روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,536ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,798ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,310
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,502عدد الضغطات : 52,281عدد الضغطات : 52,385

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2015, 01:22 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي ملوك الراس لحمر الجزء الرابع والعشرون




وقعت هذه الأحداث في عام
1979ميلادية
حكاية رائعة





ملوك الراس لحمر


الجزء الرابع والعشرون

العودة إلى هاشا باشا



وتمنّيتُ أن يتصل البشر بهولاء الأنوناكي المبدعين ليتعلّموا منهم
بعض الخصال الحميدة كرقي السلوك والتفوّق العلمي
غير أنّ نِزاعات البشر وخصوماتهم وحروبهم لا تسمح لهم بالتفرّغ
للإبداع إلا فيما يجلب الهلاك والدّمار,
وفاضت عيناي بالدموع وأنا أتذكّر المآسي التي تعرّض لها
ولا يزال يتعرّض لها البشر على مدى العصور والأزمنة
والأدهى والأمرّ أن التنازع سمة غالبة على الناس, فلا يكاد ينقضي نهار
قبل أن يغضب المرء على أحدهم, وإن إختلفت درجة السخط وحِدّته ومُدّتُه
صحيح أن هناك أنظمة وتشريعات لا يمكن تطبيقها إلا بالقوّة
ولكن أسباب شقى البشرية لا تتعلق في الغالب بالفضائل
بقدر صلتها بالطمع والجشع والحرص على مباهج الدنيا الفانية, والتنافس
على المناصب والمكاسب المادية والمعنويّة, وفرض الإرادة على الآخرين
وتسخيرهم والهيمنة على مقدّراتهم.
فأي شيء يؤلف بين البشر جميعا غير مشيئة الله سبحانه وتعالى؟

قال حمود بَرْ غَبْرَىَ: كان تابعنا الآلي يراقبني وقد بللت الدموع لحيتي
فدنى منى وأخذ يدقق النظر في وجهي الحزين
وقد أذهله تقلُّبِ حالي في لحظة سريعة,فقال لي:
هل تسمح يا سيّدي أن أفحص هذا السائل الذي تُفْرِزه عيناك؟
فأبتسمت, ولم أتوقّع أنْ يكون جادا
فما كان منه إلاّ أن حوّل أصبعا من أصابعه إلى ما يشبه الدورق
وأصبعا آخر تطاول حتى صار مثل الحقنة, وقبل أن يفعل شيئا انتبهت
فمسحت الدموع وأشرق وجهي
فأندهش الآلي وقال في غباء واضح:
كيف تفعل ذلك يا سيّدي,كيف؟
قلت مستغرِباً: أفعل ماذا؟
قال: كيف تفرز ذلك السائل من عينيك؟
وكيف تغيّر ملامح وجهك في وهلة قصيرة؟
قلت له: كل كائن حيٍ عاقل يفعل ذلك عندما يحزن أو يفرح
فأخذ يدير عينيه ويحرّكهما لكي تدمع, لكنّهما لم تُدمعا
ثُمَّ سألني مُتلهِفاًهل تغيّرت ملامح وجهي؟
فقلت: نعم لقد أمسى وجهك في حُسن سيّدنا يوسف عليه السّلام؟
ولكنّ الدّموع عزّت عليك.
فقال مندهشا: من يوسف؟
فضحك كل من كان يسمع حُوارنا
فأخذ الآلي يتحسس خدوده فلم يجد أثرا للدّمُوع
فسألني: ولماذا لا يمكنني ذرف الدموع؟
قلت : لأنّك آلة, ولست بكائن حيّ
قال: وكيف لي أن أصبح كائنا حيا؟
فضحك القوم , لكنّ الآلي ظل ملحّا في أسئلته الحمقاء
فقلت له: يا هذا لا يمكنك أن تصيح كائا حيا
قال: ولماذا؟
قلت: لأن الله سبحانه وتعالى لم يهبك روحا
وقبل أن يسألني أكثرقلت له: كفى.
لن أجيب على أسئلتك البلهاء, فدعني وشأني.
فأراد أن يسأل غيري إلاّ أن المنادي نادى بإنقضاء وقت الزيارة فعدنا إلى النّّزُل.

وهكذا كنا ننتقل من مختبر إلى مصنع إلى معمل حتى أعلن الحاكم
العام عن موعد العودة إلى المدينة العاصمة هاشاباشا.
كانت زيارتنا الأخيرة إلى مصنع الأجهزة الإلكترونية
وكنّا قبل زيارته قد مررنا بمصنع الآلات الثقيلة
حيث ينتجون الحافرات الضخمة والشاحنات العملاقة, والمراكب البرمائية
والصفائح المعدنية والزجاجية المستخدمة في أعمال البناء والإنشاءات
وأسقف المنازل والأسوار الجاهزة. ووسائل المواصلات المتنوِّعة.
وقد لفت نظري في ذلك المصنع وجود عدد لا يُحصى من المراكب الهائلة الحجم
المدوّرة الشكل,يزيد قطر الواحدة منها على المائتي متر
ويبلغ إرتفاعها خمسين متر
وكنّا نقف على تختٍ طائرٍ ونحن ندور حولها
وعندما دخلناها وجدناها مقسّمة إلى غرفٍ أسطوانيّة متجاورة
كأنّها المآذن في إرتفاعها وتدويرها, وبداخل كل أسطوانة
أخريات أصغر حجما,جدرانٌها ملساء جدا, مصنوعة من سبائك
المعادن النادرة القاسية
أمّا غرفة التحكّم فكانت محمِيَّةٌ تماما, تحيط بها عوازل معدنية
من كل الإتجات وتقع في وسط المركبة
وقد زُرعت فيها المعدات والتجهيزات والآلات الإلكترونية
وهم يديرونها بإستخدام التكنولوجيا المتطوّرة جدا
وكنت أظُنَّها صوامع الغلال حتى قيل لي أنها مغقِّمات جوّيّة تُرسل
إلى طبقة الغلاف الجوّي, فتمتصّ منه ثاني أكسيد الكربون والميثان
وغازات السوكس والنوكس, وغيرها من الغازات الدفيئة
فتحوّل أجزءا منها إلى وقود تعمل به
وتحوّل البقيّة إلى غاز الأوزون المُهِمّ
لذلك لا يعاني سكان هذا العالم من التلوّث.
وفي مصنع الأجهزة الإلكترونية لم تثر دهشتي آنية الطعام
والشراب والمآضي والمغاسل والرسائل والطرود الطائرة
ولا الحيطان المنيرة ولا الأسورة المتعددة الوظائف ولا مكبرّات الصوت المبرمجة
ولا الآليون عازفوا الموسيقى, ولا مكتبات الحواسيب المجّانية الإستخدام
ولا الملاعب والصالات الرياضية المبثوثة في أحياء المدن,
إنّما أثار تعجّبي محاولتهم زرع ذاكرة إلكترونية في دماغ رُمادي
معتوه من أـباع كرداس ,بغرض محو الخبرات والتجارب والذكريات السابقة
من ذِهنه وإستبدالها ببمعلومات وسلوكيات وإنفعالات وقيم أخلاقية
قاموا ببرمجتها وتخزينها في تلك الشريحة بقصد تحويل شخصيته
وقد رأيتهم يذهبون به إلى المستشفى القريب, ولست أدري بما حدث بعد ذلك
وأثناء إنتظارنا في مصنع الإلكترونيات أهدونا طاقيات لطيفة
وعندما وضعت طاقيّتي على رأسي أصدرت ذبذبات ونبضات إلى جسمي
أشعرتني بالإرتياح, وكأنها مساجا مجانيا
وكان الأنوناكي الذي يجلس إلى جانبي شاعرا, وفي تلك
اللحظة خطر ت على قلبه أبيات شعرٍ, فما كان منه إلا أن أخرج
آلة حاسبة بحجم الهاتف النقّال, وعندما لمس بعض مفاتيحها
تضاعف حجمها حتى صارت مثل الآلة الكاتبة
فسمعته يلقي أبيات الشعر بينما كانت الحاسبة تطبع كلماته
فإذا أمسك أعادت الآلة القاء الأبيات لكن بصوت مختلف
فإذا أراد إستبدال كلمة قال: عُد إلى الكلمة كذا وأكتبها كذا
فكانت الآلة تنفِّذ تعليماته بدقّة متناهية وبمرونة عجيبة
بل إنّها كانت تعرض عليها مقترحاتو فتقول:
ما رأيك يا سيّدي بهذه الكلمة؟
فتعجّبت من قدرة العقل على إبتداع ما يسعد أو يُشقي.

قال حَمُود بَرْغَبْرَى: أضطررت إلى الإستئذان من الحاكم العام في العودة
إلى مدينة هاشا باشا, وذلك عندما وصلنا خبر يفيد بتعرُّض والدة
نور إلى وعكة صحيّة, وقد إستغرب الأنوناكي سماع هذا النباء وأستنكروه
فنادرا ما يتعرّض المرء للمرض في هذا العالم, فقلت لهم أنسيتم أنّكم مخلوقين
ضعاف مهما بلغتم من قوّة وعلم ورقي, إنّما الكمال لله الواحد القهّار
فسجدنا جميعا خضوعا وتواضعا للعلي القدير
ثم أمر الحاكم العام بتجهيز المركبة والإستعداد للعودة إلى العاصمة
وفي غضون ساعتين من الزمن كانت المركبة تهبط في ساحة قصر الحاكم العام
فأسرعت مع عمّي يوسف حجّة الدين وزوجتي نور وإخوتي البشر وبعض الأنوناكي
في الذهاب إلى المشفى الذي ترقد فيه عمّتي زمزم أمُّ نور
وعندما سألنا الطبيب المشرف عليها عن علّتها قال:
لست والله أدري ما عِلّتها, إن جميع الفحوصات التي قمنا بها لا تظهر شيئا
فإنّ دقات قلبا منتظمة وضغطها عادي وكذلك درجة حرارتها
فدخلت إليها مع زوجها وابنتها, وعندما سألناها عما أصابهاقالت:
لقد كنت أجالس بعض أخواتي الإنسيات اللواتي بقينا هنا
وفجأة شعرت بهبوطٍ حادٍ في درجة حرارتي, ثم تطوّر الأمر إلى
وهنٍ وإنهيار تام في جسدي, ولا أعلم سبب ذلك
قال حَمُود بَرْغَبْرَى: فبكى عمّي يوسف حُجّةُ الدين بكاءً مُرّاً
فبكينا جميعا لبكائه, بينما وقف الطبيب والممرضات حائرين
ثّم إنفرد بي عمّي يُسُف حُجّةُ الدِّينِ وقال:
إنّ عمّتك يا بُنيَّ تعاني من هذا المرض منذ سنوات عديدة
وقد عجز الأطباء عن معرفة سِرّه, فهل تعرف ما ينفعها؟
ففكّرت طويلا ثم قلت: أعرف دواءً نافعا بإذن الله لكل عِلّة
قال: فأذهب الساعة وإتِ به إن كان موجودا هنا
قال حَمُود بَرْغَبْرَى: فسألت بعض الأنوناكي إن كانت توجد
في المدينة مزرعة ...

يتبع إن شاء الله


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية