فقير على الكورنيش

[أحمد القمشوعي]

طابت أوقاتكم

قصة قصيرة

وقت العصر

المكان :الكورنيش

فقير على الكورنيش

شــــدّني في يوم شفته بين فــوج السايحيـــــــن
يمشي لحـــــــاله وشكــــــلة يخبر الغير بنبـــــاه

هو رجـــل بتقول عمرة شـــــوي عدا الأربعيــن
أسمرٍ شمس الظهيرة كلّحـــــــت يـدّة وعصـــاة

ملبسة رث الثيـــاب وبـــــان فيها رقعتيــــــــــن
يرتدي نعلٍ ممزق راح شكلــــة ومــــا حــــــواه

شايـــلٍ حاجــــة بظهرة شكلها ... كيسة طحيـن
المهم أني لمحتـــه قلــت بنشــــــــــد وش وراه

رحت له والشاهــد الله ما بقصدي لــــه أهيــــن
بس غصة في ضميـــــري وَجّهت خطوي قـداه

شـــافني تبسّــــم وسلّـــم مثل كـــــــل الطيبيـــن
قلت:وش شايل بظهرك؟قال رزق اليوم (بــــاه)

أجمــع (المعدن) بكيسي من صبـــاح الله يحيــن
أرفعه من هالقمامـــة كلما ســــــــايح رمـــــــاه

ثم أَبيّع مـــــــا وجدت اليوم من (معــدن) ثميـن
يمكن بــنص الريـــــال لتاجــــــرٍ وافـــد يبـــــاه

راح من عندي وسلّـــــم قلتله : الله المعيـــــــن
هو صحيح أن السياحة تثري الكل بعطــــــــــاه

ثم ســــــالت في خفـــــــــوقي دمعــةٍ للمفلسين
يرتجو طعــــم السعادة دام بالدنيــــــــا حيـــــاة

يكدحون اليوم كله لجــــــــــله الرزق المهيـــن
تعصف ريـــاح الغــــــلا بجيوبهم صبح ومساه

مدري ليش المال يركض صوب ناسٍ متخمين
حتى لو مـــــــــا يطلبونه جاهم المال برضـــاه

فرق بين اللي تربّــــا في عجاجـــــات السنين
بينه وبين اللي ضجّت خزنة البنك بغنــــــــاه

يا مقفّل باب قصرة والحرس له راصديــــــن
خوف لا يدخل فقيرٍ شايلٍ ذلّـــــــــــــه معـــاه

يا مفاخر بالمواتر بين (مرسيدس) و(كايين)
خاف ربك في أناسٍ ما يردلهم دعــــــــــــاه

اعلم أن الرب صنعك خلطةٍ من (ما) و(طين)
في بداياتك وآخرها تحت لحد الوفــــــــــــاة

ثم قم وأنظر إلهك في سؤال الكــــــــانزين :
(كيف أغفلتم نعيمي عن عبادي يا طغــــــاه)

ذاك يومٌ جـــــــاء وقته نسأل الله ونستعيـــن
فيه نــــارٌ وَقــدَها من لحم كفارٍ عصـــــــــاه