسَه يمينًا وشمالاً، وشعرُه الطويلُ يتحرَّكُ بعكسِ اتجاهِ حركتِه، ولا يتوقف عن الترديد: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر" إلى أن يصطفّ معهم. يتجاهله الإمام ويكمل الصلاة.

قبل عشر سنوات وفي نفس المسجد
التَفَّ الصبيةُ حولَ الإمامِ في حلقةٍ لختمِ القرآن. "محمد دورك .. اقرأ". بدأ الفتى الصغيرُ بقراءةِ سورةِ الإخلاص.
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
كرّرَ السورةَ وهو يهتزّ للأمامِ والخلف:
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
صرخ به المعلم "محمد! محمد! محمد!" لم يبدي أيّ ردةَ فعلٍ. كان وكأنّهُ في عالمٍ آخر. أكملَ للمرِة الثالثةِ وصوتُهُ يعلو ويرتعشُ أكثرَ فأكثر:
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
رفعَ المعلّم عصاهُ ليوقظهُ ممّا هو فيه، وقبل أن تهوي على الجسدِ الصغير، يقفزُ محمد من مكانِه ويدورُ مردداً: "اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ أَحَدٌ أَحَدٌ أَحَدٌ أَحَدٌ أَحَدٌ"، ويسقطُ في مكانه دونَ حراكٍ.
"السلام عليكم ورحمة الله" سلم الإمام، وقبل أن يبدأ بالدعاء، يصرخ محمد من آخر الصّف: "لا تصلوا للجدران لا تصلوا للجدران لا تصلو للجدران...."
"أبو محمد شل ولدك من هنا! موه شايفنا كفار ولا يهود يقولنا نصلي حال الجدران" صرخَ أحدُ المصلين بغضب. يذهب أبو محمد إلى ابنه منكسراً : "قوم يا ولدي خلا البيت".
ينهضُ محمد ويكشفُ ثوبُه القصيرُ عن ساقٍ مليئةٍ بالحروقِ والوسوم. يرددُ وهو خارجٌ مع أبيه: "صلوا للواحد كلنا واحد صلوا للواحد كلنا الواحد".
مضت ستةُ أيامٍ منذ سقوطِ محمد في المسجد، قضاها في الفراشِ دون حراك، وفي اليوم السابع فتح عينيه واستوى في مكانه.
"يعقوب يعقوب محمد قام محمد قام!" صرخت أم محمد بفرح. ضمته لصدرها وأخذت تسنشق رائحته بشوق وتغسل وجهه بدموعها: "يا الله يا حبيبي يا محمد لا تودرني ما عندي غيرك!". دخل أبو محمد ورأى زوجته تحتضن ابنها بقوة وتبكي ومحمد ينظر بدهشة لكل ما حوله. "قومي عن الولد بتقتليه خليه ينتفس شوي!"، أبعد أبو محمد زوجته عن ابنها "محمد ولدي كيفك أهون باه تبا تاكل شي؟" بقي محمد على صمته وذهوله.
- محمد محمد ولدي تسمعني؟
- هو.
- أنا أبوك محمد ما عرفتني؟
- هو.
- لا حول ولا قوة إلا بالله ضاع الولد!
ما إن سمع محمد لفظة "الله" حتى فاضت عيناه بالدموع وبدأ بالصّراخ: "هو هو هو هو !"
احتضنتهُ أمّه، وأخذتْ تمسحُ على رأسِه وتقرأُ سورةَ الفلق.
"هذا أكيد جني متلبسنه! شله عند المعلم مبارك".
يُخرج محمد رأسَهُ من بابِ البيتِ بهُدوء، يلتفتُ يميناً وشمالا، يخرجُ من البيتِ راكضاً باتجاهِ البقالةِ الملاصقةِ للمسجد، وقبلَ أن يدخل، يصرخُ أحدُ الصبيةِ المتجمّعين أمام المسجدِ ويلوّحُ له: "محمد محمد تعال معنا". ينظرُ محمد إليهم. يلوح بكلتا يديه ويصرُخُ بفرح: "أصدقائي أصدقائي!". يصافحُ كلَّ واحدٍ منهم بحرارةٍ وفرح ويقول له: "أحبّك".
تتعالى ضِحْكاتُهم فيضحكُ محمد معَهم. ينهضُ أحدُهم من مكانه ويأخذ علبةً من أمامه ويبدأُ بالضربِ عليها. يغلقُ محمد عينيهِ ويتمايلُ يميناً وشمالاً ويبدأُ بالغناء:
مليان قلبي مليان
ويسيل مثل الوديان
أرجوك لا تعذبني
وتروح عني زعلان
يهتز يميناً وشمالاً، والفتيةُ يصفقون له ويضحكون.
هذا الهوى ماحني وباقية رسومه
مقدر أشيل للاسواق واسومه
مليان قلبي مليان
ويسيل مثل الوديان

" يالسفل يا قليلين الأدب! خلو ولدي بحاله! صبروا كان ما خبرت عليكم أمهاتكم!"، تصرخُ أم محمد غاضبة، وتأخذ ابنها من بين الفتية.
"يا معلم مبارك الولد يله أسبوعين من يوم ما طاح وما عارفين موه فيه!".
أنزلَ المعلم رأسَهُ للأرض وتنهد بحزن: "يا يعقوب يا أخوي الّي جاه من حكمة ربك".
صرخ أبو محمد بحزن: "يا معلم راس مالي في الدنيا هذا الولد، ربك ما عطاني غيره! يرضيك يجلس كذا؟!! حتى كلام ما يتكلم ما يقول هُو هُو".
هز المعلم رأسه بأسى وهمس لنفسه : لو تعرف الـ هو !
"جيبه باكر وبوسمه وبإذن الله بيرد يتكلم".

يهيمُ محمد في السّوق. يعبرُ بين الناسِ دونَ أن يُبصروه. يمشي ويضحك، يمشي ويبكي، وكلٌّ في دنياه. تقوده قدماه للسوق القديم. يتوقفُ أمامَ جدارٍ في منتصفهِ نقطةٌ صغيرة. تتسارع أنفاسه. يصرخُ بشوق: "هُوَ هُوَ!". يذهل الناس لهذه الصرخة المفاجئة. يركض محمد متجهاً للجدار. يصطدم به ويسقط. يتهافت الناس ليروا ما الذي جرى: " محمد محمد أنت بخير؟"
ينهض محمد من مكانه كأن شيء لم يكن. ويجيبهم "وهْم وهْم" !
"محمد راسك كله دم!!!"
يبتعد عنهم وهو يردد: "وهْم وهْم" !


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 10-09-2013, 02:06 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

هل الفرح ولادة متعسرة ؟
لـ : علي العريمي

كَـ ذبول الزَهرة هي, تهدلت في تربة أيام ٍمالحة. تستيقظ , يوم آخر, كبَاقي الأيام , لا جديد فيه ؛ فالجديد قَد تطايرت حروفه , وتبَعثرت تقَاسيمه.ترفع جسدها عن السرير متثاقلة , الرؤية أمامها ضبابية , كأن الشمس تبعث في أشعتها سوادًا يملأ المكان.
تَرطم وجهها مرات عديدة بالماء. سرحت بعيدا , كوبَ الحَليب أصبح باردا كـالشتاء, وقطعة الخُبز يبست فأصبحت قاسية كَقساوة صباحاتها . بعد صعودها إلى سيارتها , ترمي بالحقيبة على الكرسي الأمامي , فتصطدم بالذكريات, ماضٍ تَعيس وحُب عَجزت الأيام عن حَبله , وأجهَضته مآسٍ وإخفاقات .

فتآة لَم تَعرف الرَبيع يوما , ظلت مُنسَدلةٌ عَلى نفسها , قابعة بَين شَط البَحر والغروب تَرقب الأحلآم الكَهلة.التفتت عن يمينها وعن يسارها لكي لا يرى أحد ما سال عن وَجنتيها, عيناها محتقنتان بالدمع , و وَجهها يَتَلبسه النَدم . فَهي تَرى في الكُرسي الأمامي لَحظات الحادث , صرخة أمها المُدوية وإنطوائها عَلى أخيها الصَغير خَشيةً عَليه , و في المقدمة ترَى أقواس القُزح الرمادية المتشكلة بفعل الإنارة وإختراقها لحبات المطر. تتذكر عجز شفتاها المعلقتان عن اخراج أي نوع من التهكم ضد سائقي السيارات .

تعصف عَليها حياتها من جَديد وتزداد رغبةً في جلد ذاتها لخدمة من تبقى من أسرتها . بعد عودتها من العمل , تحتضن أخاها الصغير, تتفحصه خوفا من أن تكون الخادمة قد آذته .وتنادي بها لكَي تُحضر الغَداء ..

تتَحدث بصوت خافت :
الحياة لَعنة تَلتهم المساكين , تَغمرهم بالبؤس , تَجعلهم مُمَددين بعجز نحو السماء فاغرين أفواههم ,رافعين أياديهم طلباً للرحمة .
ياه كم أرغب بذاك الشيء ! انتحار بريء , كأن أرمي بنفسي في وسط الشارع وأنا أحمل بين يداي مصحف لكي أترك انطباعاً حسنا واحدا على الاقل.
تتفَقد الهاتف لتَجد رسالة من أمير يَقول فيها :

" انتِ أيتها البارعة , المتفانية في خدمة من هم على سكك الرحيل. لم يبرع أحد في ما أجدته من وَأدك لنفسك. أبارك لَك فأنتِ رويدا رويدا تَندفَنين في الرمل , أخوك يَلهوا فَوقك , يَبني بمكعباته رَجلا، ويغرسُ أقَدَامه فَي وَسط الرَمل. نَعم فَي وَسط الرَمل حَيث أنتِ هناك لازلت تتنَفسين . إلى مَتى وأنت تؤجلين زَواجنا ؟ لما هذا الإصرار على جَعلنا مَحرومين ؟ أخوك الذي تَحرصين على التفرغ له سيأتي يوما لن يتفَرغ لك فيه. قفيني يَوما ! عَلِّي أدلك عَلى الفَرح , سَنعيش معا , سَنقتسم تَربيَته... "
تكتب اليه :

"كَلماتك تنسدل علي كَنوبة برد مسائية , كمَطرٍ حمضي, وتهزني كزلزال.أنت لا تريد سوى التمكن مني , تكسبني الحمى وتذهب , تجعلني أتلاشى , وتزيد من رجفتي حين أستقبل حديثك . تكسبني الخوف عوضا عن الفرح , فأنا عندما أستعد للفرح يغضب الحزن و يشُنُ عَلي غاراتّه , فلا أقوى على ردعه ؛ فأنا أفتقر للسور الحصين. نعم ,أفتقر للسور الحصين , فَفي يوم الحادثة كنت ذاهبة لكي أحضر ثوب زفافك . هل ثمة هناك من رَدع عني الكارثة ؟ أين كنتَ أنتَ؟ أين؟. أرني ردك الآن, هزني بكلماتك , فأنت تُبدع في رمي السهام ولكنك لا تستطيع إلتقافها , فاتركني أكفِّر عن خَطيئتي بتَربية أخي عَلِّي أنال الغُفرآن " .
يرد عليها برسالة وهي مُتَكورةٌ عَلى السرير :
"أنثري الرماد عَلى قَلبك, و انطوي على نفسك , وابقي عَلى حافة الهلاك , كخريف عَقيم"

تسقط هنا ,تلتف على نفسها وتنطوي, تتلعثم و تهذي , يرتد بها الزمان , وتلازم الإسفلت كورقة صفراء .
دموعها مالحة , تخبئ وجهها بيديها وهي ساجدة.
تستيقظ بعدها وهي تذرف الدموع على أصوات الغناء والطبول.
ثوبها الأبيض , زينتها , وباقة الورد , على السرير .
تنتهي من الركعتين وتلتفت إلى أمير وهي تقول:
"هل جميع الولادات متعسرة ؟ "
يبتسم وتحظى هي بأول ابتسامةٍ بدون خوف , تأخذ نفسا عميقا , تعوض به عن جميع الأنفاس الضائعة لتتَفتح بعدها كَالزهرة التي ما كاد أن يأتي رَبيعها إلا وأزهرت غير مبالية بما يأتيها من فُصول .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 10-09-2013, 02:07 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

الحانة الصغيرة
لـ : حسام الجابري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

خرجتُ من حانةٍ صغيرةٍ في دُبي .. لم أكن أرى شيئاً مع أنني كنتُ أرى كل شيء .. جسدي أصبحَ مُعرّضاً لأعمدةِ الإنارة المصطفة على رصيفِ شارع 2 ديسمبر .. قدمايَ تحملانني إلى جهةٍ مجهولةٍ في هذا الليل ، وأحسّ بأن قلبي تحرك قليلاً من مكانِهِ .. لقد امتلأ بكميةِ خمرٍ أعلى مما يحتمل ! .. رأسي كان خفيفاً وثقيلاً في آن وأنا أغني وأتذكر جسدَ تلك الراقصة الساحر .. حاولتُ أن أنهض وأراقصها وألمس جسَدها الخفيّ لكن قلبي الصغير لم يكن مستعداً بعدُ لكي يدور حَولها ويصمد أمام فتنتها الصارِخة .. فتنها التي جعلتني أصرخ بكل ما أوتيت من الصدق : الللللللله .. الللللللللله .. الللللللللله!!
لم أكن وحدي الذي صرخَ .. كل مَن في الحانةِ الصغيرةِ كان يحملُ قلباً لا يطيق كل هذا الجذب وكل هذا الصدر النافِرِ في قلوبنا الساخنة .. فمع كل هزةِ خصرٍ تنكسِرُ هيبة الإيقاع وتتلاشى في ثقبٍ صغيرٍ في رؤوسِنا ..

كلهم كانوا يصرخون ، وكل واحدٍ يظن أنها تدورُ حوله وتحدق في عينيه اللامعتين .. حتى أنا كنتُ أظنها -حين تقتربُ مني وتسحب قميصي وتبتعد هاربةً- أنها تريدني وحدي ! لكنها كانت حائرةً على ما يبدو وتطوف حول الجميع وتتعشق الجميع وتهمسُ في أذن الجميع بخلخالها الذي يشهدُ لجسدها نُضجَهُ واحترافه في الرقص الشرقيّ ..!

اشرب .. اشرب يا مُرَاد – قال لي صاحب الحانة
اشرب .. كل شيءٍ في هذهِ الحياةِ مُجرّد وهمٍ إلا هذهِ الخمرة والأنثى التي تتمايَلُ هُناك
اشرب .. ولا تَعْدُ عيناكَ عَنْها ..

شربتُ ما يُقارب عشرة كؤوسٍ بصمتٍ جارحٍ وعينايَ تفيضان بالرغبة والدمع .. لم أسأل صاحبَ الحانةِ عنها ، ولا عن اسمِها حتى .. اكتفيتُ بالحريق الذي أشعلَهُ ماؤها المُتلألئ على أطرافِ جسدِها المكشوفَةِ في قلبي الصغير .. ولا يُطفِئُ ذاك الحريق إلا كأس من مائها الذي لا يمكنني أن أظفر ولو بقطرةٍ منه الآن !

بدأ جسدي بالارتعاش والتعرق والدخول في حالةِ انخطافٍ عميقةٍ ، حتى فقدتُ الإحساس بالأشياء حولي ، ولم أكن أرى إلاها والخمرة ، ولم أكن أسمع إلا خلخالها وصوت مغنٍّ مأخوذٌ ، وأعتقد أنه كان يُغني ويحدق في رفرفة قميصها الحريريّ الذي يحاكي روحَهُ في الغناء .. وصوته كان يتردد في سويداء قلبي : أنا الكاس ، أنا الخمرة ، أنا الشارب المشروب !

مضت ساعة منذ خروجي من الحانة ، والعتمة بدأت تدخُلُ في كل مكان .. وقدمايَ تحملانني إلى جهةٍ مجهولةٍ .. وكنتُ أغني وأبكي ..
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 10-09-2013, 02:08 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

الساعة المصلوبة
لـ : مريم الوهيبية

تخترق الشمس نافذة الشاب المضطجع على سريره، لتنبهه بأن الساعة قد تجاوزت السابعة صباحا موعد استيقاظه المعتاد.
يستيقظ الشاب فزعا، يلقي نظرة على ساعة الحائط..
السابعة صباحا .. يبتسم و يشتم الشمس التي أخافته بنورها الساطع المبكر جدا.

كان شابا مهووسا بالوقت حد الموت، ذو قامة طويلة و شعر طويل أيضا، لم يفكر أن يضيع دقائق من حياته ليقصره أو يتخلص منه كليا، كل وقته لعمله و لأوراقه فقط.
نهض من على سريره، و نظر لساعة الحائط مرة أخرى، السابعة صباحا.
كان خائفا من أن يكون قد تأخر في النوم، فلديه اليوم موعد ضروري عند الثامنة، مع صديق قديم يعرفه أكثر من نفسه، و يحفظ تفاصيل حياته كما لو أنها تخصه هو لا غير.
سيقدم له أوراق روايته التي يسرد فيها زمنه الماضي و ذكرياته، و سيكمل معه بضع أوراق ناقصة من زمن لا يعرفه، كان أهمها بالنسبة إليه، وفاة زوجته حينما كان مسافرا في رحلة عمل لم يستطع تأجيلها رغم إلحاح زوجته عليه.
فكيف ماتت و في أي وقت بالتحديد، من المؤكد أنها لم تمت حين رن هاتفه و بلغه صديقه بالأمر, و لِمَ لم يسعفه الوقت حتى يحضر جنازتها، بل لِم دفنت قبل عودته المستعجلة.

يستعد للذهاب إلى عمله، يعد الشاي ليحتسيه في الطريق، يحمل معه أوراق روايته، يلقي نظرة على ساعة الحائط مرة أخرى، السابعة والنصف، يزيح بنظره إلى النافذة، يرى طيف زوجته، يلقي ابتسامة حزن لبيته و يخرج.

كانت الشمس خارج البيت كحالها ، ساطعة جدا .
يسير الشاب تحتها و هو يغني تارة و يشتمها تارة أخرى.
كان الطريق فارغ إلا من سابلة قليلة، يواصل سيره وهو يفكر في حال جاره العجوز الذي ربما كان مريضا لذا لم يره ككل صباح، يقيم حوارا غير مفهوما مع لحيته.
وصل إلى موقع عمله، محل صغير يحوي عدد كبير من الساعات بمختلف أشكالها و ألوانها و أعمارها أيضا.
كان يسافر بحثا عن أندرها و أقدمها ، حتى يضمها لمحله .

وضع أوراقه على الطاولة ، تنهد قليلا ، رفع يده اليسرى ليعرف كم استغرق من الوقت .
الساعة الثانية عشر .

حملق في ساعته، و لم يصدق أنه استغرق كل ذاك الوقت فمحله لا يبعد عن بيته سوى بضع دقائق فقط !
راح يتفحص الساعات المنتشرة حوله، تلك التي يحرص دوما على دقتها.

الساعة الثانية عشر و خمس دقائق، الساعة الثانية عشر و عشر دقائق، الساعة الثانية عشر و النصف.

ارتبك ! سقط أرضا و هو يرتجف، كيف يحصل هذا فبالأمس قد ضبط كل الساعات و كانت دقيقة جدا.
​أمسك بأقرب ساعة منه, ساعة بإطار كبير منكسر, سألها في أي زمن تراه الآن, و كم سيستغرق حتى يعيد ترتيب وقته مع أوراقه, هل سيأتي صديقه بعد قليل حاملا له السر !
يرتجف و يحرك عقاربها, يجرحه إطارها, تنزف يده كثيرا, يتجاهلها, يرفع رأسه محدقا في باب المحل على أمل أن يرى صديقه مقبلا, تمر ساعة حائط بيته أمامه, تصفعه, يتذكر الشمس و النافذة و وجه زوجته الميتة في ساعة لا يعرفها و يبكي.

أجل، لقد كانت ساعة الحائط معطلة، لقد تأخر على صديقه الذي لم يأتي، و لم يكن سيأتي أبدا ليخبره أنه سيموت بعد قليل كما ماتت زوجته.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:56 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية