(( سلمى الجزء الثاني))

[زياد الحمداني (( جناح الأسير))]

وفي الصباح الباكر في مخزنِ الأسماك المجففة سمعت سلمى صوت الباب يفتح ورأت ضوءا ملأَ عينيها شروقا لعله يأتي بالجديد المفيد

جاءت تلك المرأة المسؤولة عن شؤون الأطفال قالت : حان وقت النهوض حان العمل ايها الأقزام ..
فنهض الصغار وبينهم وليد فقالت لهم إذهبوا حيث المعتاد تذهبوا سيتلقاكم الرجل المُقِل لكم ، إنه في إنتظاركم ومعه الطعام قليلا من الخبز يكفيكم ، لا تصدروا ايِّ مشاكل وإلا سينالُ من سولت له نفسه أشد العقاب.. هيا إرحلوا

فأتجهت نحو سلمى فقالت : أخيرا وجدناكِ فمن الآن وصاعدا نحن عائلتك هنا الجزاء من جنس العمل ، فأحذري من ما لا يحمل عقباه ، فكلما كنت غير منصاعة لنا كلما كانت الحماية مفقودة والرجال هنا في كل جانب .. فأحذري

قالت سلمى : لا ينفع مني العناد وانا مستضعفة لا حول لي ولا قوة ، إلا الرضوخ إلى ما يراد مني ..
( وأثناء حديث سلمى المسؤولة متعجبة من ردة فعلها الإجابية) ولكن ما العمل الذي سأكلف به يا سيدتي وما اسمك لكي يرتاح قلبي حيال من اتعامل معه..

قالت المسؤولة : أسمي راغبة ، سرني التحدث معك فقد فاجئتني في حديثك الآن أنتي فرد في عائلتنا دورك ستأخذيه قريبا بعد مقابلة زعيمنا ((كبير)) فهو المسؤول عن كل صغيرة وكبيرة , الآن إفطري هذا الخبز والعسل والماء لك وحدك .. بعد قليل سآتي لأخذك إليه ..

ذهبت راغبة والأفكار تضطرب في ذهن سلمى كيف لي والصغار الهروب من هذه العصابة الشريرة لابد من التريث قيلا حتى تحين الفرص لذلك ..

بينما وليد بالقرب من المرفى ينتظر البحارة المتجولون في السوق الصغيرة التي يباع بها الأسماك جاء إليه رجل كبير السن يسمى نادر ..

قال لوليد: إنني اتعجب من تواجدكم المخيف هنا ، اطفال صغيرين يبتاعون السمك في ساعات متتالية ، هل انتم أيتام متشردون جمعكم القدر في هذا الأمر..

وكان في تلك اللحظة الأعين من هناك وهناك تتربص بالأطفال الباعة حذر كشف أمرهم بفضحِ حقيقة تواجدهم المثير هنا..

قال وليد: نعم نحن متشردون (( عيناه متلألأة الدمع ولكن لم تكن بيده حيلة إلا الكتمان عن مشاعره خوفا من أذيةِ المراقبين)) لا ملجأ لنا نعيش في الطرقات ونعمل بشتى الأعمال من الأجل الإستمرار في الحياة..


قال نادر: حالكم يدعو للشفقة ، عموما ألا تبتاعُ لي سمكتين (( وكانت السفرة التي يوضع بها السمك ، يوجد بها صنفين صنف خاص معلم بمادة بيضاء وقسم عادي أشبههُ بالتمويه)) قال وليد : على الرحب والسعة تفضل هاك السمكتين ..
اجاب نادر: شكرا لك ، اراك في صباحٍ آخر لأشتري منك بعضا من السمك..
جميع الأطفال مراقبين من هذه العصابة ، لذا لا يمكنهم إبداء أيِ تصرف يضر بهم..

وأتت راغبة لسلمى لكي تذهب معها إلى الزعيم فقد أبلغته بمقابلته ..

وقالت يا سلمى الآن ستبدأ رحلتك وحياتك الجديدة مفيدة لك كما كانت بدايتي ، تغلبت على مصاعبها وها هنا أنا سيدة ذات سيادة يتبعني الكثيرون ..

قالت سلمى: ((وهي مزدرية )) منك اتعلم لكن أومئي لي ما العمل الذي سأُقدِم عليه سيدتي حتى لا اتفاجئ..

قالت راغبة: ما اعجلك يا سلمى ، من الواضح انكِ تحبين العمل ، ستغيرين هذه الفكرة عما قليل.. (( وهي تبتسم)) لا عليك ستعجبك مهمتك..

قالت سلمى : بكل تأكيد ستعجبني سيدتي..

ووصلا إلى وجهتهِما ، دخلا مبناً كبير متسع بشكل عرضي ، أشبه بمستودع وأفراد الأمن مجتمعين يلقون انظارهم المحتارة بالوافد الجديد لهم (( بلسانِ حالهم ، هذه ليست طفلة صغيرة كما إعتاده الجميع بل في سن فتي بمقدوره التمييز )) ..

قالت راغبة : لا تعيري أحدا هنا أي إهتمام فسندخل الآن أقسام أخرى ذات طابعٍ قاسٍ فتحملي تلك المشاهد..

قالت سلمى : مكان اشبه بموقع تعذيب أو سجن ، إنني حيرة ، وأنتي سيدتي رغم ذلك تجعلين الخوف ينتابني كل لحظة .. عموما بإمكاني غلق عيناي وأُذناي حتى لا استشعر ذلك (( مبتسمة))



يتبع...



وتستمر الأحداث .. في الجزء التالي..

[وهج الثريا]

كنا بانتظار هذا الجزء بلهفة .وكما عودتنا دائما أن الإبداع يستقي من قلمك ..
بورك لك هذا الفكر ..

فانتظار باقي الأحداث ..
لك الود

[ناجى جوهر]

بدأت الأمور تتعقّد أمام سلمى
فهاهي تنغمس في بيئة إجرامية مع مجموعة
الأطفال المختطفين رغما عنها
ربما يمد لها الصبي وليد يد العون
ويخرجها من وكر الإجرام
ويعيدها سليمة معافاة الى ابويها
ننتظر بلهفة
شكرا لك أستاذ وليد الحمداني
وتقبل تحياتي

[زياد الحمداني (( جناح الأسير))]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الكلبانيه

يسعدني ان اكون اول المارين على نصك الادبي المميز ...
أعجبتني سلاسة اللغة..تسلسل الاحداث..جانب التشويق..وشخصية سلمى الناضجة
ننتظر البقية يا استاذنا المبدع

مرورك بحد ذاته إشراقة تنير السرد وتبهج الحرف أينما وجد..

سرني تفاعلك الرائع الدال على رقي فكرك المتجسد بك الأخت الكاتبة عبير الكلبانية..

[زياد الحمداني (( جناح الأسير))]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهج الثريا

كنا بانتظار هذا الجزء بلهفة .وكما عودتنا دائما أن الإبداع يستقي من قلمك ..
بورك لك هذا الفكر ..

فانتظار باقي الأحداث ..
لك الود

الجمال الفكري يستقطب أصل الجمال ، فحرفك الرائع لهُ من الحس اللغوي الكثير من السمو المعنوي الذي تستدركه الكلمات ، مهما تبعثرت هنا وهناك تبقى في سرورٍ في إستقطابِ فكرك المتألق بك الكاتبة الرائعة أ.وهج الثريا..